أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - وطن الجحيم















المزيد.....

وطن الجحيم


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 00:47
المحور: كتابات ساخرة
    


كم يفرحنا ان نقوم بعمل ما، لأول مرة في التاريخ، تنتفض الشعوب عندنا لتصنع حدثا، تسقط رئيسا ناعسا، وكم هو جميل أن نكتشف ان رئيسا، قتالا بكل آيات المعاني، كان رئيسا ناعسا أيضا، رئيسا كان ينتظر أن تفك بكارته الرئاسية، ناعس بمعنى كان ينضج لينضب في عرس جماهيري، يصبح انثى في عرس الثورة. المساحة بين ان تلتهم الجماهير حقا من الحقوق، أن تكون السلطة عروس الثورة، أن تكون ناعسا وملهمة ايضا بمعنى ما، ان تكون مبتغاة لكل عشاق النواعس، لكل فاحل يعشق في المرأة بكارتها، وينسى كل شيء بعد فظها، في مصر مثلا، تبدوا بكارة السلطة السياسية ممتعة للغاية مع أن للرئيس مبارك ملامح قرد عاقر لاتوحي بما يفيد أنه ناعس، للإشراة فقط، في السياسة يستوي الذكر بالأنثى، ليس هناك حظ بمثل حظين، في السياسة في ما يسمى بالعالم العربي، كل الساسة مخنثون، وعليه تسقط الإمامة حسب تأويل شرعي معطى في الوعي الجمعي (الرجال قوامون على النساء، وماذا بعد سيكون الأمر مع السلطة الناعسة حيث الساسة مخنثون؟)، ومع ذلك يريد السيد مرسي في مصر ان يكون عريسا بالفعل، فاحلا إلى أقصى الحدود، في ظرف وجيز فقط، نسي انه كان ينظر للإخوان انهم فاحلون إلى أقصى الحدود، كان حسني مبارك ينظر إليهم كناعس سياسيي أنهم قوة غاشمة مغتصبة لا يومنون بالطيبوبة اللطيفة للسلطة، لا يومنون بجمال الأنوثة، السلطة يامرسي امرأة جميلة جدا، لكنها أيضا امرأة غواء، مومس في أحسن التقديرات، امرأة لها ذوق خاص، امراة تتذوق بروعة فائقة مختلف إقاعات الذكور، ولعل من سوء تقدير الريس الذكر مرسي، بسبب من قناعاته الإيديولوجية، ان يرى المومس خالصة له، وطبعا في العادة القذرة لمجتمعاتنا، على اختلاف تنوعاتها، أن لا أحد يحتكر المومسات.
لا أحد يحتكر المومسات ياسيد مورسي.
هذا هو المبدأ الأساسي في السلطة سواء كانت طيبة طيبوبة الأوربيين او قاسية قساوة العرب، كل الكائنات السياسية تريد ان تنال من جمال السلطة.
في السلوك الطبيعي للسلطة، الساسة كالمومسات هم من يعرضون انفسهم للإختيار، وطبعا تختار الجماهير أحسنهم اثرا، بعبارة أخرى تختار أجملهم( مع تقديري للإعتراض الذي يرى في مورسي حقا قردا عاقرا)، المومسات أيضا يعملون نفس الشيء، يختار المرء الجميلة التي مثلها كمثل حظ المومستين الأقل جمالا، أحسن بكثير من ذكر مخنث، مالفرق إذن بين مرسي والشيخة "بوبو"(1)؟
الفرق طبعا هو بين مرسي الفاحل ومرسي الناعس، أي أن الفرق في هذا التحول البيولوجي في الكائن بين أن يكون فاحلا يعشق فظ بكارة السلطة وبين ان يكون فاحلا امام بكارة فظت قبلا، أن يكون عريسا غير محظوظ، أن يكون أمام مومس، ثم يتحول بعد ذلك بفضل خيمياء السياسة إلى ناعس يتمنى فارس أحلام يفظ سوته، ان يكون مخنثا بامتياز.
أحيانا احير بين السياسة الأنثى ومورسي الذكر المخنث، توحي المرأة عادة بالخصوبة، بالعطاء، بالولادة الجديدة، كيمياء جيدة وجميلة تملأ الوجدان، بعبارة عميقة، توحي المرأة للرجل بأنه يستطيع أن يذوب فيها ذوبانا كاملا، لكن بماذا يوحي مورسي؟ إنه مثل سابقه مبارك، قرد يوحي بالقحط، هر همجي مفترس، يوحي بكل آيات الجفاف وبكل آيات العقم، ألم تقل العرب منذ القدم: فاقد الشيء لا يعطيه.
لا مشروع سياسي بديل، فقط مشروع واحد هو : تحرير فروج النساء لتكون خالصة، ..
لمن؟
لأكثر الرجال مناهضة للحياة..
لأكثر الرجال عقما في التاريخ...
في تونس وفي المغرب أيضا.
في السياسة، في العالم، هذا الذي يسمى بوحي ما بالعالم العربي، تختار «الشعوب» (في انتخابات حرة طبعا) عندنا اكثر الحكام عقما، في التغيير نستبدل عقما ثقيل الوطأ بعقم آني مرح: عصفور صغير يبني وكره لينام، يختمر ليصير ناعسا، ملاكا جذابا للفحولة، لعشاق العقم، أليس في العادة المعروفة، لا جنس للملائكة؟
لنجذب أكثر (لا أريد أن أشير أن الحكام في الغرب يخافون العقم في سدة الحكم لأن شعوبهم بما يملكون من خصوبة الحكمة تخاف أن يصاب حكامها فلا تتركهم ليصيروا نواعس)
نختار حاكم مهيأ أن يكون ناعسا لناعس آخر هي السلطة، نختار سحاقا، بعبارة جذيرة، نختار توحيدا في الله هو النوم في حوض الله العاقر أصلا من حيث هو الغني بالمطلق( مع اعتبار أن المقارنة تشكل في حد ذاتها مفارقة من حيث تتطلب توضيحات أخرى، عادة الخصوبة تفترض النسبية بينما العقر يفترض المطلق).
يفترض الله في الكينونة، بما انه غني بالمطلق، يفترض مومنا غبيا بالمطلق أيضا، بمعنى انه يفترض كائنا فقيرا بالمطلق، وهذا لا يدركه عادة إلا أولئك الذين انتابتهم نسمة الفياق، فعادة، الذكاء يساوم المطلق، هو رغبة في السير إلى الأمام، مناهضة كبيرة للآني، مماحقة للمطلق،وبما اننا أمة مدينة لله بفروض الغباء المطلق، ومعنى هذا: أن تدين لله بشيء، معناه انك تدين له بغبائك. فأمة لا تستطيع أن تقيم افتراضا على الإطلاق، امة لا تستطيع أن تميز بين تقدمها وتخلفها، هي امة بكل حق مصابة بالغباء المطلق، ليس من الضروري أن نتمثل بالآخر، بل من الضروري أن نؤسس طريقا غير متعثر للسير، أن نؤسس أمة تزيح مايعرقل سيرها، وهذا فقط هو ما يمكن فعله حين يكون الإنحطاط سيدا، أما أن نستبدل البلادة ببلادة أخرى فنحن بكل الحزن الشديد امة ضحكت من جهلها كل الضفادع وليس الأمم.
أمة مشدودة لغباء سنن الله وأركانه، هي أمة تقيم عمليا افتراضاتها في الغباء المطلق، بمعنى أنها أمة حين تنهض، فهي فقط، تعقلن البلادة. أليس من البلادة حقا أن نجعل قائما على أمورنا السياسية حاكما مدى الأبد مماحقات لأبدية الله، أن يكون الحاكم الواحد الأحد من القيم الأساسية لوجودنا، أن يكون خصوصية الوجود لدولة مثلا كدولة المغرب، أليس بهذا ندشن حائطا صمكا ملغما بالبلادة كبلادة الرسول عليه الصلاة والسلام.
صوت على مشروع الدستور الجديد بالمغرب، بكل مواثيق الغباء المطلق، كل هذه الأحزاب التي تتوخى منا الثقة، كل هذه الأحزاب التي هي على كل حال أحزاب وطنية بما أنها أحزاب لقيطة، وطبيعي في بلاد عاقر أن تكون الامور بهذا المسار، أن يكون كل لقيط وطني.
في المغرب نسبة ضئيلة هي من تصوت لصالح العقم هي في الحقيقة كائنات حزبية مملوكة للخصوصية بدليل نسبة البغايا السحاق المسجلات للتصويت في خرافة الإنتخابات، وفي العادة القصوى، المغاربة لا يقتربون إلى الإدارات العمومية لأنها ببساطة إدارات لقيطة(قد يعترض أحد بالقول بأنها هبة المخزن، زراعة الخوف، لكن الحقيقة ان الناس تحب سيرا طبيعيا لا يتوثق بالبيروقراطية)، وهي أيضا، وعلى كل حال أيضا، هي من تعتبر أساس الهوية السياسية للوطن في المغرب الرسمي، بالجملة والتفصيل: الأحزاب بيروقراطية، الإدارات بيروقراطية، المؤسسات النقابية والجمعية، وماذا يتبقى بعد هذا؟ يبقى المغرب وحده وطنا للجحيم.


