أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - الطريق الى القدس تمرُّ عبر صناديق الاقتراع















المزيد.....

الطريق الى القدس تمرُّ عبر صناديق الاقتراع


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 10:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


-1-
جرت اليوم الانتخابات التشريعية الفلسطينية بعد عشر سنوات من تعطيلها من قبل الديكتاتورية الفلسطينية التي كان يمثلها ياسر عرفات، وتمثلها كذلك ديكتاتورية بنادق الفصائل الفلسطينية المسلحة. وكانت حجة من قام بتعطيل الانتخابات طيلة العشر سنوات الماضية من قبل الطرفين، هو أنه لا انتخابات تشريعية في ظل حراب الاحتلال. ومن هنا قاطعت كافة الفصائل الفلسطينية ما عدا فتح انتخابات 1996 وهي آخر انتخابات جرت منذ عشر سنوات. ولا شك أن ما أعاد الوعي السياسي للفلسطينيين المتمثل بأن لا علاقة للاحتلال باجراء الانتخابات، هو ما جرى في العراق في مطلع عام 2005، وما جرى كذلك من انتخابات تشريعية في منتصف ديسمبر من العام الماضي. وهكذا يصبح العراق هو المحتذى في العالم العربي، كما يصبح العراق هو النموذج العربي الحديث الذي يُسقط الأساطير ويزيل الأوهام ويحرق الشعارات الخشبية المتآكلة التي كانت تردد بغباء شديد، أن لا انتخابات في ظل الاحتلال، ونسينا أن اليابان وكوريا وألمانيا قد نهضت من جديد في ظل الاحتلال، وكتبت دستورها في ظل الاحتلال، وأجرت انتخاباتها في ظل الاحتلال. وما كان تعطيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية طوال هذه المدة إلا بسبب ديكتاتورية القائد الراحل، وبسبب تعنّت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس التي رفضت المشاركة في انتخابات 1996 بحجة أن هذه الانتخابات تجري تحت سقف اتفاقية أوسلو التي اعتبرتها حماس في ذلك الوقت "فطيسة"، وها هي حماس وباقي الفصائل الفلسطينية تشارك في هذه الانتخابات وفي ظل اتفاقية اوسلو ، وتزكم أنوفها برائحة هذه الفطيسة، وفي حماية جنود الاحتلال، وتحت حرابهم، فما الذي تغيّر وتبدّل؟

-2-

لم يتغير شيء في الواقع الفلسطيني يدفع كافة الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس لكي تشترك في هذه الانتخابات بدلاً من أن تترك الساحة الرمّاحة لفتح وحدها. ولكن الذي تغير هو حماس نفسها ومعها باقي الفصائل الفلسطينية الأخرى التي كانت مقاطعة للانتخابات السابقة. وكانت بعض مظاهر هذا التغير كالتالي:

1- أدركت حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة أن الزمن يجري لغير صالح هذه الفصائل إن هي استمرت على مقاطعتها للعمل السياسي الفلسطيني. فحماس التي كانت ترفض رفضاً تاماً المفاوضات مع اسرائيل تقبل اليوم كما أعلنت المفاوضات مع طرف ثالث. ونحن لا نفهم ما معنى أنها تقبل المفاوضات مع طرف ثالث. فهي شبيهة بالزوجة التي تشترط على زوجها استعمال الواقي أثناء المعاشرة الجنسية خوفاً من الحبل. فهي تريد المعاشرة الجنسية وترغب فيها ، ولكنها لا تريد الحمل!

2- أدركت حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة أن العمل المسلح ليس هو الطريق لبناء الدولة الفلسطينية حتى وان تحالفت مع حزب الله ومع سوريا وايران فيما أطلقنا عليه حزب "فلسان" الثلاثي في مقال سابق. وأن هذه التحالفات لا تبني الدول الفلسطينية. ولو كانت تبنيها لبنتها منذ نصف قرن. وأن معماريي وبنائي الدول الفلسطينية هما الاتحاد الأوروبي وأمريكا، بعد أن وعد الاتحاد السوفياتي ببنائها، ولكن أدركه الموت قبل أن يوفي بوعده. وأن عنتريات العرب التي سمعنا آخرها أمس من الغوغاء في افتتاح مؤتمر المحاميين العرب في دمشق، لا تتعدى أن تكون هواءً فاسداً يخرجه هؤلاء، فيزكمون به أنوف السياسة العربية، ويخرّبون بيتها كما سبق وخرّبوا بيتها في عهد عبد الناصر وصدام حسين، وكانوا سبباً في ضياع فلسطين، بحيث لم يتركوها إلا أشلاءً كما هي الآن.

