أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أزمة اليسار (2)














المزيد.....

أزمة اليسار (2)


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبقى الإشكالية الأخرى وهي حول الخطاب الشعبوي: أفرزت التناقضات الإقتصادية في بنيتها الأزمية مؤخرا، من خلال الأزمة الإقتصادية المزمنة الآنية، ظاهرة التمركز الرأسمال في يد قلة ضيقة من البرجوازية بشكل أفسح المجال لتفسخ ما يسمى بالبرجوازية الصغيرة والمتوسطة بالتحاق جمهور كبير منها بوضع الطبقات الإجتماعية المضطهدة بشكل لم يعد لخطاب الموازنة الإجتماعية أي قيمة معيارية، فجمهور كبير كان ينتمي إلى الطبقة العاملة، بفضل التطور التكنولوجي بإتاحته للمعارف التقنية، وبفضل إتاحته أيضا لإمكان صناعة المعلومة من خلال الثورة الرقمية (الإلكترونية)، بدا يقتحم جمهورية الطبقة المتوسطة التي لعبت ذلك الدور التوازني في مجتمع الرفاه. هذا الوضع التطوري، من حيث لم يبلغ بعد حدود تفاعلاته النهائية، بدأ يقترح بدائل كانت إلى حد قريب تعتبر اقتراحات راديكالية، وهي في أحسن الحالات تلطيفا شعبوية، برغم أنها تمثل بدائل معقولة بعيدة عن الشعبوية كما هي بعيدة تماما عن الراديكالية، إن ما يثير هذه الموضوعات هو طريقة تقييمها من طرف الجهاز الإيديولوجي للأنظمة السياسية المهيمنة برغم من أن ظاهرة الشعبوية هي ظاهرة عامة تمارسها كل الأحزاب بدون أي استثناء، وبتفاوتات متناقضة، بشكل ينمحي الحد المعرفي الفاصل بين مختلف التوجهات السياسية المختلفة(اليمين العنصري الفرنسي بخطاب يساري ذي النزعة القومية). إن موضوع الخطاب السياسي لكل الأحزاب في نظام سياسي معين هو الجمهور، إن الخطاب هذا موجه للناخب بشكل خاص، إن البرنامج السياسي الموجه لهذا الناخب هو خطاب يدغدغ مشاعر الناخب، هذه الإشارات كلها هي ما يحدد شعبوية الخطاب من خلال شعبوية البرنامج، هذا التماثل في الخطاب يوحي بشكل ما بتماثل مشابه على مستوى منطلقات الأحزاب كلها بغض النظر عن القناعات المقنعة بخطاب إيديولوجي، فاليسار بقناعة إيديولوجية معطاة يمثل الطبقات المسحوقة ضمنيا، فيما علاقته بالنظام في أفق ما نسميه الإكراهات السياسية، يمثل خنوعا صادما للجمهور بسبب هذه الإكراهات مثله في الأمر تماما كمثل الخطاب اليميني حين يبرر تناقضاته في الفعل السياسي بين الخضوع للبرنامج الذي وضعه للناخب والبرنامج المناقض بشكل مطلق والذي هو عمليا يطبقه، والنتيجة أن اليسار في مثل هذا المشهد:إن القاعدة التبريرية سواء في تجربة الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية، أو الأحزاب اليمينية في أوربا تستند دائما إلى الإكراهات السياسية الدولية والجهوية، هذا هو الظاهر، أما الخفي، فإنها تخضع تماما لإكراهات المؤسسات الرأسمالية، المالية البنكية والمتعددة الجنسيات بشكل يبدو جليا أن الحاكم الحقيقي للمجتمعات اللبرالية هو هذا المخفي، هو هذه المؤسسات. يبدو القفز على هذا المعطى في خطاب اليسار يمس بشكل مباشر هويته الإيديولوجية، في وضع التحول التدريجي السلمي من خلال أثر اليسارية في النظام السياسي، من خلال التقطير الحقوقي، أو من خلال ما أسميه موضوعيا بالتسول السياسي، في غياب وضع الحد المعرفي على مستوى الممارسة السياسية الفعلية بين اليسار واليمين، بين يسار