|
جينيالوجيا الشيوعية (2)
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 5506 - 2017 / 4 / 29 - 20:55
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كل عامل يملك جينة الشيوعية في ذاته، ليست لا شيء مستورد ولا هم يحزنون، كل ما حصل أن الغرب حددها وأسس لها، ونحن لا زلنا نتخيلها في المستقبل مع أننا نعيشها يوميا في حياتنا فوالدك العامل، بغض النظر عن علاقته المباشرة بعلاقات الإنتاج التي هي مشكل المشكلات عند الرأسمالية مع الشيوعية، في عملية تجريد أو تقطيع إن شئنا كالتقطيع الجغرافي، إذا أخذنا فقط الجانب الإجتماعي لهذا الوالد العامل إضافة إلى زوجته ، علاقتهما بعائلتهما وأسرتهما، فهما يمارسان عملا شيوعيا تجاه أفراد أسرتهما، فهما يعملان ليلبيا طلبات حياتهم اليومية دون أن يعلنا بأنهما يقومان بذلك بمقابل، إن والدتك تعمل لأجل رخاء اسرتك، إنهما معا يقومان بعمل جبار لإسعاد افراد أسرتهما، فهما لا يعاملانك كرأسمالي يفرض أن تنتج لهما فائضا للقيمة، ولا يعاملان أفراد اسرتهما كبائعي قوة عمل يجب استثمارها في إنماء رأسمال معين، وحتى إذا كان الأولاد يعملون، فما يكسبونه جميعا يدر بالنفع على باقي الأسرة دون أي تمييز، إن ما يضيف روعة أكثر لعمل هؤلاء الوالدان ويعطي لهما بعدا شيوعيا أكثر، هو إبداعها في تأمين حياة أسرتهما، إنهما يقومان بعملية تخطيط رائعة إذ يقومان بتوفير التمدرس لأبنائهم وتغطية نفقاته، يوفران قسطا من مالهما للظروف المحتملة كحالة المرض (التغطية الصحية لأفراد أسرتهما)، التفكير لمستقبل أبنائهم. كل هذا الذي تقوم به هذه الخلية هو ما يراد تحقيقه بعبارة الشيوعية، أي تعميم هذا النمط من السلوك الخلوي الأسري على المجتمع كله. هذا التقطيع إن شئتم، يعطي معنى هام للشيوعية المرفوضة كمفهوم سياسي أيديولوجي، وطبيعي جدا أن ينتفي هذا الطابع لعمل الولدين إذا ما قارناه بعلاقات الإنتاج السائدة وبالبنية الإجتماعية بشكل عام أي إذا تحولنا من حالة التجريد أو التقطيع وربطنا هذه الأسرة بالعلاقات العامة التي تتحدد بعلاقات الإنتاج. إذ هنا ما يحدد سياق علاقات الإنتاج هو نمط معين من الإنتاج يخل بشكل خاص بهذه العلاقة التكافلية الطبيعية في الأسرة بحيث ينقسم المجتمع من خلال هذا النمط إلى طبقة مستغلة وأخرى مستغلة ليس كخلية الأسرة حيث لا أحد يسيطر على أحد (بغض النظر طبعا عما يمكن أن يحمل علي في هذا التحديد من قصور في أخذ عوامل أخرى طبيعية تتأثر بهما الأسرة، لكن السياق العام لتلاحم الأسرة ، بشكل مجرد كما قلت، المبدأ العام في تشكيل أسرة يتم الإتفاق فيه على أساس التخطيط المحكم من الأب والأم في خلق أسرة، إنه تخطيط مبني على واقعية ظروفهم المعيشية ويتصرفون في إنتاجهم وفقها) . لكن بمجرد ما نخرج من هذا التقطيع، ربط الأسرة بمحيطها الإجتماعي العام، يتلاشى في هذا الربط ما يمكن أن نعتبره جينة شيوعية، تدخل هذه الجينة في هيكل عام تحكمه علاقة الإنتاج الإجتماعية التي هي من يحدد شكل بناء الهيكل الإجتماعي في دولة معينة. الآن يبقى التساؤل المطروح هو: لماذا الأفراد يتنكرون لما هو شيوعي برغم أن ممارستهم اليومية، تجاه أسرهم على الأقل، تتسم بما هو شيوعي؟