أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - غدا يوم اخر !














المزيد.....

غدا يوم اخر !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 21:11
المحور: سيرة ذاتية
    


انهض فى الصباح انظر من حلف النافذه فارى الثلوج تتساقط بغزارة . قلت فى نفسى يا له من يوم !

فقط امس سمعت فى الصباح صوت عصفور يغنى فقلت فى نفسى حتما اقبل الربيع لكنى ارى اليوم انى كنت مخطئا .قابلت جارى النرويجى الذى يسير ابدا مع كلبه فقلت له اعتقد ان لربيع قادم مبكرا هذا العام قال ربما امل ذلك .و تعبير ربما من اكثر التعابير استعمالا فى الثقافة النرويجية .فالنرويجى يميل بطبعه الى عدم التاكيد ان لم يكن واثقا و هناك العديد من الصيغ اللغوية التى يستعملها لكى لا يؤكد على امر ان لم يكن متاكدا تماما !
.و الا ادرى ان كان لللامر علاقه بالطقس لكنه حين يقول اكيد فانه يعنى ذلك .و كان لنا صديق عربى عاش طويلا فى هذه البلاد و عمل مع اللاجئيين عندما بداوا ياتون الى النروج اواخر الثمانينات .كان يشكو بحرقة لا افهم هذه الثقافة يا اخى يقولون شى و يعنون شى اخر . و كان يقول دوما , انا لا اعرف كيف يعيشون و يتفاهمون ؟؟؟ .
و كنت فى تلك الاوقات اعرف امراة كانت تعمل فى الارصاد الجوية فى الجامعة.و كنت حين التقى بها هنا و هناك اقول لها مازحا ماذا تفعلون فى مركز الارصاد الجوية لما لا تحضرون لنا طقسا جميىلا.قالت لى ذات مرة الم تسمع ما قيل حول الطقس قلت لا .قالت عش الربيع بغض النظر عن ما تقوله الارصاد الجوية!!.
قرات هذا القول الجميل فى سنوات لاحقة و اظنه كان لكاتب انكليزى.
.
و هذه المراة كانت بالمقاييس العامة المتعارف عليها امراة تفتقد الى الجمال .و ذات مرة استاجرت غرفه عندها لمدة شهرين لانى كنت بانتظار ان احصل على غرفة فى السكن الجامعى .و بالفعل استاجرت غرفة عندها و ذات مرة جاءت لتلقى نظرة على الغرفة فرات فوضى الكتب فى كل مكان من الغرفه فانفجرت ضحكا..
لكنها كانت رغم فقدانها للجمال المتعارف عليه و انا استخدم هذا التعبير لانى اؤمن بالمثل الانكليزيى الذى يقول كل امراة طيبة جميلة و لكن ليس العكس.
و الطريف ان الحارة تلك كان فيها نسبة عالية من النساء المطلقات .و ما كنت اخرج من البيت حتى ارى العيون ترمقنى كانها سهام فكنت اسرع الخطى حتى اخرج من البيت.ذكرت هذا لصديق فقال لى ما رايك ان نبدل السكن فقلت له ضاحكا هذا يشبه عش الدابير يا صديقى! فانفجرنا ضاحكين.
و بالفعل شعرت بسعادة عندما فتحت ذات يوم صندوق البريد فوجدت رسالة قبول فى السكن الجامعى.
..
وقفت اليوم فى الحديقة و نظرت الى العرزال الصغير الذى كنت اجلس فيه فى الايام الخوالى اكتب و اقرا و اتامل .
وكثيرا ما افكر بميخائيل نعيمه الذى كان يجلس يتامل هذا الكون فى صومعته فى الشخروب . فنحن نحتاج دوما الى مسافة ما مع الناس لكى نتامل هذا العالم الملىء بالصراعات و الحروب و المنافسات . و لصديق تعبير جميل فى هذا .فهو يقول ان علاقته مع الناس مثل قيادة السيارة. اى انه يضع مسافة دوما مع الاخرين .و اظن انه محق فى ذلك!.
ما زال الثلج يتساقط و مع تساقطه ذكريات و ذكريات فى مدن قريبة ومدن بعيدة.غدا يوم اخر !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن طقوس الانتماء!
- عن ابى يوسف الطحان و عالم الاحزان الكبرى و الموت !
- على فندق فى كراكوف كتب وداعا لينين !
- اشكالية اللهجات بين المشرق و المغرب
- لكى تنتهى من ثقافة التعميم الرومانسية !
- اضاءة على بعض الاشكاليات المعاصرة
- عن تلك الايام الرائعة!
- عن العلاقة بين العرب و الهند
- من هنا تولد الاسطورة !
- حديث الاثنين !
- فى الية اشتغال الفعل الثقافى العربى
- محاولة لفهم اليات اشتغال الثقافة فى الصراعات العربية
- فى زمن التوحش و تراجع القيم الانسانية
- احاديث عبر الحدود!
- صوت موسيقى من بعيد
- تاملات فى يوم بارد!
- عن تلك الايام البعيدة!
- عن الهند و فلسطين
- كان يوما رائعا !
- فى الثقافة !


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - غدا يوم اخر !