مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 11:36
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مماطلة لم تعد تجدى نفعا ..زفرت وهى تراقب الطرقات وهى تمضى سريعا عبر نافذة الترام تضرب فى قلب شوارع الاسكندرية وهى تمطر
تضم يدها حول جسدها تحاول ان تحميها من البرد برغم الازدحام والاختناق من الانفاث اللاهثة التى تحيطها
من كل جانب تريد الفوز بمقعد خالى من اجل بضع دقائق من الراحة كى تتنفس
تشرد عليها العودة من جديد لصنع نفس الطقوس اليومية فى البيت منذ عشرين عام لم تعد تصنع شىء لنفسها
لم تكن قد تخرجت من سنتها الجحامعية الاخيرة وقد انجبت ابنتها البكر..لم يكن هناك وقت للراحة
كل يوم ياتى بمتطلبات جديدة ..فكرت فى تلك الجمعية التى تنتهى قريبا ولكن ستحل عوضا عنهعا عندما اتاها
صوت البائع من بعيد ومعدش ينفع جميعة ده ربك هو اللى ممشيها من عنده"تنهدت فى غيظ
عليها ان تردع نفسها اكثر واكثر ان تتحمل من اجل عدم الانفاق سوى على الضروريات
من لحياة...الى متى ستفكر فى كل هذا ؟
تشتم رائحة طعام نسيت ولكن معدتها قد احتجت فذكرتها ..راقبت الطريق لقد اقتربت محطتها وتعود
الطعام جاهز منذ ليلة امس اوصتهم ان يتركوا لها ..لقد اعتادوا ان تتغيب عن البيت ليومين
من عمل لاخر تسهر فى حتى الصباح ..الى متى ستتحمل قدمها فكرت ..لقد تخطت الخامسة والاربعين ولم ترتح بعد
هل يمكن ان ترتاح قليلا فى النهاية ام انها الى اخر لحظة ستكون باردة جائعة خائفة من الغد..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