، والجواب بسيط للغاية، هو أن الشيوعية تصور من خلال الثقافة السائدة، على أنها شكل غريب عن المجتمع، وحتى الشيوعيون أنفسهم يصورونها كيثوبيا ستتحقق في المستقبل من خلال حتمية تاريخية معينة من خلال أطوار الإنتقال النوعي في المجتمع من مرحلة إلى أخرى، أي أنها غريبة عن الحاضر ومستحيلة في ميثاليتها وتتطلب تضحية ونضال ووعي بها، أي أنها تتطلب تطورا خاضع لسيرورة معينة وقفزات نوعية وهو أمر صحيح على مستوى الهيكل الاجتماعي العام الذي يسود فيه نمط معين من الإنتاج يجعله طبقيا، لكن على مستوى نمطية عيش الأسرة، من خلال التخطيط فيها ومن خلال مزايا التكافل فيها يبدو أن الأمر جائزا وواقعيا أكثر بغض النظر الآن عن طبقية الأسرة في الهيكل العام للمجتمع، فالأسر بشكل عام تتصرف تفاوتيا، ، من أسرة إلى أخرى، في شأن أفرادها بشكل يراعي كما قلت سابقا الظروف الواقعية لكل أسرة. إن المطلب الشيوعي الملح تجاه الدولة، يتلخص في أمر بسيط للغاية، أن تكون الدولة نموذجا لشكل الأسرة، أن تعامل مواطنيها على قدم المساوات، وأن يكون لها نفس الحس الذي لدى أولياء الأسر تجاه أفراد أسرهم، وأن يكون التخطيط فيها بنفس تخطيط أولياء الأسر ، إن الذي يشكك في أمر الشيوعية هو أساسا ناكر لذاته، أو أنه يتصرف مع أسرته تصرفا ساديا. لا علاقة للدين في أمر الأسرة، فالكثير من اولياء الأسر تجاهلوا ميولات بعض أفراد أسرهم وتعاملوا معها كأمراض اجتماعية، لكن برغم ذلك، لم يعاقبوهم على ميولاتهم، وفي كثير من الأحيان نجد المسؤول عن الأسرة يتخلى عن مسؤوليته لابنه أو ابنته، أو يحتكم إلى منطق التشاور في قضايا تهم الأسرة، ذلك أيضا ما نريده من الدولة، أن لا تحتقر أيا من مواطنيها بسب ميولات أيديولوجية أو دينية و عرقية أو جنسية أو بسب إعاقة جسدية. الإيديولوجيات والديانات لا تمثل بالنسبة للأسرة إلا بهارات تضفي ذوقا معينا للسلوك والعيش، الشيوعية ليست أيديولوجية، هي نمط عيش وحياة. الشيوعية هي تعميم نمط عيش الأسرة في الحياة الإجتماعية الإنسانية، أن يكون الإحساس تجاه ابنك، أو ابنتك أوأخيك، جارك هو نفس الإحساسا تجاه أي مواطن أو أي إنسان بشكل عام . عندما نقول أن الدين ليس أكثر من بهار يضفي ذوقا معينا على الأسرة فإننا نعني بذلك أن جميع الأسر، بغض النظر عن طبقيتها أو انتماءاتها الدينية، بغض النظر حتى عن نوع التربية التي تلقنه لأبنائها، فهي دوما على المستوى المعيشي تتصرف وفقا لدخلها وتتعامل مع النفقات وفقا لذلك، لا فرق في الأمر بين اسرة مسيحية أو مسلمة أو هندوسية أو حتى ملحدة . إن مفهوم الدولة بالنسبة للفرد، وبحسب ما توحي به المنظومة الرأسمالية عادة هو انها تلبي خدمات معينة تسميها خدمات عامة عبر تعاقد تؤسس له ، إنها بالمقابل تتكلم عن واجب الأفراد تجاهها ومن جهة ثانية تتكلم عن