أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عذري مازغ - الإنسان كائن عنصري















المزيد.....

الإنسان كائن عنصري


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 14:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تستند علتي إلى فراغ الأزمنة، أجول خاوي الوفاض فتتملكني جموح الرغبات، أسكن في حلمها، هذه الأحلام دوما كانت شهية للفقد، لذلك نسختها في أرجوحتي، يستجليها الفقد وتستجليه.. أنسجها أنا أو هي تنسجني استنشاء بلذة كنهها، كانت تصنع في عمقي شيئا جميلا أشبه بالتوق، كانت تسقي جوارحي بمتعة الضياع، هذا الذي أتحسس فيه مرح الأزلية: كأن أكون إلها يضحك من بلادة الضعفاء.. أولئك الذين كتبت على ظهورهم كل أسباب الشقاء كي يكتشفوني أو كي يعتكفوني..
أنا الذي جمع كل ما راكمته السنين في عمقي من ضياع أستعيد ضائعون يبحثون عني، أحكمهم واحاكمهم، وحين يستحيل ضياعي في الكشف، هم يتحسسوني.. لذلك كنت أنا الضائع وكانت لي فيهم سنة الوجود.
أشهر في وجوههم كل ما يتخيلونه فيي من السدة العالية، أشهر في وجوههم كل ما يتوقونه فيي حاكما لهم..
أشهر فيهم لبس الضياع.
يتيمة جوارحي حين يشقها الضياع، تصبح حلما يتمسك بشقة إبليس، هذا الذي كان مرشدا في سياحتي، يستوي الأمران: حين تعرف إبليسا مرشدا سياحيا تعرف أيضا إلها مركونا لرشد إبليس، بطريقة أو بأخرى، تكتشف شيئا محمودا في المسار، تكتشف أنك في مسيرة ذاتك نحو ضياع محتمل، أو أنك ايضا في ضياع آخر فقدت طريق الوصول إليه، هاقد وضعنا الآن أسسا لسر الوجود، هذه فقط مسودة فائضة لتفاصيل أخرى في جغرافية الضياع، مسودة من التيه الوجداني تفصح عن مكنون خفي: تفصح تماما عن قائمة أسماء ضائعة سميت في قاموس الحياة بأسماء حسنى، هي أسماء لم نصل إليها بعد لأنها هي طريق التوق: سر الوجود هو هذا التوق العظيم للضياع.
في هذا الهم الشوقي نصنع أسطورتنا، وحين تعني الأسطورة كل هذه الحمولة المتناقضة: في الماضي كانت تصورا لمبدإ الخلق، تصورا يحمل على اليقين الروحي لفلسفة الوجود، الآن تعني شيئا آخر بعد اليقين الرباني الذي جاءت به هلوسة الأنبياء، تعني الذهاب إلى الله مباشرة، في كل الحالتين، نحن في رحلة أسطورية للوجود.. لقد أثبتنا مبدأ الخلق ونحن الآن نثبت مبدأ المصير في رحلة محمودة إلى الضياع الآخر، كم هي الدماء ستسيل في سبيل الركن الآخر من الضياع؟؟
عندما تقترن الأشياء ببداية، فحتما تبقى مرهونة بنهاية، لم أكن موجودا قبل وهذا امر حقيقي مطلق لا يستلزم التفكير كثيرا في ما بعد الموت، لم يكن الأمر قد حدد مشكلة للعالم، يفترض التفكير في الحياة الأبدية، جزئيا التفكير فيما قبل الحياة والجزء الآخر في ما بعد الحياة، مالذي يستلزم الوجود الأبدي ما دام كنهه يقترن ببداية؟ ويبدو أن ما يلزم التفكير في الأزلية هو هذا العشق للحياة، إن تفكيرا زمانيا للذات الحية مرهون بدم حياتها، وليس تفكيرا أزليا، بمعنى لم يكن موجودا كتفكير خارج الذات الحية ليستلزم سرمديتها، خارج الذات الحية ليس هناك إحساس بالوجود، هناك العدم المطلق، وهذا يفترض بإلحاح كبير الإقرار الحي باعتبار الفكرة، فكرة الوجود الأبدي، فكرة حية أيضا، ولدت مع الذات المفكرة الحية وستموت بموتها.. بقي هناك اعتبار آخر، تبقى الفكرة حية فقط متوارثة مع سلالات الذوات الحية، بينما هي سيرورة متقطعة من حيث اطوار توارثها.. انا موجود لتظافر ظروف محددة، وهذا حقيقي، في إطار هذا الوجود أطمح للوجود الأزلي، ولأن الموت حقيقي كنهاية لبداية وجودي الخاص، افترضنا خرافة البعث ما بعد الموت كإصرار على الحياة.. يمكن للمرإ أن يكون ازليا بالفكرة فقط، وهذه هي الخرافة الحقيقية التي تستعبدنا والتي عليها بنى الكهنة كل موسوعاتهم الدينية والتي بموجبها حددوا لنا خرافتا أخرى مرهونة بقيم الخلاص، يقول الكهنة: نعم الحياة موجودة مابعد الموت، لكنها مرهونة بطريق الخلاص، إبليس فيها لعب دور المرشد بطريقة ما هي طريقة الشر في تجنبه..،كما أن الطموح الحي للذات في الوجود الأبدي قد ساهم بشكل حاسم في تقوية الإيمان بالأبدية (ولو ما بعد الآخرة أو في الآخرة) مع أن غريزتنا في الحياة، خارج الذات المفكرة، حريصة كل الحرص أن تحافظ على سلامة حياتنا بشكل أفضل لأنها حياة لا تتكرر في الذات الواحدة،، لو أنها سبق أن تكررت، لو أنها كانت محسوسة قبل الوجود الآني للذات باعتبار أنها كانت قبل الولادة، لو أنها كذلك لما كانت هناك حاجة لحفظ الجسد (غريزة الدفاع عن النفس) فالحياة تتوالى الحياة بعد الموت (يصبح الموت قطارا للحياة وطور تنقلها، يصبح زمانيا) ولا حاجة إذن للدفاع عن النفس وحفظ الحياة وهو الوضع المقلوب في فكر الكائنات الإستشهادية المشبعة بالحياة في ما بعد الموت.. تكرس الديانات (السماوية بالتحديد) هذا النمط من تتفيه غريزة الحياة، وتضعها خدمة للغير بالتدرج السلمي وصولا إلى الغير الأخير الوهمي: الله الغني بالمطلق والمحتاج في نفس الوقت لعمل الأحياء.. تعيش الألوهية على دماء الأحياء

