|
(البربريست) الذين ولّدُوا الهمة .
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 15:57
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كل التفاعلات تكيل الشتائم والسب لدعاة الأمزغة ، وصل القدح فيهم بأن جعلوهم مصدر الشرخ والفتنة والإنقسام ، وكأنهم هو سبب تشرذم الوطن، فكلما ذُكروا ذُكروا باسم [ البربريست ] التي صاغها دعاة العروبية الذين هم من جلدتنا ويتكلمون لساننا .
لكل زمن شطحته ، وللعروبية شطحة عندنا .
عاشت الجزائر إرهاصات المد العروبي ، فكانت منذ منتصف القرن العشرين مسرحا لتجاذبات عدة ( فرنسية ) و(عروبية ) ، فقد وظف الإسلام بنجاح في تمرير فكرة (القومية العربية) واخترقت الصفوف في شخوص جمعية علماء الإسلام الجزائريين ، فارتفعت صيحات ابن باديس بقوله ( وإلى العروبة ننتسب....) وقال الإبراهيمي (العربية في الجزائر عقيلة حرة لا تحتاج إلى ضرة ) وقال الفضيل الورثلاني في جزائره الثائرة ( لا بربر في الجزائر ) وقال أبو يعلى الزواوي في تاريخ الزواوة بأن (الأمازيغ من حمير .. من اليمن ... هم عرب عاربة ) . (مصالي الحاج) من الشيوعية إلى [العربية والإسلام ] .
حزب [ نجم شمال افريقيا] تأسس على أكتاف أمازيغ القبائل ، وهو حزب استقلالي مفعم بالرّوح الوطنية ، استهوته حركية ( قومية العرب) لعله يظفر من العرب بالدعمين المادي والمعنوي في الصراع مع المستدمر الفرنسي ، فالتقى بأمين جامعة العرب ( عبد الرحمن عزام ) الذي أقنعه بجدوى الإنتساب للعروبة ، بنفس الطريقة التي أقنع بها شكيب أرسلان رجالات الجمعية ، فكانت الشطحة الأكثر تداولا في أربعينيات القرن الماضي هي ( القومية العربية) التي أسس جذورها الأولى الماروني المسيحي ميشيل عفلق ، ومن خذلانها ضياع فلسطين المسلمة إثر انفاق ( فيصل وايزمان) .
(العروبية ) التي مزقت حزب الشعب .
مصالي الحاج بفكر شمولي استبدادي قدم عريضة للأمم المتحدة يؤكد فيها ( العروبة والإسلام) كمقوم أساس للشعب الجزائري ، مع إنكار كلي لتاريخنا الذي سبق الإسلام ، وهو ما أحدث رجة معارضة داخلية مقلقة ، تبناها بعض القبائليين المتنورين عرفوا [ بدُعاة البربرية ] ذكًّروا رئيس حزبهم بأن طرحه لا يتوافق مع تاريخنا الضارب جذوره في عمق التاريخ ، واهتدوا إلى حل وسط يتغلب فيه التعقل والمنطق فنادوا [بالجزائر الجزائرية ]. فأزمة حزب الشعب في حقيقتها أزمة اديولوجية ذهب ضحيتها رجالات وطنيين أفذاذ لا لشيء سوى أنهم قالوا أنهم ( أمازيغ )، فتم اغتيال بعضهم بدم بارد ، كان الأجدى هو فتح ورشات فكرية داخل الحزب ، لنقاش أزمة الهوية دون اللجوء إلى العصي الغليظة في إسكات وردع المعارضة .
°°° حتى الثورة أخطأت في حق البربريست ؟.
الخوف من التشرذم ورغبة منها في توحيد الصف سعت الثورة التحريرية إلى إلجام كل حق هوياتي محلي ضربا بالخراطيش ، واستمر الحال زمن الإستقلال بشيء من العسف ،مع استقدام جيوش من المعلمين المكونين المشارقة العرب، عربوا البشر والحجر والشجر، وهو ما أجبر دعاة القضية الهروب بقضيتهم الى خارج الوطن لتأسيس [أقراو أمازيغ] المعروفة تفاؤلا ب[الأكاديمية البربرية] .
°°° إنه انتصار البربريست ؟؟؟
جهود دُعاة الأمزغة بنضالهم المتنوع قدروا على إخضاع النظام لمطالبهم المشروعة ، لكن بعد تضحيات وتسنجات ، فحركة [الماك] وإن هي راديكالية لا نوافقها في طرحها غالبا ، إلا أنها عرفت من أين تؤكل الكتف ، عرفت كيف تضغط وكيف تكشر أنيابها ، فهي حركة تؤمن بأن المهادنة مع النظام لا تنفع ، وبفضل جهدها وجهد الخيّرين وما أكثرهم ، تحققت الكثير من الطموحات والحقوق ، من توطين وترسيم الأمازيغية إلى إفتكاك حق تفعيلها بقوانين مع إنشاء أكاديمية علمية لترقيتها ولم شملها في (لغة معيارية جامعة) والإعتراف [بناير] كعيد وطني رسمي للشعب الجزائري .
صفوة القول :البربريست الذين كُنا ننظر إليهم بحقد وغل وكراهية ،وصورتهم لنا وسائل إعلام النظام بأنهم مرتزقة عملاء فرنسا ، تبين بعد مرور أكثر من 60 سنة بأنهم رجال صادقون ومناضلون أوفياء لشعبهم ووطنهم ، فلنترحم على كل من استشهد غدرا في سبيل هذه القضية ،ولنقم لهم تماثيل في كل ربوع تامزغا الكبرى .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الترسيم (الكاذب ) للأمازيغية .
-
أزمة صائفة 1962 ... والثورة التي سُرقت .
-
الأمازيغية ... جريمة في ثورة الجزائر !؟
-
الأكاديمية البربرية بين الحقيقة والتزييف .
-
امبريالية اللغة العربية .
-
رايات الهوية ... تؤرق الأنظمة الإستبدادية .
-
معركة الهوية ..... بين الأمازيغ والنظام الجزائري .
-
حجم الدمار من انقطاع العلاقات القطرية السعودية .
-
الأمازيغية ... حقوق أم رغبة في الإنفصال ؟
-
مأزق الدولة الوطنية في الجزائر .
-
الأمازيغ من (كراكلا) إلى ( بومدين) .
-
مأزق الهُوية في فرنسا .
-
أنريكو ماسياس ، Enrico Macias
-
مجزرة في مدينة الرسول .
-
عبث هوياتي ... وترسيم شكلي للأمازيغية .
-
سكوت ... نحنُ أمة تَقتل ؟!
-
الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .
-
الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .
-
الوزير ( قرين ) وشرطة (أورلي ) .
-
بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي
المزيد.....
-
بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا
...
-
واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية
...
-
مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري
...
-
الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني
...
-
حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه
...
-
ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
-
بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و-
...
-
الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ
...
-
حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة
...
-
أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
المزيد.....
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
-
آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس
...
/ سجاد حسن عواد
-
معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة
/ حسني البشبيشي
-
علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|