أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الديموقراطية















المزيد.....

الديموقراطية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 06:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم استطع حتى الآن أن استصيغ مفهوما ما للديموقراطية، تبدو الي مزحة جميلة جدا، غاية في الإتساق، تصلح للعرض الفقهي، كاملة البنيان، مسجوعة (من السجع)وتفهم عرضيا وعموديا كلما ناحت، هي هذا الشكل الذي به تدبر الأمور في الولايات المتحدة، رائدة "النضال وحاملة مشعل الديموقراطية والحرية" في هذا الكون العجيب، لقد أشعلت حروبا كثيرة في سبيلها، حتى الجنود الأمركيان، جنود الله في هذه الأرض السعيدة، لا يحمل في جيب جمجمته سوى أنه يقطع الأميال البحرية لينشر "الحرية والديموقراطية”. هي الوحيدة التي، برغم هذا النواح الذي يضمر المعرفة المطلقة، تبدو مطلقة جدا بشكل هي كل هذا الذي يسم أنظمة الحكم في الغرب، ماعداها من الأنظمة هي مرادفات للديكتاتورية، مع ذلك تبدوا بعض الأنظمة ديموقراطية بالمقارنة، على الأقل في وعيي أنا الشقي بتجواله بين نمطين ديموقراطيين: “نمط الديموقراطية الحسنية" نسبة إلى مؤسسها الملك المغربي الراحل، وديموقراطية ملكية أخرى في إسبانيا، وعبر هذا التجوال الذي بسعة عشرة اميال، أحمل لقاحات أخرى في قواديسي: ديموقراطيات الحروب الإفريقية وديموقراطيات السلام الأوربي، تنوع زهور الديموقراطية الأوربية التي طبعا ليس فيه لون الرماد الإفريقي. وطبعا أحمل أيضا في وعيي أو لا وعيي، الأمران سيان، ديموقراطيات قطر والسعودية (اللتان في خصام قدسي الآن)، ديموقراطية تمزج طبعا بين "الأصالة والمعاصرة" فاكهة المثقف العربي، مثقف السلطة الأعرابية أو السلطة المخزنية بالمغرب، هذه الديموقراطيات العجيبة جدا تتناسب بدرجات متفاوتة مع ديموقراطية الغرب، وطبعا هذه الخلاصة ليست مني أساسا وإن كان حتى ترامب الرئيس الكهل الأمريكي، القرد الأشقر، يضمرها في نواياه، لكنه يعترف بها في أعماقه: “الديموقراطية هي نمط نفعي" وكل ما ينفع ليس بضار، ربما في سياق البحث المضني عن صياغة تعريف خاص للديموقراطية، في شكل سيادة نمط خاص منها، ولفهم هذا الشق المتميز في الشرق الأوسط لأنظمة بدوية للغاية، في فهم الهم النضالي للولايات المتحدة وحلفائها، التي جنودها يحملون في جيوب جماجمهم هذا الهم من تحرير الإنسان، يبدو الآن من خلال صفقة ترامب مع السعودية أن الأمور تسير في سياق أن الديموقراطية هي نمط نفعي، وعليه يمكن فهم حتى كل ديموقراطياتنا الهجينة برغم أنه ليس من حقي إطلاق مفهوم الهجانة على أنظمتنا المنوطة بالحكم السديمة مع أن السديم عندي هو كل ما يعمي البصر.
هناك شق آخر من الفهم يصلح في هذه الرتابة الجميلة، الديموقراطية أيضا هي أن ينعم هذا العالم السائد بالرغد والسلام والآخرون في تناقضات متناحرة جدا، هذا الأمر لم تنعم به بديهة ماركس برغم ذكائه الفطري، فطنته الإنسانية مسحت عنه الذكاء الذي ألهمه بالخوض في تلك المتاهات التي نعرفها جيدا، الخوض في نمطية النفع التي يفهمها مثقفنا في المشرق وشمال إفريقيا: “السياسة هي قوة التفنن في الحلول" ولو ببيع كل الوطن تحت شعار جذاب جدا: "تشجيع الإستثمار" من خلال "الخوصصة" على سبيل المثل، فاكهة أخرى يتقن طبخها وتقديمها مثقف السلطة عندنا بطعم أكاديمي يستحيل أن يرفضه قرد من نوع الغوريلا الأفريقية التي بدأت بأشكال متفاوتة تتقن الضغط على زر البنادق الرأسمالية: القتل الساحر الذي لا يؤلم: رصاصة في الرأس.