مسؤوليتها هي تجاه الأفراد، لكن هذا التعاقد لم يكن في كل مسار التاريخ حقيقيا، بل كان يفرض من طرف طبقات مسيطرة منظمة اجتماعيا كانت تهدف به ومنه إلى استئناس وضع هيمنتها، أن تجعله مقبولا ومريحا لها في سيطرتها من خلال السلم الإجتماعي ، إن أغلب هذه التعاقدات لم تكن في كل مسار التاريخ الرأسمالي يعبر عن هذه الطبيعة المتميزة في الأسرة، إن الأسرة تضع في برنامجها دخلها من الإنتاج وعليه يتم وضع ما هو ضروري في الإعتبار من خلال تحديد أولويات: الأكل والشرب والصحة (ضمان استمراريتها) والتعليم والملبس والعمل والسكن ، أما الطبقة الإجتماعية المسيطرة فتضع في أولوياتها (على المستوى الهرمي ) ما يديم سيطرتها وتميزها الإجتماعي مقارنة مع وضع الطبقات الأخرى. إنها لا تساوي في التخطيط بين وضعها الإجتماعي الطبقي ووضع الطبقات الأخرى برغم أنها تستند إلى الدولة (الأسرة الكبيرة) بما هي أساسا تعتمد في دخلها من واجبات الأفراد نحوها، أي ضرائب المواطنين بشكل عام والتي يتشكل دفعها في المطاف الأخير من طرف المستهلك بما فيهم ابنك الرضيع. أي أن الضرائب التي يتبجح الأغنياء بدفعها (وتبدو ضخمة من خلال رقمها، هي في واقع الأمر تضاف قيمها في سلع الإستهلاك، أي أن المستهلك هو من يدفعها في آخر المطاف وأن ما يدفعه الغني ليس أكثر مما يدفعه أي مستهلك مثل رضيعك تماما) هنا تنطلق الشيوعية، ما هو واجبك تجاه رضيعك برغم أنه لا يعمل هو أيضا نفس واجب الدولة تجاه أي مواطن، إن شخصا بالغا رشده لا يعمل، إن ما يتلقاه من استهلاك من طرف أسرته، من طرف جمعيات خيرية إن شئنا هي قيم مدفوعة ضريبتها، هي قيم متضمنة في الإستهلاك، ليس هناك عمل خيري إلا في الوهم من خلال مبادرات الإيحاء بالخير، إن الجمعيات الخيرية تشوه أساسا ما هو واجب الدولة نحو مواطنيها، إن الأسرة لا تسمي واجب تغذية رضيعها خيرا بل واجب ينبع من الإحساس بالمسؤولية نحوه. هذا الأمر يحيلنا إلى واجب إنساني قديم ، الأمومة ، إن المراة في المجتمع المشاعي كانت تعمل لسببين: تأمين حياتها وتأمين حياة رضيعها، من ثمة استحقت لقب الألوهية من خلال أن أول التجمع السكاني مقرونا بنشاط اقتصادي (اكتشاف الزراعة: الإنتقال المرحلي من نمط الرعي والعيش على الصيد إلى مرحلة الزرع والغرس باعتبارهما خطوة متقدمة من التخطيط المستقبلي للتأمين القومي)، يؤسس عمليا لظهور دور المرأة في اكتشاف الزراعة بسبب من طبيعتها البيولوجية التي تميل إلى الإستقرار، إن هذا الإستقرار كان يوفر طاقة مهمة للتفكير في التأمين الغذائي أكثر من `حرقها في الترحال الرعوي والصيد خصوصا بعد اكتشاف دور الماء في الحياة البيولوجية بشكل عام ( إن الأبحاث الأركيولوجية تثبت بالملموس أن أول المجتمعات المستقرة كانت دوما تتأسس على ضفاف الأنهار وهي تمثل أو تجمع بين خاصيتي الصيد والرعي ثم الزرع من بعده، يمكن الإستدلال نظريا بالأمر من خلال أن النهر يوفر احتياطا من الوفرة الغذائية تتجلى في صيد الأسماك والحيوانات المائية أو