أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - المكر السياسي للإيديولوجية القومية العربية















المزيد.....

المكر السياسي للإيديولوجية القومية العربية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 21:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتاباتي السياسية، عادة يسكنني هاجس وحيد في كل مسار هذا التراكم التاريخي المغربي، اميل أكثر إلى أن شيئا ما ضاع في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي، أما ونحن في مقتبل الألفية الثالثة، تبدو كل المؤشرات السياسية أننا نعيش طبعا هذا الضياع، في بداية استيعاب السياسي ربما ألقي بهذه اللعنة التي أصابتني إلى مفكر عربي لبناني هو مهدي عامل: "حركة التحرر الوطني هي نفسها حركة التحول إلى النمط الإشتراكي هي نفسها عملية القطع البنيوي مع التبيعة الكولونيالية"، هذا العنوان العريض لمهدي عامل يقتصر كل شيء، لكن بنوع من حسه النضالي عمق من مفهوم التفاوت التطوري إيمانا منه بوجود تمايزات متفاوتة حتى في البناء العام للطبقات الإجتماعية فبالأحرى التفاوت التاريخي من مجتمع إلى آخر، الملاحظة الهامة جدا في كل كتابات مهدي عامل، أنه متحفظ جدا حول شمال إفريقيا، صرامته المنهجية فرضت عليه أن لا يتكلم بالمطلق على المغرب بينما كتاباته حول المشرق ومصر كانت بالفائض مع جرد مهم و قصير حول الجزائر (بالتحديد حركة التحرر فيها). المغرب، برغم موقعه الجغرافي، وبرغم أنه يمثل أكبر تكتل بشري في شمال إفريقيا، كان الغائب عند مهدي عامل وبالتأكيد الغائب أيضا في كل كتابات المشرقيين وكتابات المغاربة أنفسهم، أغلب مفكرينا في المغرب تكلموا عنه من وجهة نظر مشرقية، حتى تكريس مفهوم الخصوصية (الفكر القومي بشكل عام، ناهض بشكل متناقض مفهوم الخصوصية ووظفها كتعبير قومي عام مترفع عن القوميات والخصوصيات المحلية، إن أشهر الكتابات القومية صاغها عبد الله العروي والجابري بخلفية القومية العربية بشكل يقر بانتماء عروبي لشمال إفريقيا، هذا ليس المشكلة، المشكلة هي إسقاط كل شيء مشرقي على المغرب بما فيه تهميشه، فالحديث عن العالم العربي كاف بشكل ما أن يكون يعبر عن شمال إفريقيا برغم التناقضات المحلية مع ما هو عربي، إن العقل العربي هو عقل قومي يمتد من حدود إيران الفارسية إلى المحيط الأطلسي: إن القومية صيغت بشكل تنفي خصوصية الأقوام واختلاف الجغرافيا والتاريخ والمحيط الإيكولوجي وتنفي كل تنوع ثقافي، صيغت القومية كأنها وحدة كل هذه الشعوب في كل شيء وبالمطلق: قوم واحد، لغة واحدة، ودين واحد، أي كل ما هو مناقض للقومية نفسها.. هذا المعطى: "قوم واحد، لغة واحدة ، دين واحد"، وضع في إبان حركة التحرر الوطني بشكل افترض قومية أخرى مناهضة ومناقضة هي الغرب بشكل عام، برغم أن هذا الغرب الإستعماري لم يستعمرنا بنفس العقل ونفس اللغة ، ونفس الدين (حتى اليابان تعتبر غربية برغم أنها لا تدين بالمسيحية ما يناقض وحدة الدين)استعمرنا بقومية متنوعة حولت شعوبا إلى تبعيين إما إلى فرنسا لغويا أو انجلترا أو إسبانيا أو هولاندا أو أي بلد مستعمر . يعني حتى وضع الغربي كوحدة قومية للغرب الرأسمالي لم يكن واقعيا في الإيديولوجية القومية العربية، لكن ليس هذا ما يحوزني في هذا النقاش الجدلي، إن مهدي عامل منعته صرامته الفكرية ان يتكلم عن المغرب بالشكل نفسه الذي منعته من أن يتكلم عن حقبة ستالين في الإتحاد السوفياتي، على الأقل في كتاباته المنشورة التي وصلتنا.. لعلي أيضا أبالغ إن لم أضعه في نفس السياق، سياق الفكر القومي العربي، دافع عن لغته بشكل مقنع منتقدا الذين يتكلمون عن نقص اللغة العربية وعجزها عن مسايرة العصر، والامر بالنسبة للعقل الموضوعي هو امر عادي في أن يدافع عن لغته ويفتح مجالها للإستيعاب . شخصيا لا أنفي اهتمام العرب باستقلال شعوب شمال إفريقيا، ولست ممن يروم إلى وضع تخلفنا التاريخي نسبة إلى تخلف العرب أنفسهم على غرار الكتابات الشوفينية العنصرية بالمغرب (أقصد تخلفهم التاريخي أيضا، فهم عانوا مانعانيه ويعانونه حتى الآن ..) لكن بالمقابل أروم إلى وضع شائك في المساندة العربية لشمال إفريقيا زمن هيمنة الفكر القومي العروبي البرجوازي أساسا: إن المساندة ضمت نوعا من المكر السياسي.. أضع في هذا المضمار مساندة العرب لسود جنوب إفريقيا، أقصد مساندة القومية العربية نفسها لسود جنوب إفريقيا، لم تكن تضمر هذا المكر.. إنه مكر سياسي لسبب بسيط: ساندوا قضيتنا مع الإستعمار الفرنسي بالتحديد من موقع اننا نحن هم..