أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - نعجة أم حسين














المزيد.....

نعجة أم حسين


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5618 - 2017 / 8 / 23 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




(نعجة أم حسين)
محمد الذهبي
أم حسين نذر ابنها نذرا أن يذبح خروفا إذا ما ترفع رتبة كي يصبح نائب ضابط، وفعلا ترفع حسين ووضع نجمة صغيرة على التختة الخضراء، وأعطى لامه ثمن الخروف، فاشترت أم حسين نعجة مراعاة لابنها ضعيف الحال، لكنها نعجة ميؤوس منها، فقد كانت مصابة بالزكام والمخاط يملأ وجهها، وأم حسين جهدت ان تسمّن النعجة حتى تذبحها، فأخذت تعطيها البرسيم والخبز اليابس وقشور الرقي في كل وقت، انتفخت النعجة وحار الزقاق جميعه بنعجة أم حسين، واختلفت الآراء في كيفية معالجتها، فصار ان يقتطعوا اذنها، والنعجة المسكينة تصرخ عاليا، كنت حينها طفلاً صغيراً وبكيت لبكائها، وخصوصاً بعد قطع اذنها، ورأيت الجميع قد تعاطف مع هذه النعجة، وتساءلت حينها مادخل الانتفاخ الذي تعانيه النعجة بقطع الأذن، وأقسمت إنني لا اقرب طعاما يكون مطبوخاً بلحم تلك المسكينة المزكومة المقطوعة الأذن ، العجفاء الفقيرة التي لم نسمع صوتها الا بعد ان ضج بها الالم، من الانتفاخ حيناً وحيناً من الكارثة الاخرى وهي قطع الاذن على قاعدة: الجرح يسكنه الذي هو أألمُ.
اليوم فقط تذكرت نعجة ام حسين المسكينة عندما قرأت ان سفير اميركا السابق رايان كروكر يترأس مجموعة تسمى مجموعة رسم مستقبل العراق وتتألف من 63 عضواً، وهذه المجموعة ستعطي لاميركا تعويضا عن ديون العراق التي بذمته ملكية خاصة فيه، وستتيح للقوات الأميركية التواجد على أرضه لأمدٍ بعيد، عندها فقط علمت إن النعجة لم تكن مظلومة بإجحاف، فهي تعذبت قبل الذبح، لكنها ذبحت وارتاحت من معاناتها، في حين ان مسعود يسعى جاهدا لقطع اذن العراق وهو يمسك السكين منذ اكثر من اربعة عشر عاما، ويومياً يهدد بقطع أذن العراق وربما لسانه وحتى إليته ان يتاح له ذلك، فكما يبدو ان العراق صار خروف نذر لمسعود، واميركا تقترح بشأنه الخطط بعد ان أفشلت التيارات الإسلامية التي لم تتورع عن سرقة البلاد والعباد، أميركا تريد وجوداً دائما في العراق، والسعودية تريد وجودا دائما في العراق وايران تريد وجودا دائما في العراق وتركيا أيضا، هذه الدول رأت ان الأجواء مناسبة لتفعل أي شيء وان من يسيطر على العراق الآن ضعيفاً خاوياً منزوع الإرادة والكرامة، لا يشبه زعيماً ثائراً يقاوم أو ينتحر على الأقل صونا لكرامته وكرامة الشعب، سياسيون همهم الأول والأخير السلطة التي تجود بالمليارات ، حتى إن أسماءهم صارت متداولة في اكبر الفضائيات والصحف العالمية بثروات مهولة سرقت من أفواه البسطاء الذين انتخبوهم بأوامر وتأييد من المرجعيات الدينية التي اعتادت على تكفير وتفسيق الأحزاب ، ولكنها توقفت عند هؤلاء ، لم تعترض ولم تبارك، في حين شغلت بعض الفضائيات العراقية الممولة بعرض أسماء أربعة وعشرين بريئاً وجدتهم مسمار جحا لتضع سرقة رؤساء الكتل والأحزاب برقبتهم وتصم سمعها عن المليارات المسروقة.
أميركا وبعد ان قطعت أذن العراق وانفه وساقيه ، ستعود ثانية لتصنع له أعضاء بديلة، لكنه سيبقى بلداً مهمشاً ، أشبه ما يكون بمسخ الروائية البريطانية ماري شيلي ، والذي يبقى ينتقم من خالقه طالب الكيمياء فرنكشتاين بقتل اقرب الناس إليه حتى يقضي عليه أخيراً في مطاردة طويلة.










غ



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخاتمةُ الكتاب الى الكتابِ
- موسم أصدقاء الله
- أ أنتَ عصيُّ الدمع أم زانك الكِبرُ
- هرم المغني
- عاشق لمساحة زرقاء
- قصيدة الى الله هذا الزمان
- أنا وروحي على الدربين ننتظرُ
- زيارة الى كربلاء
- ثملٌ
- فضيلة
- الحياة اكثر اتساعاً من قاعة الامتحان
- انحراف المآذن
- رائحة امي
- لا أريد ان افسد فرحكم بالنصر
- القاتل والمقتول يبكيان
- اسماء القتلة في قائمة شهيدٍ عائدٍ الى الحياة
- تحت الاضواء
- الحدباء
- ظل الأفعى وظلال الحمير
- طير السعد


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - نعجة أم حسين