أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من أنا يازمن؟














المزيد.....

من أنا يازمن؟


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


أرحل إلى الطفولة، ثم الشباب، والشيخوخة، أعكس الطريق فأمرّ من الشيخوخة إلى الطفولة، ولا شيء مميّز يشدّني إليه. ذلك الشغف العميق بالحياة، والحبّ، والأمل يصاب بانتكاسة على الدوام، أسير في درب غير الدرب الذي أردت، ولا أزرع ما حصدت، فخيباتي كانت غير مرئية إلى أن انفجرتْ بعد أن تضخّمت إلى حدّ الموت.
من أنا يا زمن؟ لم أكن أحمل ذاتي التي أراها اليوم. هي أجمل من ذاتي السّابقة فقد كانت مرهونة، مغتصبّة، مقهورة، و كانت أبوابي متاحة أمام الرّياح، وأكثر الرياح التي دخلت منها هي رياح السموم.
من أنا يا زمن؟
أعرفني. أحبّ الحياة، واعتلاء الموج. أحبّ الحضور، أعرّف عن نفسي بلغة سهلة بجسدي الطموح ،ولغة عيناي الذابلتين، وتكون حكاياتي المنسيّة عائقاً أمام القدر، فلا هو يمرّ، ولا أنا أستطيع العبور.
يعيّرني الزّمن بأنّني لا أكفّ عن الطّلب. متطلّبة في كلّ أموري. نعم. خلقت لأعيش، وكلّما رأيت الجمال قطفت منه، لا أرغب أن أصبح قديسة تعيش في معبد فغداً يغمرني التّراب، وتبقى روحي تحلّق في أماكن أحببتها، ولم يتح لي الحضور فيها. لم أكن أفهم لعبة العيش، ولا أدّعي أنّني فهمتها اليوم . أشعر أنّني في متاهة لا أستطيع حلّ لغزها، لأنّني لم أجربها، ويمرّ الغير منها، وكأنهم يمشون على خريطة مرئية أراهم وقد غادروها. أناس لم أكن أعتبر أنّه يمكنهم قراءة حتى اسمهم، وإذ هم يتمتّعون بذكاء يفوق ذكائي. صحيح أن سيماء التّخلف بادية على وجودهم، لكنهم لم يطمسوا أناهم بل جعلوها أعلى من كل المقدّسات، بينما لازلت أبحث عن القيم في حاوية قديمة.
هل فعلاً كنا نحمل قيماً حقيقيّة؟ بالطبع لا. جميعنا نتحلى بقيم جوفاء، لكن البعض يدّعي أنه يمارسها عندما يتخلى عن المزاج العام، ويبدو ثائراً ، ويقدم نزواته تحت اسم القيم. أما نحن- أصحاب القيم الجوفاء-فقد ربتنا أمّ واحدة على الاستقامة الزائفة، فكان المجتمع كلّه زائفاً.
من أنا يا زمن؟
عندما أرتحل إلى عوالم غير مرئيّة، أمرّ على القلوب، أتخاطر معها، تبدو متفحمّة من نار الغلّ والحقد. أبكيهم. أتمنى لو أنهم لم يحرقوا قلوبهم بل فتحوها لنسيم الحياة، ثم أعود إلى عالمي، وأنا أسألني: هل سوف تصلحين العالم؟ نعم أحياناً أعتقد أنني سوف أصلحه. بل أنا واثقة من مقدرتي على إصلاحه. لكنك زمن صامت لا تشير إليّ، ولو بشكل عابر، فلطالما علّمتك تدوين الذكريات على مفكرة الأيّام؟
يمر الزمن من حولي، من فوقي، من تحتي، ويشيخ من كثرة الدوران، أراقبه وأنا ألمع في عزّ الشباب. لم يستطع أن يحني رأسي. فقط يداي ترتجفان عندما أكبت فرحي. لذا أفتح الباب على مصراعيه للفرح، ويهبّ عليّ الفرح من كل صوب، فتنزل دموعي كالأنهار.
من أنا يا زمن؟
سوف أعرّفك بي. هويتي مفتوحة دون زمان ، أو مكان. أحبّ جميع الأماكن التي أعيش فيها، وكلّما انتقلت إلى مكان أشعر أنه المكان المناسب لي لعدة سنوات، ثم تبدأ نفسي تقلقني. ترغب في الرحيل إلى أماكن جديدة، ولا أستطيع صدّ رغباتها، أحمل حقيبة شبه فارغة، وأسافر مملوءة بروح المغامرة والبحث عن كلّ جديد في هذا الكون. هذه هي أنا.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام رجل
- مترجم لغات. . .يجيد ترجمة لغة الكلاب
- محاصرة في جبل الكريستال
- الانتهازية من بين قيمنا المجتمعيّة
- لماذا يكون للقارة القطبية الجنوبية البعيدة دور مهم جدا في تس ...
- شمس محروقة
- ما هي بريطانيا أولا؟ المجموعة اليمينية المتطرفة التي أعاد دو ...
- سلطة الأبناء على العائلة
- سجن يدعى غزّة: كتاب جديد يقدم نظرة مذهلة عن الحياة اليومية ف ...
- افعلها ثانية، وبشكل سليم
- جهنّم، وجهنّم الحمرا، والوطن
- يوم جميل لم يصبح جميلاً أبداً
- هو أبي. . . النّذل
- يقدّسن الزّوج الخائن
- إعادة تعريف الدّعارة
- المكبوت في أعماق النّساء
- تداعيات حملة METOO#
- لا ضرورة للمعارضات السّورية
- عناصر الأمن السوري يعملون كنشطاء سياسيين
- #MeToo


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من أنا يازمن؟