أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - قرين الحياة والموت














المزيد.....

قرين الحياة والموت


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


قرين الحياة والموت
دينا سليم حنحن
....
استرعى انتباهي، ومن خلال متابعتي لمسلسلات أردوغان، زيارة الأعزاء والبكاء على المنابر، مشهد مكرر وممل يعكس صورة الوفاء للأحياء الميتين.
ومن خلال تجربتي في الحياة، أشد ما أكرهه هو زيارة القبور، لم أزر قبر أعز انسانين في حياتي، جدتي ووالدي، وأكتفيت بالكتابة عنهما مستذكرة اللحظات الجميلة، التي كانت.
ويبدأ المشهد :
طرقت بابا مفتوحا ولم تسمعني صاحبته، بيتها يحاذي المقبرة التي أمر من قربها بمركبتي كل يوم، فقررت الذهاب إلى هناك، واكتشاف أصحاب البيت الوحيد الذي زرع داخل المقبرة.
نوافذ بلا ستائر ومكشوفة على المارين، لكن الرؤية مستحيلة، ظلام دامس في الداخل رغم أن ضوء الشمس يشع في كل مكان، بحثت عن أشياء بلا أشياء في الداخل، وضعت نظارتي لكي تتضح الرؤية، لا شيء يفيد، ناديت بنعومة:
- هالو ... هل يوجد أحد هنا؟
لا مجيب .
عدت أدراجي أسائلُ نفسي، إن كنت داخل حلم أم واقع مبهم.
خرجت بنتيجة محتمة وهي أن أزور قبر ولدي، بما أن قبره موجودا هنا في استراليا، فربما قرينه يدعيني إليه، قرين الموت يبقى حيّا حتى لو غاب الجسد، !

لبيت طلب قرين الحياة والموت وفعلت كما يفعل الأبطال في المسلسلات التركية.،

بعد أيام عدت إلى البيت المزروع داخل أسوار المقبرة، لم أستطع اعتلاء السلالم، جربت أن أفعل ففشلت.
لكن ما أدهشني هو شعر طويل يتطاير في الهواء يعود لجسم ما لا أراه نهائيا، ناديت:
- هالو ... هل يوجد أحد في البيت؟
لا مجيب.
عدت أدراجي، وعندما وصلت محطة الحافلة، جلست داخل المقعد انتظر وإذ بإحداهن، ترتدي زي الممرضات تحدث أحدا همسا في الموبايل، تخبره أنها لم تستطع العثور على المرأة التي تظهر على شكل شبح في قسم الولادات، تلك التي تعين الأمهات على الوضع وتشرف عليهن من بعيد، وحتى أنها طلبت النجدة لإحدى الواضعات عندما بدأت تنزف بعد عملية الولادة، وتقف حارسا لهن تمنع الشر من الاقتراب منهن.
- على الأغلب أنها تقيم هنا، أنا لا أهذي، لقد رأيتها تتجول في أروقة المشفى، ورأيت طيفها عندما استقلت المصعد، أتابعها منذ الصباح، صدقيني أيتها المديرة وأنا لا أعاني من ضغوطات نفسية نهائيا، لذلك لا يمكنك توقيفي عن العمل.
هذا ما قالته القابلة لمديرتها عبر الموبايل.

بكت القابلة بكاء مرا ، اقتربت منها وسألتها أن تفضي لي ربما أستطيع مساعدتها.
علمت منها أن شبح امرأة يتجول حتى يحمي النساء من موت مقرر في قسم الولادات، وكذلك يتجول شبحها بين القبور حتى تقوم بمواساة الميتين الذين لا يزورهم أحد.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رماد الحياة
- مشاهدات هذا اليوم
- مجرد رأي
- (بيتتا) الانتحاب الراقي لسيدة الكون
- الجوكاندا
- أنا ونوح وهواك
- لا أحد يطرق الباب
- عود قصب
- الشيطان بيننا
- للصمت جدار من الذكريات
- نص عن قصة حقيقية
- ادمان وجريمة
- فوضى
- كسرتي خبز وقطعتي سبانخ
- لا أحد يقرع الباب
- وصمة على عنق
- ورق سوليفان
- ذكريات - أول قصيدة
- مقعد أنيق
- الخطيئة


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - قرين الحياة والموت