أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مزن مرشد - التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ‏















المزيد.....


التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ‏


مزن مرشد

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


ثمة نوعان للفساد ، الأول مادي والثاني معنوي.‏
في الأول ، الأمر سهل إذ يكفي أن نكشف الفاسد ونحاسبه ونزيحه من مكانه ونكون ‏بذلك طهرنا المؤسسة منه أو نذهب أعمق من ذلك لنكشف الآليات التي أنتجت هذا ‏الفساد ونبتكر ونضع آليات عمل جديدة.‏
أما النوع الثاني فالأمر أكثر تعقيدا فالشخص النزيه وغير الكفء كيف سيقود ‏مؤسسة أو إدارة أو عملا ، فهل تكفي نظافة اليد لتغفر لمن سيبقى في إنتاج واجترار ‏نفسه لا أكثر؟
على أية حال مشكلتنا هنا أيضا اعقد من ذلك إذ أن أطرافها هم من نوعية خاصة ، ‏هم مثقفون وكتاب ومؤسسة ثقافية وقراء ، وهؤلاء يعيشون محنة حقيقية وتناقضات ‏وتعارضات، لكنهم في غالبيتهم يفضلون الصمت أو المديح إن كان الرأي للنشر، ‏لكنهم يسترسلون في النقد عندما يتهامسون فيما بينهم، أحد الزملاء أجرى تجربة ‏بسيطة جلس إلى أكثر من شخص وسألهم عن رأيهم في مديرية التأليف والترجمة ‏وسجل ما قالوه ثم عدت بدوري وسألتهم بوصفي صحفية فكانت النتيجة حالة ‏فصامية مريعة احدهم قال في المرة الأولى انه لا يوجد احد ف سورية مقتنع بمدير ‏التأليف والترجمة إلا وزير الثقافة وفي المرة الثانية استرسل في مديح المدير في ‏تسجيلي المعد للنشر .‏
وعندما ذهبت إلى المديرية المذكورة طلب مني السيد محمد كامل الخطيب مدير ‏مديرية التأليف والترجمة إلا انشر ما سجلته له واسترسل في الشكوى عن مأساته ‏مع هؤلاء المثقفين.‏
ثمة مستويين في الحديث الثقافي فالأول على مستوى المقاهي حيث تدور حرب ‏الجميع ضد الجميع والثاني على المستوى الإعلامي أو الحديث المسؤول وفيه الوجه ‏الآخر للآراء.‏
هنا يطرح السؤال الأهم نفسه كيف صيغت هذه الازدواجية على مستوى المثقف ‏الفرد وعلى مستوى شريحة المثقفين والاهم على مستوى المؤسسة الثقافية وكيف ‏تنتج ويعاد إنتاجها ، قرأت ذات مرة أن الأستاذ انطون مقدسي رحمه الله ميز بين ‏المثقفين السوريين والمصريين بان أبناء الجنسية الأولى يطعنون ببعضهم البعض ‏أما أبناء الجنسية الثانية فيدافعون عن بعضهم البعض فكيف وصل الحال بنا إلى هذه ‏الحال.‏
يقول الأستاذ صالح علماني أن مديرية التأليف والترجمة انتهت بعد انطون مقدسي ‏وان دار الفكر أو المدى تنتج كل واحدة منها على حدة أكثر مما تنتجه المديرية وان ‏جزءا من المسؤولية تتحمله المطبعة والخلل في آلية عملها فالوزارة في العام ‏الماضي طبعت قرابة التسعين كتابا ولم تتجاوز حصة المديرية فيها بضعة كتب أي ‏ما يقارب 26 كتاب فقط أما في موضوع سرية تقارير رفض المخطوطات قال ‏السيد علماني ان القرارات النافذة تمنع الإطلاع عليها من قبل أصحاب المخطوطات ‏لكن المرحوم مقدسي كان يستدعي الكاتب ويقدم له ملخصا عن أسباب المنع بشكل ‏شخصي.‏
ويؤكد احد المثقفين العاملين في الوزارة بأنه كان يعتقد بان محمد كامل الخطيب ‏يملك مشروعا ثقافيا قبل تسلمه المديرية لكن بعد عامين من العمل انه ليس هناك أي ‏مشروع أو على الأقل لم تظهر علائمه أو بوادره حتى الآن وانتقد هذا المثقف إعادة ‏طباعة الكتب القديمة أو بعضها في السلسلة الشهرية مشيرا أنها ربما كانت ملائمة ‏في زمنها وليس لهذه الأيام .‏
الكاتب ممدوح عزام أثنى على عمل المديرية مؤكدا أن لدى مديرها مشروع طموح ‏بدأ به في السلسلة الشهرية وإعادة نشر أمهات الكتب والترجمات لكنه يعتقد أن ‏المشكلة تكمن في المطبعة وليس في المديرية وأشار عزام إلى انه لم ينشر روايته ‏الأخيرة في الوزارة لأنه يعرف بأنها ستبقى في المطبعة ثلاث سنوات أما بالنسبة ‏للسرية في عمل المديرية أوضح عزام أن ذلك يعود للأنظمة والقوانين وانه يفضل ‏الإطلاع على أسباب رفض المخطوطة أن كان هو صاحبه ليعرف نقاط الضعف ‏فيه مؤكدا أن معظم الكتاب لا يتحملون رفض مخطوطاتهم وذلك لذاتيتهم المفرطة .‏

