أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - في بيتنا....قرد، قراءة نقدية















المزيد.....

في بيتنا....قرد، قراءة نقدية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


يذكرني هذا النسق الجميل جدا بظاهرة عايشتها في الغرب( مع أنه هو أيضا نسق ولد في المهجر)، في هذه الأيام، جاء إلينا مهاجر إفريقي يشتكي من نزاع مع مشغله، كانت أنفته الكريمة تتجاوز نزاع الشغل (caso labora)إلى شيء عزيز عليه هو كرامته الإنسانية، كان قد نعته مشغله بأنه قرد، وكانت ستحدث عواقف وخيمة لولا قدرة الألطاف، وكان يلح على إقامة دعوة على اعتبار الأمر عنصرية تناقض ترسانة الهم في فضاء الإندماج الإجتماعي الذي تلحنه وسائل الإعلام والفضاءات الثقافية في إسبانيا، في أوربا بشكل عام، ومع أن الأمور تتطلب في هذه الظروف القصوى نظرا آخر مختلفا، حكمة أخرى وفهما يتجاوز لذة القول في وصف الآخر، المهاجر الإفريقي كونه قرد، وفي ظروف لا تسمح بكسب قضية شغل على أساس موقف عنصري، برغم ان مدونة الشغل تنبذ صراحة مثل هذه الشناعة، وفي ظروف البطالة القصوى والازمة الخانقة وغياب شهود عاينوا النزاع، لم نكن نملك سوى أن نقول للمهاجر الإفريقي، بما انه مقتنع تماما بأنه ليس قرد، فإنه لا داعي لخسران شغله بناء على نازلة هي من صميم فوضى اللغة، وأن يمسك أنفته في بلاد العم خوصي ضمانا لشغله وطبعا لا يتسع المجال لحكي كل التفاصيل، لكن طبعا اثارني موضوع قراته سابقا للزميلة الكريمة ليندا غبرييل: “ في بيتنا قرد" ومع أنه موضوع شيق للغاية باعتباره يطرح مشكلة الغربة بشكل عام، وهي مشكلة يعيها أكثر الذين يعايشونها من الذين يعيشونها بشكل مقلوب، أو بتعبير آخر بشكل مناقض حيث تتفتح الهجرة على عنصرين اساسيين متناقضين تماما طرحتهما الزميلة ليندا بشكل رائع من خلال القرد حيث يتفتح المتن السردي على بنية من الفضاءات المتناقضة تعالج إحداها الأخرى من حيث هي في الصميم تتفتح المعالجة تلك على إشكالية الآخر الذي هو في المتن السردي يشكل بنية العلاج:
ــ القرد كعامل لاندماج المهاجر :ليندا وأسرتها مع الآخر المحلي
ــ القرد كشاعر بالغربة، حيث يعيش في محيط وبيئة غير بيئته
ــ القرد ككائن يتكيف مع محيطه الجديد
ــ القرد ككائن يرفض التمايز، يطالب بالمساوات ويثاقف الآخرين الآدميين أنفسهم
