مؤذن الجزيرة القطرية

عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 04:26
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    

هل تعرفون الصحفي الجليل أحمد منصور؟، من لا يعرفه سأخبره فقط بانه مؤذن الجزيرة القطرية، صحفي بعيار ثقيل، وسيم جدا بشكل لا تبدو عليه تلك الموشحات المعرفية، خصوصا وأننا نعرف أن كبر المفكرين هم خشنون للغاية، لكن أحمد منصور يشبه إلى حدما، حسب ما وصلنا من التراث العريق في بغداد، يشبه أبو نواس، مع فارق كبير في الطباع، الذين تضامنوا من المغرب مع محنة منصور (لنضع له اسما مغربيا هذه المرة) هم قوافل اليسار ومتمردي الجمعيات الحقوقية على اوضاع في بلادهم وليس أعضاء حزب بن خيران على حد تعبير المغاربة الذي مجده السيد منصور في تغريدته الفيحاء تجاه المغاربة الذين انتقدوه في مسلكياته العاهرة، السيد المنصور لا يفهم أن الزواج مقابل دولارات أمريكية هو لدى عقلية أخرى غير مشرقية تماما هو العهر نفسه، في التعريفات الأدبية للعهر، هو الجنس بمقابل، وما دام هناك دفع لأجل أيام معدودة، وبشكل عرفي، بمعنى أن لاتسمع الزوجة الحقيقية الامر هو عهر وخيانة للزوجة الأخرى، وإلا فالمسألة بالدفع تتجاوز الخيار: خمسة أو تسعة آلاف دولارات لمغربية لأجل أيام معدودة، تفترض ضمان عشرات الآلاف للزوجة المصونة بما أن الزواج الإسلامي بمقابل، قد يكون بعض المغاربة عاهرون كما وصفهم المنصور، لكن هذا العهر أيضا يفترض وجود قرائن جربها المنصور، العهر هو الجنس بمقابل سواء كان ذكر او أنثى بتعبير القذافي الذي هو مشرقي الثقافة، وأعتقد أن صحافيا مغربيا ذكر وعاهر، أفترض انه مارس العهر مع امراة بمقابل على سبيل المساواة في العهر في الإسلام بين الذكر والأنثى، لكن إقحام الزواج بالإفتراض الفقهي الإسلامي هو خدعة كهنة لا غير، وهذه الخدعة لا تنجلي على عقلية متفتحة كعقلية اولئك الذين انتقدوا المنصور، الدفاع عن المنصور من وجهة حقوقية محضة هو نفسه الدفاع عن ضحابا المنصور من المتزوجات بعقد عرفي، ماذا يعني العقد العرفي، يعني التعاقد خارج مؤسسات البلد، يعني خارج عن نطاق حماية المتعاقدين، يعني استغفال المشرع واستغفال الشرع، لا يعني شيئا آخر، يعني أن أحمد منصور برغم هالته المدنية ليس مدني في كل الاحوال بدليل تغريدته في التويتر .
احمد منصور ذكوري التفكير، وهو الىن يتمتع بحماية أوربية، كانت تغريدته رد فعل عنيف أبعدته بشكل لا يدري عن التفكير الفيمينسمي الأوربي، في أوربا ياسيد منصور، أن تكون متزوجا ب 27 امراة حسب أقوال الصحافة، وبهالة نفوذك المعروف، يعني أنك تستغل جنسيا النساء، un machista باللغة الإسبانية، ويمكنك ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية إن شئت،، وإذا اردنا دقة في القياس، اغلب تلك النساء لا تتناسب في العمر معك، بمعنى موقفك في الحضيض، نفس اليمني الذي تزوج طفلة عن جهل..
أغرب لصحافي مطلع، يفتخر بأن زواج العدة (يجب قلب الامور في الإسلام لأن قلبها هو ما يعبر عن حقيقته) أي الزواج لبضعة أيام بعدة دولارات، هو زواج شرعي بالفهم الخوانجي، لكنه أساسا، هو زواج ينتمي إلى ماقبل التاريخ: ينتمي تحديدا إلى التاريخ الهمجي وليس الجاهلية التي تبدو أرقى شكلا، المنصور يعترف ضمنيا باثر رجعي هو افتراضه: هل الزواج بالعدة حرام؟ بالتأكيد لا بحسب الفقه الإسلامي، لكن بالفقه الأوربي هو زواج بمقابل ، هو استغلال جنسي بالنفوذ المالي، هو بكل بساطة عهر مطلق .. الشيء الوحيد الذي لا يعرفه المنصور هو اننا بالفعل سندافع عن عدم تسليمه للقضاء المصري من منطلقات حقوقية، لكن بالتأكيد يجب تقديمه للعدالة من منطلقات التعسف على النساء من منطلق التنديد بالذكورية كأمر قائم في التشريع الإنساني الأوربي وليس الخوانجيا.. لنكن عاهرون كما يريد المنصور، لكن لسنا أعهر منه في كل شيء..

#عذري_مازغ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات