أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - فقط كشف الغطاء














المزيد.....

فقط كشف الغطاء


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5700 - 2017 / 11 / 16 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن السوريون لم نتغير منذ أن أصبحت دمشق تكنى بقلب العروبة النابض، بينما كانت تترّك، وتأمرك ، وتفرّس على مرأى من الجميع.
ليس هذا فقط. بل إنّ هذا القلب النابض يضمّ من العرب المأجورين والمرتزقة من السياسيين والفنانين والكتّاب، وقد صنع سوقهم في سورية، لكنّني ما أستغرب منه كيف يمكن لشاعر مثل الجواهري أن يمدح الأسد، ولماذا لم يمدح صدام ويبقى في مكانه. وكذلك مظفرّ النواب، ونزار قباني والرحابنة، وربما يقول أحدكم أن نزار كان ثائراً، وأنا أقول كان نزار كما الريح أين يطيب له الهوى يستريح، وعندما طاب له هوى صدام تزوج فتاة شابة مع قصة حبّ من تأليفه، وهي من عائلة مؤمنة بصدام وعرفات ولها وظيفة مرموقة.
أما أدونيس ذلك الكاتب العابر للقارات، فعندما أغدق عليه الطالباني، ومباشرة، وبعد مغادرته من بيته أعلن أن العرب أمة سوف تنقرض.
كل الذين كانت منابرهم سورية كانوا يقبضون لكن-ليس من الأسد- فهو معروف أنه يأخذ ولا يعطي.
ذكرت بعض الأسماء اللامعة على سبيل الذّم بالأشخاص، وليس العمل، فأنا من المعجبات بقوة اللغة في قصيدة الجواهري التي مدح بها الأسد.
بيننا من يعرف الحقيقة، ويسعى لإظهار نفسه بطريقة الثورية، وعندما تتابعه تعتقد أنه لا زال في المرحلة الابتدائية يكتب مواضيع الإنشاء.
في سورية تنوّع قومي وثقافي، لكن أبرز من ظهر على الساحة السياسية هم العرب والأكراد، ورغم أن بعضهم كان معتدلاً لكن صوته غير مسموع، ومع أنّني أؤمن بحق الشّعوب، لكنّه في العصر الحالي لا يتجاوز هذا الحق كونه أمر واقع لا يؤثر فيه النّضال، فالرأسمال هو الذي يتحكم بالموضوع، ولو اعترف العالم باستقلال كردستان أو كاتلونيا لصفقنا لهما، وكتبنا عن انتصار الشعوب.

إنّ البعض منا كان يعرف أن موضوع القضية الفلسطينية هو أمانة بيد أمريكا، لكن في كل مرة نخلق حرباً ننتصر فيها، ونخسر أبناءنا والمشكلة أننا كنا نصدقهم. فقد غسلوا أدمغتنا بالتدريج، وهذا ما حدث في موضوع كردستان، فقد كان بعض القافزين إلى عالم المصلحة يروجون أن موضوع الاستقلال بات في حكم المنتهي، وأغلبهم من الأكراد السوريين ، وهم مدركون تماماً أن أي موضوع يطرح لا علاقة للشعوب به، وليس القرار لها. وهم المسؤولون عن خيبة الأمل التي تمّت فيما بعد، لأنّ رئيس الإقليم السيد البرزاني لم يقل أن الاستقلال على الباب. بل قال الاستفتاء إجراء غير ملزم.
لا يوجد شعب متعدد القومية والدين في سورية حالياً . تغير الأمر. يوجد اليوم شعوب سورية إيرانية، وشعوب سعودية، قطرية ، تركية، روسية ، وحتى سيساوية، وكلهم لهم جيوش، وناطقين إعلاميين. فقط الشعب السوري أصبح بكل مكوناته كالهنود الحمر داخل سورية .
قد يسأل أحدكم وما هو الحل؟
لن يكون الحلّ بمقال. الحل في تغيير الثقافة، وإذا كان تعريف الانتهازية وفق القواميس الغربية هي استغلال الفرصة بذهن منفتح للحصول على امتيازات يعتقد من يحصل عليها أنها أبدية، وهم يقصدون في ذلك مجال الأعمال فالشخص الانتهازي شخص منفتح الذهن. ما يجري في سورية ليس انتهازية. هو بيع وشراء لأرواح الآخرين، ولا بد من تغيير الثقافة المجتمعيّة التي تعتمد على مبدأ إما أنا أو الطوفان، ومع أنّ الطوفان حلّ، لكن لازال الموت قيمة، وليس للحياة قيمة.
إن ما يجري على الأرض هو أمر متوقّع ضمن هذا الانقسام في الانتماء إلى دولة ما، وعندما يأتي يوم ننتهي فيه من تقديس البلاط وحواشيه سوف نضع رجلنا على أول الطريق.
هذه هي سورية الأسد. لم يتغيّر فيها شيء سوى أنّ الغطاء قد كشف عن الصراع الذي كان موجوداً، وأصبح أكثر دموية.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا سيطرت الروبوتات على العالم سيكون لها خمس وظائف من وظائف ...
- النّداء الأخير
- نحتاج للحديث عن المعايير الاجتماعية التي تغذّي الاعتداء الجن ...
- طريق المنزل الطّويل
- الحبّ السّوري المجنون
- حيث لا أمل
- لا تحاول. ليس لك في الطيب نصيب
- لماذا- القيم المسيحية اليهودية- هي أسطورة صافرة الكلب التي ي ...
- يستغل الرّجال قوّتهم، ويتحدّثون كثيراً
- القارة المفقودة
- ليليث
- الدوتشي موسوليني، وصهره شيانو
- هل يثبت حجم الكون أن الله غير موجود؟
- العاطفة أم العقل
- مؤتمر الشّعوب السوريّة
- سيّدة الخبز
- بلاد العشوائيات
- العدوان الصّامت، والصّائت
- لماذا تغيير التوقيت مهم للعقل
- العودة إلى الفردوس


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - فقط كشف الغطاء