أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - جديرة بالحبّ














المزيد.....

جديرة بالحبّ


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5701 - 2017 / 11 / 17 - 12:47
المحور: الادب والفن
    


ذلك العشق الذي يودي بالروح في مغامرة عفوية غير محسوبة الأبعاد. ويكون الجمال لغته، أو العيون، وربما الصمت هو من أبلغ اللغات.
لا يحتاج الحب إلى الترجمة على جوجل، أو من خلال شخص ما. مفرداته :نظرة، ولقاء، ثم يسير من تلقاء نفسه صعوداً حتى السماء، تتناغم الأرواح، وتنشد تراتيل الحبّ كنوع من الصّلاة.
في مسيرة الحبّ التي قد تنتهي بالزواج ، قد لا يستمر ذلك الوهج الجميل العفوي، وقد ينتهي الحب مع الزواج في أغلب حالاته، وتبقى مرارة طعم الذكرى عالقة على مدى العمر.
الحبّ يسيّرنا، ولا يخيّرنا، فعندما تتماهى نظراتنا، وحركات جسدنا معاً نشكل ذلك الزوج من الطيور الملوّنة، والجنس يعني تماهي الرّوح مع الجسد، وتجسيد الحبّ في حالة سحرية تجعله خالداً حتى في الأساطير. ليس هناك كتب، ولا مدارس تعلّم لغة الحبّ وطريقته. هناك قلوب تخفق بالعشق، وتنسى نفسها في تلك الحالة، ويكون عندها قد اكتمل القمر، وتمّ الوقوع في الحبّ.
. نسينا أن نقع في الحبّ، كما نسينا أن نعلّم أطفالنا قيمة الحياة. تلك الحياة الجميلة التي تستحق أن نعيش أجمل تفاصيلها في حالة جماليّة تمثّل الوقوع في الحبّ.
يشتكي الحبّ من الإهمال. يقول: لم أعد أرى عاشقين متيّمين. كل العشّاق الذين أراهم وهميون. يتحدثون عن حبهم الكبير، وهم براء منه. لذا لا أباركه، ويضيف: أنتم غارقون في الفراغ، وفي الضياع، وفي البحث عن لا شيء.
غادروا أماكنكم المغلقة، واذهبوا إلى الأشجار القريبة تحدثوا معها، وعندما ترتجف أوراقها تكون قد استجابت للغة الرّقة، والجمال. تابعوا الحديث فكل ما يشغلكم عن الحياة هراء.
أنا مثلك أيها الحبّ، فقد ربيت أشجار حديقتي على الخشوع في حضرة الجمال، وأعطيتها من روحي، وارتعشت مع ارتعاشها كما فهمت لغتها.
كان بيني وبينها علاقة عشق، وإذا افترضنا أن العاشق أصبح خائناً فإنّ الطرف الآخر يموت. خنتُ أشجار حديقتي. نعم خنتها، وتركتها خلفي وكانت قد حملت أسرار حبنا الكبير، لم تقو الأشجار على الفراق، فماتت. ماتت تلك الأشجار رغم وجود من يعتني بها. رفضت الغرباء، واستسلمت لحزنها، فقد عودتها على صوتي وفرحي ودمعي، ولطالما تبادلنا الأسرار.
لازلت جديرة بالحبّ لآنّ قلبي بركاناً يتوق أن يتفجّر شوقاً، وصبري متوّج بالكبرياء، صمتي لغة ، حياتي متاهة، وعمري نوع من الفناء.
يليق بي الحبّ لأنني:
بسيطة كماء جدول
حزينة كغناء بلبل
حنيني يشبه نبعاً
دمعي يشبه سيلاً
حزني يشبه بحراً
يسكنني فريق
يتحارب، ويتصالح
وأبقى رهينة الانكسار
عندما لا تجود مواسم الحياة. ألجأ للطبيعة، أصبح طيراً يقتات على الفتات، وأبقى شامخة لأنّني خلقت للحبّ وللوفاء.
نظرت إلى مرآتي فصاحت: ما أجملك!
أعرف أيتها المرآة . لا أحتاج لمن يذكّرني، فعندما أجلس على كتف الزّمن أتأمّل في الحزن والصبر، في الحنين، والهوى. أحث السّير جهة الغابة كي أختار هديّة لذاتي العليا، وأكافئها. أغني بملء فمي، ويرقص على صوتي الثعابين، والطيور، وأبناء آوى، فتضجّ الغابة بالجمال.
جديرة بالحبّ لأنّني أجمع بين كلّ الفصول، وتشرق شمسي حيث أكون غارقة بأمطار الشتاء، تتفتح أزهاري في المساء، أعصف أكثر من خريف، وأضحك أكثر من ربيع. تقول لي ذاتي: هذا هو الجمال. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط كشف الغطاء
- إذا سيطرت الروبوتات على العالم سيكون لها خمس وظائف من وظائف ...
- النّداء الأخير
- نحتاج للحديث عن المعايير الاجتماعية التي تغذّي الاعتداء الجن ...
- طريق المنزل الطّويل
- الحبّ السّوري المجنون
- حيث لا أمل
- لا تحاول. ليس لك في الطيب نصيب
- لماذا- القيم المسيحية اليهودية- هي أسطورة صافرة الكلب التي ي ...
- يستغل الرّجال قوّتهم، ويتحدّثون كثيراً
- القارة المفقودة
- ليليث
- الدوتشي موسوليني، وصهره شيانو
- هل يثبت حجم الكون أن الله غير موجود؟
- العاطفة أم العقل
- مؤتمر الشّعوب السوريّة
- سيّدة الخبز
- بلاد العشوائيات
- العدوان الصّامت، والصّائت
- لماذا تغيير التوقيت مهم للعقل


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - جديرة بالحبّ