وبين هذه الفضاءات تتشكل عقدة النص من حيث عامل الإندماج في الغربة الذي هو القرد يطالب بثمن هو في حوزة الآخر الآدمي: أن ينظر إليه ككائن اجتماعي بما أنه يؤدي خدمة اجتماعية، بمعنى يطالب بحد أدنى هو ان يتأنسن، أن يعامل بنفس القيم في التعامل بين الناس بما أنه يؤدي عملا إنسانيا، وهذه في الحقيقة تؤدي ضمنيا إلى التعبير العام في مجال الهجرة، حول مواطنة المهاجر في بلد الغير، وهو الموضوع المسكوت عنه في المجتمعات المستقبلة للهجرة والمسكوت عنه أيضا في بنية النص الذي قد تقبله الكاتبة أوترفضه، إنما لا تستطيع إنكاره من حيث هو متضمن في سلوك القرد تجاه الأسرة، تجاه الطفل بالتحديد، تجاه اطفال الجيران، تجاه المحيط بشكل عام من جهة، وردة فعل القرد تجاه ذاته من خلال الإضراب، الإحتجاج، من جهة أخرى، أي أنه يشكل تجاه الآخر ممانعة ترغم الآخر على التجاوب، ترغمه على القبول بالترقي الذي اكتسبه القرد في بئته الجديدة، لاشك أن ليندا كانت تعي بالتمام موضوعها وهي ذاهبة إليه في شكل يعبر ببهجة رولان بارت عن لذة في النص، تنتصر لذوقها من خلال أطروحتها، تتوقع أعجوبة من خلال بلاغة قرد يتكلم بنبضها، جمال غير متوقع: « الجمال ليس ماترونه بمشاعركم اللاحيادية وحسب..» الجمال باهظ الثمن أيضا، وهنا أيضا يتفتح النص على جوانب أخرى مسكوت عنها،، فالقرد لم يأتي تلقائيا إلى أسرة ليندا، بل جاء مرغما ومساقا، وهذا موضوع يحيل إلى بنية نسقية أخرى تتعلق بمسببات الهجرة يمكن تلخيصها بأقل مبرر، أي كل مايبدوا مقنعا للمرإ لحيازة قرد، وفي ميدان الهجرة طبعا هي كل مبررات الهجرة. ليتني أفهم ويفهم صديقي الإفريقي اننا نحن المهاجران، في ظروف معينة، لا نستطيع أن نكون قرد ليندا. تطرح انساق ليندا فضاءات احتجاج لقرد وليس بشر، بينما الكثير من المهاجرين بعيدون في وعيهم في أن يعتبروا بأن لوجودهم في بيئات الآخرين قيمة نفعية، وهذا موضوع طبعاسيحرمنا من لذة النص في اقصوصة ليندا.
إن الصورة الجمالية التي تدعونا إليها ليندا هي مناقضة لمشاعرنا اللاحيادية، وهي صادقة بكل الوثوق في الأمر بدليل التعليقات حول موضوعها، مع أني بكل صراحة، اعتبر التعليقات حيادية للذة النص بتعبير رولان بارت لصالح كاتبة النص، وهذه في الحقيقة مشكلة أخرى، من الممتع جدا أن يجعل المرأ من كاتبة النص تلميذة عنده، وهذه لذة ممتعة اخرى، لكنه من المخجل جذا أن لا ينبس بكلمة حول بنية النص استدلالا لفعل الثناء،، أريد هنا أن اناقش مضمون القصة، أقول هي قمة بكل المقاييس الفنية ولا داعي أن تكون اول قصة هي من حيث أنساقها وفضاءاتها وجماليتها تكبر على كثير من أعمال المشاهير، ولكونها أول نص لسيدة تعترف بنزاهة وموضوعية أنها تنشر لأول مرة نصا، هذا لا يستحق ذلك الإستخفاف: التنقيط، وضع الكاتبة أمام أساتذة متمرسين.
أخجل أن أضع نفسي في مقام السيدة ليندا وهي تكبرني لغة وبيانا وثقافة أيضا وهذا موضوع آخر.. ولست وحدي من شهد بالأمر، من التعليقات من شهد بالأمر ولو بلغة ماكرة وساخرة: «لدينا منافسة أخرى...» وهذا يعبر ببساطة عن تقليد تليد في الثقافة الذكورية العربية، نوع من التنطح بالقوامة،

