أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - المجتمع الدولي المعنى والمبنى














المزيد.....

المجتمع الدولي المعنى والمبنى


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يندر أن تسمع نقداً أو وصفاً للمذابح والمجازر التي يمارسها أولئك الذين يقومون بالهجوم المعاكس على ثورات الربيع العربي ، ولا سيما في سورية والعراق وليبيا واليمن ، دون أن يكون هذا النقد أو التوصيف مقروناً بإدانة صمت و / أو تواطؤ " المجتمع الدولي " . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : من وما هو هذا المجتمع الدولي الذي بات صمته موضع إدانة ثورات الربيع العربي كلها ياترى ؟ هل هو المليارات السبع لسكان كوكب الأرض ؟ أم هو تلك الدول والدويلات ( ذات السيادة ) التي تضمها هيئة الأمم المتحدة والتي يدور عددها في فلك المائتي دولة ودويلة ؟ ، أم هو أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر ؟ أم هو الدول النووية الكبيرة والصغيرة ؟ أم هو الدول الصناعية ؟ أم هو الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن الدولي ؟ ، أم هو الأعضاء غير الدائمين العشرة في هذا المجلس ؟أم هو دول ال (٥ + ١) ؟. أم هو مجموعة العشرين ؟، أم هو الدول الديموقراطية في أمريكا الجنوبية ، أم...أم...أم...؟.
إن المقاربة الصحيحة للإجابةالصحيحة على هذا السؤال الملتبس، تقتضي من الباحث ، أن يلتزم بمنهج علمي يقوده إلى الجواب الصحيح ، ومن جهتنا فلسوف نستخدم منهجا خاصاً بنا نطلق عليه اسم " منهج الإحالة " ، ونقصد بذلك : إحالة المجهول إلى المعلوم ، والأقل أهمية إلى الأكثر أهمية ، والخاص إلى العام ، والمؤقت إلى الدائم ، والحاضر إلى الماضي ، والغائب إلى الشاهد ، هذا إضافة إلى الكربلة والغربلة العقلية لكافة المعلومات التي يمكن ألاّ تقع في إطار هذا المنهج .
وإذا ماطبقنا هذا المنهج ( منهج الإحالة )على موضوعنا ، فلابد أن نجد أنفسنا وجها لوجه أمام الدول الكبرى النووية الخمس، صاحبة حق الفيتو في مجلس الأمن ، بل وبمزيد من التطبيق والمتابعة وفق هذا المنهج ، فسنجد أنفسنا وجهاً لوجه أيضاً أمام دولة واحدة وحيدة فقط ، ألا وهي أقوى دولة نووية في العالم، إنها الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي هي بالتالي المعنية بمفهوم" المجتمع الدولي " الذي تشكو وتدين صمته ثورات الربيع العربي عامة والثورة السورية خاصة .
في هذا اليوم بالذات والموافق اليوم الأخير من شهر مارس 2017 ، كشف " المجتمع الدولي" عن موقفه الحقيقي حيال آخر وأهم ثورات الربيع العربي ألا وهي ثورة 18 آذار 2011 السورية عندماأعلن وزير خارجية ترامب من أنقرة " أن وضع الأسد ومصيره على المدى البعيد سوف يقرره الشعب السوري " (!!) ، وكانت قد سبقته السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي بالقول : " إن إبعاد بشار الأسد لم يعد أولوية لسياسة واشنطن في سوريا "(!!) ، وتبعهما وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرلوت داعياً إلى "عدم التركيز على مصير الرئيس بشار الأسد " (!!) في إطار المساعي للتوصل إلى حل سلمي .
واقع الحال أن مانسمعه وما نراه اليوم لا يعتبر أمراً جديداً على الثورة السورية . فلقد كانت تصريحات أوباما وشلة " أصدقاء الشعب السوري (!!) " على مدى السنوات الست الماضية من عمر الثورة كافية لكي يفهم من يريد أن يفهم من الشعب السوري أنه ليس لهم أصدقاء في هذا العالم الرأسمالي عالم احتكار" المصنع والمدفع" ، عالم احتكار " الأسلحة النووية "،عالم استعمار الشعوب الضعيفة ونهب خيراتها والحيلولة دون تطورها ، عالم سايكس ـ بيكو ، عالم غزو العراق 2003 وتدمير نظامه الوطني لصالح " شلة " من المرتزقة الطائفيين والشوفينيين ، عالم غزو سوريا 2015 و 2017 وتدمير ثورتها الوطنية والشعبية ، بحجة محاربة صنيعتهم ( داعش ) وذلك لصالح نظام طائفي وراثي أطلقواعليه هم زوراً صفة " علماني " ذلك أن " الطائفية " تتناقض تناقضاً جذرياً مع العلمانية شكلاً ومضموناً ، إنه عالم الثورة المضادة لثورات الربيع العربي وتدميرها حيثما وجد ت في أرض العرب ، إنه بكلمة واحدة "عالم التآمر" على الشعوب الضعيفة وسرقة مافي جيوب أبنائها ، وتقاسم هذه المسروقات مع حكامها العملاء ، ولكن هذا التقاسم بين الطرفين غالباً ماجرى ويجري على قاعدة " من الجمل أذنه " .