وليس من قبيل حقنا نحن كشعوب لها حقها في تقرير مصيرها، إن الفرق شاسع بين الأمرين، بين أن يكون لي الحق في تقرير مصيري وبين أن أتحرر من أمر واكون تحت مصير آخر ، أحب أن يعامل المغرب معاملة العرب لجنوب إفريقيا في استقلال مصيرها، هكذا تعاملت معنا مثلا الشعوب الأوربية التي تؤمن بحق تقرير المصير للشعوب وأبلغ تعبير في الأمر أن اسم المغرب لا زال في الأبجديات اللغوية الغربية يحتفظ باسمنا الهوياتي: ماروك، مارويكوس، موروكو … ولا زالت الجزائر تحتفظ أيضا في تلك اللغات الغربية اسم ألجيري، ألخيريا.. وليس جمع اسم جزيرة المناقض حتى للمنطق، الجزائر ليست جزيرة ولا شبه جزيرة ولا هي أرخبيل جزر .لا أحب أن نعامل كرقعة جغرافية تابعة لأحد.
أومن بحق تقرير مصير الشعب الكردي ضد فرض السيطرة عليه من طرف إيران، توركيا، العراق ، سوريا وتمزيقه ليعيش كشعب مسلوب الإرادة من طرف كل هذه القوى الدولية، نفس موقفي المبدئي من شعب السود في جنوب إفريقيا ونفس الموقف من أي شعب يحب أن يتحرر، ولا علاقة للأمر بالسياسة الدولية الرأسمالية، أومن بحق تقرير مصير كل الأقليات أيضا.
نعم هناك شيء يسكنني نحو التاريخ التليد، نحو الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لقد تغير مصيرنا بالفعل من امة لها طموح سياسي عبرت عنه حركة التحرر الوطني إلى أمة تقوم على بناء ما يناهض حياتها في الألفية الثالثة، هذا الحنين إلى ذلك التاريخ الذي لم أساهم فيه يخفي أكثر من موقف سياسي، إن حركة التحرر الوطني في المغرب كانت قوية أكثر من اللازم، إن العمال بالدار البيضاء تعرضوا إلى مجزرة فرنسية بمجرد الإعلان عن إضراب ثم انتهى إشعاعها في الوقت الذي كان حركة البدو مناهضة للإستعمار الفرنسي، إن القاعدة التي يتأسس عليها هذا الفعل النضالي لم تكن قط تعبر عن وحدة اللغة والجنس والدين بل كانت شيئا آخر تماما، أكبر خطا أدخلته فرنسا إلى المغرب هو تشريع قانون الملكية الخاصة، أغلب مناضلي حركة التحرر الوطني المغربية وهم أيضا أغلبية الذين لم يوقعوا وثيقة الإستقلال ينتمون إلى نظام الملكية الجماعية، كان النضال عندهم، كانت حوافزه هي استرجاع الأراضي الجماعية التي خوصصتها فرنسا وأنهت بفعل ذلك مأتم موت المغرب، الشعب البدوي الذي يحب الرقص والمرح والحب والحياة، هذه الخاصيات التي تحولت في ما بعد إلى مفهوم جديد في الوعي العربي الإسلامي، اقترن بفعل آليات أخرى في التدليج ليقترن بأن الحياة هي ما يناهض خصائصها، ما يناهض الرقص والفرح والحب والجمال .
لعلمكم، هذا الفرح والرقص والحب والجمال أكبر رهان على الحياة من القتل والتقدم العسكري النووي الذي سيحول كوكبنا يوما إلى نجم محترق..
الرأسمالية هي طموح أقلية إلى وضع هيمنة قصوى على اغلبية من العبيد
انتخاب أحزاب رأسمالية هي انتخاب أقلية تستعبدك لا أقل ولا أكثر.
الديموقراطية النيابية هي شكل إقصائك واغترابك السياسي حين تضع نائبون عنك يعبرون عما يرفعهم ويحط من قدرك.
ان تنتخب شخصا، يعني أنك تنتخب شخصا يعبر عن قصورك، قصورك هو تعبير عن انحطاط كرامتك..
لقد أوضحنا أن شعار القومية العربية ، بالنسبة لنا في المغرب لم يكن أكثر من مكر سياسي: تحرير دولة لإخضاعها لمنظومة دينية عربية قومجية، عرب المغرب لم يقوموا إلا على تهويد المغرب، نفس ما تفعله إسرائيل بفلسطين: كمرادف مفعم بالرفاه السياسي، لأجل تهويد بلد يجب خلق أسطورة الخلق الاولى: البربر عرب عاربة..! الفليسطينيون أيضا يهود ياهدة (على مقام الوزن) والحقيقة نحن شعوب تافهة سواء في المغرب أو في فلسطين، بالمناسبة، لم أتزحزح عن موقفي من قضية الشعب الفلسطيني: لا أومن بدولة إسرائيلية استفاد العرب من إيديولجيتها لاستعراب المغرب .



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة المشردين (2)
- ديكتاتورية الطبقة العامل في جبل عوام
- حور عين في الحياة الدنيوية
- حين يصبح الإعجاز كارثة على أصحابه
- الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر
- أفغنة القضاء المغربي
- دائرة المشردين
- الإسلام بين الهمجية والتهذيب
- -بويفيذاحن-
- وصية شاشا ورمزيتها السياسية
- المثلية الدينية
- اليسار وإشكالية الديموقراطية
- المظلة
- العلمانية بين النضج المدني وغيابه
- حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل
- خواطر مبعثرة
- حكامنا خنازير
- القومية من منظور مختلف
- خواطر ملبدة
- نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - المكر السياسي للإيديولوجية القومية العربية