أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مزن مرشد - تذكار من سورية















المزيد.....

تذكار من سورية


مزن مرشد

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:53
المحور: الصحافة والاعلام
    


أكثر ما يشغلنا في زيارتنا السياحية ما سنحمله معنا عند العودة من تذكارات جميلة نهديها لمن نحب تخلد سعادة اللحظات التي قضيناها وتحمل روح المكان وعبق تاريخه.
أما سورية فلن يشغلك كثيراً أن تختار ما ستهديه للأصدقاء عند العودة إذ انك ستجد في كل مكان منها ولن نبالغ اذا قلنا ستجد في كل شبر منها ما يميزه وما يمكنه ان يكون تذكارا رائعا وهدية جميلة ليس لها مثيل في العالم حيث تشتهر كل منطقة في سورية بتذكاراتها الخاصة المصنوعة باليد بحرفية عالية وفن فريد،فبعض الصناعات التقليدية ماتزال مستمرة منذ أكثر من مئتي عام تتناقلها العائلة من الأجداد الى الأحفاد.
فلتبدأ زيارتك من دمشق أقدم مدن التاريخ حضارة لما تحتويه بين حناياها من حقب تاريخية قديمة والغنية بالتراث والمهن والحرف المتعددة ففيها يمكنك الإختيار بين اكثر من مائة صناعة يدوية تبدأ من الأقمشة الدمشقية الشهيرة (الدامسكو،والبروكار) المنسوجة على النول اليدوي والتي تدخل في صناعتها خيوط الفضة والذهب أحيانا وللشراشف الأغباني المطرزة باليد سحر آخر إذ تتواجد اليوم بأحجام تناسب كافة الاحتياجات من المناديل الصغيرة الى مفارش السفرة والأسرة ولا ننسى العباءات الشامية التقلدية التي تزين بالنقوش العربية والاسلامية والمطرزة أحيانا أخرى بزخارف مختلفة تمثل أكثر من تاريخ تودعه بين طياتها أصابع من خاطته.
زيتكامل مع هذه الأقمشة الزجاج المزخرف بنفس زخارف الأقمشة والتي تغلب عليها عادة الزخارف النباتية والهندسية وتستبعد عن هذا الزجاج الزخارف الحيوانية اذ يحتكرها الخشب التقليدي المحفور،هذا الزجاج مصنوع بطريقة يدوية بالنفخ بالسيخ والتي تعد أقدم طريقة في التاريخ لتشكيل الزجاج.
ونكمل المشوار الى سوق الحميدية الشعبي الذي بختزن بين حجارة طرقه خطوات من مروا فوق هذه الحجارة وساهموا ولو قليلا بتسطير تاريخ دمشق العريق.
في هذا السوق يجد المرء كل ما يحتاجه على رأي المثل الشامي (من البابوج الى الطربوش)
ما يدل على تنوع بضائعه الشامية الأصيلة وتعددها وفيه نقف طويلا ً أما واجهات التحف النحاسية مثل السيف الدمشقي المرصع بالأحجار الكريمة والذي ما يزال يصنع حتى اليوم بذات الطريقة التي صنع بها قبل مائة عام بجانبه مناقل الفحم النحاسية و دلاء القهوة والفنجانين العربية كالتي ماتزال مستخدمة اليوم في قرانا البعيدة.
أما ما يلفت النظر ويشكل متعة للمشاهدة قبل الشراء فهي الصواني النحاسية المطعمة بعروق الفضة والمشغلة يدويا بواسطة أدوات قديمة لمهنة قديمة ورثها جيل جديد عن اجداد قدماء.هذه الصواني تتنوع بالشكال والأحجام والنقوش.
نستمر الى نهاية هذا السوق وننعطف خلف الجامع الأموي الكبير الذي ميز المدينة واشتهرت به لنصل الى سوق عتيق يمتاز بدكاكينه الضيقة والتي تعرض الكثير مما أنتجته يد الحرفي السوري الماهرة التي ورثت مهنتها من أجداد اختصوا بهذه الصناعات عندما كانت تجارة العالم تمر من دمشق.