(1)” بوبو" بتشديد حرفي الباء، اسم للثذي عند الطفل الأمازيغي، في التعزيز الغزلي أيضا (عند الكبار)، نقول للمرأة تغزلا بوبونو، تعني ثذيي، طعامي، حياتي او ما إلى ذلك من المعززات



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم أحمل الصهيونية شيئا من عندي
- الصهيونية تعني قتل أطفال
- الحب الإيكولوجي
- تأملات في المشهد الأوربي: الإضراب العام وحركات الإحتجاج
- تأملات في المشهد الأوربي: حول الإضراب العام
- مريرت وأومدا
- ديموقراطية البيعة
- العالم الآخر ممكن بالقوة وبالفعل ايضا
- قنصليات البؤس: قنصلية ألميرية نموذجا 2
- قنصليات البؤس: قنصلية ألميريا نموذجا
- ثلاثة عشرة دقيقة للهبوط نحو الإنحطاط
- ماريناليدا
- وداعا لهوس الكتابة
- ماركس في كتابات -الشلة- 2
- ماركس في كتابات -الشلة-
- أزمة عمال كوماريت
- عمال كوماريت والخوصصة المستدامة
- المغرب العنصري
- مشروع سومونتي*
- حول إشكالية العمل الضروري في إنتاج فائض القيمة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - وطن الجحيم