أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - وصمة على عنق














المزيد.....

وصمة على عنق


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5311 - 2016 / 10 / 11 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


سلسلة يوميات أنثى عذراء
وصمة على عنق
دينا سليم - أستراليا


لم يعلم (جراهام) أن الوصمة التي تركتها (سامانثا) على عنقه ستكلفه الثمن غاليا، وذلك عندما طافت فضائحه وظهرت على السطح، فضحته العلامة عندما سلّط الصحافيون عدسات الكاميرات إلى عنقه الموشوم بفم امرأة فأنزلته إلى سابع أرض، سبب قوي ليخسر كل ما ادرخره في الحياة طوال سنواته الخمسين.
الطبيب صاحب الاسم المرموق لن يلتقط أعقاب السجائر من الأرض، والتي سقطت من أفواه المشردين والسكارى، ولن يسير بدون حذاء، لكنه سوف يعود إلى بداية الطريق بسبب خطأ واحد اقترفه أدى إلى هدم حياته المهنية والشخصية نهائيا، خسر عمله ورحل عن بيته تاركا زوجته وابنته ينعمان بحياة الرفاهية فيه، وذلك عندما أصرّت زوجه على الطلاق وأمام القاضي في المحكمة بعد أن علمت بخيانة زوجها لها مع إحدى مريضاته.
لقد خرق (جراهام) قانون تشريفه كطبيب وخان رسالته وذلك عندما سقط في شِباك امرأة مثلت عليه دور العاشقة لتحقق مآربها عندما جرجرته إلى السرير داخل العيادة، بصمت شفتيها على عنقه ثم سلمته بيديها إلى العدالة واتهمته بعدم التوازن وبالخلل العقلي، نعمة العقل الأكثر قوة في الإنسان تحوّلت إلى نائبة، وما فعله الطبيب ما هو إلا دليل قاطع على اقتراف جريمة أخلاقية حتى أصبح من الصعب الوثوق به لمزاولة عمله.
أدرك (جراهام) جيدا أن الحد من حريته والقيود التي كبلته ومنعته من مزاولة عمله، زادت من شعوره بالعجز والاحباط، وأدت به إلى قلة الحيلة خاصة عندما فشل بإيجاد مكان عمل جديد يليق به، ولأنه كائن حيّ يخشى على نفسه من الفشل، تبنّى فكرة آمن بها ألهمته القوة وعززت ثقته بنفسه وحققت رغباته بالبقاء والاستمتاع، ألا وهي ممارسة الجنس وإعادة منظومة صحية تقي سلامته الجسدية والنفسية، تعيد الانسجام إلى روحه من جديد وتربط بين ذاته المنعزلة والعالم الخارجي، لكن، فما من امرأة في القارة يمكنها أن تقبل به زوجا أو شريكا بعد أن نشرت وسائل الإعلام صور الفضيحة، اللهم إن كانت امرأة غير أسترالية أو مهاجرة جديدة لا تعرف عنه شيئا.
بنى خططا للبحث، وأسهل الوسائل التي ارتادها هي مواقع التعارف عبر الانترنيت، أمضى ساعات طويلة في البحث عن امرأة جميلة غير أسترالية، لكنهن جميعهن يتقن الإنجليزية فما العمل؟ وعندما خاب أمله عاد إلى عزلته يفرك كفيه ندما ويسهر الليل بطوله يفكر بالخطأ الذي اقترفه، ويخيل له أن البصمة التي تركتها (سامانثا) اللئيمة ما تزال مطبوعة على عنقه، ينهض من مكانه مذعورا تلفه الفوبيا، يذهب سريعا إلى المرآة، يفركها جيدا ويلمس عنقه لكي يتحقق من حقيقة الأمر فتظهر المذكورة بوجهها الساخر أمامه، تخرج لسانها ساخرة منه وتتوعده بأن تطبع بصمة جديدة على عنقه حتى يبقى لها وحدها وألا تتورع أي امرأة الاقتراب منه... هل وصل به الحال إلى الجنون؟