“السياسة مصالح"، "السياسة لا تومن بعدو أبدي" كلعنة كوريا الشمالية التي أصبح الجميع من منتجي فاكهتنا، يبغض فاكهتها النووية، لكن مع ذلك، مقابل هذه التعريفات الجميلة، لا أحد يقر بأن السياسة، المسكوت عنها في المطاف الأخير، في كونها "مصالح" هي ايضا تمثل فنا آخر : هو فن مص قوة عمل الآخرين، مص يشبه زخم التجاذب في الحب: التصاق عجيب للأفخاد!
ما يؤلم أكثر، أن هذه الفاكهة يقدمها أيضا المثقف اليساري، وحين يقدمها، تكتسب هي مصداقية أكثر بشكل يدعونا أن نقف أكثر من مرة حول خطاب "اليسار الجديد". بشكل نلمس فرقا شاسعا بين يسار الأمس بكل هزائمه واليسار الجديد بكل محتوياته الثقافية التي حررته ضمنيا من ماركس ليبدع في فهم جديد انطلاقته هي: "ماركس عبر عن الأمس ونحن سكان الحاضر"، خصوصيات اخرى اجمل ما فيها أن ننعم بخرافة المصالح: "العالم قرية صغيرة" يفترض نظرا جديدا يفترض هو الآخر عقلا نبيها: عقل انتهازي بامتياز، عقل محمول بتراكمات عجيبة.
اليسار بعد ماركس بقي ملامسا لقضية خاصة: تحرير الجماهير من الإستغلال الرأسمالي، في بلداننا أنتج عمليا حركة التحرر الوطني، حتى الآن انا شخصيا مع هذا الخط برغم سلبياته، لا زلت أومن بخط التحرير الوطني، وبالنسبة لي هذا يمثل قاعدة اساسية بين خط التحرر وغيره. كانت أهم نقطة فيه، تجاوزا لتعقد امر التحليل، الإلتزام بالخط العام: قطع العلاقة الكولونيالية مع الرأسمال العالمي، ما يعنيه تحرير الموارد الطبيعية والبشرية (الإقتصادية بشكل عام ) لصالح المواطن، سقط هذا اليسار في مفاهيم غامضة قتلت التنوع في الوطن من خلال منابع الفكر القومي الوحدوي وما إلى ذلك، (الوحدوية ليست أكثر من كارثة اخرى، سبيل سرقات أخرى لموارد محلية باسم الوطن)، لكنه كان يعرف جيد مشكلة العلاقة الكولونيالية. اليسار الجديد سمح بهذه العلاقة من خلال "قريته الصغيرة" الجميلة والساحرة، وقاده فهمه "للمبادرة الشخصية" ليبدع في أن يكون أكبر يساري انتهازي على الإطلاق. لا أنفي أيضا انتهازيي هذا اليسار القديم، "طليعته الثورية" بالتحديد، الطليعة التي تم بموجبها الإنتقال من يسار ملتزم بقضية الوطن إلى يسار تخنقه خرافة "الإكراهات الدولية"(هنا أتحداكم: هل من قائد تاريخي لم يتكلم عن هذه الإكراهات؟)، أي أن صنفا من ذاك اليسار الملتزم (شكله الإنتهازي بالتحديد) هو الذي أقنع بضرورة الأخذ بمعطيات الإكاراهات الدولية" كشكل يعبر عن عجز ما يصيب بقوة غائية السير في مسار القطع البنيوي مع العلاقة الكولونيالية إلى سبيل استثمارها لصالحه، بشكل خاص، القادة "التاريخيون" انتجوا بالتأكيد يسار انتهازي بشكل واضح، انتقلت من خلاله الإنتهازية من شكلها الخفي في إطار "الطليعة الثورية"(كم أكره صراحة هذه الخرافة)، "مناضلي المجد"، أو ما يعبر عنه بالتجربة التاريخية، هؤلاء الثقيلون على أجيالنا بالنصح الإستسلامي، إلى الإنتهازية بالشكل الواضح من خلال ما سمحت به وقائع الهيمنة الجديدة التي شعارها الحرية أو في شكل أفضل الديموقراطية التي أصبحت تعني أن تمضي ايضا تنتقل من حزب إلى آخر حسب القاعدة الاولى من تحديدي الشخصي:” الديموقراطية هي نمط نفعي”.