حسيبة عبد الرحمن
يجب إلا تضع وزارة الثقافة أي خطوط حمراء أمام الكتاب السوريين ‏
الروائية حسيبة عبد الرحمن قالت أتمنى إن تتحول وزارة الثقافة إلى حاضنة ‏تستوعب جميع الإبداعات المختلفة في سورية، وان تدافع عن حق الكاتب في حرية ‏الإبداع.‏
لم أتقدم إلى إدارة التأليف والترجمة في وزارة الثقافة بإحدى مخطوطات أعمالي ‏الروائية نتيجة وجود خطوط حمراء في هذه الدائرة والوزارة .‏
وكنت أتمنى أن أكون واحدة من الكتاب اللذين تطبع وزارة الثقافة إحدى ‏مخطوطاتهم باعتبارها دار النشر السورية الرسمية الوحيدة ، ومن حق أي كاتب ‏سوري دون استثناء أن تطبع له هذه الدار أعماله دون إخضاع المخطوط والكاتب ‏إلى التصنيف السياسي ، لكي لا يقف المبدع السوري على أبواب دور النشر ‏الخاصة يستجديها أن تطبع إحدى مخطوطاته وتعامله بتعال كونها صاحبة فضل ‏بأنها طبعت له بالرغم من أنها تحصل منه على مبالغ لا يستهان بها .‏
يجب ألا تضع وزارة الثقافة أي خطوط حمراء أمام الكتاب السوريون.‏
وإذا كانت الوزارة لا تستطيع حماية حرية الكاتب فلا عتب إذاً على دور النشر ‏الخاصة.‏
من جهة ثانية لن أدعي متابعتي لإصدارات وزارة الثقافة خصوصا في المرحلة ‏الأخيرة ، لكن من خلال قراءتي للكتب المترجمة الصادرة عن الوزارة اعتقد بأنها ‏كانت لمرحلة طويلة تشكل ركنا هاما في الترجمات السورية على أكثر من صعيد ‏مع ملاحظة مهمة أن مستويات الترجمة ليست واحدة فهي متفاوتة فالترجمات أيام ‏انطون مقدسي كانت ممتازة ، والتي تعد بحق من أهم ما ترجم في المنطقة مهنيا في ‏حين أن الكتب المترجمة حاليا فهي ذات مستوى متواضع فكريا وثقافيا ومهنيا ‏مقارنة بتلك الفترة . وهذا يرتبط بشكل ما بمترجمين الوزارة وكيفية انتقائهم فإذا ‏كان كادر الترجمة صاحب كفاءة وخبرة وثقافة ينعكس ذلك على اختيار الأعمال من ‏جهة وفنية ومهنية الترجمة من جهة ثانية.‏



