أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - عن نعمة جمعة ,عن رجل من جيل مناضلى الزمن القديم !














المزيد.....

عن نعمة جمعة ,عن رجل من جيل مناضلى الزمن القديم !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 11:23
المحور: سيرة ذاتية
    




اتحدث عنه لانى اعرف انه ليس من هؤلاء الذين تمت الاضاءة عنه بما يستحق .عرفت الاستاذ نعمة جمعة ابن بلدة بنت ام جبيل فى جنوبى لبنان مناضلا و نصيرا للمظلومين و الفقراء و شخصية قومية و رجل اخلاق و مساند لفلسطين .

و الاستاذ نعمة جمعة من الاوائل ممن يكونوا فى اللائحة التى اكتبها عادة قبل السفر الى لبنان لللاصدقاء الذين اود الالتقاء بهم .

نشط فى حزب البعث الجناح العراقى لفترة من الزمن عندما كان الانتماء لحزب البعث العربى الاشتراكى بجناحيه فى لبنان يجر النقمة على الرجل .و حتى فى عز انتماؤه كان المرء يلحظ الابعاد الانسانية فى شخصية الرجل الذى تخرج و مارس المحاماة و كان يعفى اصحاب الدخل المحدود من دفع اتعاب عمله لهم .

و عندما حصل احتلال لبنان عام 1982 اعتقل الرجل و بقى عام و نصف فى المعتقل اسوة بالمناضلين الفلسطيين و اللبنانيين و سواهم ممن جرتهم قوات الاحتلال الى معتقل انصار و سواه .

لا بد ان نذكر المناضلين اللبنانيين من احزاب اليسار جميعا بما فيهم حزب البعث العربى الاشتراكى بفرعيه من ابناء القرى الحدودية ممن صمدوا و استشهدوا دفاعا عن قراهم و و دفاعا عن فلسطين. و شهادتى هنا غير مجروحة على الاطلاق لانى كنت احمل افكار تختلف تماما عنهم بل و كنت اتصادم مع البعثيين من كلا الطرفين فى المناقشات . لكن لا بد للحقيقة ان تقال .كان ذلك فى زمن انتشار الفكر اليسارى الذى حمله مناضلون من الحزب الشيوعى اللبنانى و منظمة العمل الشيوعى .و عندما كنا فى الجامعة حصل اول انتصار طلابى يسارى فى انتخابات الجامعة البنانية و قمت بتهنئة نصير الاسعد الذى كان حينها من قيادات العمل الطلابى اليسارى .و بغض النظر عن ان المرحوم الاسعد مضى فى طريق سياسى مختلف فى مراحل لاحقة الا انى اظل اذكره كصديق و كمتضامن مع قضيتنا و كقائد يسارى طلابى بارز حيث كان يمثل منظمة العمل الشيوعى .

و بعد ذلك لمست بوضوح ان الاستاذ نعمة مضى فى طريق العمل الحقوقى الانسانى و لم يكن ذلك غريبا عن رجل يملك الافاق المعرفية و القوة الاخلاقية و صدق الرجل و نظافة الكف .

و من الطريف انه عندما كان قد ترك حزب البعث باعوام و مضى فى طريق العمل الحقوقى تم اعتقاله من قبل المخابرات السورية من بيته فى صيدا . اخبرنى ان كل الجيران كانوا يرون ذلك و لم يجرؤ احد ان يقول كلمة .قلت له يا استاذ نعمة بكل صراحة ماذا كنت تتوقع من الجيران ان يفعلوا حتى لو كنت انا من هؤلاء الجيران فانى سالوذ بالصمت.و الادهى من ذلك اخبرنى ان هناك من الاصدقاء من صار يتجنب زيارته خوفا .و انا اعتقد ان الناس احيانا يبالغون فى الخوف لكن بالطبع لا الومهم ..

كنت ازوره يوميا فى مكتبه فى الصباح و كان لنا حوارات عظيمة حقا .فالرجل صاحب خبرة سياسية كبيرة و الاستماع اليه ثروة حقيقية اتعلم منها .و بعد ذلك تم انتخابه رئيسا للمنظمة اللبنانية لحقوق الانسان حيث نشط فيها لاعوام .

من الاحداث التى لا انساها انى كنت فى مكتبه عندما بدانا نسمع اصوات السيارات و الاغانى و الاعلام اللبنانية التى كانت ترفرف و عرفها ان القوات الاسرائيلية المحتلة بدات تفر ليلا من جنوبى لبنان .كانت لحظات من الصعب وصفها .قلت له بالحرف الواحد انها لحظات تاريخية اشعر بسعادة انى اعيشها .

قلت له يلا يا رجل ماذا تنتظر الان تستطيع رؤية بلدتك .قال دعنا نستوضح حقيقة الوضع .و لكنى لم اكمل شرب القهوة عندما اتصل بالهاتف و بعد الاتصال نهض و قد بدت فى ملامحه مشاعر تلك اللحظات التاريخية .كان قد مضى اكثر من ربع قرن لم يرى بلدته .

نهضنا و سرت فى الشارع الرئيسى لمدينة صيدا حيث كانت الالاف السيارات القادمة من بيروت و المتجهة جنوبا .كنا نسمع اغنية جوليا بطرس التى ارتبطت بذاكرتى بتلك المرحلة .و كنا نشاهد غابة من الاعلام اللبنانية التى كانت ترفرف وسط اجواء فرح لم ارى مثلها فى حياتى .

وعى الاستاذ نعمة و قدرته على الفصل بين الذاتى و العام و غياب ثقافة الانتقام من تفكيره برز بوضوح حول الوضع فى سورية حيث قال لى ان استمرار الوضع هكذا سيقود سورية الى الخراب و كان قلقا فعلا على سوريا .و له موقف غير مهادن من الاسلامويين المتشددين الذين يسعون لتدمير الدولة السورية حسب قراءته التى اتفقت معه حولها .وقوف الرجل الى جانب النظام و الدولة فى سورية تؤكد ان الرجل تجاوز ما عاناه من تعذيب لياخذ الموقف الذى اعتقد انه الموقف الصحيح و هو الموقف الذى اسميته لاحقا الموقف المتضامن الناقد .اى انه ليس موقفا تبجيليا بالمبالغات التى نراها بل موقف سياسيى داعم للدولة السورية فى مواجهة مشاريع التفتيت المدعومة من القوى الامبريالية و اسرائيل و حلفاءهم من العرب .و موقف واع ينطلق من فهم لطبيعة القوى المنخرطة فى الصراع و افاق الصراع .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نتجه بقوة نحو الفوضى او عالم ضياع الحقيقة.
- ليس مهمة الكاتب ان يكتب على طريقة ما يطلبه المستمعون!
- من دفتر الايام !
- خيل لى انه الربيع !
- مؤشرات اولية على نهاية مرحلة تاريخية !
- حتى انت يا بسام ؟
- عن جمهورية الخوف !
- رحلة فى قطار الحياة!
- عن تجربة الابداع
- امسيات رائعة !
- من اجل تكوين خطاب فلسطينى فى الغرب
- فلنتذكر ميخائيل نعيمة
- مكانة الجزيرة فى عالم الادب
- غدا يوم اخر !
- عن طقوس الانتماء!
- عن ابى يوسف الطحان و عالم الاحزان الكبرى و الموت !
- على فندق فى كراكوف كتب وداعا لينين !
- اشكالية اللهجات بين المشرق و المغرب
- لكى تنتهى من ثقافة التعميم الرومانسية !
- اضاءة على بعض الاشكاليات المعاصرة


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - عن نعمة جمعة ,عن رجل من جيل مناضلى الزمن القديم !