أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 5255 - 2016 / 8 / 15 - 10:19
المحور:
المجتمع المدني
!!!!!!!!!!!!!!!!÷÷÷÷!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قد لا يتصور احد حجم العذاب عند مقاتل محاصر , حتى من اداة صوته , خاصة بعد 1990م. , فثقافة الافراد - المدنيين مجازا - لم تعد البطولة , او الوطنية , او العصامية , او الفكر , او العلم , او الجلد , او التقدمية , او السن , او الخبرات . . او , . . او . . الخ , لم تعد تلقى تقديرا او احتراما , لم تعد ذات اثر في مفهوم صراع القيم الاخلاقية المجتمعية , بقدر مااصبحت تمثل ضروبا من السذاجة , والعبط , ومثيرة للسخرية ممن لم يغادروا مواقفهم تلك , بل ويصل التجاوز الى التبجح في اهانتهم . . ومايطرحونه او يؤمنوا به - مجددا قد لا يتصور احد حجم ما نعانيه من تعذب والم - وفق ما سبق توضيحه - وهو ما يفرض ان نصوره بطريقة اخرى متقبله . . ليحس بنا - اي تصوروا مدى العذاب المدمي , الذي يعانيه شاب يحب بجنون فتاة - او العكس - وهي او هو لا علاقة لها او له بالامر , ولا يعنيه إن ضاقت الدنيا بوجهها او بوجهه كخرم ابرة , حتى إن اصبح الموت اريح من استمرار هذه الحياة بهذا الالم , حتى لا يعنيها او يعنيه ولو بسمة او نظرة تفتح القبول للعيش , واعادة الامل في الحياة . . . .
ربما هذا الاخير يشفع ان يهتم الاخرون بما نبوح به , ولا يهمنا ان يحسوا او يدركوا حجم ما نعانيه - فما نريد ان تلتقف . . الحقيقة , وماسيأتي , لكي لايظل الواقع والحياة مصاغان بشعارات الامل - المدنية , العدل , سيادة القانون , عدالة توزيع السلطة والثروة , الحقوق , المواطنة المتساوية , السلام ومنع عودة الاحتراب , التعددية والقبول بالاخر , الشراكة وعدم التمييز بين الافراد او الجماعات , ودولة بناء التنمية . . الخ - بينما يكون الواقع والحياة متحركان بقسريات اخرى , تعيد انتاج استمرارية كل ماعاناه الشعب , وللاسف سيكون بحال اسوأ - لذا فأزمنة الشعوب تتحدد بلحظات من التاريخ , اذا ماعبرت , يصبح غير ممكن تعديل مسارات العذاب والضياع والامتهان للانسان إلا بلحظة اخرى تؤهل عند اقتناصها صناعة مايمثل بطفرة التحول - كتبنا كثيرا , وزعقنا كثيرا , وشاركنا كثيرا , وكان على الدوام يتم تعاضد كل الاطراف لتهميشنا , ولعدم تنبه الاخرين لما نقاتل بجوارحنا لتصل دعواتنا اليهم , نجدنا خارج معادلة الفعل , وتراص كل الاطراف بتوافقيه انتهازية بين ماسكي قوة القرار . . كل عن الطرف الذي يمثله , وطبعا تكون هذه الحقيقة مغطاة بشعارات وصياغات تمس امال الناس , فتحشدهم حولهم , ليفاجاؤا لاحقا . . بأنهم خدعوا مجددا .. ....
إن لم يفيقوا من يزعموا بأنهم خرجوا في 2011م. للاهداف والمباديء التي حملوها , والتي يؤمنوا انها مرسخة في مخرجات الحوار الوطني ( ! ) , ومايصرخوا به بالامم المتحدة لتحمي مااقرته بشأن اليمن ( ! ) - يلزمهم ان يدركوا انهم لم يخرجوا عن حقيقةتهم كلاعبين سلبيين تابعين - وليس كما صور لهم انهم قادوا التغيير. . . وسرق منهم - فهم ذهبوا بتوهيمات رفض الرموز . . حزبية , علمية , فكرية , نقابية او نضالية . . الخ , وان الوقت الراهن يعتمد لاوجود لقيادات , ولكن انفعالية شبابية ( غير مطلوب تكون موحدة - اي كل حسب مايريد , ومايعتقده ) , وهؤلاء هم من سيقودوا التغيير بدلا من الرموز , وان الثورة شعبية , على الشعب ان ينقاد وراءهم - المشكلة هنا ان الاستبداليين ذهبوا للعداء مع من هم ليسوا اعداء لهم , بل العكس , فهم حاملون لمشروع الامل , والمؤهلون لمواجهة المتخفين وراء الشعارات الجميلة , ذوي الخبرات الطويلة للاحتواء , واذا بهم قد اعانوا الملتويين الانتهازيين السياسيين على استبعاد اندادهم في مشروع التحول . . عبرهم , وهو ماامكن من احتواء مشروع التحول بأيديهم وافراغه من مضمونه - وعادوا شبابا وشعب ونخب وجدوا انفسهم خارج ماكانوا يأملون به توهما , عادوا للشكاء والبكاء على ضياع الامل , . . لكونهم لم يأخذوا القيادة او الزعامة - اي المناصب - ليحققوا امل الشعب !!! , وان لاغيرهم قادر على ذلك , وطبعا دون رؤى , دون علم , دون مباديء او تقاليد . . الخ - وعادوا مثلهم مثل الشعب لايقررون مصير الامة او يشاركون فيه , واعانوا في افراغ خانة المقاومة لصالح قوى وعناصر التخلف والاستبداد والانتهازية ولكن بثمن بيع الوطن كواقع تفتتي. .