علي سفر
يجب على المديرية أن تكون محركا ثقافيا في البلد‏
أعتقد أن مديرية التأليف والترجمة و النشر لا تبدو مهتمة بإظهار الأجيال الجديدة ‏في الثقافة السورية وان فعلت فإنها تقوم بذلك احتفالي استعراضي لا تعرفين متى ‏يحدث ومتى يعلن عنه كمسابقات الدواوين الشعرية الجديدة و الروايات الجديدة الخ.‏
وحتى و إن حصل واحد من الشباب على فرصة النشر فإن ذلك يتأخر سنوات ربما ‏‏.. و بعد كل الانتظار الذي يغرق به الكتاب يأتي المطبوع بلا إعلان عنه و بلا ‏تسويق جيد .‏
أعتقد أن النشر في وزارة الثقافة - ورغم التعويض الذي يدفع للكاتب و السعر ‏المنخفض للكتاب – قد يكون دفن للكتاب أكثر من كونه نشر و إحياء له ..و لهذه ‏الأسباب قمت بتجنيب نفسي عناء دفع كتبي إلى قراء الوزارة و إلى مديرية نشرها ‏و عناء الانتظار .‏
في السنة الماضية قامت مجلة الشعراء الصادرة عن بيت الشعر الفلسطيني الذي ‏تموله وزارة الثقافة الفلسطينية بتكليفي بإعداد أنطولوجيا عن الشعر الجديد في ‏سورية و قمت بإعداد الأنطولوجيا و قد جاءت في كتاب ينوف عن الثلاثمائة صفحة ‏من القطع الكبير مطبوعة بشكل راقٍ و محترم ..!!‏
و قد جوبهت من قبل القراء العرب بسؤال جارح عن السبب الذي يدفع بوزارة ‏ثقافة دولة أخرى بالاهتمام بالشعراء السوريين ، رغم وجود وزارة ثقافة في بلدهم ‏لديها مديرية للنشر .‏
و لماذا لم تقم هذه الوزارة بالفعل ذاته ..؟
هل سيلقي القائمون على مديرية النشر عندنا باللائمة على الشعراء السوريين في ‏أنهم لا يبادرون بتقديم أنفسهم للوزارة مثلاً ..؟
‏ أم أنهم سيتذرعون بالبيروقراطية و سياسة النشر و.. و... الخ ‏
يجب على مديرية النشر في الوزارة أن تكون محركاً ثقافياً في البلد و عليها أن تقوم ‏بالمبادرة فهي المعنية بالأمر .. و أعتقد أنها قد تستطيع تحريك الركود المخيم على ‏الوضع الثقافي العام فيما لو أعادت النظر بأولوياتها ...‏
عارف حمزة ‏
دور نشر جديدة تقدمت والمديرية تراجع إلى النسيان ‏
قبل كل سفرة لي إلى بيروت أو القاهرة ، و فور إعلام أصدقائي هناك ، كانوا ‏يقومون بتوصيتي بشراء إصدارات وزارة الثقافة السورية و جلبها معي ، خاصة ‏الترجمات ، و إذا خصصنا أكثر ، الروايات العالمية المترجمة . كان ذلك يحصل ‏قبل ثلاثة أعوام من الآن . و منذ ذلك التاريخ تغيرت الكثير من الأشياء ... أصبحت ‏العناوين أقل .. العناوين الهامة منها أقل بكثير حتى أصبحت نادرة ... و في النهاية ‏تخلصت من تلك التوصيات .. ‏
يبدو أن هناك مشاكل شخصية في مديرية التأليف و الترجمة ، هكذا كنت ُ أبرر ‏للأصدقاء ، و إلا ما معنى التراجع المخيف إذا عرفنا أن الكوادر التي تشتغل ‏ضمنها ، الخاصة بالقراءة و الترجمة ، أصبحت أكثر احترافية و قربا ً من عقلية ‏السوق .. كما أن الآلات و التجهيزات و عمالها أصبحوا مختلفين عما كانوا عليه ‏في الثمانينات . خاصة إذا علمنا أن صدور الترجمات الكبرى ، من أمثال كتب وليم ‏فوكنر و غارسيا ماركيز و بارغاس يوسا و أورهان باموك و يشار كمال و أيّـاي و ‏رامبو و كونراد و لوركا و كونديرا ... الخ ، كان في الوقت الذي توجد فيه دور ‏نشر خاصة و كبرى أيضا ً سواء في دمشق أو بيروت أو القاهرة أو بغداد أو ‏الرباط . ففي الوقت الذي كانت تلك الدور تتقدم كان على مديرية التأليف و الترجمة ‏أن تتقدم أكثر ، على الأقل لأن لها دعما ً حكوميا ً و لأنها لا تتحمل خسائرها إن ‏حصلت . و لكن ما حدث أن هناك دور نشر جديدة تقدمت بينما عمل المديرية ‏تراجع إلى درجة النسيان .‏
كنت ُ أقول بأن دور النشر الخاصة تدفع أكثر ، إذا كان الكاتب مشهورا ً و تأخذ من ‏الكتاب الجدد أو الغير معروفين ، و تهتم بالطباعة و مسألة التوزيع ، لأنها تفهم آلية ‏العمل ضمن مفهومي العرض و الطلب و الربح و الخسارة . و لكن المديرية بدأت ‏، قبل عامين على ما أظن ، تدفع أكثر ، سواء للمترجمين أو المؤلفين ، و تهتم ‏بالطباعة ، نوعا ً ما ، إلا أن الأمور ذهبت بالعكس فأصبحت هناك قلة من الأعمال ‏المترجمة و الإصدارات و سوءا ً خارقا ً في التوزيع و الإعلان ، أي أن هناك ‏سوءا ً و خللا ً و ضعفا ً في الإدارة و التفكير . حتى أن النظر إلى كتب المديرية ‏الجديدة بتلك النظرة الواثقة بدأت تذهب إلى الحذر و من بعدها إلى الإهمال . ‏
في عام 1998 تقدمت ُ بمخطوطي الشعري الأول ، حياة مكشوفة للقنص ، للجنة ‏القراءة في الوزارة و أنا أرتعد من الخوف و القلق ، حتى أنني لم أخبر أحدا ً بأنني ‏فعلت ُ ذلك لما كان لمطبوعات الوزارة من اسم كبير . و تأتي الموافقة على النشر . ‏لكن لن يتم نشر الكتاب إلا في أيلول عام 2000 و بمكافأة مقدارها ثمانية آلاف ليرة ‏سورية قبل أن تقتطع منها المالية " ضريبة التفكير بالنشر " . ! ‏
طوال تلك الفترة الطويلة جدا ً كنت ُ أفكر بالتوقف عن الكتابة بدلا ً من الاستمرار ‏فيها . ‏
عندما تم توزيع جوائز مسابقة محمد الماغوط الشعرية في الشهر الأول من عام ‏‏2005 ، تمنيت ُ من السيد وزير الثقافة أن لا يحدث لنشر كتبنا الفائزة ما حدث مع ‏مسابقة الرواية ، إلا أنه قال ، بعد مشاورة مدير دائرة التأليف و الترجمة ، بأن ‏العكس سيحدث إذ أنها ستنشر خلال شهرين على الأكثر . و ها قد مر عام كامل ‏دون نشرها و لا من يحزنون . ‏
هناك مشروع كتابي لأي كاتب يجب أن لا توقفه البيروقراطية ، خاصة من موقع ‏ثقافي ، لأنها قد تؤدي إلى تدمير هذا المشروع . ففي الوقت الذي سوف تنشر ‏الوزارة كتابا ً لكاتب ما قد يكون ذلك الكاتب قد أنهى كتابا ً أو كتابين سوف يقوم ‏بوقف نشرهما بانتظار أن يُـنشر الأول .‏
كتابي الثاني ، الذي تم طبعه في القاهرة ، كنت ُ قد قدمته لوزارة الثقافة ، و بعد عام ‏و نصف اتصلت بهم فقالوا لي بأن الكتاب سوف ينشر لأن لجنة القراءة وافقت عليه ‏‏. بعدها بستة أشهر يصلني كتاب الوزارة بالرفض . كنت ُ أسأل نفسي : مَـن الذي ‏قام بالرفض طالما أن لجنة القراءة وافقت خطيا ً على طباعة المخطوط ؟ و من ثم ‏ما هو دور لجنة القراءة إذا لم يأخذوا برأيها ؟ . ‏
في حادثة مذهلة ستقوم مديرية التأليف و الترجمة بالموافقة على نشر كتاب شعري ‏للشاعر منذر المصري ، أتصور بأنه كان يحمل عنوان " داكن " ، و ستدفع له ‏مكافأة الطباعة ، و بعدها بأشهر سوف تمنع طباعة الكتاب ؟ ! . ‏
أتصور بأن على مديرية التأليف و الترجمة ، إذا أخذناها من منظور دار نشر ، أن ‏تفكر كدار نشر محترمة . أن تخطط بشكل صحيح و دقيق . أن تضع آليات حديثة ‏للعمل و النشر و فهم السوق و واقع القراءة ، و أن تستفيد من تلك الفترة الذهبية ‏السابقة و تتخطاها ، لا أن تتراجع إلى الوراء حتى تكون متخلفة و منسية تماما ً . ‏

