أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي جلو مرعي - بن سلمان سلطان آخر الزمان















المزيد.....

بن سلمان سلطان آخر الزمان


هادي جلو مرعي

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مايجري في إيران يجري في السعودية. سلطة راديكالية تعصب ديني، حكم ثيوقراطي يفرض إلتزامات لايمكن التراجع عنها تحت أي ظرف، لكن التظاهرات في إيران تشير الى حراك مختلف وأكثر حيوية، ويفرض الإعتراف، إن السعودية دولة أقرب الى صفة التابعية من أن تكون متحررة عن التأثير الخارجي الكامل كما في الحالة الإيرانية، فلايمكن للشعب السعودي أن يتظاهر، أو يحتج وله حق واحد هو الولاء للأسرة الحاكمة كما كان في السابق، والولاء لشخص واحد في المستقبل هو محمد بن سلمان، وتجاهل بقية أمراء العائلة الذين يرزحون في سجن الحائر، أوفي فندق الريتز كارلتون، ومنهم من صار مواطنا عاديا يبحث عن معونة، وسداد لفواتير الماء والكهرباء، فالسعودية تعود لتكون مثل مصر والعراق وإيران يبحث فيها المواطن عن حقوق، ويجري خلف حكومات ومؤسسات مترهلة فاسدة غير قادرة على تلبية متطلبات الشعب.
نحن نعترف بوجود تأثير خارجي في تظاهرات إيران، وقد يأتي من واشنطن وتل أبيب والرياض، وله مراكز في أربيل العراقية الناقمة وهرات الأفغانية، ولكن هذا لايعني إن الحاكمين في طهران هم مجموعة من الملائكة نزلوا من ذات الطائرة التي نزل منها الإمام الخميني رحمه الله، فهم اليوم يمثلون وجهات نظر مختلف ومتصادمة في أحيان كثيرة نتج عنها يروز تيارين من دائرة النظام، ويدور حولهما بقية الشعب والقوى المتحركة فيه، الأول هو التيار الراديكالي الثوري المؤمن والمتمسك بقيم الثورة الإسلامية، والثاني هو التيار الإصلاحي الذي يضم مراجع دين وسياسيين ومثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، وهولاء ليسوا ببعيدين عن دائرة النظام بشكل عام، لكن الحديث يجري اليوم عن نشوء تيار ثالث بدأ يخرج عن المسار، وتستهويه رغبة التغيير، ويتم الحديث بقوة عنه في أوساط الإصلاحيين والمحافظين، وعن تأثيره ومداه، وماذا يريد ونوع التأثير الخارجي عليه، وهذا مايمكن أن يدفع بنا للتساؤال عن دور أمريكا والسعودية اللتين تبحثان عن ثغرات ليس في قلب نظام الحكم في إيران، بل عن نوع هذا التيار الثالث الذي يبدو إنه تيار مدني غير ديني وهو حراك ليس شاذا في المنطقة، ففي مصر وفي السعودية وفي تركيا والعراق له مظاهر حين يجري الحديث عن التيار المدني وصلاته ببعض الإصلاحيين، وتفاهمات مع تيارات دينية مؤثرة في الشارع ( التيار الصدري، التيار المدني في العراق مثالا).
السعودية بعثت إشارات يمكن فهمها بسهولة، إنها راغبة في التغيير في إيران ولامانع من حرب أهلية، وتقسيم، ودعم لجماعات مسلحة حتى لو كانت متشددة سنية، أو قومية كما في الأهواز، وهي تنتظر شكل التيار الثالث لتدعمه، أو لتتواصل معه، وهذا كلام صدر عن دوائر سعودية عديدة. فهي ليست مستعجلة، ولديها مشاكل في الداخل مشابهة لما في إيران، ولكنها مطمئنة لدعم أمريكي إسرائيلي مباشر مايدفعها الى جموح غير مسبوق، وتشكيل قوى عسكرية وفرق خاصة ( السيف الأجرب ) الذي لايشبع من الدم، ويمكنه الإستمرار في قطع الرؤوس التي بدأها من أيام نشوء الدولة السعودية في نجد والحجاز، مرورا بالقضاء على القبائل المنافسة والتيارات المعارضة (دينية وغير ذلك) ولاينتهي الأمر برؤوس الأمراء قريبين من بن سلمان نسبا، أو الأبعدين كما رأينا في حادثة قصر الحكم التي أعتقل فيها 11 عشر أميرا وأودعوا سجن الحائر، وكانت القوة المعتقلة لهم هي (السيف الأجرب) التي تتكون من 5000 آلاف مقاتل من قوات المغاوير الخاصة التي شكلها الملك محمد بن سلمان بذاته، وهي ذات القوة التي أجبرت ولي العهد السابق محمد بن نايف على التخلي عن ولاية العهد، ثم أخفته في مكان سري الى حين، وهي ذاتها التي إعتقلت أمراء العائلة المتنفذين كالأمير متعب بن عبدالله، وعبد العزيز بن فهد، والوليد بن طلال صاحب المملكة القابضة.
هناك تغيير صادم في نظام الحكم في المملكة سيؤدي الى سلطة مطلقة للملك بن سلمان غير مسبوقة لم تشهده الجزيرة العربية عبر تاريخها الطويل، ويتم قبل ذلك تصفية الأمراء المعارضين والطامعين والطامحين، وتصفية رجال الدين المتشددين والصحفيين والكتاب ورجال الأعمال، فبن سلمان حصل على الضوء الأخضر لحكم الجزيرة، وإجبار الأردن والسلطة الفلسطينية ومصر على القبول بالقدس عاصمة لإسرائيل بناءا على طلب مباشر من واشنطن، وهو ماستلتزم به تلك الدول، وسيلقى بعض التمرد من ملك الأردن الهاشمي الذي سيواجه نوعا متزايدا من الضغوط بدأت بمحاولة منعه من المشاركة في قمة إستنبول الإسلامية، ولم تنته بالتحفظ على القمة التي دعا لها في عمان لمناقشة موضوع القدس، ومن غير المستبعد أن يتم تغيير الفكرة التي تقضي بإعتبار قرية أبي ديس عاصمة للدولة الفلسطينية، والتحول نحو رام الله، ولابد مع ذلك من الدفع بمزيد من الضغط على إيران وتركيا البلدين الأكثر تشددا هذه الأيام في موضوع القدس والعلاقة مع السعودية ومصر والمتماهيين مع حركة الإخوان المسلمين المؤرقة للرياض والقاهرة.
سيفعل الملك السعودي الشاب كل مابوسعه لتدمير إيران وتقسيمها وبدون تردد، وهو لن يوقف الحرب في اليمن مالم يتحقق فيها مايرضيه، وسيحاول العودة الى الساحة السورية من خلال الراعي الأمريكي، بينما سيضغط لتغيير المعادلة السياسية في العراق، وسيمضي في مشاريعه الإصلاحية والتنموية التي تناسب أفكاره مهما كان نوع المعارضة التي سيواجهها من الأمراء والمثقفين والقبائل، وسيتجاهل المشكلة مع قطر مؤقتا الى حين تحين الفرصة المناسبة لتغيير نظام الحكم في الدوحة من خلال موالين.
الملك محمد بن سلمان يحظى بدعم أمريكي متزايد، وبرضا إسرائيلي، وتحالف مع الإمارات العربية المتحدة الناقمة من إيران، ولهذا فالتظاهرات في إيران ستعود ثانية لتلبية متطلبات الطموح الأمريكي، والجموح السعودي، وسواء كانت تظاهرات عفوية، أو مصطنعة فإن لها أسبابها الداخلية حتما نتيجة لظروف إقتصادية صعبة، وسياسات حكم تلقى معارضة من قيادات الحرس الثوري والمحافظين والإصلاحيين على حد سواء. فالمحور الإسرائيلي الأمريكي لايمكنه النظر في التغيير مالم يحدث شيء ما لإيران التي ترعى المواقف الرافضة للسيطرة الأمريكية، والتمدد الإسرائيلي في المنطقة، ثم علينا التيقن إن هذا الزمن هو زمان السلطان محمد بن سلمان.