انه قد تمت اضاعة اكثر من فرصة ثمينه لصالح البلد , والمجتمع والانسان - بسبب تلك الاوهام. - سنخوض حولها في منشورات اخرى , لكننا الان قريبا سنأتي على لحظة من تلك اللحظات التاريخية , ولكنها ليست بقوة ماتمت اضاعتها , ولكنها تعد من سلاسل , اذا لم يتم اقتناصها , فإنها تفرض لاحقا تلاشيا واقعيا لعمل وطني , ويصبح الامر عندها انتظار موقف او سلوك او اداء وطني او وظيفي او قيمي من الامور شديدة الندرة , وتعتمد على الصدفة المستحيلة بوجود امرء في موقع السلطة او النفوذ , يؤمل به لعمل العدل او المساعدة - وهو مالايمكن ان تسمح به اطراف النفوذ على وجود مثل هذا النوع , خاصة وان المجتمع ونخبه سيعودون مجددا سلبيين , يدورون في فلك السلطة والنافذين , واللهث التسابقي مجددا لاعلان الولاء للاشخاص بمقابل فتاة من العطيات التي ترمى لهم .
إن اللحظة التي نتحدث عنها استباقا , تملي الخروج من التخندق الانحشاري بفعل توهمات بين اطراف الاقتتال , ومن جانب اخر لاحقا في خندق الولاء - لمن تعرفه افضل ممن لاتعرفه , اي الشيخ , الافندم , المسؤول , صاحب البلاد , قائد الحزب او القادة مالكي قوة القرار - وهم من لم يلتفتوا لهم , واستغلونهم , وضحوا بهم , وانهوا مؤسستهم وعملها , التي التفوا حولها وامنوا بها , وذلك خلال فترات طويلة من تزعمهم وتملكهم قوة القرار .
انها اللحظة ان نحرر اذهاننا من توهيمات الصناعة العاطفية والانفعالية , التي ثبتت في تصوراتنا خلال دورة الاقتتال المبتذل الاخير , فجميع الاطراف المتحاربة , تدعي بانها معبرة عن البلد والامال , وانها الحاملة الامين لتحويل الحلم الى حقيقة , وطبعا كل طرف يتهم الاخر باقذع الاتهامات , وتحميلهم كل هذا الدمار , ومحطم لامال الناس - بينما ماتخبر عنه الحقائق واقعيا , ومايخبر عنه التاريخ , وماتخبر عنه الخبرات التي نعرف من خلالها هذه الاطراف , بانها جميعا تتنازع حول السلطة , وتعتمد نهج التحدي والغلبة لفرض سياسة املاء الواقع , ولاعلاقة لها بمشروع التحول .
ان التحرر من موهمات موقف التخندق , يمنحنا بان لعبة الخارج , المتحكمين بالشأن اليمني , لايفرض بالسيادة المطلقة لهذه النوعية على مستقبل اليمن , وانها باطرافها المختلفة سيكون لها نصيبا بدولة القادم , ولكن بلزومية قبول شراكة غيرهم - انكم ان لم تصحون وتدركون الحقيقة , وتلتفون حول حماة املكم وحامليه , ممن تعرفون تاريخهم وادوارهم وقدراتهم النوعية ومصداقيتهم - بدلا من عودة الالتفاف حول زعامات جربت بأدوارها المدمرة او التراجعية او المجمدة المعرضة عن اصحاب الحقوق , والنازعة لبناء سياجات تابعة بالولاء الشخصي الضيق بدلا عن المباديء والنظام - انكم ان لم تصحوا , فسيتم صناعة انتهازيين بمسميات سياسية ومجتمعية . . تبيع كل شيء برخص التراب .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