أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - رحلة فى قطار الحياة!














المزيد.....

رحلة فى قطار الحياة!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 08:50
المحور: سيرة ذاتية
    



لكم احب السفر بالقطار .و لعل حب السفر بالقطار كان لدى من ان كنت صغيرا لكن لم يكن هناك مجال لتحقيقه .حين يسافر الناس فى القطار فانهم عادة ما يكونا مهتمين بالنتيجة.اى بمحطة الوصول .لكن بالنسبة لى تكمن متعة السفر فى الطريق اى فى المسيرة ذاتها .فى النظر عبر النافذة الى القرى او المدن او الغابات او السهول و التعرف و الاكتشاف و التامل .و مشاهدة الناس يدخلون الى القطار ثم يخرج كل فى محطته . و الدخول احيانا فى احاديث هنا و هناك مع مسافرين عابرين .تبادل افكار عابر و مع الزمن ينسى المرء الكثير من تفاصيل الرحلة. و لربما تبقى كلمة او كلمات راسخة فى ذهن المرء .و اخر مرة اثناء السفر التقيت فيها برفقة سفر طيب من رجال و نساءة.كانت احاديث جميلة حقا لم يزل بعضها فى الذاكرة . من بينهم كان هناك امراة من الواضح جدا من خلال استعمال المفردات انها حصلت على تعليم عال. كما كان من اليسر مشاهدة الذكاء يشع من عينيها الزرقاويين .



سالتنى بعض الاسئلة عن جاك دريدا و ميشال فوكو و نظرية التفكيك و بعد ذلك عن الفلسفة الالمانية خاصة الوجودية ,مارتن هايدجر الخ.و قد شعرت كانها تريد اختبار مدى معارفى و هو امر اراه تصرفا طفوليا .على كل حال اوضحت لها مناطق قوتى فى هذا الشان المتعلقة بدراستى لكن الفلسفة ليست اختصاصا لدى بل اضطلاعا او اعرف القدر الذى كان يساعد اختصاصى . بل اضفت انى ما زلت اشعر بنوع من الحسرة انى لم ادرس الفلسفة على الرغم انى عوضت عنها و ان جزئيا بدراسة مادة تاريخ الفكر . و عندما تاملت وجهها و كانت تتحدث بحماس كان لها وجه طفولى لم اكن قد انتبهت له . كانت قد بدات الحديث قبل ذلك مازحة انها لا تستطيع الحديث سوى مع عقول ذكية . عندها رددت على الفور مازحا هل نعتبر هذا اطراء ام مطلبا؟ .

لا اعرف من هو الكاتب او القائل الاول الذى شبه الحياة بالقطار .و هو تشبيه صار متداولا كثيرا . و ان احاول الان عبر نوع من العصف الفكرى ان افكك المفهوم لاجل التعرف عليه نقول مثلاما يلى .القطار يسير على خط محدد حتى و ان مضى يمينا او يسارا لكن القطار محكوم ( بجسد ما و بمسيرة ما ) .و مع القطار او من خلاله يمكن رؤية ان الطريق و كل ما هو حولها من شجر و بيوت و بشر (يسير ) متناغما مع القطار .بهذا المعنى فان السفر لا يتم فقط من خلال الزمان بل من خلال المكان ايضا كما نراه من خلال النافذة.اما داخل القطار فالمسافرون جالسون فى امكنتهم .انه يتحركون و لا يتحركون فى الوقت نفسه .اى انهم هم و لكن ايضا ليسوا نفس الاشخاص اللذين صعدوا الى القطار.و حتى القطار ليس نفس القطار الذى انطلق بالرحلة.اصابه بعض التغير حتى و كان طفيفا .


ذلك يشبه الى حدا ما ما قاله الفيلسوف اليونانى هيراقليطس فى جملته الشهيرة انك لا تنزل الى النهر مرتين .اى النهر الذى كان فى الامس تجددت مياهه و لم يعد ذات النهر حتى و ان كان ذات المكان .
المسافرون يتحدثون او صامتون او يقراوون وهم بطريقة او باخرى يتغيرون خلال الرحلة حتى و ان كان التغير صغيرا لا يلمس .خلال ساعات السفر فى القطار تكون قد رايت مناظر جديدة و ربما التقيت مع اناس جدد و استمعت لافكار جديدة بل ان احد معارفى التقى ب صديقته فى القطار و عاش معها لاحقا لانها وجدا اثناء الرحلة ان انسجامهما ينبغى ان لا يبقى منحصرا على الرحلة .
ثم يترجل المسافرين الواحد تلو الاخر الى محطة مختلفة تماما كما هى الحياة .هم فى مكان واحد لكن محطات النزول كما كانت محطات الصعود مختلفه .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تجربة الابداع
- امسيات رائعة !
- من اجل تكوين خطاب فلسطينى فى الغرب
- فلنتذكر ميخائيل نعيمة
- مكانة الجزيرة فى عالم الادب
- غدا يوم اخر !
- عن طقوس الانتماء!
- عن ابى يوسف الطحان و عالم الاحزان الكبرى و الموت !
- على فندق فى كراكوف كتب وداعا لينين !
- اشكالية اللهجات بين المشرق و المغرب
- لكى تنتهى من ثقافة التعميم الرومانسية !
- اضاءة على بعض الاشكاليات المعاصرة
- عن تلك الايام الرائعة!
- عن العلاقة بين العرب و الهند
- من هنا تولد الاسطورة !
- حديث الاثنين !
- فى الية اشتغال الفعل الثقافى العربى
- محاولة لفهم اليات اشتغال الثقافة فى الصراعات العربية
- فى زمن التوحش و تراجع القيم الانسانية
- احاديث عبر الحدود!


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - رحلة فى قطار الحياة!