إن مثل هذا العالم بمثل هذه الصفات والمواصفات، التي أتينا على ذكرها أعلاه ،لايمكن إلاّ أن تغيب عن ممارساته الإمبريالية في بلادنا قيم الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة، وأيضاً قيمة المواطنة ، وذلك لحساب قيم الدفع عداً ونقداً (ماركس) وحساب ترجيح المصالح الخاصة على المصالح العامة ، الأمر الذي يعني أن على أبناء العالم الثالث ، ومنهم أبناء الربيع العربي ، ومن هؤلاء ، أبناء الثورة السورية ، أن يعتمدوا على أنفسهم أولاّ وآخراً ، وأن يعلموا أن شعار( مالنا غيرك ياالله ) ، يجب ألاّ يعني بحال التواكل والقعود والاعتماد على " الحظ " أو على النصر السهل الذي يمكن أن يهبط عليهم من السماء دون تعب أو عناء .
لقد سئلت ( بضم السين ) ذات مرّة ، الفيلسوفة الفرنسية " فرنسوا زاغان " عن رأيها في مسألة (الحظ )، أي عملياً مسألة التواكل والقعود والانتظار ، فكان جوابها : ( إنني أومن بالحظ ، ولكنني أومن أنه كلما زاد عملي كلما زاد حظي ) . هذا مع العلم أن المقولة الإسلامية التي سبقت مقولة فرانسوا زاغان بقرون عديدة ، ألا وهي الحديث الشريف " إعقل وتوكل " ( رغم أن بعضهم وصفه بالضعيف )هي مايجب أن يكون رائد ثوراتنا ، من حيث أن التوكل في الحديث الشريف قد جاء مشروطاً ومقروناً بالعمل .
ياإخوتي في الثورة السورية ، تابعوا مسيرتكم العادلة ، ولا تنتظروا شيئاً من " المجتمع الدولي " وثقوا أن النصر سيكون حليفكم ، شاء من شاء ، وأبى من أبى ( بالاعتذار من أبي عمار ) إن لم يكن اليوم فغداً ، وإن غداً لناظره قريب . والله أعلم ( تيمناً بأستاذنا ابن خلدون ) .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الوريث أو الكذبة الكبرى
- الذاكرة السياسية الحلقة الخامسة
- كلمة صغيرة في إغلاق نتنياهو لقناة الجزيرة
- أزمة الخليج المفتعلة والهرولة إلى واشنطن
- من وحي أزمة الخليج
- مكافحة الإرهاب نعم ...ولكن
- الذكرى الخمسون لاحتلال الجولان
- الخامس من حزيران 1967 الذكرى الخمسون
- حلب القدس ومحمود درويش
- في الذكرى 69 لنكبة فلسطين
- قراءة لوثيقة حماس الجديدة
- داعش والإرهاب أو جدلية الدين والسياسة
- إنهم يحلون مشاكلهم على حساب دماء أطفالنا
- وقفة نقدية مع الماضي
- ثلاث وقفات مع نزار قباني
- تستور ياشيخ لافروف
- سوريا ليست للبيع يابشار
- المسألة السورية في مرحلة مابعد حلب
- عشرة أيام حيّرت العالم
- من وحي حلب الشهباء


المزيد.....




- كيف ستقيّم إدارة ترامب نجاح ضرباتها على المواقع النووية الإي ...
- احتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانية
- خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمرا ...
- إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق ...
- الجزيرة تبث صورا لدمار منشأة أصفهان النووية بعد الضربة الأمي ...
- ثلاثة سيناريوهات محتملة بعد الضربة الأميركية على إيران
- مدير مكتب الجزيرة بطهران يوضح.. لماذا تأخر رد إيران وما شكله ...
- نزيف دماء مجوعي غزة مستمر على أعتاب مراكز توزيع الأغذية الأم ...
- ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
- أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - المجتمع الدولي المعنى والمبنى