أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - صوت موسيقى من بعيد














المزيد.....

صوت موسيقى من بعيد


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5757 - 2018 / 1 / 14 - 08:12
المحور: الادب والفن
    




قرر ان يسير فى ذلك المساء الجميل .كان القمر بدرا مكتملا و قد بدا ضوؤه مشعا يكفى لانارة بعض من الطريق .و لولا ذلك لكانت الطريق موحشة. كان قد سار على هذه الطريق مرات عدة فى النهار .لكنها المرة الاولى التى يسير فيها فى الليل .الاشجار على جانبى الطريق بدت و انها رجالا قدموا من كوكب اخر .تامل منظر الاشجار الواقفة بصمت و كانها ترقبه .فكر ماذا لو كان لللاشجار قدرة ما على المعرفه .ابتسم للفكرة !.فكر انها قد تصلح للشعراء لكن ليس لموظف صغير مثله .فعالمه اهتماماته مختلفه . و حياته اليومية يقضيها كموظف صغيرا يعنى بارشيف المكتب . كان سعيدا فى عمله و لم يفكر يوما ان يغيره .و لذا حاول طرد الفكرة التى بدا انها سيطرت على تفكيره .ما هذا الهراء الذى وقعت فيه؟ تساءل و هو يحاول اجبار نفسه على الابتسام .كان الرجل شابا فى الثلاثين .لم يسبق له ان تزوج رغم الحاح امه ان ترى حفيدا اخر عمرها .لكنه كان يقول لها ان الوقت لم يحن بعد . و لعله كان على حق .فقد كان جاهلا بعالم المراة.لكن ذات يوم وقعت له حادثة اعتبرها من الحوادث المهمة فى حياته .فعندما كان فى الباص متوجها الى المدينة صعدت شابه لعلها فى العشرينات من عمره . جلست على مقعد مواجه له .التقت عيونهما قليلا ثم حاول البحث عن نقطه ما ليركز عليها نظرها لكى يتحاشى النظر اليها .لكنه كان يجد صعوبة فى الامر

.و حين و اخر كان حين يسعى لاختلاس نظرة اليها كان يراها تنظر اليه.اليس هذا الذى يسمونه حبا؟ .فكر فى نفسه و هو ينظر من خلال النافذة للمراعى الخضراء التى كان يراها من النافذه كانت المراعى الخضراء تبدو و كانها تسابق الباص فى السرعة .من بعيد بدت جبال يغطيها الشجر الكثيف .و فى السماء ظهر تجمعات لغيوم بيضاء فى الجانب الاسفل من السماء كان الوقت صيفا .و كان كل شىء فى الخارج يبدو مؤاتيا لبداية قصة حب .هكذا فكر و ابتسم فى نفسه ابتسامه جهد ان لا تظهر على شفتيه .

كان الباص ينهب الطريق نهبا و هو لم يزل على حاله موزعا بين النظر من خلال النافذه و النظر اليها . كان قلقا ان تخرج من الباص فى اية محطة من محطات الطريق .و لكنه عندما راها و قد جلست باسترحاء واضح قدر انها قد تبقى الى المحطة الاخيرة .حاول التفكير بسرعه عن الذى ينبغى ان يقوم به بعد ان يخرجا من الباص . تمنى لو انه ياتى و يقول لها فلنختصر كل الكلام هل يمكن ان نتزوج ؟ .ابتسم للفكرة .و للمرة ثانية حاول ان لا تظهر الابتسامة على شفتيه .نظر للمراة و كانت الاخرى تبتسم .ارتبك قليلا و فكر هل يمكن انها ابتسمت لانها عرفت ما يفكر به .لكنه طرد الفكرة من راسة و عاد ينظر من خلال النافذه .استغرق نظره خلال النافذه اطول مما ينبغى .كان غارقا فى افكاره .كان يسعى ان يصيغ عالما جديدا لحياته . او يبدو انه بدا يفكر بالتمرد على طريقة حياته .توقف الباص و خرج منه بضعة ركاب .و لما عاد لينظر اليها وجد انها قد غادرت الباص .بدا يلعن نفسه لانه لم يلاحظ خروجها من الباص .كان الطريق تبدو قصيرة فى السابق اما الان فقد بدت اطول .نزل من الباص و سار فى شوارع المدينة على غير هدى .
اختفى القمر قليلا .ا صارت الطريق موحشة اكثر .فكر لو انه يصفر لكى يبعث حياة ما فى هذا المكان الهادىء .صفر مرة و اكثر .ثم سمع صفيره صوته يتردد .فرح للفكره .و صار يصفر بين حين و اخر لكى يخفف من وحشة المكان . لكنه سمع فجاة صوت عزف بدا انه فادم من مكان بعيد .ظن انخ ان سار بسرعة اكثر فانه سيقترب اكثر من صوت الموسيقى .سار بسرعه اكثر و لكن صوت الانغام ظل بعيدا .سار بسرعه اكثر و لم يتغير شىء. ظل الصوت بعيدا!



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاملات فى يوم بارد!
- عن تلك الايام البعيدة!
- عن الهند و فلسطين
- كان يوما رائعا !
- فى الثقافة !
- عندما يصبح الشاعر رجل سياسة بعيد النظر !
- بداية مرحلة علمنة الفكر القومى العربى
- الاسباب التى اعاقت ظهور الاسلام السياسى خلال القرن الماضى ؟
- مراجعات فى التاريخ!
- الحرب القذرة التى تخوضها السعودية!
- من الظلم تحميل بلد صغير مثل لبنان فوق طاقته!
- فى ذكرى ولاده البير كامو
- كلاشينكوف و ام كلثوم فى المملكة العربية السعودية
- قبل تجتاح تونس!
- عن جائزة نوبل للسلام!
- هناك شىء عفن فى دولة الدانمارك !
- هل انت من عفار ام من عيسى ؟
- عن ابى يوسف الفران.اخبار جديدة
- فى ذكرى رحيل ادوارد البى
- فلنتدرب على معرفة الحقيقة!


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - صوت موسيقى من بعيد