أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسب أديب حسين - بين عيونهم وعينيها














المزيد.....

بين عيونهم وعينيها


نسب أديب حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 07:50
المحور: الادب والفن
    


يحدقُ قلمي في الاوراقِ مليًا.. يناورُها، يقتربُ بقلق ٍ ويتراجعُ، ثم يعود مترددًا.. كيف يسكبُ ما يعتملُ في حبرهِ بقوالبَ من كلامٍ..؟ أتحملُ أردافُ الاوراق ِ ما يطارحُ القلبَ من وجدٍ..؟ أم أنها الاوراقُ ضعيفةٌ هزيلة ٌ تُسقِطُ أكثرَ الخبايا وتتركُ ما استعصى من احاديثِ القلبِ عن غياب..؟
أكان دمعٌ إسترقَ الحضور في عيني يوم شهدتُ هنا منصة ً صارت حلمي.. سرّ مضي الكلماتِ ومضيي الى هذا المكان..؟ غبتُ ووجدتـُني في عودٍ.. لانقاذِ طوافةِ كلماتي من طوفان الكيمياء والدواء..
هنا التقينا وكنتُ الغريبَ، البعيدَ، التائهَ، الباحثَ في عيونِ المدينةِ عن وطن.. هنا التقينا وارتدى الحلمُ ثوبَ الحقيقةِ.. وصارَ لي عنوانٌ للفرح..
هنا نجمُ اللقاءِ أطلَ منذ عقدين ِ يقصده من كان له اليه سبيل.. عهد القلم والكلمة عهدنا، وبيننا شيخٌ في الحكم عادلٌ، وقضاةٌ في شؤون الأدبِ، وجمعٌ ممن لهم في الأدب اهتمام..
وهنا راحت الغربة ُ تخلعُ بُردَتها عني.. وصارت المدينة ُ مدينتي.. وهم أهلي.. واليوم يستوقفُ دمعٌ ترقرقَ في عيني صحبي، إذ لاح بيني وبينها قدسي غياب.. فيتساءلون تُرى ما سرُّ هذا العشق؟ كيف أوقعت القدسُ فيكِ هذا الهيام؟
أتأملُها وتعودُ بي الذاكرةُ بعيدًا لأبحثَ في خباياها عن ذاك السرِّ الذي جعلني أقعُ في عشقِها.. أنبشُ ذاكرتي.. وأعودُ لليلة بعيدةٍ من ذات ايلول، يومَ توسدتُ عشبَها ووجدتـُني أهمسُ " أحبكِ.." فإذ بها تفتحُ ذراعيها وتأخذني اليها.. ليصيرَ بيننا عناوينُ جديدة.
ربما كانت قصة ُ عشقي قد بدأت قبل ذاك.. مذ رأيتُ القبة َ الصفراءَ.. وقاربتُ السورَ.. ودخلتُ جميعَ الابوابِ .. وربما مذ سطرتُ عندَ أعتابِها أنشودة ً جديدة .. وصارَ لي فيها ظلٌ وغدٌ وأمسٌ..
ومن يدري قد أكونُ وقعتُ في الحبِ أكثرَ يومَ بكيتُ وبكتْ بكبرياءٍ.. وتنهدتْْ وأشارت الى جرحٍ نازفٍ ونظرتْ الى السماء.. ثم ابتسمت وعادتْ إلي تنظرُ عميقًا وقالت رغم كل هذا وذاك "سأحيى.. سأحيى"، واستلقتْ فشهدتُ الدماءَ تجري جداولا من يديها وعينيها.. ورأيتها تستيقظُ عند الصباح يمرُّ الضوءُ متسللا من خلفِ الجبال، يبحرُ على سطح بحرٍ مات دونها.. ومن ثم يمضي الشعاعُ الى مسامِ سورِها يدغدغها، فتتقلبُ على مهلٍ.. وهو في مضي ٍ الى القباب.. ومن هناك ينطلقُ الشعاعُ طارقـًا نوافذ َ تطلُ عليها.. ترقبُها من جبل الزيتون، والمشارفِ، من وادي الجوزِ.. من رأس العامودِ.. من الثوري.. من جبل المكبرِ وسلوان.. وقد يمضي الشعاع الى حلم الحالمين البُعاد فيسْرون اليها يتبعون ما تيسرَ من نورِ الهلال.. وهناك من ساروا اليها دهرًا.. وما كان لهم اليها وصول..
أتذكرُ..أتنهدُ.. أنظرُ عينيها وعيونِهم من هم مع القلم على عهدٍ، هي قد صارت مدينتي وهم عائلتي المقدسية.. وما يجول في دواخلي من هواجس أكبرُ وأعمقُ.. هو السرّ هناك في عيونهم في عيونها بين حجارتِها.. في الطرقات في الازقة .. عند قمم جبالها.. في أوديتها.. في حزنها وفي ابتسامتها .. لا يهم.. دعكم صحبي من السؤال.. هو سرٌ عميقٌ غريبٌ إن ساكنَ الروحَ يصبحُ أكبرَ من كل ِ سؤالٍ أو جواب..


كلمة ألقيت بمناسبة الاحتفال بمرور عشرين عامًا على تأسيس الندوة الادبية ـ ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني ـ القدس



#نسب_أديب_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان مرسى الوداد لشيخة المطيري
- ذاكرة مورقة في خريف العمر قراءة في رواية ظلام النهار للكاتب ...
- قراءة في مجموعة(الساقطة للكاتبة) د.هيفاء بيطار
- هواجس عند مدامع المدينة
- الى طفولتي.. أحن
- قراءة سريعة في رواية- همس الظلال-


المزيد.....




- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسب أديب حسين - بين عيونهم وعينيها