أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة















المزيد.....

الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 05:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يحزنني عميقا أن أنتمي لبلد يفوق مهاجروه أربعة مليون شخص، في خرافة العبور تجد الوطن يرحب بك بكثير من الكي كأنما ثقافة الهجر ليست سوى نفي آخر، ليس في أروقة السياسات المغربية ما يشعرك بالإنتماء للوطن، بشكل يبدو جليا أن المغرب مارس عملية التصدير كما تفهم في الإقتصاد السلعي، تصدير مهاجرين للإستهلاك ودون عودة، تماما كما تستهلك السلع..من هذا المنطلق يتعامل المغرب أيضا مع المهاجرين الأفارقة، المهاجرين السود بالتحديد إذ ليس يعتبر المهاجر الأشقر وافذا على المغرب، بل أكثر من ذلك يوضع في مكانة فوق مكانة المواطنين بدليل التبجح الباعث على السخرية: "المغرب بخير، أوضاعه الإقتصادية سليمة بدليل هجرة الصقور الشقراء إليه بحثا عن العمل..” هذه هي الخرافة التي تداولتها عدة وسائل إعلام مغربية، وراء الخرافة واقع مؤلم يتجاهل كل المعطيات، على الأرض في المغرب الذي يفتخر بكل ماهو شمالي تعيش بعض قبائله بشكل كامل في الكهوف، هذه الصورة وحدها كافية بأن تزكم الأنوف دون التحدث عن الميوعة في كل شيء، عن التسيب في كل شيء، عن بطالة مقنعة بسياسات التيئيس، عن أجور بئيسة و أسعار ملتهبة، عن حكومات فكاهية لا تتقن سوى التهريج. وعن ..يا إلهي لاتنتهي العنعنة.
في أحداث 2000 بإلخيدو بإسبانيا، أنتج الإعلام الإسباني ما يفوق المتخيل طيلة سنة كاملة مما يجعل منا نحن المغاربة كائنات شر يرة بامتياز، ونحن نحتل مكانة مهمة في تصدير المهاجرين، أكثر من أربعة ملايين يعيشون في مختلف بقاع العالم، منها حتى الدول التي لاتربطها والمغرب علاقات ديبلوماسية، لو أخذنا كل ما أنتجته الآلة الإعلامية الإسبانية بالحسبان، سيكون من المستحيل بمكان أن تسوى وضعية المهاجرين المغاربة في إسبانيا ثم لبادرت دول العالم لإرجاعنا إلى المغرب كسلعة مغشوشة، وكان أيضا يستحيل التغلب على ترسانة إعلامية من الأحكام المسبقة التي تحاول أن تبرر اعتداءات عنصرية على المغاربة بإلخيدو،، في الأخير ركعت إسبانيا امام الأمر الواقع بفضل تضحيات المهاجرين، بفضل استماتتهم النضالية في الوقت الذي كانت الدولة التي صدرتهم لم تحرك ساكنا، لقد قطعت إسبانيا أشواطا مهمة في فهم ظاهرة الهجرة قبل أن تكون هي مصدرة لها في زمن الحرب الأهلية، وهاهي الآن بفضل قوانين سنتها وتسنها تقطع أشواطا أخرى.
أمس في طنجة وقع اعتداء مميت من طرف عنصريين مغاربة ذهب ضحيته مواطن سينغالي، لنرى ردة الفعل شبيهة بتلك التي عشناها أمس في إسبانيا في أحداث إلخيدو، نفس الخطاب، نفس التصريحات الرسمية، نفس التبريرات، ونفس الأخطاء الأمنية، اعتقل 14 شخص بينهم تسعة سينغاليين حسب تصريح القنصل السينغالي، مغربين فقط، أغلب الظن أنهم القتلة، وفي تلك الجوقة من تبادل الضرب بالهراوات والحجارة لم يعتقل من الجوقة سوى المهاجرون الأفارقة.
إعلاميا:
"مهاجرون غير نظاميون"، هل هناك مهاجرون نظاميون ومن هم هؤلاء النظاميون؟ شحنة التخوين السياسية، المهاجر النظامي هو المهاجر المرتزقة، كلاب الحرب في لغة سياسية قحة، نظامي بمعنى ينتمي إلى النظام المغربي، وهل كل المغاربة نظاميون؟، يريد الإعلام المغربي أن يتكلم عن مهاجرين في وضعية غير قانونية، وطبيعي جدا في دولة لم تقم يوما بتسوية حالة مهاجرين، طبيعي جدا أن يكونوا في وضعية غير قانونية: في إسبانيا كنا نرفع شعار " لا أحد هو في وضعية قانونية"، الهجرة تؤطرها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تؤكد احترام الحريات الأساسية لكل فرد (ومنها حرية الهجرة) بالرغم من اختلاف الأجناس واللغات والديانات..