هل تستطيع إثبات وجود الله؟؟ سؤال الملحد
هل تستطيع إثبات عدم وجوده؟؟ سؤال المؤمن
هذه فقط هي ثنائية الضياع، وهي في الحقيقة سؤال الإثبات الأسطوري الخرافي، سؤوال التوق للترفع عن حال الحال، هي سؤال الترفع عن الواقع في كل تجلياته، هي سؤال الترفع عن الهوية التي بمقتضاها أصبحنا حيوانات مترفعة تفهم شيئا عن نفسها يجعلها متميزا عن باقي المخلوقات: حيوانات تصنع أسطورتها وخرافتها..
إن الشئ البديهي في الحياة الواقعية، مايميزنا عن الحيوانات هي هذه البداهة الرائعة في الترفع عنهم في أن نخلق واقعا أسطوريا هو أو هي هذه الممارسة الحقة في التميز العنصري عنهم، يمكن أن نضع هوية متميزة بالإطلاق عن باقي الحيوانات التي لم تفكر يوما في مرشد سياحي كإبليس: الإنسان كائن عنصري
وبغض النظر عن باقي التعريفات: "الإنسان حيوان عاقل" التي عليها هذا الإجماع الغافل..، في الإجماع الديني : "حيوان خلق لحمل رسالة”.. فإن أي شيء من الحماقة التي تحملنا على التميز، تحملنا أيضا على التمكن الهوياتي ، بنفس اللغة التي بها يتميز القومجي على المهاجر، تحن ببساطة حيوانات فاشية عنصرية بغيضة في حق باقي مخلوقات الأرض. وهذا يبدوا موضوعيا في تعاملنا مع الطبيعة..
لقد اكتشفت الآن قانون العنصرية العام، وعليه فالتقسيم الآلي المتدرج يأخذ مقاسا خاصا لوضع حقل خاص في التعامل بموجبه تبقى العنصرية في التعريف البشري حقلا إنسانيا للتسوية الخلاقة بين بني البشر.
في الحياة البشرية، يتميز بعضنا عن الآخر بالإنتماء الفاشيستي: شعب الله المختار (الشعب الضائع أصلا) ..، خير أمة أخرجت للناس( الشعب الآخر الضائع في فيافي الصحراء، ماذا عن الناس الآخرين؟؟)..، الإنتماء للنسب..، النبلاء..البرجوازيون.. ، وبكلمة خاصة الإنتماء للطبقة..هذه كلها مرادفات ومصوغات فاشية تناهض حق الآخرين في العيش الحق..
مالذي يتبقى في الحق للآخرين؟
يتبقى هناك جمعيات تطالب في أحسن الحالات خبثا: جمعيات حقوق الإنسان، وهي قفزة ضفدع في الترفع عن الميز العنصري بين البشر، وجمعيات الرفق بالحيوان وهي صيحة تعبر عن حس أريستوقراطي تعبيرا عن العزلة القاتلة لطبقة شبعت من التميز العنصري: جمعيات تأكل قططها وكلابها التي تدافع عنها أثناء المجاعة في الحروب.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والهمج المتوحشون
- مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى
- مواقف وقضايا: فخ البروليتاريا
- انهيار الرأسمالية:انهيار أم وهم
- الموقف مما يجري في مصر
- مواقف وقضايا: القضية الأمازيغية
- مواقف وقضايا: حول الثوابت المغربية
- حركة تمرد المغربية وحركة 20 فبراير
- الشرعية الثورية
- مدخل إلى الديموقراطية التشاركية
- الدولة الإشتراكية هي الدولة الرأسمالية، نقطة نظام
- حوار مع صديقي المومن 1
- الميثولوجيا الإلكترونية: سوريا نموذجا
- تعويذة ضد الصمت
- أبوليوس، هينبال والفراعنة، خواطر حول ثورات الشعوب في شمال إف ...
- المرأة بين المنطق الذكوري والمنطق الأنوثي
- عظمة الراسمالية: دورة الزمان البنيوي للرأسمالية (2)
- عظمة الراسمالية: دورة الزمان البنيوي للرأسمالية
- في بيتنا....قرد، قراءة نقدية
- نائب وكيل الأحدية


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عذري مازغ - الإنسان كائن عنصري