أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - نادية خلوف - #MeToo














المزيد.....

#MeToo


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 14:04
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


التحرش الجنسي الذي يقضّ مضاجع الرّجال في العالم المتقدم، والذي أطاح برؤوس كبيرة استقالة، أو هجرة، وأحياناً انتحاراً. قد لا يعني سوى بعض النخب من الرّجال في عالمنا العربي الذين يتحدثون عن الحملة، وربما يكونون هم من التحرشين أساساً، لكن يرغبون بالظهور بمظهر العصر.
إذا كانت وزيرة سويدية تقول ضمن حملة أنا أيضاً، بأن أحد أعضاء البرلمان الأوروبي وضع يده على فخذها خلال الاجتماع، وإذا كانت محامية تشكو من تحرش القاضي، وإذا كانت مضيفة تشرح صعوبات عملها، وأنها غير مسموح لها بالظهور على الميديا كجزء من عقد العمل، وأن عملها يقيّم سنوياً، وأنها مجبرة على قبول التحرش من الكابتن، أو بعض ضيوفه من السياسيين.
ماذا نقول نحن؟
ربما لو كانت حملتنا" نحن أيضاً " بدلاً من أنا أيضاً لكان الأمر أسلم. نحن العرب، لكنّني أخصّ بكلمة نحن السوريين الذين دخلت تفاصيل حياة بعضهم من خلال عملي السياسي، أو المهني.
بإمكاننا أن نقول أن في سورية عالمان. عالم السلطة الأمنية وتوابعها، وعالم المجتمع، والذي في أغلبه فقير حيث ان هناك قرى وأرياف فقيرة بالكامل، وهناك ثراء طفيلي فاحش.
التّحرش في سورية هو قيمة مجتمعيّة عند النخب في المجتمع الأوّل أي عالم السّلطة وتوابعها، فقد كانت على سبيل المثال إحدى المحاميات تحدثني كيف أتى- " أبو جاسم" محمد منصورة ضابط الأمن السياسي في القامشلي- والذي يقال أنه انتحر أخيراً برميه من علوّ شاهق- إلى بيتها في السّاعة الواحدة بعد منتصف رأس السنة، وقبّل يد أمها منادياً لها بماما، وإلى آخر ما هنالك من افتخار بالتحرش حيث ذهبوا بعدها في زيارة الأقارب، وأجلس حارس أبو جاسم إحدى موجهات المدرسة في حضنه.
هذا هو المجتمع الرّاقي، وفي إحدى المرات، وكان زوجي قد استلم دعوى فلاحين ضد مالك من أرياف الجزيرة ، لكن الأجهزة لا ترغب بذلك فهددوه بالسجن، أتى إليّ أحد أقارب زوجي، وقال لو أنك تدعين أبو جاسم إلى عشاء لأصبح الوضع أفضل، أرعبني كلامه، ولم أنم لعدة ليال، لكنّني أجبته. إنك تعرف مكتب زوجي. هو في المكتب، لا أحد يدخل بيتي، وعندما أقفلت بابي. شعرت أنّني من ممكن أن أنتهك في كلّ لحظة.
عندما تتقدم الفتاة لوظيفة أمنية كمضيفة مثلاً، وهي وظيفة مرتبطة بالأمن الجنائي، فحتى تقبل لابد أن تقدّم تحرشاً ما، وتسكت.
ابنتي الحائزة على ماجستير آداب، وهي كاتبة وصحافية تستشهد بإحدى صديقاتها التي كان يضربها بعض الحزبيين والأمنيين تودداً على قفاها، وعلى الملأ، والتي هي حالياً قامة كبيرة من قامات الثورة، وكلماتها تدور على الفضائيات، وتقول لي ابنتي: ماذا استفدنا من القيم؟
نحن متاحات فإن قرّر ذو سلطة ما في الدولة أو من المليشيا اغتصاب أيّاً منا للذنا بالصمت وكتبنا عن القيم.
تلك القيم في مجتمع السلطة هي قيم المجتمع الفقير التي يقبلها لهم ويرفضها له، ففي الأحياء الفقيرة حيث زنا المحارم، والتحرش الغير محسوب بسبب ظروف الحياة يتبعه قتل لغسل الشرف، وعندما تغادر الأنثى بيئتها الفقيرة إلى بيئة أقل فقراً تتستر على أمورها علّها تكسر دائرة الفقر. في الأحياء الفقيرة والعشوائيات هناك زنى المحارم، وبيوت منتهكة بالكامل.
أما عن القانون، فهو من مشجعي التحرش، ويكافأ المغتصب مثلاً بالزواج من الضحية لو أراد ويعفى من العقوبة، وتقبل به الضحية، وقد يتحدثان عن حبهما على الفيس.
تلك البيوت المتاحة، والتي تنتهك فيها حرمة النساء، فإن حرمة الرّجال منتهكة فيها أيضاً ، فالمجتمع الفقير يتساوى فيه الجنسان، ويذل الرجل عندما تنتهك أسرته، ويصبح عبداً، والحديث يطول، للحديث بقيّة.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنماط حياة والديك يمكن أن تحدد وضعك الصحي كبالغ
- جديرة بالحبّ
- فقط كشف الغطاء
- إذا سيطرت الروبوتات على العالم سيكون لها خمس وظائف من وظائف ...
- النّداء الأخير
- نحتاج للحديث عن المعايير الاجتماعية التي تغذّي الاعتداء الجن ...
- طريق المنزل الطّويل
- الحبّ السّوري المجنون
- حيث لا أمل
- لا تحاول. ليس لك في الطيب نصيب
- لماذا- القيم المسيحية اليهودية- هي أسطورة صافرة الكلب التي ي ...
- يستغل الرّجال قوّتهم، ويتحدّثون كثيراً
- القارة المفقودة
- ليليث
- الدوتشي موسوليني، وصهره شيانو
- هل يثبت حجم الكون أن الله غير موجود؟
- العاطفة أم العقل
- مؤتمر الشّعوب السوريّة
- سيّدة الخبز
- بلاد العشوائيات


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - نادية خلوف - #MeToo