أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - تعويذة ضد الصمت














المزيد.....

تعويذة ضد الصمت


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 15:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


" أعوذ بالله من ذنب الصمت في زمن «الإخوان المسلمين»” مقطع من قصيدة عمودية للزميلة لمى محمد.
في زمن التسمم الديني يصبح السكوت جريمة، حيث التجمعات العالمة كسحت فتاويها كل فضاء، وبغبطة العاشق للطبيعة الحياتية المعاشة، الحياة الغير مسممة بكل عوامل التلوث، كان من اللازم أيضا أن يكون هذا العاشق غير مهادنا، عليه أن يحتج ويتظاهر ويدين كل تسمم، وكان على المرأ دوما ولو بلغة القلب، اللغة التي تبني المواقف البدائية، لغة الحدس التي تسبق الوعي في اكتشاف جديد، على هذا المرأ أن يردد ولو بأضعف إيمان الذي هو نفسه الحدس مثل هذه التعويذة المباركة ليزيل عنه ماسحرته له شياطين الصمت في زمن الشياطين النجسين كهنة العصر الحٍجري.
في المغرب نسمي هذه التجمعات الواعظة تمييزا بالتجمعات العالمة، المجلس العلمي الأعلى، والمجالس الإقليمية التابعة له، ولهذه الدلالة اللفظية طابعها الإحتقاري المزدوج، احتقار الأئمة للشعب الأمي من حيث أنهم يمثلون الجهة المخول لها تفسير الوعظ الديني باعتبار لغة القرآن ولغة الحديث لغة مستعصية وإعجازية وغير مفهومة لمنطق اللغة المغربية (لاحظوا معي شكل التعاطي المصدوم للمغاربة بشان صورة والتين،التين بالمغربية هو الكرموس أو الشريحة بسكون التاء وهي من الفاكهة الحقيرة في المغرب،حين تفسر بما هي، يسقط الإعجاز ويسقط الإندهاش: العرب يسمون الشريحة تينا)، واعتبار أن الشعب ينظر إلى هذه الفئة من منظور اندهاشي بحيث هم العارفون وحدهم للشأن الديني، لكن تبقى الدلالة في بعدها السوسيولوجي تحيل إلى نوع من التنميق الإجتماعي، تمييز هذه المخلوقات الدينية عن المجالس العلمية الأخرى التي تهتم بالعلوم الوضعية بشكل عام. المجلس العلمي الأعلى هو في الثقافة الشعبية المجلس العالٍمي، رجل الدين عادة نسميه العالم رغم أنه لا يوتيه العلم في شيء، يرفع كل شيء للسماء لتنهال على الشعوب الورعة، الخائفة من الموت، من جحيم القبر وعذاب الآخرة، هذه الهالة المقدسة التي تفتق العقل منذ أول إشراقة للنور في عينك إلى اللحد، هذه الهالة هي صنيعة العالٍم عندنا، وهي في الجانب الآخر، في الآخر أقصد، في المتلقي، هي الرعب كل الرعب، والذي عادة يملك خطاب الرعب يملك تقية الإرشاد ويملك الآخر من حيث يرعبه، من المستحيل القبول بعد كل هذا الرعب أن دينا ما يملك السماحة، إن الله في الإسلام وكما تحمله إلينا النصوص، ومن خلال غربلة القرآن، ليس سوى كائن دموي، عاشق للموت، إن غربلة بسيطة للقرآن ودون الدخول في تفاصيل الإعجاز فيه، يملأه خطاب الجحيم، خذ منه كل عبارات الجحيم تجده نصا فارغا، خرافات لأنبياء أخذتهم سنة الهرولة بحثا أرض موعودة، حكايات لرعاة هلوستهم الوحدة في القفار ولم تهذبهم بعد المدنية، وأصداء غير موثوقة نسجت بلغة الجحيم للمومنين، من المعلوم جدا أن الأشخاص المومنون حقا بالحياة، يعترفون تحت الرعب بما يخلي سبيلهم، بأعمال لم يفعلوها أصلا. إن نصوصا من الرعب القرآني كافية لوحدها أن تصنع كائنات مومنة، لا وجود للسماحة في القرآن. وهذا أمر يجب أن يكون بديهيا، واعتبارا لذلك ليس الإسلام دين السماحة بل هو دين السيف ذي حدين. ليست رسالة سمحة هذه التي خطابها في عموميته يلفظ برعيد البراكين .
في المغرب أفتى مجلس العالمين بموقف إقامة الحد على صاحب الردة، يشترط فوق ذلك أن لا رجعة في الأمر وليس الفتوى أيضا قابلة للنقاش، وهو لاعتبارات شتى يمثل أغبى موقف في تاريخ المغرب المتنوع ثقافيا، وهو في الحقيقة موقف إناء ينضح بما فيه، هل يحتاج المغاربة لفتوى في الردة مع العلم أن النصوص الدينيةحافلة بما يرعب الأنفس، أي أنها نقيضة لمفهوم السماحة، أن يكون الدين سموحا معنى ذلك أن يرتد على لا سماحته، أن يكون مرعبا كما هو وهذا هو الموقف الأولي الذي تعبر عنه الفتوى، لكنه احتاج مع كثرة الهم المغربي في الأمور السياسية والإجتماعية أن يكون حيا، أن يأخذ باليسرى ما قطرته يمناه، أن يتحرك في سكونه بما يوحي بالدينامية الفعالة، أن يكون وثاقا يربط حركة الحياة بالعصر السحيق، عصر الكهنة: نعم للديموقراطية لكن في إطارها الشرعي، أن تكون كهنوتية وإسلامية، أي ببساطة أن لا تكون ديموقراطية، نعم للإلتزام بالمواثيق الدولية في ما يخص حقوق الإنسان، لكن يجب أن تتوثق بالعروة الوثقى، أن تكون هجينة ومختلة، أن تكون مذبحا إلهيا، أن تكون حقوقا إلهية وليست إنسانية، نعم لحقوق المرأة لكن شريطة ان تكون مسخا دينيا، أن تكون وعاء فارغا من الحياة، نعم نعم لكن ليس نعم، هذه ديبلوماسية الحضيض، ديبلوماسية الجبناء تمنح للآخر خطابا يشتهيه بينما تمارس على شعوبها أقذر الممارسات السياسية.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبوليوس، هينبال والفراعنة، خواطر حول ثورات الشعوب في شمال إف ...
- المرأة بين المنطق الذكوري والمنطق الأنوثي
- عظمة الراسمالية: دورة الزمان البنيوي للرأسمالية (2)
- عظمة الراسمالية: دورة الزمان البنيوي للرأسمالية
- في بيتنا....قرد، قراءة نقدية
- نائب وكيل الأحدية
- -الديموأعرابية-
- عظمة الرأسمالية: نقض مفهوم العولمة
- عظمة الرأسمالية: حول“القدرة المدهشة-
- وطن الجحيم
- لم أحمل الصهيونية شيئا من عندي
- الصهيونية تعني قتل أطفال
- الحب الإيكولوجي
- تأملات في المشهد الأوربي: الإضراب العام وحركات الإحتجاج
- تأملات في المشهد الأوربي: حول الإضراب العام
- مريرت وأومدا
- ديموقراطية البيعة
- العالم الآخر ممكن بالقوة وبالفعل ايضا
- قنصليات البؤس: قنصلية ألميرية نموذجا 2
- قنصليات البؤس: قنصلية ألميريا نموذجا


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - تعويذة ضد الصمت