محمد كامل الخطيب
لا أريد أن انشر أي رد على احد وأفكر جديا بالاستقالة ‏
بالعودة إلى السيد محمد كامل الخطيب مدير الترجمة والتأليف في وزارة الثقافة ‏أصر بأنه لا يريد أن ينشر حديثه معي وأن اعتبر كلامه من باب الفضفضة لا أكثر ‏فقال بأنه خسر كل أصدقائه بعد تسلمه هذه الإدارة وأكد أن مشكلة التأخر بالنشر ‏تتسبب به المطبعة فهو لا سلطة لديه على خطة المطبعة أو إدارتها ولذلك فان حصة ‏المديرية من النشر لا تكاد تقارن بحصة باقي المديريات مثل مؤسسة السينما على ‏سبيل المثال لا الحصر.‏
يقول (( أنا إنسان علماني وديمقراطي وأنا مصر على إصدار أفضل المطبوعات ‏فلقد تربيت في دكان وتأثرت بهذه الدكان بحيث أنني أعامل الثقافة كقيمة فعلية ‏وسلعة رفيعة المستوى لان الكتاب الجيد هو الكتاب الذي يباع ثم لا أحب أن يقول ‏احد أن حقه على الدولة أن تطبع له كتاب فهذا ليس حقه ولكن حقه على الدولة أن ‏تؤمن له رعاية صحية)).‏
أما فيما يتعلق بإعادة الترقيم قال (( القضية بالنسبة لي هي التصنيف النوعي أي أن ‏يكون هناك ترقيم للقصة القصيرة وآخر للرواية وآخر للدراسات وترقيم للترجمات ‏وهكذا وان كنت ألام على سرية تقارير الرفض فانا أتقيد بالقوانين النافذة لا أكثر ‏ولا اقل ولا اجتهد بهذا الموضوع على الإطلاق فالقانون فوق الجميع.أما تأخر ‏الطباعة فهذا امر يتعلق بالمطبعة وقلت لك ان لا سلطة لي على ادارة المطبعة ‏لأفرض عليها خطة معينة.ولا اخفيكي بأنني افكر جديا بالاستقالة لكن بعض ‏الاصدقاء يضغطون علي كي لا افعل ويقولون – طول بالك - ))‏


