أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسب أديب حسين - رواية الرقص الوثني والبحث عن الهوية














المزيد.....

رواية الرقص الوثني والبحث عن الهوية


نسب أديب حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


نسب أديب حسين:
رواية الرقص الوثني والبحث عن الهوية
أفرح كثيرا حين أجدني أتشبث برواية خضت مغامرة قراءتها، وأركض بين الصفحات لأعلم ما الذي تحمله، لكن الفرح يكون أكبر ويرافقه الكثير من الفخر حين تكون الرواية لصديق عزيز.
الرقص الوثني
يمسك إياد شماسنة بكفّ قارئه منذ اللّحظة الأولى؛ ليسحبه إلى حلبة رقص، تمتد على طول 317 ص، فيجد القارئ نفسه منهمكا ومنسجما مع أنغام الرواية، لا يعرف الملل، ولا يحب أن يبارحها، كلّما وجد نفسه يتلقى المفاجآت الواحدة تلو الأخرى، حتّى الصفحة الأخيرة من الرواية.
على طول ستة وعشرين فصلا، يجيد الكاتب والشاعر إياد شماسنة التحكم بخيوط روايته، بالتدرّج في الكشف عن الأحداث، وتقديم المفاجآت لقارئه، وجاء التنوع في طرح قضايا معاصرة، والشخصيات والمدن، ومنح نكهة الأسلوب البوليسي في الفصول الأخيرة للرواية، وربطها بشخصيات ورواية "عائد إلى حيفا" لغسان كنفاني، لتلعب دورا مهما في إثارة التشويق في الراوية.
كثرت المدن التي تدور فيها أحداث الرواية، لكن يمكن ملاحظة أربعة مدن رئيسية، ترتبط كل منها بإحدى القضايا التي تطرحها الرواية ألا وهي:
القدس - تجارة الآثار، ومحاولة الحركة الصهيونيّة إغراء المقدسيين ببيع بيوتهم، واستغلال العلم في سبيل تكريس الرواية الإسرائيلية.
اللّد- العنصرية التي يواجهها فلسطينيو الداخل، وقضية بناء جدار فاصل بين حي عربي ويهودي.
تل أبيب – اليسار الاسرائيلي، الارتباط المختلط بين عرب ويهود، موقع تخبط أحد شخصيات الرواية حول هويته.
رام الله – موقع لجوء جزء من أبطال رواية.
يركّز الكاتب على قضية استغلال البحث العلمي في تكريس الوجود الإسرائيلي، الأمر الذي ساعد الكيان الصهيوني منذ مخططاته الأولى لإنشاء الدولة الإسرائيلية، وتدخل جهاز المخابرات بالباحثين والعمل على تسيير الأبحاث بحيث تخدم مصالحه. ومن خلال بطلته تسيبي أشار الكاتب إلى اليسار الإسرائيلي والجمعيات التي تبدي تضامنا مع الفلسطينيين، ليقول أنّ نوايا وعمل اليسار يصبّ في النهاية في ذات المكان الذي يدعو إليه اليمين، ألا وهو المشهد الأفضل لإسرائيل. ويبدي المعاناة التي قد تظهر عند الشبان اليهود، من ذوي الأصول العربية واليهودية المشتركة، والمعاناة في البحث عن الهوية، والتي قد تصل بهم إلى حالات نفسية صعبة. وكذلك المشاكل النفسية التي يواجهها الجنود الإسرائيليون بعد الحروب، جراء ما يقترفون من جرائم، كما حصل بعد حرب لبنان عام 2006، والهجوم الأخير على غزة عام 2014.
ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه تظهر جليّة للقارئ، فهو يقدم الكثير من المعلومات في جوانب البحث التاريخي والاقتصادي، والمجتمع الإسرائيلي وتركيباته المختلفة، الأمر الذي يجعل من الرواية واقعيّة ومقنعة للقارئ.
تشهد الرواية توازنا بين القوى المتصارعة، لم يتجه الكاتب بشخصياته صوب المثالية، أو صوب السلبية المطلقة، فنجد الأرمني المقدسي الذي قد يبيع بعض القطع الأثرية للباحث الإسرائيلي، لكنّه يصرّ على الحفاظ على بيته ويرفض بيعه، ونجد المقدسي العربي الذي يخدع مجتمعه ليبيع بيته لحركة استيطانية، ونجد كذلك شخصيتين واحدة فلسطينية وأخرى إسرائيلية تدعيان كتابة الرواية ذاتها، كمشهد آخر من التشويق وتميّز الرواية.
سعي الكاتب لإيراد التفاصيل وإبداء المعرفة وكسب ملامح الواقعية، ترك هذا مساحة صغيرة لبعض الأخطاء. فمن مآخذي على الرواية هو تعداد القوميات التي تحمل الجنسية الإسرائيلية، بالشكل التالي (يهود، عرب، مسيحيون، دروز، أشكناز، سفارديم، متدينون) (ص 76، 143)، وبفصل الدروز والمسيحيين عن القومية العربية، يوجد تأكيد للتوجه الصهيوني الذي يعمل على تفكيك الأقليّة العربية، واختراع قوميات جديدة للطوائف غير المسلمة، فيما يحمل اليهود على اختلاف أصولهم وتوجهاتهم الدينية القوميّة اليهودية. هذا وجاء استخدام اللّغة العبرية في الرواية عند الحوار بين الشخصيات أحيانا، دون داع في رأيي، فقد ظهر الحوار واقعيا ومقنعا دون إظهار اللّغة ذاتها في النص، عدا عن هذا وردت بعض الأخطاء في الترجمة من العربية إلى العبرية. كذلك جاء تقدير مدّة السفر بين اللّد ورام الله في صفحة 173 غير مناسب، إذ بدت السفرة حسب الرواية وكأنّها مسافة هائلة تمتد لساعات، وتسبب عطلا في السيارة، وهي تحتاج في الواقع نحو ساعة وربع. كما أنّ المبلغ المدفوع لشخصية "إدريس" الذي باع عمارة من 12 شقة لجمعية عتيريت كوهانيم الاستيطانية، مليون دولار حسب الرواية، وهو مبلغ لا يتماشى مع الواقع، ويجب أن يكون أعلى بكثير.
ختاما سعى إياد شماسنة في روايته أن يحيط بكلّ التفاصيل والمنافذ، التي قد يقودنا إليه أيّ خيط من خيوط الرواية، فقد أورد الكثير من المعلومات عن المجتمع الإسرائيلي، وحافظ على لغة أدبيّة جميلة وممتعة، ليترك قارئه ينهل معلوماته سعيدا مستمتعا بالقراءة، مقدما أسلوبا أدبيا جميلا بجمع أبطال روايته بأبطال رواية غسان كنفاني. هكذا ترك شماسنة بين أيدينا رواية على مستوى عالٍ أدبيا، فنيا، وثقافيا، نفرح كونها جزء من أدبنا الفلسطيني.