سأقرأ النص الآن بطريقة أخرى، سأنزع عنه لذته ومتعته، ومع ذلك ستبقى نشوة طعمه سارية مع كل احتمالات القراءة من حيث كل قراءة جديدة هي تأويل آخر، ولادة أخرى للنص، سيبقى القرد دوما مركز الدراما في حدود النص، قهو لن يتطور اكثر من الإنسان، لكنه أيضا لن يقبل بوضع التعامل باللامساوت، وهنا ايضا يبقى نظر آخر في وجه المساوات، هنا يطل النص على مسكوتات عنها أخرى: بالطبع لا أعتقد أن القرد سيطالب باكثر من المتاح في ظروف معايشة: الإنسان وحده من يطالب بظروف متميزة وهذا موضوع آخر لا تفهمه القردة.. لكن هذا الإنسان، القرد في مستوى معين من الوعي، سيطالب بظروف متميزة من الوعي هي أكثر تجليا،وهذا ايضا يتفتح على أنساق أخرى من التفكير: هل من الطبيعي أن يتربع المرأ على أرض هي ارض الجميع بغض النظر عن تفاوت القوة والسيطرة أوالهيمنة؟ هل قرد ليندا مثلا كان يعي أن المنزل هو منزلها؟ لا شك أن ليندا تعاملت في البداية مع القرد بهذا المنطق بالتحديد: كان مجرد لعبة في يد طفل، في يد أسرة، لكن هذه اللعبة الطفلية ليست دمية بل كائن حي له شروط عينية، ولأنه حي هو يفترض شرط التأقلم بفهم عكسي إن شئتم، هذا الفهم يفترض تواضعا من الآخر، القرد لا يطالب بنقود بل هو يطالب بتعامل حسن، تعامل بالمثل، وهذا بالتحديد مايشكل عقدة النص: المهاجر، الغريب لا يطالب بأكثر من اعتباره كائن حي له نفس حقوق التعايش بغض النظر عن اللغة والدين والعادات والتقاليد، يفترض في الآخر الحي مثله أن يتماثل لقبول فطرته في شكلها المتأقلم من حيث التأقلم يشكل ضرورة للإندماج والتعايش، يشكل التأقلم وحدة تناقضية: أنا اتأقلم بمعنى أنا اترفع على بيئتي السابقة في محاولة (في حالة القرد) لاستقبال بيئة مختلفة، يفترض الأمر تأقلم الآخر أيضا، إذا كان مترفعا، يفترض فيه التأقلم تنازلا، وبعبارة أخرى التأقلم هو تغذية لتفاعل شيأين، نوع من التوحد، هو تعايش، اندماج، توافق..إلخ
إن القرد بكل همجيته المدهشة، بكل خصائصها الغريبة، لهي تنتج من حيث غرائبيتها ألق الفرجة عند الآخر من البشر، إيحاء للتمتع: إندهاش، إعجاب.. شيء آخر، لذة في آخر المطاف.
إن لهذه اللذة ثمن هو او هي تفهم الآخر: ألق الذوق عنده..
لا أستطيع أن ألم بكل فضاءات وأنساق النص من حيث أني لست متخصصا في الموضوعات الأدبية، لكني أعتبر أن كل قراءة ماكرة للنص، هي قراءة مغرضة، في التعليقات حول الموضوع، هي قراءة ذكورية بكل التفاصيل ، قراءة بشعور أو بغيره، تستصغر الكتابات النسوية، وببساطة كانت التعليقات بمثابة نفخة طاووس. هذا فقط تقديري وقد يكون خاطئا.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نائب وكيل الأحدية
- -الديموأعرابية-
- عظمة الرأسمالية: نقض مفهوم العولمة
- عظمة الرأسمالية: حول“القدرة المدهشة-
- وطن الجحيم
- لم أحمل الصهيونية شيئا من عندي
- الصهيونية تعني قتل أطفال
- الحب الإيكولوجي
- تأملات في المشهد الأوربي: الإضراب العام وحركات الإحتجاج
- تأملات في المشهد الأوربي: حول الإضراب العام
- مريرت وأومدا
- ديموقراطية البيعة
- العالم الآخر ممكن بالقوة وبالفعل ايضا
- قنصليات البؤس: قنصلية ألميرية نموذجا 2
- قنصليات البؤس: قنصلية ألميريا نموذجا
- ثلاثة عشرة دقيقة للهبوط نحو الإنحطاط
- ماريناليدا
- وداعا لهوس الكتابة
- ماركس في كتابات -الشلة- 2
- ماركس في كتابات -الشلة-


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - في بيتنا....قرد، قراءة نقدية