أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حرب اللاجئين














المزيد.....

حرب اللاجئين


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل قضية اللاجئين إشكالية في التحليل السياسي بين المشرق والغرب، برغم طابع الترحيب الإنساني فإنها تثير الكثير من علامات الإستفهام بين مرحب بها ومشكك فيها، وإن كان غالبية الأوربيين يرون فيها أنها لا تمثل الحل، ينطلق السؤال حول من تسبب فيها، وطبعا الأوربيون لا ينظرون إلى الأمور بأحادية الجانب ، الكل يعرف ديكتاتورية الأسد من جهة والكل أيضا يعرف الأطراف الأخرى في النزاع بعيدا عن جوقة الإعلام الرسمي الذي يتكلم عن وجود ثورة، فسوريا احتلت ساحة للصراع الدولي وهذا لا يستطيع أن ينفيه أحد، ودعم طرف على حساب آخر مثير للشفقة لأن الخاسر في كل الأحوال هو الشعب السوري الذي أوقع في مأساة بسبب مكر الأطراف الدولية ومنه الترحيب باللاجئين نفسه من حيث يطرح السؤال: لماذا الترحيب عوض وقف النزيف الدموي هناك؟. الكثير ينظر إلى الأمر بكثير من الشك والريبة، ورائحة البارود تفوح مع كل تحرك سواء اتخذ اسما انسانيا أو اتخذ اسما سياسيا، خصوصا وأن نزاعا آخر في اليمن اتخذ نفس الوتيرة ولم يثر موضوع اللاجئين فيه أو الإقتتال أدنى ردود فعل أوربية سواء على مستواه الإنساني أو على مستوى ما يقع ميدانيا من قتل عشوائي للمدنيين وقصفهم.
إن موقف الدول الأوربية ومعها الرأسمالية بشكل عام من الحرب على اليمن هي ما يعكس ذلك المكر السياسي الذي يعري الخلفية السياسية لهذه الدول، فما دامت الأطراف التي تقوم بتلك الحرب تخدم أجندتها فهي لا تبعث عن القلق الإنساني الذي ذرفت دموعه القديسة ميركل في قضية لاجئي سوريا والعراق مثلا، في حين أنه ينتظر أن نرى تفجرا للوضع حين تنقلب الموازين لصالح الحوثيين أو الدول المساندة لها، سنرى دموع تماسيح تغزر مرة أخرى حول تراجيديا القتلى المدنيين باليمن. ومعنى هذا أن اللقف الإنساني تجاه سوريا ليس أكثر من صيحة رأسمالية تستنهض بموجبه دعما شعبيا لتبرير وقف الحرب بالقوة ما يعنيه أنها تعبئ الرأي العام إلى قبول دخولها في حرب لإنهاء التوتر والحرب الأهلية في سوريا، لكن السؤال المطروح حتى الآن هو هل بالفعل ستدخل هذه الحرب ؟ وقبل ذلك: هل يمكن إطفاء الحرب بالحرب ؟
حتى هذا السؤال يحمل أيضا في جوابه جانبين أو جوانب متعددة له سندها داخل سوريا أو خارجها وهو على كل حال يحمل هذه الحدة من العناد من كل الأطراف، بالفعل يمكن الحسم بالسلاح والحرب في إنهاء الإقتتال، بانتصار طرف على آخر والخاسر الوحيد في الأمر هو الشعب السوري، بالطبع لا يمكن إطفاء النار بالنار في عصر يتبجح بأمور إنسانية، الإنتصار في الحرب هو تأمين سيطرة سياسية للطرف المنتصر فيما هناك أمور أخرى تعطي استحالة لحدوث حرب دولية، فالمكر السياسي الدولي بشكل عام وكما رأيناه في العراق في إطار حرب الخليج الأخيرة يروم إلى هذا الإستنتاج الموضوعي، إن وجود قواعد عسكرية امريكية وسيطرة جوية مفروضة على العراق منذ التسعينات أخلى الساحة جانبا للأمريكيين بشكل لا يخدم الأمر استراتيجيا دخول دول أخرى كروسيا والصين في معركة ميدانية يبدو دورها فيها خاسرا بشكل مهين، على عكس سوريا التي بدات فيها روسيا تقتحم الفضاء السوري عسكريا، أي أنها تفرض نفس الجو الذي فرضته الولايات المتحدة في العراق وهو بالتاكيد ما يثير التساؤل عما إذا كانت الدول الرأسمالية الغربية بالفعل تروم إلى الدخول في حرب مع روسيا والأجندة الأخرى في سوريا.. في هذا الإطار أيضا تطرح حرب اللاجئين إعلاميا والمزايدة