أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطيب آيت حمودة - رايات الهوية ... تؤرق الأنظمة الإستبدادية .














المزيد.....

رايات الهوية ... تؤرق الأنظمة الإستبدادية .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 03:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نظامنا يصيبه السعار والرعب من رؤيته للرّيات ( البيارق ، الأعلام ) غير رايته ثلاثية الألوان وسطه نجمة ، فالرايات المستبدعة في نظره هي رايات فاسقة فاجرة ، رايات الفتنة ، رايات الإنفصال والتشرذم ، لذا تجرم هذه الأعلام وتلاحقُ في ميادين الكرة و الشوارع ، تُنزع جهارا نهارا و يُجرجر حاملوها إلى السجون والمثول أمام المحاكم ، وهو ما يقع هذه الأيام في شوارع مدينة الحسيمة وشواطئها .

°°°قد نسأل لماذا هذا الخوف من ظهور رايات الجهات والأقاليم؟ ! ، ورايات الهويات والثقافات ؟ ! ، فالبلد واسع الأرجاء متعدد الطبوع الفنية ، فشساعة الوطن سيؤدى حتما للتنوع في كل شيء ، لا شك وأن هذا الرهاب يُترجمه خوف من ضياع الريع الهوياتي النشط ، أو الخوف من انكشاف حقيقة ( الزيف الهوياتي) المسلط على رقابنا طيلة حقبة الإستقلال ، وهو ما يعني إجمالا وهن منظومة القيم عندنا ، فالقناعات التي تفتقر للسند التاريخي و الواقعي و الطوبونامي والأركيولوجي والأنتربولوجي مآلها الإندحار والتراجع والزوال عاجلا أو آجلا ، كما حدث لنهاية [داعش ] هذه الأيام .

°°°تكوين شعب واثق من نفسه ، لا تزعزعه الإديولوجيات الوافدة العابرة للأثير، و الفضائيات الغازية لدورنا وحجراتنا ، و(لهب النت) الذي كشف المستور المتخفي من تاريخنا ، وإرثنا الخرافي ، عبر فضاء رقمي افتراضي صعب لجمه ، فما يقوم به النظام بوسائله هو اعتراف ضمني بأنه حارس أمين لأديولوجيتة الشمولية التي لا تقبل التشظي . إنها اديولوجية ( الآمر والمأمور )، اديولوجية (التابع والمتبوع ) ، اديولوجية ( الراعي والقطيع ) ، وليست اديولوجية التشارك والتناغم و احترام خصوصيات غيرنا من الملل والنحل .

°°°فلو نظرنا للأمم التي في (الشمال) أوربا ودولها ، لوجدنا أن تعدد الرَّايات شيء مستساغ ومؤلوف عندهم ، فلا حرج من كشف واسستظهار وتعليق أعلام الهيئات والمنظمات والأحزاب و الأقاليم .
-ففي أسبانيا التي استقلت عن الإستعمار ( العربي الإسلامي ) عام 1492 أصبح تعدد الراية فيها بلا حرج ، لوجود دولة ناضجة سياسيا وثقافيا وفكريا ، فهم لا يخافون من خفقان علم كاتالونيا عاليا في مباريات البارصا ، ولا ينظرون نظرة دونية لعلم الغوانش الأمازيغ في جزر الكناري ، ففيها 17 مقاطعة تحكم نفسها بنفسها ، كل مقاطعة لها دستورها وقوانينها وعلمها الخاص في إطار نظام فيدرالي .
- وفي ألمانيا توجد 16 ولاية ، تسيّر نفسها تسييرا لا مركزيا ، وتنعم بحرية اتخاذ القرارات بنفسها في مجالس محلية ، ولكل ولاية رموزها وعلمها المميز بين أقاليم ألمانيا ، وبالمثل موجود في باكستان ، والهند ،والولايات المتحدة ذات الخمسين دولة داخل دولة .

°°°الدول الناجحة هي الدول التي اقتنع فيها المواطنون بقيمة الإتحاد والتوحد و العطاء المشترك ، فالوحدة الحقيقية هي الوحدة التي تنبني على احترام التنوع ، فالهند رغم أنها دولة عملاقة في عدد أجناسها ، ولغاتها ،وعاداتها ، وأديانها ، إلا أنها نجحت في تبني نظام حكم عادل يراعي حقوق الجميع ، فالوحدة التي ترعاها الدولة بعساكرها ومخبريها وشرطتها هي وحدة صورية تتزعزع وتنفك عند هبوب أول الهزات ، في حين أن الدول التي لها شراكة في التوحد صعب ٌ انفكاكها وتشرذمها ، لأن وحدتها صاغتها إرادة المجتمعات قبل إرادة الحكام ، فحُكامنا حاليا بارعون في استخراج كنوز الفكر المكيافيلي في( كتابه الأمير) فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ، فكل السبل مشروعة مادامت تضمن لهم البقاء في سدة الحكم ، وفي السيادة ولو على كرسي متحرك .





#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الهوية ..... بين الأمازيغ والنظام الجزائري .
- حجم الدمار من انقطاع العلاقات القطرية السعودية .
- الأمازيغية ... حقوق أم رغبة في الإنفصال ؟
- مأزق الدولة الوطنية في الجزائر .
- الأمازيغ من (كراكلا) إلى ( بومدين) .
- مأزق الهُوية في فرنسا .
- أنريكو ماسياس ، Enrico Macias
- مجزرة في مدينة الرسول .
- عبث هوياتي ... وترسيم شكلي للأمازيغية .
- سكوت ... نحنُ أمة تَقتل ؟!
- الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .
- الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .
- الوزير ( قرين ) وشرطة (أورلي ) .
- بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي
- شعوب المغرب فيما بين فكري( العريفي) و(أدونيس) .
- وفاء امرأة
- لماذا (يسعد ربراب) فقط ؟
- كسر المفاصل بين [السعيد ] وبقايا [ توفيق ] .
- شياطين [ منى] المنتقمة !
- حقوق الإنسان .. من حراميها إلى حاميها ؟! .


المزيد.....




- الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
- المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو ...
- زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)
- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطيب آيت حمودة - رايات الهوية ... تؤرق الأنظمة الإستبدادية .