أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - دور عرفات (صاحب الشنطة) في فوز حماس















المزيد.....

دور عرفات (صاحب الشنطة) في فوز حماس


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


-1-
بعد فوز حماس بـ 76 مقعداً في المجلس التشريعي الفلسطيني، وضمانها للأغلبية في هذا المجلس، وتأهلها لتشكيل الحكومة الفلسطينية، ورفض تنظيم فتح المشاركة بهذه الحكومة، وهو رفض مبرر ومعقول، حيث لا قواسم سياسية مشتركة بين فتح وحماس لا قبل هذه الانتخابات ولا بعدها، فلا بُدَّ أن حال حماس كحال من راحت منه السكرة وجاءت الفكرة. وقد أفاق من هول المفاجأة، وبدأ يضع رأسه بين يديه، ليرى ما هو فاعل غداً. ولعل خير تشبيه لحال حماس الآن، هو حال الفقير المُعدم، الذي ربح فجأة الملايين بورقة يانصيب (البريمو).

-2-

لماذا فازت حماس هذا الفوز المبهر، وإن لم يكن المفاجئ، فكل القرائن السياسية كانت تشير إلى فوز حماس ولكن بالطبع ليس على هذا النحو الذي تم.

لقد قيل الكثير حتى الآن في أسباب هذا الفوز، نجملها في التالي:

1- فساد وتسيب الإدارة الفتحوية في عهد عرفات بالذات (صاحب الشنطة) (كان عرفات يزور المسؤولين، ومعه شنطة فيها دولارات نقدية، ينثرها عليهم نثر المُعزِّ لذهبه على الشعراء). فلا شك بأن تراكمات عهد عرفات الفاسد لعشر سنين خلت (1994-2004)، الذي وصلت رائحة فساده إلى السماء السابعة. فقدكشف النائب الإداري العام للسلطة الفلسطينية، عن سرقة 700 مليون دولار، تمّ نهبها من الخزينة العامة، في السنوات القليلة الماضية. كما كشف عن توقيف 25 متهماً، وهروب عشرة من المتهمين الكبار، خارج البلاد كما نقلت الأخبار بالأمس، وكما كتب باسم النبريص من داخل فلسطين (700 مليون دولار سرقات والبقية تأتي، إيلاف، 6/1/2006). وهذا الفساد هو الذي أوصل حماس إلى المجلس الاستشاري الفلسطيني بهذه القوة. وهذا هو سبب احجام عرفات ورفضه المتكرر لاجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية منذ عام 2000 ، بحجة وجود الاحتلال. وقد ثبت اليوم بطلان هذه الشعوذة السياسية. بل اثبت الاحتلال الأمريكي للعراق والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين بأنهما خير ضمانة للديمقراطية أكثر من الاحتلال السوري للبنان مثلاً. فالاحتلال الديمقراطي يأتي بالديمقراطية، والاحتلال الديكتاتوري يأتي بالخراب.

2- استطاعت حماس أن تعرف من أين تؤكل كتف الشارع الفلسطيني. فالأموال التي تلقتها حماس من الخيّرين العرب والعجم، ومن المزكّين، وأصحاب العطاءات، استطاعت أن تستفيد بها، وتجندها لخدمة أهدافها. ففي غياب الدولة الفلسطينية العرفاتية عن الساحة الفلسطينية في غزة بالذات وانشغالها بالنهب والسرقة وبناء القصور وامتلاك السيارات الفارهة والأرصدة البنكية المنتفخة، حلّت حماس محل هذه الدولة العرفاتية الفاسدة في إقامة المشاريع الصحية والتعليمية والاجتماعية، ومنح فرص العمل للعاطلين، وتعليم الطلبة.. الخ. فقامت بما قصّرت به الدولة. فكانت هي الدولة المحبوبة في غزة، وفي جزء من الضفة الغربية، في ظل الفقر والبطالة التي وصلت إلى 70 بالمائة في غزة، وفي ظل تدني مستوى المعيشة الذي وصل معه دخل الفرد إلى أقل من 600 دولار في السنة.

ومن هنا نرى، أن الذين انتخبوا حماس، هم الجوعى والفقراء والعاطلين عن العمل، وما أكثرهم في غزة والضفة الغربية. وأن المعدة الفلسطينية الخاوية، والأقدام الفلسطينية الحافية، والأجسام الفلسطينية العارية، وساكني المخيمات وبيوت الصفيح منذ نصف قرن، هم الذين انتخبوا حماس، وليس العقل الفلسطيني.

3- لا شك بأن الحلف الثلاثي (فلسان) غير المعلن بين الجماعات الفلسطينية المسلحة بقيادة حماس وبين سوريا وإيران وفصائلها المسلحة في حزب الله وحركة أمل، كان له الأثر السياسي الكبير في الشارع الفلسطيني الذي كان يقول إذا كانت أمريكا وأوروبا في ظهر فتح، فسوريا وإيران في ظهر حماس. وهما أكثر قبولاً ومحبة في الشارع الفلسطيني من أمريكا الملوثة أيديها في القضية الفلسطينية.

4- لقد كان لاسرائيل وأمريكا الدور الفعال سياسياً وأمنياً في ايصال حماس إلى المجلس التشريعي الفلسطيني على هذا النحو، وعلى عكس ما يعتقد معظم المحللين، الذين يبدو لهم هذا السبب ضرباً من الوهم والخيال. فأمريكا واسرائيل تعتبران أن فضح شعارات حماس السياسية المختلفة واسقاطها لن يتم إلا باعتلائها كرسي الحكم. فالشيطان لا يُعرف إلا عندما يحكم، ولا يظهر إلا بالتفاصيل. وقال هيجل "أن التجاوز لا يتم إلا بالتحقيق". بمعنى أن لا تجاوز لمرحلة أو أفكار إلا بتحقيقها على أرض الواقع الذي هو المختبر القاسي للأفكار. وهذا ما دفع أمريكا أيضاً إلى الضغط بشتى الوسائل لايصال 88 نائباً من الإخوان المسلمين إلى مجلس الشعب ليرى الشعب المصري غداً ماذا سيفعل له الإخوان من اصلاحات، يدّعون أنهم قادرون عليها. كذلك الحال مع حماس.

5- إن اسرائيل وأمريكا تؤمنان بأن السلام مع حماس ذات اليد النظيفة – فيما لو تمَّ كمعجزة – أبقى وأعمق جذوراً وأقوى ساقاً من السلام مع فتح ذات الأيدي القذرة والملوثة بالفساد العرفاتي الكريه. وأن الشارع الفلسطيني يصدُق حماس ويكذّب فتح، لتجربته المريرة مع حكم فتح. وأن الشارع الفلسطيني سيقبل من حماس ما لا يقبله من فتح. وأن سلام حماس العسير والصعب، أطول عمراً وأبقى أثراً من سلام فتح الهين اللين. وأن ما بعد العُسر يُسراً مع حماس. في حين أن ما بعد اليُسر عسراً مع فتح كما ظهر لنا الآن. وهو ما أثبتته الأيام منذ 1994 حتى الآن. فـ "أسلو" اليسيرة أصبحت عسيرة في يد فتح والعرفاتيين. في حين أن التهدئة العسيرة أصبحت يسيرة في يد حماس.

6- أصبح الشارع العربي منذ عام 1967 ، وبعد الهزيمة الكبرى، كافراً بكل قيم التنوير والحداثة والتقدمية والعلمانية والاشتراكية، وكل الشعارات التي كانت مرفوعة قبل 1967. وأصبح يبحث عن الحل في الدين. ولهذا كان شعار الإخوان المسلمين (الإسلام هو الحل) و (الفقهاء هم الخل) شعاراً رومانسياً أخّاذاً ولكنه ذكي. وضع الإصبع على الجرح العربي. وزاد كفر الشارع العربي بهذه الشعارات زيادة نسبة الفقر والبطالة الطاغية على الشارع العربي، والتي وجدت المليشيات الدينية المسلحة والأحزاب الدينية السياسية فيها حطباً صالحاً للوقود الديني السياسي، وأوراقاً رابحة في صناديق الاقتراع. وهذا ما جرى في الجزائر والعراق ومصر، واليوم في فلسطين كذلك. ولو اتيحت الحرية والديمقراطية في الانتخابات الأردنية والمغربية والتونسية والليبية واليمنية وغيرها، لكانت النتيجة نفسها.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي و-الملحمة- الكاريكاتيرية
- الأردن ليس استثناءً
- حزب الله: المفتاح في نزع السلاح
- حماس تواجه العالم
- الطريق الى القدس تمرُّ عبر صناديق الاقتراع
- ساحة للحرية بعمّان.. واو!
- سور العرب العظيم
- سوريا وإيران تشعلان النيران
- المليشيات الفلسطينية وحلف -فلسان- الثلاثي
- لماذا يريد العرب انسحاب امريكا من العراق؟
- ضياع العرب بين صدّام وخدّام
- لكي لا تحرثوا في البحر!
- لم يبقَ غير الرحيل يا عباس!
- قراءة أولية في الانتخابات العراقية
- وثيقة ارهابية جديدة مدموغة بخاتم الشرعية الدينية الأكاديمية
- العراق اليوم: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر
- كلام تافه في حريق الأرز!
- محاكمة صدام محك ديمقراطية العراق
- الإرهاب والفوضوية وجهان لعملة واحدة & رسالة مفتوحة إلى خادم ...
- بعد أن تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود العراقي & قراءة في ...


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - دور عرفات (صاحب الشنطة) في فوز حماس