البرمائية التي تعيش في محيطه أولا، ثم بعد ذلك يتيح التفكير في استغلال مياهه في إنتاج ما يتيحه نمط الرعي بغرس أعشاب واستثمارها على ضفافه لضمان التغذية). إن اكتشاف عملية الإستقرار بالأنهار أدت موضوعيا إلى نوع من الإنتصار للذات تجلى في الإحتفالات المرحة للشعوب البدائية، من خلال طقوس استلزمت رد الإعتبار للكائنات التي ساهمت فيه. إن دور المراة في هذه الطقوس يبدوا ظاهريا من خلال تنصيب آلهة لها أسماء أنثوية ملهمة أكثر من الأسماء الذكورية حسب إيحاء التفسيرات الأسطورية، خصوصا الأسماء المحيلة للدورة البيئية في الإنتاج التي تنعكس عليها بأشكال متوازية الدورة البيولوجية للكائنات الحية، ولعله من الصعب تدبير أولوية الآلهة الذكورية على الأنثوية إلا في سياق ثقافي معين يعبر عن هيمنة فكر ذكوري أو أنوثي في فترات معينة، لكن نجزم أن أول الآلهة واقدسها إطلاقا كانت تحمل أسماء أنثوية انطلاقا من أن حكايا الأساطير أيضا نحت هذا المنحى الذي يعكس نوعا من الصراع في الهيمنة، لظروف بيئية خاصة احتلت بعض اسماء الظواهر الطبيعية أن تكون أسماء فيمينينة عند مجتمعات بعينها بينما هي ذكورية عند مجتمعات أخرى، لكن يبقى رهين بالذكر أن أهم الآلهة التي احتلت مكانة كبيرة في التقديس هي آلهة الجمال، آلهة الخصوبة، بعدها تأتي آلهة "الخوصصة”: آلهة المطر، البرد، الزرع، الريح، البحر الخمر، الشعر الحرب وغيرها مما يعبر عن تنوع الوعي الثقافي للشعوب ويعبر أيضا من جهة أخرى عن تسلسل ولادة هذه الآلهة المستحدثة والمتخصصة. وحتى لا ندخل في الميثولوجيا أكثر(لانها ليست موضوعنا) . لا معني للجمال إلا إذا كان يعبر عن نفع معين، فالتفاح يفقص زهرا قبل أن يتحول إلى ثمرة تمر بمراحل بيولوجية يعبر نضجها على جمال معين: يصلح للأكل من جهة وينضج بذورا في داخله قابلة للإستمرار، إنه يتيح قابلية للإحتفال المرح.كذلك المرأة لم تصلح لتكن إلهة لولا أنها تنضج للحب (الخصوبة) ثم لمنح الحياة استمرارية الموجود، أليس اغتصاب طفلة كمثل أكل تفاحة غير ناضجة، أليس هو قتل للوجود؟. إن الجمال يأخذ هنا طابعا متناسقا بين الولادة والنضج والتحول بما يعنيه من موت وبعث. كل الظواهر الطبيعية ليست في شكل من الأشكال تعبر عن نمط رأسمالي، حتى ثمار الأعشاب لا تقبل اغتصابها، أكلها دون اوان نضجها، دون أن تنضج دورة استمراريتها، أن تنضج بذور استمراريتها. ترتبط الشيوعية ارتباطا وثيقا بالنضج، فهي ليست متسرعة، ليست كينونة اغتصاب، هي أطوار كأطوار الحياة البيولوجية نفسها، وإذا قلنا من البداية بأن الأسرة تمثلها من خلال تماهي الظروف الطبيعية، حيث كم مرة تنتابنا هذه المقارنة، شجرة معينة بشجرة النسل البشرية: الشجرة توزع طاقتها على كل فروعها وعروشها بالتناسب، الأسرة كذلك تقوم بالأمر وهذا ما بيناه في تقطيعنا أعلاه، تجريد الأسرة من ظروفها في إطار نظام معين، إنها في هذا التقطيع لا زالت تحمل سمات كينونتها البدائية (المشاعية). ثم إن المشاعية كنمط اجتماعي قديم رديف للشيوعية