إنه الحلم... من خلال الحلم يتحقق الهدف الذي يصبو إليه، يصله خطاب ما في اللاشعور عندما حلم بامرأة شرقية جميلة دافئة، رأى وجهها المشع طيبة فعشق عيناها العسليتان وبهر برموشها الطويلة وانتظرها حتى تظهر، انتظرها وقد دلته حاسته السادسة على وجودها، فتح لها الباب عندما نقرته بأناملها الرقيقة، خشع أمامها وكأنه يخشع لملاك، سألته إن كانت سيدة البيت موجودة، فقد اتفقت معها على موعد، فعلم حالا أنها أخطأت بالشقة، خاطبها بصوته المرتجف وسألها من تكون، أجابته بلغتها الركيكة أنها مهاجرة جديدة وصلت من الشرق ولا تتقن اللغة الإنجليزية جيدا، عرّفها بنفسه: (أنا د. جراهام وحضرتك؟) أجابته: (أنا اسمي أمال).
اندفع بكل قوته نحوها، أمسك بيدها وطلب منها أن توافق على صداقته حتى أصبحا صديقان يتواصلان بالكلام القليل وبالإشارة أحيانا وبالرسم، رسم لها قلبا فوضعت داخله وردة، نقش على كفّها شفتين فرسمت شاربين، وبدأ الحب يطرق باب قلب أمال الفتي، حلمت ومنذ ولادتها قبل خمسين سنة أن تجد من يرف قلبه لها، وكم من مرة حلمت أن تكون لرجل تتباهى به أمام صديقاتها والجيران والمعارف، فما بالحري برجل أسترالي أبيض البشرة ويتحدث الإنجليزية بطلاقة؟ عقدة الأجنبي، إنها برفقة رجل أمنية كل امرأة. لم يبت السؤال في حلقها، سألته: (لماذا تختارني أنا عنوة عن جميع النساء الأستراليات، ثم أنت طبيب وأنا كنت مجرد موظفة في مكتب عقارات، ومنذ وصولي القارة وأنا أبحث عن عمل)؟ يجيبها (وما المانع فلا فرق عندي)؟
استمرت اللقاءات وانسجمت الروحان وحان موعد اللقاء الحميمي الذي انتظره (غراهام) وانتظرته أمال أيضا، طلب منها أن ترافقه إلى سريره فتمنعت أولا، سألها لماذا، أجابته أنه يجب أن يتواصل مع أخوتها لكي يتفاهم معهم على عقد القران الشرعي، لكنه شرح لها أنه لا يفكر بالزواج الآن، وأنها بجيل يمكنها أن تفعل ما تريده وبحرية تامة دون تدخل أخوتها بالموضوع، لكنها أصرّت وتمنعت، وعندما أقنعها بالأمر وافقت ورافقته إلى السرير بخجل لم يعهد له (غراهام) مثيلا.
وعندما علم أنها ما تزال عذراء انتفض مثل المجنون، تسمر مكانه وبدأ يتفحص نظراتها المندهشة، هو لا يفهم كنه تلك النظرات التي اعتبرتها أمال طبيعية بينما اعتبرها هو دربا من الجنون، أنثى في الخمسين من عمرها تصر الاحتفاظ بعذريتها! استقام وارتدى ملابسه وطلب منها أن ترتدي ثيابها هي أيضا، وقال:
- لن أفض عذريتك فهذه مسؤولية كبيرة جدا، يا له من قدر، رجل من الغرب يهدر عمره بسبب وصمة عار، وعذراء من الشرق تحمل وصمة عار عذريتها في الغرب!








#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورق سوليفان
- ذكريات - أول قصيدة
- مقعد أنيق
- الخطيئة
- قاطرة الزقاق
- لا يمكن أن تكونَ خائنا
- ضمائر
- رقم البيت ...صفر
- إمرأة... والتنانير فضفاضة
- سباعية المستحيل
- عروس بدون زواج
- يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش
- نقوش على الرمال
- نظرات الانتظار
- شبشب أمي
- اشترينا تلفزيون جديد
- تحت العشرين
- ريشة الفرح
- من مكيدة الشيخوخة إلى جحر الرومانسية
- عالم الغرباء


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - وصمة على عنق