* ندوة اليوم السابع - المسرح الوطني الفلسطيني في القدس



#نسب_أديب_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين ما بين الحلم والواقع في رواية -يعدو بساقٍ واحدة-
- ما مدى سريان القانون الدولي الإنساني في القدس الشرقية منذ ال ...
- قراءة في رواية -أميرة-
- ما بين فيلم -عيون الحرامية-.. وعيون ثائر
- حين يطل على ظلك الغياب
- في رحيل العم سميح القاسم
- إيابُ خطى الغريب الى الذاكرة
- أبواب العودة
- حين تمردَّ الملاك
- تحيّةً إلى سميح القاسم
- جنان تزهر في الجحيم قراءة في رواية جنة الجحيم
- على أثر الأفعى والتفاح
- قراءة في رواية لحظات خارجة عن الزمن لمزين برقان
- بين عيونهم وعينيها
- قراءة في ديوان مرسى الوداد لشيخة المطيري
- ذاكرة مورقة في خريف العمر قراءة في رواية ظلام النهار للكاتب ...
- قراءة في مجموعة(الساقطة للكاتبة) د.هيفاء بيطار
- هواجس عند مدامع المدينة
- الى طفولتي.. أحن
- قراءة سريعة في رواية- همس الظلال-


المزيد.....




- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسب أديب حسين - رواية الرقص الوثني والبحث عن الهوية