أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - من الظلم تحميل بلد صغير مثل لبنان فوق طاقته!














المزيد.....

من الظلم تحميل بلد صغير مثل لبنان فوق طاقته!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5691 - 2017 / 11 / 7 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الظلم تحميل بلد صغير مثل لبنان فوق طاقته!

سليم نزال

قال لى صديق لبنانى و كان ذلك فى نهاية سبعينيات القرن الماضى ساتحدث معك بكل صراحة.و بالفعل ذهبنا فى جولة بالسيارة فى جنوبى لبنان و هى مناطق جميلة لا تقل جمالا عن جبل لبنان لكن لللاسف مناطق مهملة سواء بسبب الحروب او تفصير الدولة.

قال يا اخى اقسم لك اننا كلنا نؤيد قضيتكم لكننا لم نعد نحتمل .كل الجبهات العربية من مصر الى سورية الى الاردن مرتاحة الا نحن البلد الصغير.
وجدت ان ما قاله الرجل صحيح و منطقى .

لكن المشكلة اننا لم نعتد ان نتحدث عن هواجسنا بصراحة .و اى راى مخالف يتم قمعه على الفور و تبدا المزايدات اللفظية و لكننى تعلمت فى الحياة ان استمع الى ما يقوله الناس الذين يعيشون الواقع لانه من خلال كلامهم يمكن للمرء ان يتعلم الكثير.

كان هذا فى زمن الوجود الفلسطينى المسلح فى جنوبى لبنان .و كان اللبنانيون و خاصة اهالى الجنوب يتلقون الضربات الانتقامية المؤلمة من اسرائيل من اجل ان يصبحوا معادين للمقاومة الفلسطينية وان اضفنا الى ذلك التجاوزات و الاعمال الغبية التى كانت تحصل كنت المس من خلال ما كنت اسمعه من الناس تغيرا كبيرا سلبيا تجاه المقاومة الفلسطينية ..

نقلت هذا الراى الى احد المسوؤليين الفلسطيين فقال لى ما هو الحل عندك.قلت لا حل عندى بالطبع لكن علينا التفكير بصراحة ماذا يمكن عمله .لان لبنان بلد فيه الكثير من التعقيدات التى لا بد لنا من اخذها بعين الاعتبار و ان نقوم بنوع من عقلنة ما للعمل الفلسطينى المسلح عبر الحدود.
طبعا لا يستمع احد لمثل هذا الكلام .مع انى و اقولها للتاريخ كنت ارى كل يوم من خلال حواراتى مع الناس اننا نخسر تعاطف الناس خاصة فى جنوبى لبنان .

لكن المصيبة فى ثقافتنا اننا لا نحب سماع الا ما يناسبنا.و نكره سماع الحقيقة . و فى راى الاعتراف و مواجهة الحقيقة هو مدخل للتغير من اجل اوضاع افضل .



و انا شخصيا اعتقد ان لبنان كونه مركز اعلامى اساسى فى الاقليم العربى وواحة للحرية يمكن ان تفيد فلسطين ربما اكثر بكثير من عمليات عسكرية عبر الحدود بين الحين و الاخر.و كان راى ان المقاومة فى الخارج يجب ان يتركز دورها على تقوية الوضع داخل فلسطين لان الصراع الفعلى داخل فلسطين .و اكبر خطا ارتكبته المقاومة فى الخارج انها اعتبرت ان وجودها فى الخارج هو الاساس و الداخل الفلسطينى ثانوى .


و هذا الامر يتكرر لللاسف .و عندما صار عدد اللاجئيين السوريين يتجاوز المليون و نصف قلت هذا امر فوق احتمال لبنان .مساحة لبنان الفعلية ان حسمنا الجبال و الاودية الغير ماهولة لا يتجاوز 9 الاف كيلو متر مربع .و هذا يشكل ضغطا على كل المستويات على البلد الصغير.سمعنا كلاما من نوع ان اللبنانيين عنصريين تجاه السوريين.و هو فى راى غير صحيح. هناك فعلا مواقف عنصرية تغذت لللاسف من خلال تاريخ حساس و شائك بين البلدين الشقيقين لكن الاكثرية ليست كذلك.وحتى المواقف العنصرية لسيت ثابتة بل تتغير مع الوقت .
كل ما فى الامر هو تحميل بلد صغير ما هو فوق طاقته .و لنتوقف عن المزايدات الفارغة و نواجه الواقع بصدق و صراحة.

هدفى القول انه لا بد من مراعاة الخصوصية فى لبنان .لان التركيبة السياسية و الاجتماعية تركيبة حساسه جدا و هو امر تكون من خلال تاريخ معقد يطول شرحه .لكن المشكلة اننا اعتدنا الغرق فى ثقافة الشعارات بدون اى معرفة او مراعاة للواقع على الارض .

لقد قدم لبنان للعرب الكثير الكثير من الفن و الفكر مما يؤهله فعلا ان يسمى العاصمه الثقافية للعرب .

.و هذا بحد ذاته امر رائع جدا . و من غير المعقول ان يكون لبنان ساحة صراع لدول المنطقة كما نرى الان لانه لم يعد يحتمل فوق ما احتمل.
نحتاج لرجال سياسة شجعان يقولون و يعترفون بالحقيقة.لانه بغير ذلك ارى مستقبلا لا يطمان ابدا .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى ذكرى ولاده البير كامو
- كلاشينكوف و ام كلثوم فى المملكة العربية السعودية
- قبل تجتاح تونس!
- عن جائزة نوبل للسلام!
- هناك شىء عفن فى دولة الدانمارك !
- هل انت من عفار ام من عيسى ؟
- عن ابى يوسف الفران.اخبار جديدة
- فى ذكرى رحيل ادوارد البى
- فلنتدرب على معرفة الحقيقة!
- عن لقاء اميرة من زمن العصر الامبراطورى
- يا له من يوم رائع !
- فى مديح تنوع الكون !
- عن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !
- ان اردت تغيير العالم ابدا بترتيب فراشك!
- الميدالية المزيفة!
- جسر نحو المجهول!
- مطر خفيف فوق اوسلو !
- رحلة الباص من لفيف فى اوكرانية الى وارسو فى بولندة رحلة الال ...
- فى الباص المتجهة من بولندة الى اوكرانيا !
- عن معنى الوجود


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - من الظلم تحميل بلد صغير مثل لبنان فوق طاقته!