أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي جلو مرعي - أساطير














المزيد.....

أساطير


هادي جلو مرعي

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 15:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أساطير
هادي جلو مرعي
صديقي يقول، إن داروين محق تماما في وصفنا بأننا تدرجنا في التطور من كائن بدائي الى كائن أكثر تطورا بمرور الوقت وبعمليات متقدمة في التكوين الجسماني والعقلاني، ونحن مجرد حيوانات ناطقة وصحيح أنهامكلفة من الله بأن تعيش وتستمر وتبتكر وتصل الى مديات من المعرفة غير مسبوقة، وبالتالي لاداع بنا الى التباهي وصناعة امجاد غير حقيقية فنحن في النهاية سنزول من معالم الكون وسنفنى ونعود الى الأصل الأول الذي بدأنا منه.
صديقي غير محق بالضرورة لكنه يصدق في الوصف حين يتحدث عن ضرورة الإبتعاد عن المغالاة ورسم خيالات لاتمت الى الواقع بصلة، وبالأمس كنت أستمع الى باحث فرنسي ملحد يحترم رجال الدين الذين يصولون من أجل الإنسان، ولايهتم كثيرا كونهم متدينين فهو ينظر الى الإنسان بوصفه كم من المعاناة والحاجات والضرورات التي لاتربطها الأديان بالضرورة، بل معايير العلاقة المتوازنة بين البشر، ولايهم أن يكون مسلما مسيحيا يهوديا، أو من اتباع أي دين آخر المهم هو إنسانيته، وسيكون الملحد كتفا الى كتف مع المتدين عندما يدافعان عن أسرة مهاجرة في قلب أوربا تعاني من سياسات الإقصاء ومحاولات الإبعاد، أو حين تضرب المجاعة بلدا أفريقيا حينها لن يتردد الملحد في مد يديه الى المتدين.
داعش مثلا ترفع شعار الإسلام وتخطط لقيادة العالم، لكن مدينة الموصل تعاني من إنقطاع الماء الصالح للشرب وهي لاتتمكن من صناعة الأدوية المضادة للكوليرا، وهي تبتكر أساليب القتل والتهجير والتمييز بين الناس وتعذيبهم وإغتصاب نساء المجموعات البشرية المخالفة لهم في الدين، هم لايستطيعون أن يأتوا بالكهرباء لكنهم يعتقدون أن أديسون في النار، وهم برغم إغتصابهم وشرائهم للأيزيديات ببعض السجائر وبيعهن في سوق النخاسة فهم في الجنة التي وعد الله بها عباده الصالحين، أو ليس الصلاح في صناعة الأشياء المفيدة، وإبتكار التقنيات الحديثة؟
هذا يذكرني بنقاش بين متدين متشدد وشخص ليس متدينا، المتدين يقول، أن أديسون في النار، فرد عليه المثقف، لكنه صنع الكهرباء التي أنارت لك الطريق وغرفة نومك، فرد عليه المتدين، لكن زوجتي صعقت عندما كانت تقوم بكي ملابسي بالكهرباء!
وإذن فليس مهما من أجل الإنسانية أن تكون متدينا على طريقة داعش، ولاأن ترفض قيم الدين والإلتزام، المهم أن تحترم خيارات الآخر، ولاتؤمن بالأساطير، لأن هناك من يريد تحويل الدين الى أسطورة. هذا ليس زمن الأساطير بل زمن العقلانية.



#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية جديدة لإعلان الشيعة إرهابيين
- الموقف النهائي للعبادي من إستفتاء كردستان
- الجزائر كرسي متحرك
- لمصلحة من نخاف من السعودية
- النفط مقابل المناخ
- نحن ضحايا العالم الرقمي
- أنت ملاذي مجموعة شعرية جديدة
- لاتبخسوا العبادي أشياءه
- الداخلية تعطل منح تأشيرة دخول الصحفيين الى العراق
- سحور عراقي يفوز في سباق البرامج الرمضانية
- تركيا تستقطب الشيعة
- مبروك لكردستان
- سحور سياسي
- ماهو أخطر من قتل البغدادي
- سلاح سعودي فتاك لحسم الحرب في اليمن
- من قام بتفجيرات طهران
- إلهي الذي أحب
- لندن عاصمة داعش ترحب بكم
- حل مجلس التعاون الخليجي
- لماذا الحرب على قطر


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات.. متع طفلك الأن
- مشروع -الرقعة اليهودية- ينهي حلم الدولة الفلسطينية
- الرئاسة الروحية للدروز بالسويداء: نرفض دخول الأمن العام إلى ...
- دمية عالم سمسم تثير الجدل على إكس وتدعو إلى تدمير اليهود
- الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله جنوب المسجد الأقصى
- أولمرت: يهود يقتلون فلسطينيين في الضفة ويرتكبون جرائم حرب
- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي جلو مرعي - أساطير