أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - مقعد أنيق














المزيد.....

مقعد أنيق


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


يوميات أنثى عذراء
مقعد أنيق
دينا سليم
ولأنها اعتادت الجلوس على طرف المقعد، وعلى طرف السرير لكي يتسع لها ولأخواتها، وعلى طرف المائدة وعلى طرف العالم، تدثرت بإحساس غريب وهو أنها زيادة على الحياة، فعندما سقطت من رحم والدتها راح أخوها التوأم، ومن بعده لم تنجب والدتها سوى البنات، تزوجت البنات وبقيت هي وحيدة بعد وفاة والدتها.
سقطت من كرسي الحافلة التي قادها سائق متهور والتي أقلتها إلى بيت (سميث) في منطقة ما في أستراليا، وطنها الثاني الذي وصلت إليه قبل سبع سنوات مضت، سقطت كذلك من أذنها أغنية (الشوق خلاني أبعث لك مرسال الروح والعين، لا تجيني يا تسيبني أروح لك...) استذكرت خطيبها، لا هو أتى إليها ولا هي استطاعت أن تحتفظ به زوجا بعد أن استفضلها بامرأة أخرى.
أعادت ترتيب هندامها ومكنت قعدتها وراحت تفكر بخطيبها الذي انفصلت عنه بعد رحيلها، وقد أصبح أبا لطفلين بينما بقيت هي تنتظر زوجا تنجب منه طفلا وقد أنهت الأربعين من عمرها قبل سنتين.
أسقطها (سميث) في مقعد أنيق في الحديقة بعد أن استقبلها استقبال الأميرات، وقال لها:
- سنتابع غروب الشمس من حديقتي وسنطعم الطيور معا، أتمنى أن تشعري بالراحة هنا، أنتِ صديقتي فمعنى ذلك أنك أصبحت ضمن خصوصياتي، ولو لم أهتم بك فلن أدعوك إلى حياتي!
- هل سيرانا الجيران معا؟ سألته متخوفة وهي تلتفت يمنة ويسرة
- ما أهمية ذلك؟ وليس من شأنهم، هل تشربين القهوة أم الشاي؟
دخل إلى المطبخ ليحضر كوبين من القهوة المحلاة بالحليب، وأحضر أيضا طبقا فيه عدة قطع من حلوى عادية أضاف إليها الزبدة وزينها بقطعتين من الشوكولا، ساد صمت مريب بينهما، هي تنتقل بأفكارها لتقارن بين تصرفاته وتصرفات من كان خطيبها سابقا، بينما هو منهمك بفك شيفرتها، يتأملها ويحاول دخول مكنوناتها بهدوء، ثم طلب منها الدخول إلى غرفة الإستراحة، دخلت معه متخوفة تحسب خطواتها، أجلسها في مقعده الخاص أمام التلفاز المغلق، وقال:
- هل أنت مهتمة بالموسيقى؟
- طبعا أكيد وأعشق الموسيقى الكلاسيكية جدا! أجابته بفرح
أخذها من يدها وقادها نحو مكتبة الإسطوانات وبدأ يبحث عن إسطوانة يحبها بينما تناثرت جزئيات الغبار في المكان، وعندما وجد (إلتون جون) غنى لها قائلا مما احتوته الإسطوانة (ماذا يمكنني أن أفعله لكي أدعك تحبيني؟) ثم أحاطها من خاصرتيها وبدأ يراقصها، اهتزت دواخلها وأرادت أن تتمنع وأن تنفض جسدها من بين أحضانه، لكنها تراجعت وردعت نفسها قائلة (لأحيا السعادة الغائبة عني، لا أحد يراني) طاف بها أنحاء الغرفة وهو يمسد شعرها ويحاول تقبيل وجنتيها، لكنه أنتظرها لكي تفعل، لكنها لم تفعل، ثم طلب منها أن تنتظره برهة، عاد بعد برهة بكأسين من النبيذ وخيرها من أن تشاركه، لكنه ارتشف وحده من الكأس بينما استمر بمراقصتها.
وعندما حان موعد العشاء، أعدّ هو الطعام، لكنها رفضت تناوله، ربما احتاطت بسبب موضوع اللحم الحلال، وربما شعرت بالإكتفاء الذاتي فلم تعد تشعر بالجوع، بل وجلست إلى حافة الكرسي حول المائدة تراقبه كيف يطبخ وكيف يغسل الأطباق وينظف كل شيء بنفسه، فراحت في مهب الذكريات تقارن بينه وبين خطيبها الذي تعرى أمامها وكيف تلاحما معا سارقا منها عذريتها قائلا: (امنحيني وإلا تركتك وذهبت إلى أخرى، هيا إفعلي قبل أن تعود والدتك من السوق)، وتكررت المرات!
استمرت علاقتها بـ (سميث) شهرين دون أن يأخذها إلى السرير، لقد انتظرها أن تبدي هي الرغبة بذلك، وعندما أطعمته جسدها أحست بالفرق الشاسع بين رجل عاشق يؤمن بأن ما يحق له يحق للمرأة أولا، وبين خطيبها الذي استخدم جسدها وعاء يفرغ فيه نزواته فقط، غابت عن وعيها وهي تمارس النشوة المكتنزة داخلها لتلبي رغبات الحرمان، جسدها تحت جسد الرجل الثاني في حياتها والذي استطاع أن يلبي رغباتها الجنسية وأن يعوضها عما فاتها سنينا، ومن خلال الموسيقى التي غمرت المكان همس بأذنها (هل يعجبك ما أقوم به، أخبريني عن مكنوناتك وساعديني التعرف على خارطة جسدك لكي أسعدك أكثر، أريدك بكيانك وإحساسك، أنا أعشقك وسوف نمضي الليل بطوله معا)!
صباحا، خرجت من بيته تستعيد ما تفوه به (عودي متى تريدين ولا تسقطي الهراوة على رأسي فقد أسقطتك الدنيا لي لتكوني حبيبتي)!



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطيئة
- قاطرة الزقاق
- لا يمكن أن تكونَ خائنا
- ضمائر
- رقم البيت ...صفر
- إمرأة... والتنانير فضفاضة
- سباعية المستحيل
- عروس بدون زواج
- يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش
- نقوش على الرمال
- نظرات الانتظار
- شبشب أمي
- اشترينا تلفزيون جديد
- تحت العشرين
- ريشة الفرح
- من مكيدة الشيخوخة إلى جحر الرومانسية
- عالم الغرباء
- عن رواية -الحلم المزدوج- لدينا سليم: سيرة عن هجر الوطن وأوجا ...
- دبابيس
- هلوسات يوم حار


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - مقعد أنيق