الدولية في استقبالهم مع أن ألقديسة ميركل استقبلت فقط اللاجئون الهاربون من جحيم توركيا (لا أريد أن أدخل في هذه التراجيديا من لاجئي سوريا من توركيا لأنها هي نفسها تحمل أكثر من علامة استفهام) فلاجئو سوريا من الجنوب الأوربي لم يحظوا بهذا الإستقبال الإنساني المجيد لأنجيلا ميركل(أحيلكم هنا إلى تصريح ضابط الحرس المدني بمليلية حيث قال: إن أغلب الذين دخلوا مليلية هم سوريون، يريدون العبور، ليس إلى إسبانيا بل لعناق القديسة ميركل وهو حسب معطياته، الأمر غير ممكن) وهو أمر يخل بتكامل المشهد التراجيدي الذي ابتدأ مع وصول حافلات نقل وقطارات وغياب وصول بواخر حاملة للاجئين السوريين إلى ألمانيا.
مع ذلك يبقى أمر تشحين المشهد باستقبال اللاجئين من جهة الشمال مشحون بالتساؤلات الغريبة حول دور توركيا في الأمر وهو ما يوحي بأن أمرا كارثيا سيقع وهو في الحقيقة نتيجة لوضع روسيا للإتحاد الأوربي ومعه الولايات المتحدة في المشهد الحقيقي: أنا هنا أملك الأرض والجو عكس ماوقع بالعراق ..!
هل ستجرأ أوربا ومعها الولايات المتحدة في الدخول لحسم الموقف حربيا بشكل علني؟ أقول بشكل علني لأن الحرب الدائرة حاليا والتي منحت شرف أن تكون حربا أهلية هي حرب هذه الأجندة، الأكيد أنه قد تطول حرب الأجندة الدولية، بعبارة أخرى حرب بالوكالة (الخاسر فيها دائما هو الشعب السوري) والحقيقة المرة أن ليس هناك حل سياسي من منطلق أن الاطراف الرأسمالية الدولية، لا أحد فيهم يريد خسارة ميدانية، بعبارة أخرى: الولايات المتحدة تحتل العراق، روسيا تحتل سوريا. لا أفق للحل من وجهة نظري الشخصية. سوريا ستكون النسخة الأخرى لوحشية الراسمال الآخر: الراسمال الروسي، سنشهد ميلاد وحش قبالة وحش آخر بشكل تمثل فيه شعوبنا حطب نار الوحشين
سأعيد هنا فكرة طرحها تروتسكي وأقولها بطريقة مختلفة: لا يمكن لثورة أن تقوم دون ان تكون ثورة عالمية ضد الوحوش الرأسمالية، ما يسمى بالربيع العربي ليس أكثر من شهية إمبريالية باساليب جديدة.
لأول مرة يتكونن العالم بتعبير مهدي عامل، تحت عولمة الراسمال، ولأول مرة أيضا نكتشف ان الطريق إلى الثورة ليس طريق شعوب احادية، لا وجود لكيانات مستقلة، حتى في الراسمالية هي كيانات استقلالية بتفاوت حسب القرب او البعد البعد للمركز الراسمالي .
حين ينقسم الرأسمال العالمي إلى كيانات مستقلة تحت يافطة الأمن القومي لدول قوية، معنى ذلك ببساطة أننا تحت هذا النيل أو تحت النيل الآخر.
وحين لا تعي الشعوب مصلحتها القومية في التعايش تكون بذلك نذيرة للموت .
نحن في الأخير شعوب ميتة رغم انها تنبح



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على أبراهامي حول مقاله -لم يفهموا ماركس يوما ما-
- رحلة في الباتيرا (3)
- دقة المرحلة
- رحلة في الباتيرا 2
- رحلة في الباتيرا
- احترام المسلم للإختلاف لا يعدو أكثر من نكتة سمجة
- التدين جريمة في حق الإنسانية
- اللينينية هي الثورية (نقد ذاتي حول مقالاتي السابقة حول اليسا ...
- -النص السياسي- والمتلقي العربي (أزمة اليونان نموذجا) محاولة ...
- علاقة اليسار الجديد بالقديم هي علاقة قطيعة وليست علاقة تماثل
- مؤذن الجزيرة القطرية
- دولة التسيب
- إسبانيا على أبواب فجر جديد
- وجهة نظر حول تداعيات فيلم -الزين اللي فيك-
- كابوس الجهوية بالمغرب
- قرأنة ماركس، شكل لإلغاء طابع الثورية في الماركسية
- حول قرأنة ماركس
- مشكل العلمانية في دول المشرق وشمال إفريقيا
- قوانين في المغرب تمهيدا لدوعشته
- الخبز والياسمين وما بينهما


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حرب اللاجئين