من خلال الإيحاء من عمل الأمومة، كانت تقوم بهذا الأمر تجاه أفراد مجتمعها (تجاه الطفل العتي مثلا، لا يؤاخذوه على تهوره في اللعب، بل كانوا يعلمونه كيف يتغذى، كيف يميز بين الأعشاب الضارة والنافعة، كانوا يعلمونه الصيد والتصدي للأخطار الأخرى والحماية من القوادر، كان التعليم أيضا أحد أهم الضرورات(التعليم الذي يجتهد الآن "تقدميون" لخوصصته)، لقد نسوا أنه من أساسيات الحياة، ونسوا أنه ميزة حتى عند أي حيوان بيولوجي،حتى عند الحيوان الذي يتميز عنه القرد الآدمي في العقلانية ، التعليم أحد أركان الوجود الضرورية مثله مثل الشمس والماء والأرض (اللذان يخضعان الآن للتمليك الخاص) والأوكسيجين (الهواء بشكل عام). إن التعليم في المشاعية كان يهدف إلى بناء الفرد ليضيف صيدا ثمينا للمجتمع، ليعتمد على نفسه، هذه هي الشيوعية التي ينفر منها الجميع ، إنه نفور من بنية الأسرة نفسها، نفور من الغريزة الذاتية في الحيوان والشجر، نفور من الذات حين يجد المثقف، الحيوان الرائع للتدجين، مصوغات مفاهيمية تتيح له الكثير من الثرثرة. أن يكون مناهضا لذاته لأجل حياة من علفوه بأوهام كل ما فيها أنه تعلم من خلالها نكران ذاته: قربانا لأجل الآخر، سيده. الشيوعية هي أن تنعم بذوق رفيع أصيل، في شكل منها هي أن تعيد الأمور إلى أصلها، أن تتذوق الحياة بدون بهارات.
لا مست وأنا أكتب هذه التتمة امورا أخرى لها علاقة بالفيمنيميزم، إنه أساسي كالتعليم وكالضرورات الأخرى في الحياة، لقد تكلمت عن الأمومة التي كانت أس المجتمع المشاعي، وأعتقد جازما أن الإنسان ، بشكل عام، بشكل خاص الأسرة، لن تكون بهذا الشكل الشيوعي بدون لمسة الفعل ، لمسة الكينونة في الوجود، التي أعتقد جازما أنها من سحر الله، وكثيرا ما قلت بأن المراة في هذا هي الإله الحقيقي للوجود الإنساني، لأنها ببساطة تحمل قدرة الله على التجاوز، وﻷنها تتجاوز سيئاتنا، جعلنا منها كل ضعفنا: أن تعشق امرأة يعني أن تتوسل إليها (حالة ضعف)، أن تصل إليها يعني أن تخترع أكذوبة (القوة بنفخ الريش عند الطيور، التعارك الذكوري عند أغلب الحيوانات، التمسك بخرافة القوة عند الذكور الآدميين كتفحيل العضلات، أو التجريد في الجفاء الذكوري من خلال التخصص في بعض الأعمال،الأمر كله يحيل إلى حالة ضعف)، أن تعيش معها يعني ببساطة، برغم أسوديتك أنك مقبل على ميثاق معين من الضوابط هي في المطاف الأخير أن تلتزم بالفيمينيزم، أن تكون شيوعيا، أن تكون شيوعيا يعني أن تكون أبا مسؤولا عن أسرة يلبي لها شروط سيرورتها، هذه هي اللعنة التي يكرهها الناس بفعل التدجين الطبقي . الشيوعية هي أن تكون الدولة كالشجرة تتغذى من الطبيعة بشكل ملائم وتلبي طاقة عروشها وأجزائها بشكل ملائم. هذه هي أصل أو جينيالوجيا الشيوعية(1). مطالب الشيوعية هي نفسها مطالب أية أسرة اجتماعية، هي ان تكون الدولة كالشجرة لا تميز بين فحولة عروشها، أن نكون أبناء للوطن بدون تمييز، أن لا يكون المعاق نكرة، أن لا يكون الأعمى سلبا، أن يكون المجتمع اخوي.
