أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح شاهين - ميلاد مر أو -يلعن ابواسرائيل-














المزيد.....

ميلاد مر أو -يلعن ابواسرائيل-


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5694 - 2017 / 11 / 10 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


فيلم "ميلاد مر"؛ أو
"يلعن أبو إسرائيل"
ناجح شاهين
متأسف جداً. ليس من اللائق أن أشرع في ذكر ما يصلح في الفن وما لا يصلح. لا يجوز أن أستدعي أرسطو وأنفض عنه غبار الألفيات والقرون. لكن ما العمل إذا كان بنو جلدتي يصرون على الهتاف والصراخ في المناسبات كلها. من أيام "تجوع يا سمك البحر" في إذاعة صوت العرب، ونحن نصرخ دون أن ندري المغزى من ذاك الصراخ.
إذن الهتاف والشتائم تحل محل التفكير أو النقد أو الجمال أو الوصف أو الاستنتاج أو التجريب ...الخ كأننا تخلينا عن أنشطة الإنسان المختلفة، واحتفظنا منها بما يناسب "الطوش" في الحارات أو بين العشائر.
فيلم "ميلاد مر" للأسف الشديد المنتج هذا العام بجهد فلسطيني/أردني مشترك لا يخرج عن قاعدة الشتم الساذج الذي قد يصب في خانة الإسرائيلي المشتوم الذي يستفيد من تعاطف المشاهدين معه بسبب الشتم غير المسوغ والمبالغ فيه في سياق الفيلم. دعونا نستعرض "عشوائياً" بعض ملامح هذا الإنتاج الجديد الذي عرض ليلة أمس للمرة الأولى.
ليس هناك حبكة أو قصة أو عقدة. هناك مشاهد متجاورة منفصلة لا علاقة لواحدها بالآخر. يجمعها على نحو اعتباطي أنها جميعاً تشتم الاحتلال وتلعن أباه وأمه. ويميز هذه المشاهد أنها غير واقعية على الرغم من "وقائعيتها" الشديدة. يمكن أيضاً للمرء أن يقع بسهولة تحت الانطباع بأن الفيلم أعد من أجل مشاهد أجنبي وليس فلسطينياً أو عربياً. هنا تزداد المصيبة وتكبر لأن تصوير الآخر "الإسرائيلي" يخلو من أية نكهة "إنسانية" واقعية. وسنفصل في ذلك بعد قليل.
التفاصيل في الوقائع واللغة والحوار تثير الابتسامة الساخرة أكثر من التعاطف. أحياناً لم أتمكن من التعاطف مع "أم زهدي" أم الشهيد بسبب بؤس الاستعراض الفج المباشر. أما مشهد إغلاق الجيش للمسجد فيفيض بالافتعال الذي يقشعر له البدن. يخبرنا أحدهم بسذاجة: "الجيش الإسرائيلي سكروا الجامع." الجيش الاسرائيلي؟ جد؟ مش جيش مدغشقر؟ بالطبع نعرف جميعاً أنه لا يمكن لأي منا أن يقول "الجيش الإسرائيلي". نحن نقول: "اليهود، الجيش، المستعربين، القوات الخاصة، المشمار كفول، حرس الحدود، تبعون الطواقي الحمر...الخ" أما الجيش الإسرائيلي فهذه صيغة إذاعة المملكة الأردنية الهامشية أو إذاعة فلسطين. ربما من هنا جاء الالتباس.
بالطبع هناك طرافة مذهلة في التعليقات. أم زهدي علقت على تسكير الجامع بالقول: "هذول ما عندهم دين." لا تملك إلا أن تبتسم.
ويطم الوادي على القرى إقحام رجل مسيحي نزل من المريخ يعرف الضابط الإسرائيلي (كيف؟ لا نعرف) أنه مسيحي. ويقول له بشكل فج: "انت مسيخي شو دخلك؟" بالطبع نتلقى خطبة موجهة على نحو ساذج: "أنا عربي فلسطيني، وزي ما بدافع عن الكنيسة، بدافع عن المسجد...الخ". "وأنا مسيحي ورايح أصلي مع المسلمين..الخ"
إذا كان هذا الفيلم تعليمياً وموجهاً للأطفال "ماشي الحال"، أما إذا كان غير ذلك فنرجو عدم الإفراط في السذاجة: نعرف جميعاً أن حزب الله العظيم أصبح "حزب اللات" بسبب حزيرة سني/شيعي. ومهما هتف المخرج والمنتج بوحدة المسلمين والمسيحيين فهذه قصة تحتاج إلى ما هو أكثر من الهتاف، ومن إقحام مشاهد لا علاقة لها بحبكة الفيلم، إن كان له ما يشبه الحبكة أصلاً.
بالطبع تأتي المحاولة البائسة جداً لشيطنة العدو على نحو لا علاقة له بالإمكان الواقعي لتظهر الفشل الكامل للفيلم في التقاط البشر الحقيقيين وطبيعة صراعاتهم. في خضم السذاجة والإسفاف في رسم الاسرائيلي وحشاً على نحو يتفوق على قدرة البشر على التوحش يعود الفيلم إلى مستوى أحمد سعيد وسمك البحر.
قمة هذا الفشل –أو قاعه- عندما يأتي ضابط إسرائيلي متوحش ملامحه تنتسب لأكلة لحوم البشر بإمساك راهبة في الكنيسة من رقبتها وخنقها بيده ووجهه مبتسم تماماً ومبتهج، وهي توجه دعاءها لإلهنا الذي في السماء.
أنا أيضاً توجهت بالدعاء أن لا يتم عرض هذا الفيلم في أي مكان، خاصة في بلاد "الاخرين" لأنه فضيحة تسيء لفلسطين وقضيتها. ونتمنى أن يتمكن "الفنان" في بلادنا العربية من تقديم فن حقيقي يعالج القضايا بعيداً عن الخطابة والشتائم. الفن كشف عميق جميل وساحر ومبدع وليس طوشة ساذجة في الحارة. بالطبع لا تعدم البلاد العربية نقاداً وفنانين كان يمكن أن يضيئوا مساحات كثيرة لصانعي الفيلم الذي لا يبدو أنه قد تلقى مراجعة نقدية كافية قبل إقراره.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب اللات في مواجهة السعودية
- أمريكا في زمن الجزية
- وعد بلفور/السياق التاريخي
- سراب الاصلاح في السعودية
- حزب الله، المصالحة الفلسطينية، وإسرائيل
- عيون القلب/نجاة الصغيرة
- ملكة في بيت زوجي
- التابع والمتبوع
- كردستان وسوريا والولايات المتحدة
- قراءة أخرى في 11 سبتمبر
- قيس وليلى وعذرية المراة
- خطيب عرفة والتقرب إلى الله بذكر آل سعود
- الحرية والفلتان
- الثورة: التاريخ والاقتصاد السياسي
- ديكور حقوق الإنسان
- فضائية القدس والجهاد السعودي القطري
- قطر: نهاية أحلام الطفولة؟
- قطر: الأسطورة والواقع
- انتخاب ماكرون وكسر قدم ابنتي الصغيرة
- حدود الديمقراطية الليبرالية


المزيد.....




- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح شاهين - ميلاد مر أو -يلعن ابواسرائيل-