تجريم المهاجرين: “مواجهات بين سكان الحي (بطنجة) ومرشحين للهجرة السرية.. طريقةلإحالة انتباه المتلقي إلى مرشح للهجرة السرية عوض الإنتباه لجريمة قتل، في هذا السياق أضيفت خرافات "شهود عيان" الذين يبدو من شهادتهم انهم هم انفسهم من سكان الحي ومن المتضايقين من وجود أفارقة: "قلق للسكان بسبب ممارساتهم غير الأخلاقية ومساهمتهم في الإتجار في الممنوعات...” لإثارة نفس الإنتباه من تجريم الأفارقة بالتعميم الفاضح حتى في صياغة الإعلام برغم أنه يتكلم على شهود، هذه الممارسات اللاأخلاقية سيؤكدها أيضا تصريح للنيابة العامة في تخريجة عدلية تذكرنا بمحاكم التفتيش من حيث تأكيده ذاك هو مس بخصوصيات الأفراد وحرياتهم الشخصية في سكناهم إذ يقول التصريح:«أن سبب المواجهات هو اعتداء مغربي على أحد هؤلاء لكونهم يستغلون الدور التي يكترونها في ممارسة الدعارة وتناول المخدرات.»
في بلاغ النيابة، لا ادري هل لممثل النيابة الحق في محاكمة المغاربة عما يفعلون في دورهم السكنية أم أن الأفارقة لهم استثناء خاص يفرض أن يكونوا "نظاميين" إذا ارادوا أن يستثنوا من حالة التفتيش المفترض، وهل لأفراد الملك المكترى الحق في أن يفرضوا على المكتري ما يجب أن يكون عليه لإرضائهم
الإعتداءات العنصرية أمام رجال الأمن وغض الطرف منهم على هذه الأحداث وهي نفس الأفعال التي وقعت للمغاربة في أحداث إلخيدو، وهذه تؤكدها شهادات لوفود أجنبية عاينت معانات الأفارقة بنفس الحي ولم تثرها الصحافة المغربية بالمرة
بالإجمال هذه تهم عانيناها أيضا من إعلام إسبانيا وتصريحات المسؤولين أثناء أحداث إلخيدو بإقليم ألميريا، وإذا كان الإعلام المغربي يمارس نفس مهمة إعلام إسبانيا تلك فمعنى ذلك أنه من حيث لا يدري يعطي مصداقية لما قيل حول المغاربة في تلك الأحداث، وإلا فلا مصداقية لما نشر حينذاك وهذا هو الأصح وبالتالي لا مصداقية لما نشره هو على الأفارقة وهو الأصح أيضا..
تبقى إشارة أخرى مهمة للغاية: في أحداث إلخيدو كان هناك حضور لفعاليات المجتمع المدني وشخصيات مهمة ووفود حضرت من كل أوربا(منهم حائزون على جائزة نوبل وفنانون وكتاب معروفون) تشجب الأعمال العنصرية وتندد بالإعتداءات الفاشية بينما في المغرب لم نسمع ولو بيان إدانة من حزب (يساري على أقل تقدير) أو هيأة حقوقية كأنما الموضوع أصبح من التابوهات الخارقة
شخصيا أسجل تضامني الكامل مع الأفارقة وبالخصوص عائلة المهاجر السينغالي المذبوح على الطريقة الداعشية(عاشرت السينغاليون في المهجر هم من أحسن المهاجرين أدبا وخلقا) وأدين بشدة كل هذه الإعتداءات العنصرية التي أجهدت أقلام صحافيينا في تبريرها حيث الإجتهاد في تبرير اعتداء عنصري هو مهزلة سخيفة ومضحكة



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي
- أزمة اليسار (2)
- أزمة اليسار
- الزحف إلى مدريد (2)
- الزحف إلى مدريد (1)
- رويشة والفن الأمازيغي
- -هارون- المغربي
- جدلية النقابي بالسياسي وجهة نظر
- حول الديموقراطية
- عاش.. عاش
- الإنسان كائن عنصري
- سوريا والهمج المتوحشون
- مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى
- مواقف وقضايا: فخ البروليتاريا
- انهيار الرأسمالية:انهيار أم وهم
- الموقف مما يجري في مصر
- مواقف وقضايا: القضية الأمازيغية


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة