أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - ملاك الدفن














المزيد.....

ملاك الدفن


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 15:56
المحور: كتابات ساخرة
    


"تمخض الجبل فولد فأرا"، ملك المغرب، بعد مرور العاصفة، وبعد أن أنقذ روحه من أنقذها، ومات من مات في فيضانات أتت على الأخضر واليابس في المغرب المهمش، يخرج الملك عن صمته ليصرح بانه سيتكلف بدفن الموتى، نقلة نوعية من ملك يوزع السلاة المهينة في شهر المجاعة (رمضان) إلى ملك ينتظر عزرائيل أن يتم عمله في إماتة الناس في الطوفان لتقوم يديه الكريمتين بمهمة إتمام قضاء الله: إخراج الجثث من الأوحال، حملهم في شاحنة زبل ثم دفنهم: ملك الدفن (ملاك آخر)، نقلة نوعية من ملك الفقراء إلى ملك الدفن: الثابت في النقلة هو الفقر، نقلة أخرى موازية في تركيبة الأحداث وإن لم تتم على الصعيد الوطني، دولتنا المجيدة لم تعلن يوم حداد رمزي أسفا، كان المرور من صلاة الإستسقاء، التفاهة المضلة لوعي جزء كبير من الشعب هو الإنتقال لصلاة أخرى أعتقد لو أمر بها الملك أن تتم بشكل وطني لن يخيب الناس الظن بها، وستعرف استقبالا منقطع النظير، هي صلاة الغائب على الضحايا، للأسف لم يتم التبليغ بها ليتم ذلك التضخيم المبارك في قاموس الإعلام الرسمي: "التحام الشعب بالعرش"، البلادة الأولى.
الوزير الأول، مسكين الوزير الأول، لبث في منزله حدادا من نوع آخر على طريقته الخاصة:خسارته في انتخابات محلية سببت له أرقا مكلفا، لأن وزارته في الداخلية غضت الطرف عن أعمال الغش والتزوير في انتخابات، وزارته تلك هي من يشرف عليها، مع أن الأمر مفهوم للغاية: المسكوت عنه في تصريح الوزير هو أن الملك الذي يأتمر هو بأمر، هو من غش أو سمح بالغش في الإنتخابات: جرأة للوزير الأول تتم بضمير الغائب، ياله من مغرب غريب وعجيب في كل معطياته..
هل رأيتم؟ من السهل تمرير أي أكذوبة على وعي المغاربة لتبرير المعطيات على الأرض، والحقيقة المرة، وعلى الصعيد الرسمي: البلادة الحكومية تصبح فعلا سياسيا، تبرير الفشل بالفشل الذريع بات أمرا معطى في مغرب عناصره المنتخبة، نخبته بتعبير آخر، بما أوتيت من بلادة قصوى، تعتقد أنها تمرر خطابها البليد لشعب بليد.. المغاربة بدورهم يعطون مثل هذا الإنطباع، يعرفون جيدا أنهم في أية وقفة احتجاجية، ستحضر الآليات والكائنات البشرية التي لا تحضر في الطوفان، في مثل هذه الوقفات وبمنطق التبليد المتبادل، يشهر المغاربة راية الوطن وصورة الملك، يعطون انطباعا أن الأزمة قدرية، أنهم فقط يحتجون ضد الأزمة وليس يختلسون نمط الإلتحام بين الشعب والعرش، تلك الخرافة الجميلة التي يعرفها العادي والبادي، ها نحن الآن في تلك اللعبة الطفولية البريئة: "لعبة الغميضة" الضحية في كل هذا الأمر هي الحقيقة، لا أحد يريد أن يصرح بها..