أثارني في الموضوع بعض مقالات زميل مصري أظنه أمير الغندور حين أشار في مقال أمر تفكيك الماركسية بناء على منهج جينيالوجي سماه بالمنهج التفكيكي، بعودتي إلى نيتشة، لا يعني المنهج الجينيالوجي أمر التفكيك البنيوي (ذلك أمر آخر)، تعني التفكيك في إرجاع المفهوم إلى أصله الأول، هذه هي النيتشية، ليست التفكيك كما هو في البنيوية، إعادة صياغة الأمور وفق ما تمليه خلفيات أيديولوجية معينة، الجينيالوجية لا تخضع إلى تقييم الخلفيات الأيديولوجية، هي جزء من علم التشريح، التفكيك بحثا عن الأصل، وهذا في اعتقادي سر تصادمي مع الأستاذ أمير الغندور حين اعتقد أن تحقيق الشيوعية مستحيل، أعتقد أن بحثا جينيالوجيا يضع الماركسية موضوعه، يطرح أمر الشيوعية، بغض النظر عن ماركس الذي لم يحددها أصلا : (الشيوعية عنده "هي حالة يجب تغييرها …) عليه أن يبحث في الماركسية في أصول المفاهيم الإقتصادية أكثر منه في أصل الشيوعية، بالتفكيك هذا يمكننا أن نعرف ماذا يعني مثلا مفهوم الحد الأدنى للأجور الذي في الفكر الماركسي هو ساعات العمل الضروري: أي العلف بالنسبة لحمير نستعملها في عملية حرث كجينيالوجيا لها، لكن تبقى هذه العملية من التفكيك هي فقط جزء من التسلسل العام لأصل المفاهيم، إن ذلك الجهد الكبير في التفكيك لم يخبرنا سوى أن ماركس هو هيجل مقلوبا، إنه تفكيك لأصل المفاهيم الرأسمالية نفسها. يمكن أيضا، في هذا الصدد، أن اعتبر أبحاث المصري الزميل (حسن نجمي …) في نسبية دياليكتيك ماركس إلى هيجل برغم اختلافي معه في التقييم . إن ماركس أصلا لا ينكر أخذه بالمنهج الدياليكتيكي الهيجلي (وهذا سبب اختلافي معه بحيث لا نصل إلى نفس النتائج)، إنما ماركس يعترف أنه قلبه أرضا على عقب بشكل تبدو أبحاث حسن نجمي بمثابة اكتشاف المكشوف. إن القلب عند ماركس يعني وضع الوجه المادي للأمور بينما الديالكيتيك الهيجلي مبني على تناقضات الروحانيات الميثالية في نطاق عقلاني معين، هذا الشكل من النقد مارسته الفلسفة العربية الإسلامية بشكل أفضل تجلى في فهم ابن رشد كيفيلسوف توفيقي بين العقل والنقل، إن هذا التوفيق هو في آخر المطاف، تأويل النص المقدس وفق سيرورة تاريخية بإلغاء غائية النص المقدس لصالح أنساق التاريخ . لكن هذا البحث من تأكيد ما هو ماركس نفسه يؤكده، تجعل من حسن نجمي بالنسبة لي، يبحث عن تأسيس ميثالية ماركس على عواهنها لتتوافق مع هيجل برغم تلك العملية من القلب التي يعترف بها ماركس . إن التمييز في بحث معين هو تمييز المفاهيم لا تماثلها . أي وضع قطيعة إبستيمولوجية بين هيجل وماركس : هيجل يعترف بالدولة، ماركس يعترف بالأنساق الإجتماعية، فرق شاسع بينهما .