#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إني أراني أشرب خمرا
- أنت براز قطة لاأكثر
- أين تظنه سيكون قبرك
- مقتل 15 صحفيا عام 2017 وقمع في كردستان ورسوم البث تتسبب بإغل ...
- قصة الآيدز في العراق
- أسماء المفسدين الذين سيعتقلهم العبادي
- أمانة بغداد تقتل سكان بغداد
- الوجهة القادمة للعبادي
- أين أخطأ البرزاني
- العبادي نورت مصر
- هكذا سينتهي العالم
- العبادي موحد العراق
- أساطير
- إستراتيجية جديدة لإعلان الشيعة إرهابيين
- الموقف النهائي للعبادي من إستفتاء كردستان
- الجزائر كرسي متحرك
- لمصلحة من نخاف من السعودية
- النفط مقابل المناخ
- نحن ضحايا العالم الرقمي
- أنت ملاذي مجموعة شعرية جديدة


المزيد.....




- مصر: تحركات حزبية مكثفة استعدادا لانتخابات مجلس الشيوخ.. وال ...
- حيواناتنا الأليفة تعاني أيضاً في الحرّ، فكيف نحميها؟
- تحقيق استقصائي لرويترز: كيف أحصت الوكالة عدد قتلى مذابح العل ...
- وساطة من ترامب بين إسرائيل وسوريا... وغضب في تركيا بسبب رسم ...
- ملك إسبانيا فيليبي السادس يستقبل الوزير الأول الجزائري نذير ...
- باريس -تأسف بشدة- للحكم على صحافي فرنسي بالسجن في الجزائر
- توقيف أكثر من 150 عضوا ببلدية إزمير بتهم فساد
- شهداء بغارات على غزة والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستش ...
- شهيدان في رام الله والخليل وتواصل الاقتحامات بالضفة
- عاجل | المحكمة العليا في إسرائيل تقرر تعليق جلسة النظر بتعيي ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي جلو مرعي - بن سلمان سلطان آخر الزمان