3- أدركت حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة، أن ما أخذ بالقوة لا يُسترد بالقوة العربية المتهالكة الكاذبة، وخاصة في ظل المعادلات الإقليمية والدولية الجديدة. فلم يعد هناك اتحاد سوفياتي يملأ رؤوس السياسيين العرب بالقش السياسي، لكي يتحولوا إلى بغال سياسية تدور مغمضة الأعين حول ساقية بدون سُقيا.

4- أدركت حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة أن الواقعية السياسية التي اتبعتها اسرائيل لاقامة دولتها يجب أن يتبعها الفلسطينيون لاقامة دولتهم. فتقول أسطورة "الماسادا" اليهودية ، أن جماعة من اليهود هربت من القدس بعـد سقوطها في يد الرومان عام 70 ميلادية، ولجأت إلى الحصن (الماسادا) حيث استمرت في مقاومة الرومان ثلاث سنوات. وعندما ايقنت الجماعة خسارتها، عمد جميع أعضائها إلى الانتحار كي يحفظوا كرامتهم. وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة كانت وما زالت تعمل بالاستراتيجية التي تبناها الحماسيون اليهود (الزيلوت) بالقتال حتى الرمق الأخير دفاعاً عن القلعة (ماسادا) ضد الرومان، وتناسى هؤلاء أن أحفاد اليهود لم يقيموا الدولة اليهودية في فلسطين إلا لأنهم قطعوا مع "روح الماسادا"، وتبنوا استراتيجية واقعية. أما أحفاد "صلح الحديبية"، وهو النموذج المحمدي للسياسية الواقعية العقلانية التي تعترف بما هو واقع على الأرض، وتتجاوب معه، لا مع الخيالات والأساطير التاريخية، فقد تنكروا لروح "صلح الحديبية" لصالح "روح الماسادا". و"روح الماسادا" هي التي تبرر للفصائل الفلسطينية المسلحة ما تقوم به من أعمال انتحارية اعتبرها العالم ارهابية في الماضي والحاضر، وليس روح "صلح الحديبية".

-3-

اليوم شاركت كل فلسطين في الانتخابات التشريعية، من اليمين واليسار والوسط، بعدما أدرك الجميع أن الطريق إلى القدس تمر عبر صناديق الاقتراع وليس عبر فوهات البنادق التي لم تعد تصلح إلا للابتهاج في الأعراس. فالطرق التي كانت تمر عبر فوهات البنادق انتهى عصرها. كانت في الزمن الغابر أيام كان الواقع غير هذا الواقع. أما وقد تغير الواقع وتغيرت كافة المعادلات على الأرض فكان يجب على الفلسطينيين أن يتغيروا. وقد استجاب الفلسطينيون لروح التغيير أخيراً وجاءوا متأخرين للأسف الشديد. ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي. واقبلوا هذا الاقبال الشديد على الانتخابات، بعد أيقنوا أن الطريق إلى القدس لن تمر إلا عبر صناديق الاقتراع.

وهذا يوم مجيد في التاريخ الفلسطيني ، بحيث أصبح صندوق الاقتراع هو الَحكَم في الشأن الفلسطيني وليست البندقية. والمجلس التشريعي الفلسطيني الذي سيلتئم غداً هو المجلس الموحد بدلاً من المجالس الثورية القبلية التي كانت تُعقد تحت الأرض في الأزمنة الغابرة، والتي لم نقبض منها إلا الريح.

واليوم، ومع اشتراك كافة القوى الفلسطينية في الانتخابات التشريعية يضع الفلسطينيون أقدامهم على أول الطريق الصحيحة الى قدسهم، التي يحلمون.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساحة للحرية بعمّان.. واو!
- سور العرب العظيم
- سوريا وإيران تشعلان النيران
- المليشيات الفلسطينية وحلف -فلسان- الثلاثي
- لماذا يريد العرب انسحاب امريكا من العراق؟
- ضياع العرب بين صدّام وخدّام
- لكي لا تحرثوا في البحر!
- لم يبقَ غير الرحيل يا عباس!
- قراءة أولية في الانتخابات العراقية
- وثيقة ارهابية جديدة مدموغة بخاتم الشرعية الدينية الأكاديمية
- العراق اليوم: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر
- كلام تافه في حريق الأرز!
- محاكمة صدام محك ديمقراطية العراق
- الإرهاب والفوضوية وجهان لعملة واحدة & رسالة مفتوحة إلى خادم ...
- بعد أن تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود العراقي & قراءة في ...
- أزمة الأقليات في العالم العربي الى أين؟
- هؤلاء هم الارهابيون الحقيقيون يا جلالة الملك
- كيف يجب أن يكون الرد الأردني على الارهاب؟
- كيف انفجر بركان الارهاب في الأردن؟
- لكي لا ينبت الشوك في أيدينا!


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - الطريق الى القدس تمرُّ عبر صناديق الاقتراع