ففي واجهاتها العلب الفضية الصغيرة التي تستخدم لحفظ المجوهرات الصغيرة مثل الخواتم أو القراط إضافة الى الكثير من الكراسي الخشبية المصغرة طبق الأصل عن الكراسي الخشبية القديمة التي كانت تستخدم في الماضي في بيوت دمشق والطاولات المقششه والمصغرة أيضا .
وهنا نرى أيضاً صناديق الموزاييك الشامي المطعم بالصدف والفضة وطاولات الزهر المصنوعة بنفس الطريقة اليدوية اذ لا يمكن أن تنجز هذه الأعمال أية آلة مهما بلغت من الحداثة والتطور والدقة .إضافة الى المسابح والعباءات العربية والفضة البدوية العتيقة.
وبجانب هذه الحوانيت تنتشر محال أخرى تختص بالحلي الفضية المصنعة يدوياً وآلياًوعلى الطراز العربي الأصيل.
عندها سيكون الوقت ظهراً وستحتاج لقيلولة ناعمة في ظل إحدى العرائش المنتشرة خلف الجامع الأموي وفي نهاية الطريق وهي المقاهي الشعبية الشهيرة التي تقدم القهوة والشاي والعصائر الباردة مع النرجيلة ،وبعد استراحة قصيرة تكمل المشوار في حارات ضيقة مرصوفة بحجارة سوداء قديمة ستوصلم في نهاية المطاف الى باب توما لتكتشف أن دمشق القديمة تتصل مع بعضها البعض بعناق محب غريب .
في هذه الحارات يمنكك أن تتمتع بالفرجة على السجاد العربي القديم المنصع من الصوف الطبيعي وبالنول اليدوي والتي يبلغ عمر بعضها اكثر من سبعين عاما وقد تجد قطعاً تعود الى نهاية العهد العثماني .
وقبل أن تغادر دمشق الى مناطق أخرى تختلف بأجوائها وطقسها لا بد لك من زيارة سوق البدوي الذي سمي بهذا الاسم لأنه يبيع كل منتجات البدو من جلود الحيوانات الى مناقل الجمر النحاسية وكافة المصنوعات والأدوات النحاسية التي يحتاجها المجتمع البدوي.
أما باقي المناطق السورية الغنية بالجمال والتاريخ فلتبدأها من ريف دمشق من معلولا وصيدنايا اللتان تشتهران بآثارهما المسيحية ومنها يمكنك شراء الايقونات الملونة الصغيرة والكبيرة ومنها ما يعلق في الصدر على شكل حلية ترتدى.
تخرج من معلولا، لتستلم الطريق الى حمص مدينة الفاتح العربي خالد بن الوليد القابعة في الوسط السوري والتي تشتهر بحلوياتها اللذيذة وخصوصا الحلاوة الحمصية الشهيرة ومنها تنطلق باتجاه تدمر عروس الصحراء السورية ومملكة الملكة العربية زنوبيا لتستمتع بالأثار الرائعة التي تزين تلك البادية البعيدة وفيها ستجد الفضيات المميزة والبسط العربية التي تصلح للاستخدام كغطاء للأرض أو تعلق كتحفة تزينية على الجدران وبعد هذه الزيارة تعال لنذهب معا الى اكثر مناطق سورية تنوعا وهو الساحل السوري حيث يلتقي الجبل بغاباته الكثيفة الخضراء مع البحر بشاطئه الرملي الرائع عندها ستحار الى اين تذهب الى كسب ام صلنفة ام الى الوديان الكثيرة المنتشرة بين الجبال والمتميزة بمطاعمها وتذكاراتها وجمال مناظرها فمن كسب ستحمل معك كل ما هو مصنوع من القش بدءا من الحقائب الى القبعات الى الأطباق الصغيرة وما الى ذلك من الصناعات وعند العودة لا تنسى ان تمر بطرطوس وتعرج على جزيرتها الوحيدة ارواد التي تنتصب وسطها قلعتها الأثرية الصغيرة ومثل كل جزر المتوسط ينشغل أبنائها بصناعات كل ما يخرج من البحر فمنها ستأخذ معك نجوم البحر المجففة وحيوانات البحر الصغيرة المصبوبة داخل أشكال جميلة من الزجاج مثل حصان البحر والسرطانات الصغيرة وبعض السماك الغريبة الشكل هذا بالإضافة إلي صناعة مجسمات مصغرة للسفن الكبيرة والتي يتم تطعيمها وتزينها بالأصداف البحرية والتي يستخدمونها في كل شيء فتجد الصحون المزينة بالأصداف ومنافض السجائر المصنوعة من أصداف بحرية استخرجها أبناء ارواد من قاع البحر .