علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 5848 - 2018 / 4 / 17 - 15:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صدرالبيان الختامي لمؤتمرالقمة العربية رقم (29)، متضمناً (29) فقرة مستنسخة مضامين أغلبها من بيانات القمم السابقة، ومضاف اليها فقرات (سعودية) جديدة، فرضتها جغرافية انعقاده على أراضيها، ليكون معبراً عن رؤية السعودية والحكومات السائرة في ركابها للوضع العربي الراهن، دون اعتراض من باقي المشاركين في المؤتمر.
على مدى تأريخها منذ التأسيس في 22 آذار 1949، فشلت الجامعة العربية في الحصول على (ثقة) المواطن العربي بأهمية دورها على جميع المستويات، وخاصة في الصراع العربي الاسرائيلي الذي كان السبب المباشر في تأسيسها، وكانت وقائع وبيانات مؤتمرات القمم المتلاحقة، هي القواعد المثلى لترسيخ قناعاته بادامة وتعميق هذا الفشل المزمن، ومؤتمر (الظهران) الأخير خير مثال على ذلك .
القراءة الدقيقة لبيان المؤتمر، تؤكد أن فقراته جاءت (انشائية) غيرقابلة للتنفيذ، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة في المنطقة والعالم، وكأن من صاغها ومن وقع عليها يعيش في غيبوبة عن الواقع الذي تعيشه الشعوب العربية، وهي طامة كبرى ومستمرة منذ عقود، عندما تعيش الحكومات في واد والشعوب في واد آخر.
لقد تجسدت الوقاحة السياسية والتبعية والاستهتاربمشاعرالشعوب العربية بابلغ صورها، بتجاهل البيان الختامي للعدوان الثلاثي على سوريا، وهو أكبر وأخطرحدث عالمي تم في أجواء انعقاد المؤتمر، وتحريف القراءة الحقيقية للدورالسعودي في ملف الحرب المدمرة في اليمن، والدورالسعودي التخريبي في الصراعات الدموية في العراق وسوريا وليبيا، ناهيك عن صفقة (شراء) رضى وحماية الادارة الأمريكية بأكثرمن (400) مليار دولار، بدلاً من استمارها للتنمية في السعودية وباقي البلدان العربية خدمةً لشعوبها، وبعد كل هذا يمنح المؤتمرالسعودية قيادة العرب حتى المؤتمر القادم ..!.
مايُحسب للمشاركين في قمة الظهران، أنهم كانوا أمينين في تأدية أدوارهم المرسومة بعناية كما في القمم السابقة، ومخلصين لوحدة صفهم المجسدة عملياً في الصورة الجماعية (التأريخية) لتوثيق مؤتمرهم، وأوفياء لعلاقاتهم المصيرية مع أصدقائهم الاجانب على حساب مصالح شعوبهم، وهي الخلطة المعتمدة من قبل الجامعة منذ تاسيسها، لطبخ (الشوربة العربية) في كل مؤتمر، لتكون بيانه الختامي ..! .
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