أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - إعادة النظر في التنزيه الإلهي: موضوع على خلفية حكم الإعدام في حق الكاتب الموريتاني














المزيد.....

إعادة النظر في التنزيه الإلهي: موضوع على خلفية حكم الإعدام في حق الكاتب الموريتاني


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حكم بالإعدام في موريتانيا لمجرد رأي يسائل وقائع من التراث مشبعة بها مكتبات الكهنة من ممتهني الإفتاء في مناهضة غريزة الحياة، هو امر ليس مؤسف فقط، هو الجحيم في دولة لا يهتم شعبها بالآفات حولها، الآفات الإجتماعية كالفقر والتعليم والجفاف والبطالة وسوء التغذية وسوء التوزيع والجراد... ويهتم بابتهاج كبير لإعدام كاتب يسائل خرافاتهم، شعب يدفع المهر في زواج وتناسل الحمير ولا يعتني بشيء بخصوص مواطنيه الذين يعيشون تمييزا عنصريا يستند على خرافات النسل الهمجية من منحطي الزوايا والزمت الكهنوتي..
حكم محكمة نواذيبو في الجهورية الظلامية الموريتانية يستند إلى خلفية صاعقة للفكر الإنساني من حيث تهين كرامة العقل المتسائل، تحاكم الرأي وليست تحاكم الإساءة كما استندت.. جميع النصوص والوقائع التاريخية التي اعتمدها الكاتب المحكوم بالإعدام محمد الشيخ بن محمد هي نصوص من التراث، نصوص حقيقية موجودة، جريرة الكاتب فيها أنه استعمل عقله المركب، العقل المتسائل الذي يضع أشئلة تبتديء ب"كيف" و "لماذا" في مقارنة تلك الوقائع التراثية التي يفرزها بنخوة البلادة العقل الكهنوتي الفقهي الذي يوثر الأمور دون إقاع ذرة من العقلانية كفتوى "نكاح الوداع".
يثير الكاتب الموريتاني مسألة الدين والتدين لكن لم يحسم في مفصلة الأمور وكأنه كان محكوما بالوصول إلى الخلاصة: اللاعدالة في الفقه الإسلامي سواء في مرحلة ما سماها الدين أو في مرحلة ما سماها التدين، كان عليه أن يميز في المرحلة الأولى وجود "التدين" في مسلك النبي في تدبيره لشأن الغزوات، فروح الكاتب المتدينة منعته من أن يطرح المشكل بشكل علمي أو عقلاني على الأقل من خلال الطرح العقلاني الميتافيزيقي باعتبار الدين شرع إلهي يمنع فيه العدل الإلهي، افتراضا لأنه عقل بالمطلق، أن يوكل بمكيالين سواء في قضة هند وخادمها او في قضية الصفح على قريش في فتح مكة والقتل الجماعي لبني قريظ.. سيظهر النبي حينها أنه ليس إلا ما فصح به: « إنما أنا بشر مثلكم..» مخالف عدله المتأثر بحوافز الأخوة والعمومة والعشيرة للعدل الإلهي المطلق الذي لا يتأثر بهذه الأمور لأنها في حال وقعت ستنسف عدله المطلق.. ففي مرحلة النبي نفسها مورس ما أراد الكاتب أن يمرحل به التاريخ الديني وفق قسمته بين الدين والتدين، أي أن التدين مورس أيضا في فترة الدين نفسها، لو أن الكاتب فعل هذا لأعدم فورا باعتبار إفراز جرأته العقلانية مسا وإساءة للإسلام، لكن روحه المتدينة منعته من الأمر.. كان يريد أن يقول بأن أمور وقعت في مرحلة الدين باعتباره مرحلة الشرع الإلهي مورس فيه نوع من الإجحاف في حق العدالة الإلهية اعتمادا على مستشاري النبي كأبي بكر الصديق، لكن لم يفصح عن الأمر بقدر ما كان يريد القول إذا وقع هذا هكذا في فترة الشرع الديني فكيف سيكون الحال في مرحلة التدين، أي في مرحلة التأويل الديني.
يبقى الآن أمر آخر مثير للدهشة: هل مساءلة نصوص تراثية بشكل عقلاني هو إساءة للإسلام؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا مفر من القول بأن الإسلام وعلى عكس محنطيه المتدينين الذي يقولون بقدسية العقل في الإسلام، إذا كان الأمر كذلك، فالإسلام دين ضد العقل.. وهذا استنتاج موضوعي وليس إساءة، فلحد الساعة الله الميتافيزيقي (الله في الفلسفة الميثالية أقصد) الذي لا يمكن الإستدلال على وجوده إلا بالعقل المجرد كما يقال، هو أعدل بكثير من إله محمد الذي يتماهى فيه العدل المحمدي بالعدل الإلهي، وعليه على الفلسفة العربية الإسلامية أن تعيد النظر ألف مرة وليس مرة أخرى في ما تسميه الفلسفة الإسلامية ب"التنزيه الإلهي”..
ختاما ندعوا كل ضمير حي للتنديد بعقوبة الإعدام في حق الكاتب المريتاني الشاب محمد الشيخ بن محمد، والعمل من موقعه على وقفها، والمطالبة بالإفراج عليه فورا.
رابط الحملة لوقف الإعدام في التالي:
http://www.ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=688



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاك الدفن
- عاصمة -الرههج- والديبلوأعرابية
- بهذه الأخلاق ستكون أشقر الرأس في أوربا
- نمط الإنتاج الهمجي
- أعرور 3 : تاعبوت
- أعرور 2
- أعرور
- صلاة عيد الكبش
- عودة إلى أبرهامي
- في لاس بيدرونيراس
- حول القضية الفلسطينية
- إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية
- الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي
- أزمة اليسار (2)
- أزمة اليسار
- الزحف إلى مدريد (2)


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - إعادة النظر في التنزيه الإلهي: موضوع على خلفية حكم الإعدام في حق الكاتب الموريتاني