وعندما تنتهي من زيارة الشاطئ السوري والتمتع بمياهه الجميلة وشمسه الدافئة لا بد لك من زيارة لمدينة حلب العريقة ثاني المدن السورية عاصمة الشمال السوري والمدينة الصناعية الأولى في سورية وعندها ستزور أولاً قلعتها الأثرية لتحمل معك مجسمات مصغرة عن هذه القلعة العريقة التي شهدت أهم الحقب الإسلامية ولن تبتعد كثيراً لتشتري كل ما يخطر ببالك من الصناعات الحلبية العريقة إذ يقبع مقابل القلعة وعلى الرصيف المقابل سوق المهن اليدوية الحلبي الذي يمتلئ بصناعات الجلود من الحقائب والحذاء الحلبي الشهير الذي انتشر في نهايات العهد العثماني والذي يصنع يدويا حتى اليوم وأكثر ما تشتهر به حلب الشهباء هو صابون الغار المشهور عالميا الخالي من المواد القلوية.إضافة إلى مادة فريدة لا توجد بأي مكان في العالم إلا في حلب وتقوم مقام الشامبو وهي مادة البيلون وهو حجر صخري (غضار) يذوب بالماء الساخن وتصفى المياه وتوضع على الرأس ليضفي على الشعر قوة ولمعانا وصحة .لذلك لم يعان الحلبيون يوما من تساقط الشعر او ضعفه وتشتهر حلب أيضا بالبسط الصوفية الحلبية الملونة بأبطال الزير سالم وعنترة وغيرهم من أبطال الأساطير العربية والعباءات الحلبية ذات الطابع الخاص إضافة إلى الشال الحلبي القديم المصنوع على أنوال خاصة ومن الحرير الطبيعي.
وفي طريق العودة لا بد من التعريج على مدينة حماة لتأخذ معك منسوجاتها الحريرية الثمينة المطرزة بخيوط من الذهب الحقيقي والفضة الأصلية ولتمتع ناظريك بنواعيرها التي لم تتوقف عن الدوران منذ أكثر من مائتي عام عندما صنعها الحرفيون الحميون وجعلوها لتسقي أراضى العاصي المرتفعة فعشقت هذا النهر وأبت إلا أن تظل لصيقة به فاتحد الماء بالخشب وأصبح صريره أغنية حماة التي لا تنسى.



#مزن_مرشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ‏
- نساء في مهب الريح والتهديد - الحكم العرفي - لعدم الترخيص
- نائب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية د:يسري أبو شادي.. از ...
- جمعية الحجر الأسود السكنية وحكاية الكلب المفقود .. فشلت في ت ...
- الصناعة وتحديات الشراكة السورية-الأوروبية ... الاستفادة منها ...
- سورية...من حلم السيارة الى سيارة الحلم
- حي السيدة عائشة..تعويضات متواضعة لخمسمائة أسرة مهددة بالاخلا ...
- إذا كنا نخشى البالة كيف سندخل في شراكة أوروبية
- في البدء كانت الكلمة
- موت
- تصحيحا لمعلومات جريس الهامس
- معوقات ام عقوبات امام الاستثمار في سورية
- عودة
- الوسادة
- سجن
- الغريب
- حلم
- ديمقراطية
- العرافة
- حمى الاسهم ترفع حرارة السوريون


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مزن مرشد - تذكار من سورية