أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الطيب آيت حمودة - مأزق الهُوية في فرنسا .














المزيد.....

مأزق الهُوية في فرنسا .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 00:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مأزق الهوية في فرنسا .

°°°يدور هذه الأيام جدل حاد حول هوية فرنسا ، هل هي هوية أصلية (غالية goulois ) يذوب فيها جميع المنتمين والمهاجرين ، أم أنها هوية وطن و ثقافة ولسان ، وتاريخ وحضارة بعيدا عن ترهات العنصرية .
°°°الصراع السياسي لا يتوان في إشعال فتيل الصراعات الإثنية والسلالية وصراع الحضارات حسب تنبؤات الأمريكي( صامويل هنتنجتون ) ، فقد عمد اليميني (ساركوزي Nicolas Sarkozy ) إطلاق جملة من التصريحات ولّدت ردود افعال متباينة وهو ما يدل على أن (حمى الهوية ) قد أصاب حتى الدول الهرمة في الديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، والمواطنة ذات العراقة في المدنية مثل فرنسا .
تصريحات ساركوزي الهوياتية المقلقة جاءت بغرض تقزيم المناوئين كاليسار الفرنسي الحاكم ، وجلب المزيد من الأنصار خاصة من تكتل (الجبهة الوطنية F.N) .
1) صرح سابقا وفي مناسبات عدة أعوام 2007 و 2012 ، قائلا إذا أراد المرأ أن يصبح فرنسيا ، فعليه أن يتحدث الفرنسية ، وأن يعيش كالفرنسيين ، وبمجرد أن يصبح فرنسيا فهو سليل الغاليين .
2) ما أن يحصل المهاجرُ عن الجنسية الفرنسية يصبح أجداده تلقائيا غاليين .
3) يقر ساركوزي بأن ينحدر من أصول مجرية ويونانية لكنه لم يدرس لا تاريخ اليونان ولا تاريخ المجر ، فقد اندمج كلية في مجتمعه الفرنسي الجديد وهو مكتمل الشعور بالفخر والإعتزاز بذلك .

°°°هذه التصريحات المقلقة ولدت ردود أفعال متباينة ، وبنظرة مغايرة لعلها نابعة من أحقية ( المهاجر) في ديار الغرب الحفاظ على مجمل انتماءاته (السلالية )(و(الدينية) و(الثقافية) و(اللسانية ....)
وأكثر الذين لقنوا ساركوزي درسا في التاريخ وزيرة التربية الفرنسي التي هي من أصول أمازيغية ريفية مغربية قائلة في إحدى بلاتوهات التلفزة :
علينا أن نعطي ساركوزي درسا في التاريخ ، يبدوا بأنه في حاجة ماسة إليه ، نعم يشمل أجدادنا ( الغاليين ) لكن دون نسيان (الرومان) و(النورمان) و(السلت ) و(البورغوند )( ، ومع الوقت ضمت فرنسا أراضي أخرى ... وبذلك انضم إلينا أهالي ( نيس ) و (الكورس) ، و(فرانش كونتي) ، و(الغوادلوب )، و(المارتنيك ) ثم لا حقا وتتابعا (عرب ) و(ايطاليون) و(أسبان) .... هذه هي فرنسا لا للإنطواء والإنكفاء

من خلال تصريحات الساسة يمكن استخلاص مدى الصراع الهوياتي في فرنسا والذي يمكن حصره في اتجاهين أساسين هما اتجاه ممركز مستمد من (مدرسة اليعاقبة ) التي لا ترى سوى لونها ، أو أنها مركز والباقي دوارون حولها .

°°°فساركوزي وإن كان مهاجرا مجريا إلا أنه ذاب بالكلية في المجتمع الذي هاجر إليه ، فقد أصبح فرنسيا تماما ، متخلصا من إرثه الماضوي في بلاده الأصلية ، فقد تعلم الفرنسية لغة البلاد ، و درس تاريخها ، و تخلق بأخلاق من استقبلوه ، و ساير نمط عيشهم وتقاليدهم .
https://www.youtube.com/watch?v=YfSG-Kz69mE


°°°أما الإتجا ه الثاني الذي يمثله اليسار الفرنسي فهو ( أممي ) يعني أن فرنسا متعددة الأعراق ، منفتحة على عوالم لغوية ودينية ، حقوق المهاجرين مصانة بالقانون ، وهو ما يعني أن هذا البلد الديموقراطي متمرد على قيم (المدرسة اليعقوبية ) ذات الطيف الواحد واللغة الواحدة ، فقد كانت اليسارية ( نجاة فالود بلقاسم ) ذكية في طرحها لمكونات الشعب الفرنسي تاريخيا ، فهي بذلك تضمن لتوجهها الهوياتي دعما من كل المهاجرين بمختلف أصنافهم .
https://www.youtube.com/watch?v=jkvZ_BsejOM

°°° حتى عندنا في الجزائر إشكال الهوية لا زال قائما ، وبنظرة مشابهة لما يجري في فرنسا ، هل الجزائر أحادية العرق واللغة ، والدين و التاريخ ؟ أم أنها دولة متعددة الأعراق واللغات والثقافات ؟ .
°°°نحن حاليا نعيش داخل قفص ( العروبة والإسلام) الذي تبنته دولتنا الوطنية الحديثة ، الإنفكاك منه يستدعي ثقافة ووعيا بالذات الموهونة ، فإن أخذنا بنظرة ساركوزي فنحن جميعا أمازيغ بقوة الأرض والإنتماء ، وإن أخذنا بنظرة نجاة بلقاسم فنحن شعب مكون من عدة عناصر متعايشة : أمازيغ ، رومان ، عرب ، أتراك ، أندلسيين ، أفارقة فرنسيين ....



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنريكو ماسياس ، Enrico Macias
- مجزرة في مدينة الرسول .
- عبث هوياتي ... وترسيم شكلي للأمازيغية .
- سكوت ... نحنُ أمة تَقتل ؟!
- الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .
- الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .
- الوزير ( قرين ) وشرطة (أورلي ) .
- بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي
- شعوب المغرب فيما بين فكري( العريفي) و(أدونيس) .
- وفاء امرأة
- لماذا (يسعد ربراب) فقط ؟
- كسر المفاصل بين [السعيد ] وبقايا [ توفيق ] .
- شياطين [ منى] المنتقمة !
- حقوق الإنسان .. من حراميها إلى حاميها ؟! .
- الأقدام السُّود ... يعُودون هذا الصّيف [ج1]
- الإنسداد الهواياتي في الجزائر.
- الفيلم الإيراني (محمد رسول الله ) المواقف والإنطباعات
- موسم الهجرة نحو الشمال وليس للجوار .
- حول هوية الشمال الإفريقي [1]
- هوية وطن ، أم هوية لغة ؟


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الطيب آيت حمودة - مأزق الهُوية في فرنسا .