أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أزمة اليسار














المزيد.....

أزمة اليسار


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأيام الأخيرة ابتعت كثيرا عن الكتابة لسبب ذاتي يتلخص في أني حين أعيد قراءة ما كتبت أكتشف منطلقات خاطئة ومنزلقات قاتلة فيما أكتب بشكل أصبحت الكتابة مخيفة لي بشكل كبير، فالكتابة بهذا الخوف تجعلك حريصا أن تكون أفكارك مقبولة على اقل تقدير، وفي مجال السياسة، بالشكل الذي تبدو الممارسة منهجا قابلا للخطأ، وبالشكل الذي أيضا تتفتح انفاسك لفهم وجهات النظر المختلفة سواء كانت تلك الوجهات غارقة في التنميق الإيديولوجي تبقى المسافة المنطقية في قراءتها هي ملامسة الخلفية الإيديولوجية لتلك المواقف وهنا فقط يعلن المرء عن تحديد الفواصل الطبيعية لتلك المواقف وإقامة الحد الفاصل بينك وبينها، لكن ما يشمت في الممارسة السياسية، في اليسار الماركسي بالتحديد هي هذه الخلفية القصوى في التميز بين شتات اليسار، وهو تميز وصل في بعض الأحيان إلى إعلان حرب عنصرية فاشية وطاحنة تقتل أي مبادرة حقيقية في النضال الطبقي الشرس بشكل تبقى ساحة الهيمنة السياسية في وضع دولة معينة لصالح اليمين الرأسمالي بشكل يمكن التجرء ببلاغة فائقة بالقول بأن اليسار تتنازعه القيم الطائفية على الرغم من شساعة التحديد بين الطائفية ذات الجذور العرقية أو الدينية والطائفية الحزبية.
تخضع جميع أحزاب اليسار إلى نفس التركيبة الهيكلية، إلى نفس البنية الحيضية في سلوكها السياسي، تتبنى بكل إخلاص أمانتها للطبقة العاملة، تتبنى جميع الطروحات التقدمية فيما يتعلق بكثير من الأمور، المرأة، المدرسة أو التعليم، الحقوق المدنية، المواطنة، الجهوية، نفس المواقف من الثقافة بشكل عام، نفس المواقف في الإقتصاد..إلخ. يخضع القرار فيها بالنمطية نفسها في كل التيارات، وهي بكل هذه القيامة الهيكلية والتركيبية تنزع دوما للتميز برغم كل تماثلها الإيديولوجي،تماثلها البنيوي والهيكلي وكل تماثلها في التبني بشكل صارت أضحوكة الشتات بشكل هي تنزع في تميزها فقط إلى تميز قادتها، كل القيادات محنكة ما شاء الله، بشكل لم يتركوا للجماهير سوى هذا الإصطفاف المبلد وراء كل تيار، كل القيادات اليسارية ديكتاتوريات برغم التشبث الأعمى بالديموقراطية وهذا يبدوا استنادا إلى هيكلية أحزابها ومنظماتها وكلها في ممارستها الحزبية أو التنظيمية تمارس نفس الديموقراطية اللبرالية التي هم من منطلق إيديولوجي يرفضونها لأن شكل وجودها كقيادات معلومة يتنافى مع شكل دمقرطتها من موقع الفكر المناقض، أي الفكر الذي به ننتقد شكل الديموقراطية اللبرالية: من العيب والعار أن ننتقد شكلا من الديموقراطية نحن نتواجد في صلبه أو به تتم مراقبة الحزب أو هو من يتيح لنا التميز كقيادات، لأن التميز هذا ينزع أساسا للتوريث والتوريث هذا بالطبع ليس أسريا بل ميزيا بين القيادات وخلفائهم.. والإستدلال على هذا ربما سيصلح فيه النموذج الغربي أكثر لوضوح الممارسة اللبرالية فيه برغم أن الممارسة هذه واضحة حتى لدى الأحزاب السياسية عندنا، وحين يتعذر التوريث، في ممارسات عديدة، يحصل الإنشقاق أو تفريخ أحزاب أخرى.. إنه النزوع الطائفي الحزبي، إنها الأنا السياسية بكل خرافاتها في الوقت الذي، هذه الممارسة من التوريث لا تمت بصلة إلى الديموقراطية اليسارية التي يجب أن تكون قذوة للجماهير، ولعل هذا ما ينزع لوجود نفور الجماهير من الأحزاب، فبرامجها برامج القيادات وإن توافقت مع الطموح الجماهيري مع أنها برامج تبقى في الممارسة الحقيقية حبرا على ورق انطلاقا من تفحص المعادلات الأخرى المهيمنة في سوق السياسة. الجماهير تنزع إلى حل أزماتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، والقيادات تنزع إلى تبرير مسلكياتها السياسية وفقا لخرافة موازين القوى زائد الإكراهات الدولية والجهوية، لا أحد من الجماهير تهمه ترسانات الإقناع بوجود إكراهات، فالناس حين تنتخب (وهذا على الأقل يفترض موضوعيا) تنتخب برنامجا سياسيا وليس تنتخب إكراهات وقناعات بخلفية منمقة، ثم إن الأحزاب التي لا تحدوها رغبة القوة ولا تعمل على تجاوز تشتتها البئيس هي بالتأكيد احزاب كارتونية حتى وإن سعت إيديولوجيا لنفخ ريشها بالإنتفاخ بالشعارات الرنانة، فواقع اليسار يبعث على البؤس، وتجاوز هذا البؤس في الظروف الحالية من تصادم المواقف، من انعدام وضوح الشكل الديموقراطي لهذا اليسار، من وجود قيادات سلطانية هو تجاوز محال التحقق.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزحف إلى مدريد (2)
- الزحف إلى مدريد (1)
- رويشة والفن الأمازيغي
- -هارون- المغربي
- جدلية النقابي بالسياسي وجهة نظر
- حول الديموقراطية
- عاش.. عاش
- الإنسان كائن عنصري
- سوريا والهمج المتوحشون
- مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى
- مواقف وقضايا: فخ البروليتاريا
- انهيار الرأسمالية:انهيار أم وهم
- الموقف مما يجري في مصر
- مواقف وقضايا: القضية الأمازيغية
- مواقف وقضايا: حول الثوابت المغربية
- حركة تمرد المغربية وحركة 20 فبراير
- الشرعية الثورية
- مدخل إلى الديموقراطية التشاركية
- الدولة الإشتراكية هي الدولة الرأسمالية، نقطة نظام
- حوار مع صديقي المومن 1


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أزمة اليسار