كمال فوزي الشرابي
لغتنا الأصيلة ستعيد لنا الأمجاد ‏

هذه المديرية أحسنت وزارة الثقافة في إنشائها منذ البداية وسلمتها لأسماء كبار على ‏رأسهم الراحل انطون مقدسي وازدهرت على يده فقد كان دائما يذهب إلى فرنسا ‏وينتقي أفضل الكتب لترجمتها بعد وفاته تسلم المديرية أشخاص كثر و آخرهم محمد ‏كامل الخطيب الذي اعرف عنه انه إنسان مثقف ويهوى اللغة العربية وهذا مهم جدا ‏بالنسبة لأن هذه اللغة هي الوسيلة التي سنسترجع ماضينا وأمجادنا الغابرة من ‏خلالها ولو طال الزمن ومحمد كامل الخطيب ضليع في اللغة العربية وهذا ما ‏نفخر به وهو مستمر في إعطاء المديرية الزخم والقوة والنشاط الذي كان موجودا ‏في أوج نشاطها أيام انطون مقدسي من خلال ما يصدر عن المديرية من كتب ‏خاصة به ومن كتب خاصة بالمديرية التي يرأسها ولكن هنا أحب أن أشير إلى شيء ‏يحز في نفسي وهو أن المديرية أوقفت طباعة الشعر لمدة سنتين وأنا لدي عدة ‏دواوين وأريد طباعتها كما طبعت لي المديرية ديوان قصائد الحب والورد ونفذ . ‏

