أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - تاملات فى يوم بارد!














المزيد.....

تاملات فى يوم بارد!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5751 - 2018 / 1 / 8 - 09:52
المحور: سيرة ذاتية
    


صرت لا اشكو من الجو البارد و السبب انه ان سقط الثلج معناه ان الطبيعة تعمل كما يجب و ان فكرة ارتفاع الحرارة حسب العلماء قد لا تكون دقيقة تماما .و هو امر مطمئن !
دق جرس البيت فاذا هو احد الجيران الذى قدم لى علبة سجاير تدى.يا للعجب سالته من اين لك هذه العلبة التى اظن ان الشركة المنتجة لها قد توقفت .
و لسجاير تدى قصة طريفة.فقد قدم لى صديق نرويجى سيجارة تيدى قائلا انا و الملك اولاف ندخن هذا النوع من السجاير.
و بالفعل صرت ادخن هذا النوع من السجاير لفترة اعوام .
و فى عام 1990 توفى الملك اولاف .ذهبت انا و ابنى الصغير و اضانا شموعا فى حديقة القصر الملكى التى كانت تغص بالناس .كانت اجواء حزن حقيقية بادية على الوجوه لم ارها من قبل الا حين وفاة اينار كاراجين رئيس الوزراء الاسبق الذى يعتبر من اهم الشخصيات السياسية النرويجية .كان الملك اولاف يحظى بشعبية واسعة .و له قول مشهور انه ملك كل النرويجيين بما فيهم الشيوعيون الذين لا يعترفون بالحكم الملكى !
.سالنى ابنى ال اين ذهب الملك اولاف .قلت الى السماء و نظر كلانا نحو السماء !
.
اتصلت بصديق و سالته عن احواله فى هذا الجو حيث بلغت درجة الحارة عشر فى الصباح .قال ضاحكا انا مستعد لكل الاحتمالات عندى من يكفى من كونياك و نبيذ .ضحكت و تذكرت مدرسا كان يدرسنا فى المرحلة الثانوية و كان يبدو فى مظهرة متسكعا او من الثوريين الذين لا يهمهم مظهرهم .لكنه كان شديد الذكاء .و قد كان من عادته ان يحمل قنينة من الكونياك كان يشرب منها بين حين و اخر .كان جسمه رقيقا و لعله كان لا يستطيع مقاومة البرد .خاصة انه لا يوجد فى متاجر بلادنا ملابس دافئة كالتى توجد فى البلاد الباردة .و قد
انا دوما اتذكر المثل النرويجى الذى يقول انه لا يوجد طقس سىء بل توجد ملابس سيءة .و عندما سمعته و كان اول مثل اعرفه قلت انه مثل فيه بعض التبرير لكن ايضا فيه بعض الحق !

و رغم برودة الطقس قررت ان اخرج اليوم .و كانت الصدفة انى التقيت بامراة اعرفها من ايام زمن الجامعة و لم ارها من اعوام طويلة.كانت المراة انيقه المظهر كما عرفتها دوما .و كان لها طريقة جميلة فى لف الشال حول رقبتها .و لا ادرى لماذا كنت ارى و كانها تظهر بمظهر ارستقراطى رغم انى عندما تعرفت اليها لاحقا اخبرتنى انها من اسرة عمالية .
و عندما رايتنى بدت سعيدة .فقد كنا اصدقاء لاعوام طويلة .و من الطريف انها رفضت ان ترقص معى عندما التقيتها اول مرة فى حفلة فى الجامعة عندما كنا طلابا .

لم اعد اذكر لما اخترتها هى للرقص .كل الذى اذكره انها بدت تائهة منصرفة فى التفكير .و لعلى ظننت انها كانت تفكر فى امر ما .

اقتربت منها و سالتها قالت انها ليست فى مزاج الرقص .ابتسمت و شكرتها و انصرفت .و عندما صدف ان التقيتها لاحقا فى باحة الجامعة و لم اكن اعرف اسمها حتى ذلك الوقت قلت مازحا رفضك الرقص معى سيكلفك غاليا .ابتسمت و قال ماذا سيكلف .قلت لها لن اتحدث معك طوال الحياة! .ضحكت كثيرا ثم
قلت لها عندى ساعة قبل المحاضرة فهل يمكن ان نشرب قهوة . ذهبنا لنشرب القهوة فى مقهى الفريدريكا فى جامعة اوسلو .

كنت اظن ان الجلسة لن تستغرق سوى ساعة.و قالت لى الست ذاهب للمحاضرة .ابتسمت و قلت المحاضرة لن تغير التاريخ لكن جلستنا يمكن ان تغير التاريخ.احمر وجهها قليلا و قلت لها لا يهمك فلسطين و كوبيك حرة .فقد كانت كندية من القسم الفرنسى و كانت تؤيد ان تصبح دولة مستقلة. و كت امزح قائلا اذن لا بد لكم من منظمة تحرير كوبيكية !
عرفت منها ان طلقت من زوجها و كان انكليزيا و تعيش مع رجل اخر اليوم لم اسال من هو .سالتها ان كانت سعيدة قالت اه يا سليم لم اعد اعرف كيف يمكن ترجمة هذه الكلمة فى الحياة لكنى اعيش حياتى بكل ما فيها .قلت او السنا جميعا هكذا .ودعتها و انصرفت فى طريقى.

كنت انظر لللاشجار التى غطاها الثلج .كان الطقس باردا .و كانت الهواء البارد يزيده برودة .كنت اسير وحيدا فى الطريق .فقد خلى الشارع من المارة .و قد اوى الناس الى بيوتهم باكرا . كنت اسير و انا افكر فى الحياة .بمصائر الناس الذين عرفتهم فى مسيرة الحياة .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تلك الايام البعيدة!
- عن الهند و فلسطين
- كان يوما رائعا !
- فى الثقافة !
- عندما يصبح الشاعر رجل سياسة بعيد النظر !
- بداية مرحلة علمنة الفكر القومى العربى
- الاسباب التى اعاقت ظهور الاسلام السياسى خلال القرن الماضى ؟
- مراجعات فى التاريخ!
- الحرب القذرة التى تخوضها السعودية!
- من الظلم تحميل بلد صغير مثل لبنان فوق طاقته!
- فى ذكرى ولاده البير كامو
- كلاشينكوف و ام كلثوم فى المملكة العربية السعودية
- قبل تجتاح تونس!
- عن جائزة نوبل للسلام!
- هناك شىء عفن فى دولة الدانمارك !
- هل انت من عفار ام من عيسى ؟
- عن ابى يوسف الفران.اخبار جديدة
- فى ذكرى رحيل ادوارد البى
- فلنتدرب على معرفة الحقيقة!
- عن لقاء اميرة من زمن العصر الامبراطورى


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - تاملات فى يوم بارد!