يتوخى قفزة في التحول وليس يسار نظامي ويمين يعمل جاريا على أن يكون في الخطاب الشعبوي هو البديل الحقيقي، أن يبدو يساريا كما تتطلبه عقيدة التصويت برغم وضوحه اليميني: جلب الإستثمار هوعقيدة اليمين وهي صلب إيديولوجيته، وهي عمليا إتاحة لفرص شغل بئيسة، لكنها مقبولة اجتماعيا لأنها تمثل إتاحة وفرص، حين يتبناها اليسار، وفي جعبته مناضلين من الفقر المدقع كل رأسمالهم هو التصويت كإتاحة نظامية، حين يتبناها اليسار، يعلن موضوعيا أنه فاقد لهويته: كل يسار ليس ثوريا هو يسار وهمي.
ماذا يعني اليسار الحقيقي؟؟
اليسار الحقيقي هو اليسار الذي يعمل على استثمار قواه الحية، إن الجماهير هي قوة حيوية بغض النظر على مستوياتها الإنتاجية، اليسار الحقيقي هو من يتبنى التحول الثوري لعلاقات الإنتاج وليس الذي ينتفخ بخطاب شعبوي فيما هو خاضع للإكراهات، هو اليسار الذي يستثمر المعطيات الطبيعية لمنطقة معينة (الجهوية)، هو اليسار الذي يشارك الجماهير في عملية التحول دون الإستناد إلى قوات مستوردة (استثمارات وغيرها)، هو اليسار الذي ينطلق من معطيات موضوعية في منطقته ويستثمرها..هو اليسار الذي يشكل مسار التحرر عقيدته الرسمية.
هذه الأمور تفترض نمطا ديموقراطيا مختلفا، نمطا تشاركيا فيه الجماهير هي من يحدد أفق تطورها ولا يهم في الأمر أن تخطيء الجماهير: الجماهير تستطيع أن تصحح أخطاءها من خلال ممارستها، لكن أن تنتسب الأخطاء إلى زعيم ويبررها هو بدعامة إيديولوجية يمينية، فتلك هي المصيبة الحقة.
وصلت الآن إلى مستوى الخطاب الشعبوي، لكن فيما سبق كان التوجه كما أسلفت إلى الجماهير هو ممارسة للخطاب الشعبوي، وهو خطاب كما قلت تمارسه كل الأحزاب بتوظيف رموز تحيل إلى ذلك (فيما تبقى الإكراهات السياسية تمثل خطابا آخر غير شعبوي مع أن لغز الإكراه يبقى ممثلا في مستوى شعبوي تبريري هو خطاب التبرؤ منه: كنت أنوي عمل كذا لكن.. (هذه اللكن منسوبة في كل الأحوال إلى التبرير الفكاهي من حيث أن الأمور مقيدة سلفا بموضوعة نظامية)). لا يمكن مهما حاولت التفسيرات أن يكون يساري ما نظاميا في إطار اللعبة التمثيلية، لا يمكن لليسار أن يكون تمثيليا، اليسار يجب دوما أن يكون تشاركيا، أن يبني فعله من خلال حركة جماهيرية يتشارك أفرادها في القرار. تلم هي الشعبوية نفسها: من خلال خطاب الحزب، تعني الشعبوية شيءا جديلا، تعني فقط بمدلول شعبي أنها رباط فتح معين لم تكتشفه الحماهسر بعد: تعني وبكل صدق الخراء السياسي.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة اليسار
- الزحف إلى مدريد (2)
- الزحف إلى مدريد (1)
- رويشة والفن الأمازيغي
- -هارون- المغربي
- جدلية النقابي بالسياسي وجهة نظر
- حول الديموقراطية
- عاش.. عاش
- الإنسان كائن عنصري
- سوريا والهمج المتوحشون
- مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى
- مواقف وقضايا: فخ البروليتاريا
- انهيار الرأسمالية:انهيار أم وهم
- الموقف مما يجري في مصر
- مواقف وقضايا: القضية الأمازيغية
- مواقف وقضايا: حول الثوابت المغربية
- حركة تمرد المغربية وحركة 20 فبراير
- الشرعية الثورية
- مدخل إلى الديموقراطية التشاركية
- الدولة الإشتراكية هي الدولة الرأسمالية، نقطة نظام


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أزمة اليسار (2)