لا أحب المقارنة بين ديموقراطية هي رومانية الأصل (اقصد بنت قواعدها الجمهوريات الرومانية القديمة (نسبة إلى روما الإطالية وليس إلى رومانيا الحالية)، قاعدتها هي التناوب حول الحكم بتبديل القناصل من خلال نفس القبيلة، مع التطور طبعا عبر التاريخ بتوسيع الحكم القبلي الجمهوري الأول لروما بإضافة قبائل أخرى محيطة بها (بإضافة قناصل أخرى تمثل مختلف محيط روما)، مع الحفاظ على تمركزها (جميع اطراف الإمبراطورية الرومانية كانت تحكمها علاقة استغلال لها من طرف مركز روما) أي أن ديموقراطيتها المتوسعة بشكل تفاوتي عبر التاريخ بانضمام قبائل أخرى مجانبة لروما، هذه الديموقراطية لا تربطها بأطراف البلدان المفتوحة بإمبراطوريتها التي هيمنت على كل حوض المتوسط سوى علاقة استغلال، لم يكن يهم شكل الحكم بمستعمراتها. هذا بالتحديد ما ورثه الغرب ويطبقه حتى الآن، لا يهم شكل الحكم بالبلد المستعمر، ما يهم فيه هو موارده الإقتصادية وشكل انتفاع روما منه وهذا ما كان يبني قواعد الولاء، هل نحن قبائل اليسار لا نحتكم إلى هذا الولاء الآن؟
هنا تنزيلة الإكراهات الدولية، يعني الإكراه بكل بساطة أننا تحت رحمة سيطرة معينة نخضع لها ولا مفر لنا منها إلا ان نسايرها، شق آخر من العجز الأبدي: تأبيد خضوعنا للآخر، وطبعا في داخل المجتمع هناك شقان: شق يستثمر هذه السيطرة وشق يرفضها، لكن ان نضع مفهوم "الإكراه" كمسلمة مجردة هكذا فالأمر يعبر عن يأس وليس عن تفاؤل. ومعني ذلك ان "اليسار الجديد"، اليسار الإنتهازي لا امل فيه.
بقي شق آخر لم ألامسه في هذا الأمر، هناك سؤال ملح في الأمر: كيف تختلف ديموقراطية ولاية الفقيه عند إيران عن ديموقراطية ولاية النظام المالي؟؟
لا شك أن الديموقراطيتين تتم بشكل نزيه تماما، في صناديق زجاجية إن شئتم، ومع ذلك تسم الديكتاتورية ولاية الفقيه ولا تسم ديكتاتورية المال، ديكتاتورية المال هي ديموقراطية بالوهم، عندما أفكر في الأمرين، أعتقد أن الله في الأرض ينازع السيطرة مع المال، هناك إحساس نزيه عندي في الأمر: لاقوة سياسية لله من دون ريع مالي ، أليس الله يعد بالجنة والنار؟ ماذا تعني الجنة غير أجور حسنات تستعبد الكائن البشري وتدخله في غربة عن الذات؟ مال في آخر المطاف! وعود الله هي نفسها وعود الغني الرأسمالي الإقطاعي النبيل: أعوذ بالله من شرك لم أقصده!!!.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية: قضية أم مسألة؟
- جبل عوام: الثعلب لذي انتقل من مجرد عامل تقني إلى مالك راسمال ...
- مرثية لروح والدي الطاهرة
- جينيالوجيا الشيوعية (2)
- شذرات أمازيغية: الأمازيغي و الهوية!
- حول ضربة -زعطوط-(1) الأشقر
- جينيالوجيا الشيوعية
- آدم عربي : العمل المنتج والعمل غير المنتج
- ماماس: الشاعرة الأرضنية المغربية
- ترامب وسياسة الهجرة
- أزمتنا الحقيقية
- النزعة الفاشية في خطاب الحكومة المغربية
- الفتنة: ثورة المحايدين
- الكتابة وجع
- المكر السياسي للإيديولوجية القومية العربية
- دائرة المشردين (2)
- ديكتاتورية الطبقة العامل في جبل عوام
- حور عين في الحياة الدنيوية
- حين يصبح الإعجاز كارثة على أصحابه
- الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الديموقراطية