محمد سلمان حسن
القائم على مديرية الترجمة والتأليف يجب ان يكون متمكناً من لغة أجنبية ‏

محمد سلمان الحسن الذي يعمل في الوزارة في مجلة المعرفة يقول لتعرفوا وضع ‏مديرية التأليف راقبوا معرض الكتاب الأخير ففيه لم تعرض المديرية إلا 30 عنوانا ‏منها عن اللغة العربية والباقي حكي فاضي.‏
ويروي تجربته الخاصة عندما قدم مخطوطا عن تيارات الفلسفة الهندية وجاء الرد ‏بعد شهر بالرفض دون معرفة الأسباب طبعا مع أن سورية تفتقد لأي مختص ‏بالفلسفات الشرقية إلا ندرة اليازجي الذي أكد بأنه لم يقرأ المخطوط ، إذن من هو ‏الذي قرر عدم صلاحيته للنشر.‏
ويرى الحسن أن القائم على مديرية الترجمة والتأليف يجب أن يكون متمتعا بميزات ‏معينة منها تمكنه من لغة أجنبية والفرق بين محمد كامل الخطيب ومن سبقه فرق ‏شاسع من حيث الإمكانيات الفردية ، وغير أكاديمي لا يحمل شهادة ماجستير او ‏دكتوراة.‏
‏ ‏


احد المترجمين والذين رفض نشر اسمه
رأى أن أهم نقطة بإدارة محمد كامل الخطيب هي عدم وجود رؤية واضحة لسياسة النشر ، ‏هذه الدائرة هي بوابة سورية على العالم لسبب بسيط لأن معظم دور النشر ‏الموجودة في سورية هي عبارة عن دكاكين لذلك مؤسسة النشر الوحيدة التي تملك ‏إمكانيات كبيرة هي دائرة التأليف والترجمة في وزارة الثقافة وإذا أردنا أن نحكم ‏على هذه الدائرة فأول شغلة هي منتجها الأساسي وهي الكتب المترجمة والمؤلفة بدأ ‏الانحدار بنتاجها بعد غياب الأستاذ انطون مقدسي رحمه الله ووصل إلى أوج ‏الانحدار خلال العامين المنصرمين ويكفي أن يذهب المرء لمعرض مكتبة الأسد ‏ويراقب معروضات الوزارة كي يعرف حجم التقصير في عملها من ناحية الكم ‏والنوع فمن الواضح انه لا وجود لأي سياسة تحكم مطبوعاتها .‏
في حين كانت المعارض تشهد في فترة السبعينات والثمانينات وأواخر التسعينات ‏إقبال شديد على شراء مطبوعات وزارة الثقافة .‏
أسباب التردي:‏
هناك شرط عام له علاقة بالكتاب عموما ( موقع الكتاب في ثقافتنا ) ولكن الشرط ‏الأهم هو شرط إنتاج هذا الكتاب مثلا ليس من المعقول ان تصدر رواية لماركيز او ‏أي كاتب عالمي مشهور وتترجمه الوزارة بعد سنوات من صدوره وأحيانا لا يترجم ‏قط ‏
هناك كتب فكرية وسياسية مهمة ولا تساير صدورها الوزارة أي هناك بعد عن ‏الحركة الفكرية والثقافية العالمية والعربية .‏
قد يكون هناك نقص بالمترجمين لكن المديرية باليات عملها البيروقراطية ‏وخصوصا المستحدثة منها قضت حتى على النواة الموجودة فانا من تجربتي ‏الشخصية أحسست أن تعاملي مع الوزارة كأنني أتعامل مع حزب استاليني سري لا ‏اعرف لماذا رفض الكتاب لا اعرف ماذا يريدون التقارير سرية اكتشفنا أنا وبعض ‏الزملاء بعد استرجاع أكثر من مخطوط مرفوض من قبل المديرية أن التصحيحات ‏سطحية ولا علاقة لها بالجودة والى الآن لا اعلم لماذا رفضت مع العلم أن أي دار ‏نشر في العالم تعطي أسبابها إلا المديرية .‏
على مستوى المشروعات الفكرية والثقافية لم يصدر شيء ذا قيمة عن المديرية ‏رغم سيل الثقافة العالمية المتدفق هناك مثلا كتب حققت رواجا واسعا في أوروبا ‏وترجمت في سورية ورفضتها الوزارة مثل روايات اميلي نوتوم التي باعت العام ‏الماضي 8 ملايين نسخة في فرنسا لوحدها والاهم من ذلك هو الآليات البيروقراطية ‏التي تحكم عمل مؤسسة ثقافية فمثلا لا يحق للمترجم أن يترجم أكثر من كتاب في ‏العام مهما علا شأنه ويعود تقدير أن فلانا مترجم أو غير مترجم إلى مزاجية المدير ‏والى موقفه الشخصي والإيديولوجي ثانيا وفي الحالتين طامة كبرى .‏
النقطة الأهم أن المديرية فكرت بإصدار كتاب شهري رخيص فبدأت تنبش أسماء ‏من القرن الماضي مستعيدة مأزق الثقافة العربية برمتها فالأمر بالنسبة لها على أن ‏النقطة المضيئة موجودة في الماضي وان الزمن الحاضر والمستقبل هو سقوط في ‏الزمان كما يقول ادونيس .‏
فبدل أن تستخدم هذا الكتاب لمواكبة مستجدات الثقافة العالمية حولته إلى كتاب ‏مدرسي استذكاري لا يقرأه إلا صفوة النخب هذا إن قرؤوه .‏
لو كنت مكان محمد كامل الخطيب في هذا الموقع ومع كل الإمكانيات المتاحة لهذه ‏المديرية لجعلت كتاب وزارة الثقافة خلال عام واحد وليس ثلاث أعوام لجعلته ‏مطلوبا من المحيط إلى الخليج لحققت شرطي الربح والقيمة الثقافية لكن الكارثة إن ‏القائم على هذه المديرية لا يعلم أن يتجه ركب الثقافة العالمية إضافة إلى انه ليس ‏مترجما .‏

