أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - للصمت جدار من الذكريات














المزيد.....

للصمت جدار من الذكريات


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 12:40
المحور: الادب والفن
    


للصمت جدار من الذكريات
: سهير سلمان - مُنيّر

"جدار الصمت........." هذا عنوان رواية للكاتبة الاعلامية ابنة الرملة واللد المغتربة في استراليا دينا سليم حنحن. والجدار عند دينا مبني من لبنات الصمت ويقطر أسى ولوعة ..كيف لا وهي تروي بدم قلبها بشفافية وجرأة إدوارد سعيد في رواياته فصولا من سيرتها الشخصية الحقيقية.
"يا له من قدر تفوح منه رائحة العذاب..." تقول
أخذتنا دينا بروايتها إلى حدود قلبها وفلذة كبدها ابنها.... الذي ألم به داء عانى منه وإياها بصمت بل نزفت بلا دم.
في سردها الروائي الحقيقي تحولك الكاتبة في روايتها إلى صديق وشريك يصغي بالضرورة لأوجاعها، فما أن تنتهي من سماعها حتى تشعر كأنك امتلكت صديقة جديدة كنت تصغي لها على فنجان قهوة. تروي دينا معاناتها وتتوقف عند مكوثها في المستشفيات وفي غرف الانتظار.. انتظار خبر سار من الأطباء لم يأت بالنهاية. " مهما تحلّب الورد وإن نشفت عصارته، ألا تأنّى جسدك بالتهام نفسه، بلى تبقى عيناك منارة رغم قمّة العذاب، تبقى عيناك منارة، شرسة هي الحياة، قاسية هي النهارات التي آويت إليها، ولم تجد فيها سوى القسوة، مهارة المرض تتجمع داخلك ونبذت كل خلية رحيمة فيه حتى بدأ جسدك يتآكل ببطء مثل مروحة تهرش أجساد الفراشات فتطاير نثارها"
في "جدار الصمت" تفوقت دينا على ذاتها وعلى وجعها بالتفريغ والكتابة وإشراك الآخرين بمأساتها بلغة إنسانية بعدما أسمت نجلها فقيدها " باسم " وما لبثت أن اكتشفت أن الدنيا لم تبتسم في وجهها. لم تستسلم دينا للقدر فواصلت المشوار بقوة وإيمان دون أن تجف يوما دمعة حزنها ولوعتها على باسم. اخدتنا الى كل محطات حياتها المليئة بالعذاب والمعاناة سواء من زوجها ومن مرض ابنها.
الرواية عبارة عن وثيقة اعتراف إن صح التعبير "اعتراف لكل أم " وفيها كادت تقول لنا وتشجعنا على الكتابة ولسان حالها يقول " وتؤخذ الدنيا غلابى " كي نتصالح مع أنفسنا ونواجه محنتنا بالكتابة عن أحزاننا لكن بدون يأس.وهي حاضرة بشخصها واسمها وصوتها، " كُلما شعرت بانكسار أليم أقلّب أُلبوم صور الماضي القديم، يا لهذا التحدّي الحكيم، لقد التقمتُ بنور الحياة من جديد، لقد أصبحت هنا ويجب أن أبقى حيث أنا وسوف أستثمر وجودي هنا لكي يكون مصدرا للتحــــــدي وأنشودة للفـــــــرح وأوزار قـــــــوّة".
استحضرت شخصين شخصية الشيطان الذي استحضرته أكثر من مرة وشخصية الملائكة كذلك في فقرات عدة خاصة تلك الفقرات التي تحدثت فيها بسلاسة عن اللحظات قبيل النهاية، حيث تطل علينا بكلمات مشبعة بالوجع والألم لتقول لنا، لقد قمت بتدوين هذه الرسالة بعد وفاة ابني باسم، كتبتها لأتطهر من الذكريات السيئة.
" تشتتنا، أظلمت الدنيا في عيوننا وانسحب الاستقرار من تحت أقدامنا، هربنا من عوالم سقطت منها الضمائر، تحايلنا على الحياة، كان الصراع كبيرا والظلم أكبر، رغم توسلاتنا لم ترضخ تلك العوالم لصوت الضمير أبدا وتجاهلت نداءاتنا وبقيت محانأة بلون خطيئتها، ألوان الخطيئة كثيرة، ليست الخيانة والكذب والتحايل والمراوغة والسرقة فقط، وأكثر، الحياة واحدة والعمر غال، ونحن بشر كأي بشر نستحق الحياة."
يعطيكي العافية أخت دينا سليم على هذه الرسالة المقدسة وفعلا رواية جديرة بالقراءة.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص عن قصة حقيقية
- ادمان وجريمة
- فوضى
- كسرتي خبز وقطعتي سبانخ
- لا أحد يقرع الباب
- وصمة على عنق
- ورق سوليفان
- ذكريات - أول قصيدة
- مقعد أنيق
- الخطيئة
- قاطرة الزقاق
- لا يمكن أن تكونَ خائنا
- ضمائر
- رقم البيت ...صفر
- إمرأة... والتنانير فضفاضة
- سباعية المستحيل
- عروس بدون زواج
- يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش
- نقوش على الرمال
- نظرات الانتظار


المزيد.....




- وفاة أيقونة السينما الهندية دارميندرا عن 89 عاماً
- تحولات السينما العراقية في الجمعية العراقية لدعم الثقافة
- وفاة جيمي كليف أسطورة موسيقى -الريغي- عن عمر ناهز 81 عامًا
- فيلم -الملحد- يعرض في دور السينما المصرية بقرار قضائي مصري و ...
- -شرير هوليود-.. وفاة الممثل الألماني الشهير أودو كير
- محكمة الجنايات تفرج عن الممثلة الكويتية إلهام الفضالة دون ضم ...
- وفاة نجم موسيقى الريغي الجامايكي جيمي كليف عن 81 عاما
- نظرة داخل المتحف المصري الكبير
- -عالم سعيد العدوي-: كتاب موسوعي عن أبرز فناني الحداثة في مصر ...
- وفاة نجم موسيقى الريغي الجامايكي جيمي كليف عن عمر 81 سنة


المزيد.....

- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - للصمت جدار من الذكريات