الأحزاب: هذه مشكلة أخرى، الشيء الذي يبدو جليا في موقف الأحزاب هو طريقتها في ملامسة هذه الحقيقة: في المعارضة، التصريح بها واجب أساسي في إبراز موقف الشجعان، إبراز يتوخى في مضمونه موقفا سليما مرضي للرأي العام يوحي بأنه يمكن من داخل قبة البرلمان تغيير الأمور إلى أحسنها، الرأي العام هذا شمر كل شيء: الإنتخابات أكذوبة سياسية هذفها تولي بلداء جدد في واجهة الحكم: الكل يعرف أن الذي يحكم وبيد من حديد هو النظام المخزني، هو الملك وفقط. كل الحكومات السابقة من اليمين إلى اليمين صرحت على مدى ربع قرن أنها حكومة الملك، ففيما يكذبون إذن كلما كانوا على أبواب انتخابات؟ هي فقط تلك الممارسة الصبيانية من تبليد الرأي العام
اليمين: تلك أيمان أخرة: جملت الموقف في الفقرة السابقة حين أشرت بأنه طيلة ربع قرن كانت حكومات من اليمين إلى اليمين، في المغرب لا وجود ليسار حقيقي يشارك في لعبة قدرة هي الإنتخابات: الفعل السياسي في المغرب، مقرونا بشروط أدنى لليساريين هو أن يلعبو دور التقاط مواقف لأخطاء حكومات قائمة وإبرازها، كلاب سياسية جائعة، بعض هذا اليسار يئس من لعبة الإنتظار وقرر الدخول هذه السنة للعب دور جيد: ملتقط جيد للتفاهات السياسية المخزنية، كم هي أضحوكة الإستدلال بلينين كونه في وقت ما كانت له مواقف إجابية في المشاركة في انتخابات برلمانية بروسيا القيصرة، لينين كانت له تلك المواقف حين كان كلبا يتقن عملية الإلتقاط، ثم تحول إلى كلب مفترس وثوري، ثم إن الأمور مختلفة تماما، الملكية في الغرب، حتى في القرون الغابرة هي مختلفة عن ملكية خلفاء الله في الأرض: من المصائب الكبرى التي يبتلى بها شعب معين هو أن يكون له خليفة من خلفاء الله: ليس هناك تشابه لا في الحاضر ولا في الماضي الغابر بين ملوك الغرب وملوك الإمارات الإسلامية، وبميزان التقييم نفسه لا ولن يكون هناك تشابه بين لينين الغرب ولينين العرب في المشرق أو في بلدان شمال إفريقيا، بعض المقارنات مجحفة للغاية، هكذا فالفلشفي عندنا هو من يعوي خارج التاريخ، أخجل كيساري أن أتطفل على تاريخ يساريين في بلدان أخرى كلينين وماو وتشي وغيرهم.
خلفاء الله في المشرق أو في شمال إفريقيا هم لصوص لا يعملون، مهمتهم الوحيدة في الحكم هي استلاب الشعوب وتعليبها في صناعة جد متطورة لا تتوفر حتى عند اليابانيين هي خلق شعب متسول.. شعب يعتقد أن الملك خليفة الله هو العاطي بيد الله وهو أيضا من يمنع الرزق متى شاء..سأقول ببلادة حركاتنا الإحتجاجية، التي تحتج ضد السياسة وتنفي احتجاجها ضد ضد القائم نفسه بأمر السياسة، أنا لا أكره الله، أكره خلفاؤه على وزن منظومة الإلتحام: لا أكره الملك، أكره حكومته، لن أزيد،سانهي ألمي عند هذه النقطة.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصمة -الرههج- والديبلوأعرابية
- بهذه الأخلاق ستكون أشقر الرأس في أوربا
- نمط الإنتاج الهمجي
- أعرور 3 : تاعبوت
- أعرور 2
- أعرور
- صلاة عيد الكبش
- عودة إلى أبرهامي
- في لاس بيدرونيراس
- حول القضية الفلسطينية
- إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية
- الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي
- أزمة اليسار (2)
- أزمة اليسار
- الزحف إلى مدريد (2)
- الزحف إلى مدريد (1)


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - ملاك الدفن