أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - عربي . . يبحث عن ملاذ














المزيد.....

عربي . . يبحث عن ملاذ


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


عربي .. . يبحث الملاذ
===================
قصة قصيرة
امين احمد ثابت
23/12/2017 م.

ضاقت الدنيا . . كخرم ابرة - لا مجال للنفوذ من ثقبها - يداك مكبلتان ؛ اقدامك لم تعد قادرة على مزيد من التلطم. . في امتداد المساحات ؛ الذاهبة في خيوط المتاهة - عاصفة تحل ؛ اجواء مكهربة ؛ تقلب مناخ خانق للنفس ؛ والوجوه ذاتها - من البلادة - تراها ساهمة في الغباء - اقصى ملذاتها. . القمع ؛ التعالي واحتقار بعضها . . وصمت . . الجميع . . . .

لا تعرف شيئا ؛ لا ترى منفذا - فسيفساء مرقطة. . تحتوي العوالم - تجول في الفضاءات الساقطة عليك ؛ تحاول اعادة التلوين . . وتشرد. . . . .

هذا انت صغيرا ؛ حين كانت اجمل النساء يعشقن. . مداعبتك ؛ منهن في السر . . تمتد ايديهن لمداعبة سرك الصغير - طالما حذرت الا يقترب شيء اليه - حرام ؛ فالله سيدخلك النار - غطست في حوض الاغتسال - كم كنت تعشق قصص الغواصين ؛ رفعت رأسك . . والمياه تتساقط زعلى عن مفارقة خصلات شعرك الكث الاسود - تذكرت حين كنت تذهب لصالون الحلاقة في موسكو ؛ كيف كن يستغربن ان تقص شعرك - حرام - وحالما تنتهي ؛ يطلبن الاذن بأخذ ماتجمع عنه في الحلاقة - تذكرت اصواتك البريئة في حوض الاغتسال ؛ ووضعك غير الطبيعي ؛ حين سمعت كثيرا عن غرابة فيك طفل صغير . . دائم الانتصاب ؛ وماواجهك فيه الكثير بغرابة تصوراتك. . واخيلتك- شردت في السقف ؛ اذا بشعرك قد صار ابيضا ؛ وجهك تظهر عليه تجاعيد زمن طويل . . قد عبر - صعقت من مشهد مرآتك الموحشة ؛ فضاقت نفسك ؛ واكتشفت دوامة تلف بك دون انتهاء - هربت للآخرة - واقف بتطاول وصوت رخيم مجلجل يسألك :
- هل كنت تداوم على الصلاة . . الصوم ؟
- لا .
- اخرج . . انت لا مكان لك .
جرجرت اقدامي الخائرة. . الى الوجهة الاخرى - كان داخلي يبكي بخوف مريع . . خاصة وقد حضرتني كل القصص القديمة عن الشواء و. . تبديل الجلود - عبرت الى مقدمة البوابة - كان هناك جسد عظيم يرصد القادمين - يسألني :
- قتلت ؟ ِ نهبت ؟
. . ظلمت . . عملت . . قوادا ؟
- لا .
- اخرج . لا مكان لك .

منكس الرأس . . اجر قدماي بثقل - كان الوجود جليديا - اطلقت بصري في الاتجاهات المتباعدة- ثلوج . . ثلوج . . وارض مشققة بأخاديد ـ يظهر على اليسرى البعيدة هضبة مكسية بالجليد- كانت قطعان ماموث وحيوانات وطيور تركض باتجاه سفوحها- شعرت بقرقعات مدوية تحت اقدامي ؛ وتظهر فجوات في امتدادات البسيطة - ركضت بجنون - كانت الهضبة ليست بعيرة. . عني - دلفت في فجوة إليها - بالكاد . . تتسع لحجم جسدي . . بعد عصره الاف المرات - ظلمة . . صقيع . . انسداد - صرخت بأعلى صوتي - كانت الاحياء النافذة الى الداخل . . جميعها يصرخ

- يارب

لا ادري . . سوى اني رفعت رأسي الى اعلى - كنت اعمى . . كدودة الارض بلا عيون - رأيت نفسك شابا ؛ تعاكسك نظرات النساء من كل صوب - كيف كنت تشعر بالزهو ؛ حين كنت تقدم نفسك . . في اثباتات التفوق - وكنت تحدس بنظرات مريبة تلاحقك- دون أن تراها - وتسأل :
- معك فيزا ؟
- لا . اعطوني .
- انتم ارهابيون.
. . . . في مواضع اخرى
- كم معك فلوس . يلزمك على الاقل 30الف دولار .
- ماعندي. . فقط 500
- عفوا . مع السلامة .
. . لا احلى من الوطن ؛ انت حر . . معك فلوس او لا - حتى وان تسيد الرخاص على حياة الشرفاء
- انت من اين . . قبيلتك- طيب القرية ؟
- لماذا . . مايهمني.
انت جنوبيا - غير معترف فيك . . غير مرحب - انت تعزيا- غير معترف فيك . . غير مرحب ؛ فانت لاتتبع شيخ - انت يمني - غير معترف فيك . . في صنعاء ؛ لا قبيلة ؛ ولاظهر لك - طيب حمير. . كندة - عفوا . . لا نعرفك. . لانحبب وجودك بيننا - انت لست حضرمي ؛ لست مأربي. . حق اليوم . . لست بكيلي او بيضاني. . ابيني. . ضالعي. . شبواني- اني اختنق - شواطيء جميلة تعوضني البشر . . الخاسئين. - مامعك. . انت مش سقطري- لست من ابناء المهرة - هذا بحرنا. . . .

اجدني . . في خرم ابرة . . انظر - تختنق ذاتي ؛ يعصرني الالم - لا ارى ابعد من انفي ؛ فكل ماكان ابعد منه . . هلامي. . مكسو باللون الرمادي . . لا ينتهى في مداه .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعشق . . ولايخيفني تكفيركم
- ما . . يهيأ لكم قصيدة نثر
- تآكل الجدار قصيدة نثر 2017م.
- مزمار الخضر قصة قصيرة
- إنك . . صباح مفرح
- أجمل لوحة . . في العالم
- رقص مترآئي . . في بلد منتحب
- بلد . . بناتج الحريق
- كان . . لنا وطن
- لي . . عشقي
- تراتيل . . افك الحصار
- خطأ الحكم على المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي
- نعز . . وجع المرآآة ومضة
- حرقة قاتلة. . . عسى من يلتقط
- متحرك العقدة الفنية لمسرحية الحرب. اليمنية , على الصعيد ال ...
- سيدي الموت. - مرة اخرى. ... نثر شعري
- فك مشتبكات معاصرة . . في جدل التحرر الفكري ( عند الشباب العر ...
- صرخة . . مستغيث
- عزائي . . أمريكا
- أغني . . للفراغ. ( نثر شعري . . للحظة )


المزيد.....




- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - عربي . . يبحث عن ملاذ