لقطات
لـم تتـحدث ‏
روزا ياسين رفضت التحدث عن وضع المديرية بالرغم من إن روايتها التي فازت ‏بجائزة الوزارة حذف منها مقاطع وصفها محمد كامل الخطيب بالفاضحة – فكيف ‏تفوز الرواية ويعترض على فحواها- ‏

• بلغنا ان السيد وزير الثقافة قام بطباعة خمسة كتب من تأليفه دفعة واحدة ‏وبسرعة فائقة ليلحق ركب معرض الكتاب الماضي.‏
• يقول محمد سلمان الحسن أن المديرية ألغت ترقيم سلسلة الروايات العالمية ‏القصيرة وبدأت بالترقيم من الصفر فهل نحن على أعتاب مرحلة جديدة ‏تمتاز بالأدب الرديء .‏
• بالرغم من اعداد هذا التحقيق منذ حوالي الشهران ومواجهة المدير بكل ‏الكلام الذي قالوه عنه والشكاوي على عمله الا ان شكوى المترجمين ‏والكتاب بقيت كما هي والحال على ما هي عليه.‏



#مزن_مرشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في مهب الريح والتهديد - الحكم العرفي - لعدم الترخيص
- نائب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية د:يسري أبو شادي.. از ...
- جمعية الحجر الأسود السكنية وحكاية الكلب المفقود .. فشلت في ت ...
- الصناعة وتحديات الشراكة السورية-الأوروبية ... الاستفادة منها ...
- سورية...من حلم السيارة الى سيارة الحلم
- حي السيدة عائشة..تعويضات متواضعة لخمسمائة أسرة مهددة بالاخلا ...
- إذا كنا نخشى البالة كيف سندخل في شراكة أوروبية
- في البدء كانت الكلمة
- موت
- تصحيحا لمعلومات جريس الهامس
- معوقات ام عقوبات امام الاستثمار في سورية
- عودة
- الوسادة
- سجن
- الغريب
- حلم
- ديمقراطية
- العرافة
- حمى الاسهم ترفع حرارة السوريون
- الحرب على النساء!!!!


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مزن مرشد - التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ‏