أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - -بويفيذاحن-














المزيد.....

-بويفيذاحن-


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 30 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


"بويفيذاحن"

يسكنني لغم من الأحزان في هذه الغابات الحارقة، الموحشة، تتكبدني خصاراتها كأنما أنا الواقف على ذرة الماء الذي يسقيها في خريفها المبهج، العتي، الذي يستنزف قوتها ويلقيني في عتبة سقمها، كأنما أنا من يحضن صبيبها المطلق لأني فقط هناك شاهد عيان ك"بويفيذاحن" ذلك الرجل لا تنفذ الأشواك إلى قدميه، ذلك الرجل الذي يبتسم للضفادع في هيأة آدمية، تخفي أزرار مدنيتها كالحرباء تخيفها سكينة التوحش، بهجتها الخرقاء تحملني فوقا إلى الطلق كي أشرب نخبها: "نخبكم يا أيها الذين بوجودكم تصبح الحياة أكذوبة روعاء ".
لكن الذي يحملني كثيرا من الأحقاد بشكل وازن هي لجة هذه المواسم التي نفقدها كل يوم، مواسم العمل البهيج حيث كان لنا في النضال لذة الكفاح المقدس، تلك الخوالي من الأيام الجميلة التي بعناها تحت سذاجة "تاحنصالت" بجبل عوام، تلك المرأة التي احتضنت أسطورة "إيمزيلن" في خصرة "الواسعة"، كانت ترعى غنما يصاب في كل مرة برعشة الجن في "بويكنوزن" أو "تيحونا" الخالدة بسمومها المجهولة.. كانت تلك السموم أخف وطاة من سم صاحب الأزرار الحربائية، تلك الكائنات التي تجد متعة فذة في الكذب، تحمل قاموسا متكاملا من المزايا في تمرير خرافة "أوشطوبان" القادم من أبجديات الصحاري ليعلمنا نوعا من الوطنية: "أن تدوس على الوطن وخرافاته الجميلة"، خرافة في فن الإستثمار، الوحش الآخر الذي كلما انتفخ، أضحك "بويفيذاحن" الذي دوما كانت تسكنه علامة التعجب في أن ينفجر الوحش انتفاخا، لكن في الحقيقة لم ينفجر بعد وحش أوشطوبان، وما زال "بويفيذاحن" يبتسم من التعجب كيف لم ينفجر وحش خرافة الإستثمار .
المستثمر النبيه هو من يستثمر غباء "بويفيذاحن"المنجذب لمتعة الإنفجار حين يكتسح عشرات الأمتار في صلب الحجر، في ما المستثمر النبيه كان يثير فينا، في كل مرة يطل في الإعلام المخزني، سحابات من الكآبة.
المستثمر النبيه هو فقط الذي يكذب دون حرج، يغرد أكاذيبه للصفيق ممن انتخبناهم لينوبوا عنا على الرغم من أننا ومنذ زمن بعيد انطفأت لجة مواسمنا الجميلة وانطفأت معها لذة الكفاح، غابت في جبل عوام حميمية النقاشات السياسية النقابية وحضرت هيأة الغول تثير خرافة من الأهوال، تحولت ملاحم النضال النقابي إلى ملاحم زردوية لصالح أحزاب أعياها التسول، أحزاب تجرنا كل يوم إلى الإستشهاد بخرافة أجمل من وطأة "أوشطوبان"،، خرافة "الديموعرابية" في تجديد الولاء، ولاء افتقدنا في حسنا التاريخي بميل كبير نحو وطاة التاريخ الآخر الذي استلهمناه بحس شاعري، استرجعنا مقامات العشق عند العباسية عروس البلاط، تاريخ رنيم اللغة الذي أخفى تلك المرارة القحة التي التحسناها منذ الصغر، ليظهر وجودنا لوعينا المسلوب أقحوانا فذا..
في المغرب الجميل للغاية، لغاية صاحب الأزرار التي ينتظر "بويفيداحن" انفجارها حين تنتفخ كائناتها، لم يكن العمل المحترف عند "بويفيذاحن" أكثر من مكر مضاعف، كانت الطبقة العاملة التي خرجت لتوها من الرعي وممارسة الحصاد الموسمي قد وجدت في العمل المنجمي المأجور مزايا أكثر توهجا، تعويضات اجتماعية هامة لا يعلم "بويفيذاحن" من أين أتت ومن ناضل عليها، ولم يكن يوما تاريخ الحصاد البدوي، العمل الموسمي لقوافل الرعاة، لم يكن يوما يحفل بها بشكل رأى أن وجودها في المنجم ليس سوى مكرا للتاريخ، ذلك التاريخ الذي تقاسمناه مع الجراد بشهادة "بويفيذاحن" نفسه: "في عام "اللبو"، أتذكر أننا نشعل النار في "الدوم" أو الحلفاء، المليئين بالجراد لنأخذ حصتنا الغذائية من الحصاد، التي تحولت إلى طاقة غذائية في الجراد، كنا نشويه ونأكله بدون ملح ..”.
كيف لآكلي الجراد مثل "بويفيذاحن" الذي لا ينفذ الشوك إلى قدميه، أن يستوعبوا فلسفة الطبقة التي أبهجتنا بأن على يدها تأتي اليوثوبيا الجديدة؟؟.
عندما هاجرت إلى إسبانيا، كان العامل المغربي في بهجة المواسم الإسبانية قد استرد لحن أغاني الحصاد المغربي، يعمل أكثر مما يجب استسباقا لنفي طبقة من لحمته في إسبانيا التي ألفت مزايا ما قبل الحصاد البدوي بأكثر من قرن، ليرضي فقط مشغله الذي لا يتقن لغته حتى، تلك اللغة التي هي مفتاح "الخمامات" عند البشر، لن يعرف "بويفيذاحن" مهما عاش، عالم قارة عشماء كهلت بالتمدن، لن يعرف يوما، لماذا في مملكة أخرى، يحدث انقلاب عسكري لتأبيد سلطة الملك في الحكم وينتفض الملك هذا ضد الإنقلاب الذي يجله



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية شاشا ورمزيتها السياسية
- المثلية الدينية
- اليسار وإشكالية الديموقراطية
- المظلة
- العلمانية بين النضج المدني وغيابه
- حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل
- خواطر مبعثرة
- حكامنا خنازير
- القومية من منظور مختلف
- خواطر ملبدة
- نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن
- حرب اللاجئين
- رد على أبراهامي حول مقاله -لم يفهموا ماركس يوما ما-
- رحلة في الباتيرا (3)
- دقة المرحلة
- رحلة في الباتيرا 2
- رحلة في الباتيرا
- احترام المسلم للإختلاف لا يعدو أكثر من نكتة سمجة
- التدين جريمة في حق الإنسانية
- اللينينية هي الثورية (نقد ذاتي حول مقالاتي السابقة حول اليسا ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - -بويفيذاحن-