أثارني في الموضوع بعض مقالات زميل مصري أظنه أمير الغندور حين أشار في مقال أمر تفكيك الماركسية بناء على منهج جينيالوجي سماه بالمنهج التفكيكي، بعودتي إلى نيتشة، لا يعني المنهج الجينيالوجي أمر التفكيك البنيوي (ذلك أمر آخر)، تعني التفكيك في إرجاع المفهوم إلى أصله الأول، هذه هي النيتشية، ليست التفكيك كما هو في البنيوية، إعادة صياغة الأمور وفق ما تمليه خلفيات أيديولوجية معينة، الجينيالوجية لا تخضع إلى تقييم الخلفيات الأيديولوجية، هي جزء من علم التشريح، التفكيك بحثا عن الأصل، وهذا في اعتقادي سر تصادمي مع الأستاذ أمير الغندور حين اعتقد أن تحقيق الشيوعية مستحيل، أعتقد أن بحثا جينيالوجيا يضع الماركسية موضوعه، يطرح أمر الشيوعية، بغض النظر عن ماركس الذي لم يحددها أصلا : (الشيوعية عنده "هي حالة يجب تغييرها …) عليه أن يبحث في الماركسية في أصول المفاهيم الإقتصادية أكثر منه في أصل الشيوعية، بالتفكيك هذا يمكننا أن نعرف ماذا يعني مثلا مفهوم الحد الأدنى للأجور الذي في الفكر الماركسي هو ساعات العمل الضروري: أي العلف بالنسبة لحمير نستعملها في عملية حرث كجينيالوجيا لها، لكن تبقى هذه العملية من التفكيك هي فقط جزء من التسلسل العام لأصل المفاهيم، إن ذلك الجهد الكبير في التفكيك لم يخبرنا سوى أن ماركس هو هيجل مقلوبا، إنه تفكيك لأصل المفاهيم الرأسمالية نفسها. يمكن أيضا، في هذا الصدد، أن اعتبر أبحاث المصري الزميل (حسن نجمي …) في نسبية دياليكتيك ماركس إلى هيجل برغم اختلافي معه في التقييم . إن ماركس أصلا لا ينكر أخذه بالمنهج الدياليكتيكي الهيجلي (وهذا سبب اختلافي معه بحيث لا نصل إلى نفس النتائج)، إنما ماركس يعترف أنه قلبه أرضا على عقب بشكل تبدو أبحاث حسن نجمي بمثابة اكتشاف المكشوف. إن القلب عند ماركس يعني وضع الوجه المادي للأمور بينما الديالكيتيك الهيجلي مبني على تناقضات الروحانيات الميثالية في نطاق عقلاني معين، هذا الشكل من النقد مارسته الفلسفة العربية الإسلامية بشكل أفضل تجلى في فهم ابن رشد كيفيلسوف توفيقي بين العقل والنقل، إن هذا التوفيق هو في آخر المطاف، تأويل النص المقدس وفق سيرورة تاريخية بإلغاء غائية النص المقدس لصالح أنساق التاريخ . لكن هذا البحث من تأكيد ما هو ماركس نفسه يؤكده، تجعل من حسن نجمي بالنسبة لي، يبحث عن تأسيس ميثالية ماركس على عواهنها لتتوافق مع هيجل برغم تلك العملية من القلب التي يعترف بها ماركس . إن التمييز في بحث معين هو تمييز المفاهيم لا تماثلها . أي وضع قطيعة إبستيمولوجية بين هيجل وماركس : هيجل يعترف بالدولة، ماركس يعترف بالأنساق الإجتماعية، فرق شاسع بينهما . (1) أثارني في الموضوع بعض مقالات زميل مصري أظنه أمير الغندور حين أشار في مقال أمر تفكيك الماركسية بناء على منهج جينيالوجي سماه بالمنهج التفكيكي، بعودتي إلى نيتشة، لا يعني المنهج الجينيالوجي أمر التفكيك البنيوي (ذلك أمر آخر)، تعني التفكيك في إرجاع المفهوم إلى أصله الأول، هذه هي النيتشية، ليست التفكيك كما تتأوله البنيوية، إعادة صياغة الأمور وفق ما تمليه خلفيات أيديولوجية معينة، الجينيالوجية لا تخضع إلى تقييم الخلفيات الأيديولوجية، هي جزء من علم التشريح، التفكيك بحثا عن الأصل، وهذا في اعتقادي سر تصادمي مع الأستاذ أمير الغندور حين اعتقد أن تحقيق الشيوعية مستحيل، أعتقد أن بحثا جينيالوجيا يضع الماركسية موضوعه، يطرح أمر الشيوعية، بغض النظر عن ماركس الذي لم يحددها أصلا : (الشيوعية عنده "هي حالة يجب تغييرها …) عليه أن يبحث في الماركسية في أصول المفاهيم الإقتصادية أكثر منه في أصل الشيوعية، بالتفكيك هذا يمكننا أن نعرف ماذا يعني مثلا مفهوم الحد الأدنى للأجور الذي في الفكر الماركسي هو ساعات العمل الضروري: أي العلف بالنسبة لحمير نستعملها في عملية حرث كجينيالوجيا لها، لكن تبقى هذه العملية من التفكيك هي فقط جزء من التسلسل العام لأصل المفاهيم، إن ذلك الجهد الكبير في التفكيك لم يخبرنا سوى أن ماركس هو هيجل مقلوبا، إنه تفكيك لأصل المفاهيم الرأسمالية نفسها. يمكن أيضا، في هذا الصدد، أن اعتبر أبحاث المصري الزميل (حسن نجمي …) في نسبية دياليكتيك ماركس إلى هيجل برغم اختلافي معه في التقييم . إن ماركس أصلا لا ينكر أخذه بالمنهج الدياليكتيكي الهيجلي (وهذا سبب اختلافي معه بحيث لا نصل إلى نفس النتائج)، إنما ماركس يعترف أنه قلبه أرضا على عقب بشكل تبدو أبحاث حسن نجمي بمثابة اكتشاف المكشوف. إن القلب عند ماركس يعني وضع الوجه المادي للأمور بينما الديالكيتيك الهيجلي مبني على تناقضات الروحانيات الميثالية في نطاق عقلاني معين، هذا الشكل من النقد مارسته الفلسفة العربية الإسلامية بشكل أفضل تجلى في فهم ابن رشد كيفيلسوف توفيقي بين العقل والنقل، إن هذا التوفيق هو في آخر المطاف، تأويل النص المقدس وفق سيرورة تاريخية بإلغاء غائية النص المقدس لصالح أنساق التاريخ . لكن هذا البحث من تأكيد ما هو ماركس نفسه يؤكده، تجعل من حسن نجمي بالنسبة لي، يبحث عن تأسيس ميثالية ماركس على عواهنها لتتوافق مع هيجل برغم تلك العملية من القلب التي يعترف بها ماركس . إن التمييز في بحث معين هو تمييز المفاهيم لا تماثلها . أي وضع قطيعة إبستيمولوجية بين هيجل وماركس : هيجل يعترف بالدولة، ماركس يعترف بالأنساق الإجتماعية، فرق شاسع بينهما .
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شذرات أمازيغية: الأمازيغي و الهوية!
-
حول ضربة -زعطوط-(1) الأشقر
-
جينيالوجيا الشيوعية
-
آدم عربي : العمل المنتج والعمل غير المنتج
-
ماماس: الشاعرة الأرضنية المغربية
-
ترامب وسياسة الهجرة
-
أزمتنا الحقيقية
-
النزعة الفاشية في خطاب الحكومة المغربية
-
الفتنة: ثورة المحايدين
-
الكتابة وجع
-
المكر السياسي للإيديولوجية القومية العربية
-
دائرة المشردين (2)
-
ديكتاتورية الطبقة العامل في جبل عوام
-
حور عين في الحياة الدنيوية
-
حين يصبح الإعجاز كارثة على أصحابه
-
الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر
-
أفغنة القضاء المغربي
-
دائرة المشردين
-
الإسلام بين الهمجية والتهذيب
-
-بويفيذاحن-
المزيد.....
-
بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الجنوب
-
الاعلام العبري: صفارات الانذار تدوي في قيسارية ومحيطها
-
آلاف المحتجين في تيرانا يطالبون بإسقاط حكومة إدي راما وسط اش
...
-
رسالة تعزية ومواساة ،من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
-
زعماء دول رابطة الدول المستقلة يدعون إلى اعتبار جرائم النازي
...
-
فرنسا.. الجمعية الوطنية ترفض مذكرة التحالف اليساري بحجب الثق
...
-
صحف عالمية: تحديات هائلة أمام إسرائيل وليبراليوها يعيشون معض
...
-
-حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تريد استغلال يوم 7 أكتوبر ل
...
-
القضاء الفرنسي يحدد 15 أكتوبر موعدا لإصدار قراره حول طلب الإ
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|