أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - محاكمة صدام محك ديمقراطية العراق














المزيد.....

محاكمة صدام محك ديمقراطية العراق


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 11:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-
منذ أكثر من عامين ونصف العام والعراق يقدم البراهين تلو البراهين الواقعية على الأرض العراقية، بأنه من أكثر البلدان العربية انفتاحاً على الحريات، ومن أكثر البلدان العربية تطبيقاً للديمقراطية. وما تمَّ في العراق من تطبيق الاستحقاقات الديمقراطية منذ فجر التاسع من نيسان/ابريل 2003 إلى الآن يحتاج إلى تطبيقه في أي بلد من البلدان العربية عشرات السنين.
لقد تحول العراق منذ فجر التاسع من نيسان/ابريل 2003 إلى الآن من دولة الظلام إلى دولة النور. ومن دولة الاضطهاد إلى دولة الحرية. ومن دولة الاستبداد إلى دولة العدالة. ومن دولة الخوف إلى دولة الشجاعة. ومن دولة الزعيم إلى زعامة الدولة. ومن دولة القائد إلى قيادة الدولة.
لم يعد في العراق زعيم أحد أوحد. أصبح الشعب العراقي هو الزعيم. وأصبح العراق كله هو الزعيم.
-2-
الأصوات التي تقول الآن داخل العراق وخارجه أن هناك مخالفات لحقوق الإنسان تُرتكب في السجون وخارج السجون تفوق ما ارتكبه نظام الطاغية صدام حسين أصوات على حق. فالشر لن ينتفي من المجتمع العراقي ولا من المجتمع الانساني. والعراق ما زال في حالة النقاهة السياسية حتى الآن. وربما تطول فترة النقاهة هذه إلى سنوات طويلة نتيجة للأمراض السياسية المستعصية التي تركها النظام البائد في الجسم العراقي المنهك من ويلات الاستبداد. ولكن المهم في العراق الجديد هو أنه تخلّى عن خوفه، وركب ظهر الشجاعة، واعترف باخطائه وأعلن عن مخالفات فظيعة لحقوق الإنسان. وهو ما لم يفعله أو يجرؤ عليه النظام البائد. وهذا هو الفرق بكل بساطة بين العهود الاستبدادية وعهود الحرية.
الشرور والجرائم تُرتكب في كل مكان وفي كل زمان وفي كل العهود على مدار التاريخ البشري. ولكن العبرة هو فضح مرتكبي هذه الشرور وهذه الجرائم وسوقهم إلى العدالة ومعاقبة مرتكبيها. وهذا هو الفرق بين عهود الاستبداد التي لا تُحاكِم ولا تُحاكَم، وبين عهود الحرية والديمقراطية التي تُحاكِم و تُحاكَم. وهذا هو الفرق الكبير بين الغرب الديمقراطي والشرق الاستبدادي.
-3-
في العراق اليوم، تجرى "محاكمة العصر" وهي محاكمة صدام حسين ورجال عهده. وهي محاكمة تتم لأول مرة في التاريخ العربي منذ 14 قرن، وقبل ظهور الإسلام، وبعد ظهور الإسلام. فرغم أن هناك حكاماً ارتكبوا من الجرائم في حق البشرية ما هو أفظع وأشنع مما ارتكبه صدام حسين ورجال عهده إلا أن أياً منهم لم يخضع للمحاكمة كما يخضع الآن صدام حسين ورجال عهده. وهي برأي معظم العراقيين والمراقبين خارج العراق من عرب وعجم محاكمة نزيهة وشريفة وعادلة. فليست العبرة بوجود أو عدم وجود جرائم في المجتمع، ولكن العبرة في اقامة العدالة لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم. وهذا ما يتم الآن في العراق في صورة محاكمة عهد صدام حسين، وفي صورة ما تم اكتشافه من جرائم التعذيب في وزارة الداخلية وغيرها، إن صحَّ وقوع مثل هذه الجرائم.
-4-
"العدل أساس المُلك"
شعار رفعته الدولة العربية الحديثة والدولة العربية القديمة. ولكن لا عدل حقيقياً طُبّق في الماضي، أو في الحاضر.
"العدل اساس المُلك"
شعار ذهبي كاذب على أرضية قماش سوداء، رفعته الدولة العربية الحديثة لغرض التزويق السياسي، ولتزيين الصالونات السياسية. وكانت الجرائم التي ترتكب تحت هذه اللوحة فظيعة وشنيعة، ولا أحد يجرؤ على فضحها أو المطالبة بالقصاص من مرتكبيها.
العراق اليوم يحوّل هذا الشعار وهذه اللوحة الذهبية إلى واقع ملموس، يشاهده القاصي والداني.
كان يمكن للعراق أن يُعلّق المشانق لصدام ورجال عهده في محاكمة صورية خلال 24 ساعة، كما كان يجري في السابق. فالشعب العراقي وأحرار العرب وأحرار العالم حكموا على صدام وعهده بالموت قبل قيام هذه المحكمة، نتيجة لما اقترفه من جرائم شاهدة للعيان، لا مجال لاحضار شهود عليها. ولكن ديمقراطية العراق الجديد أرادت أن يكون العراق دولة عصرية حديثة تحترم حقوق الإنسان وحقه في الدفاع عن نفسه. فأقامت له "محكمة العصر"، بل ورحبت بمئات المحامين لكي يدافعوا عن صدام ورجال عهده.
فأين حصل هذا في العالم العربي منذ قرون طويلة؟
ومتى شاهدنا مشهد العدالة العربي النادر هذا، وأين؟
جاء رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي السابق، ونجيب النعيمي وزير العدل القطري السابق و"الوجه السياسي" لتنظيم "القاعدة" – كما يعلن عن نفسه بكل وقاحة وصلافة – ومجموعة من المحامين العرب من مختلف الجنسيات، ومن ورائهم كان الإعتام العربي الظلامي القومجي والديني.. كل هؤلاء قاموا للدفاع عن صدام ورجال عهده، في ظل هستيريا عربية مجنونة، تريد أن تُدخل الشيطان الجنة، وتتهم الذئب بدم يوسف.
فكيف كان سيُسمح بكل هذا لولا أن العراق الجديد هو عراق الحرية والديمقراطية؟
نعم، إن محاكمة صدام حسين على هذا النحو من العلانية والنـزاهة والشفافية رغم الظروف الأمنية القاسية التي تحيط بها من كل جانب، ورغم الهجمة الإعتامية الظلامية الإعلامية العربية، ورغم وقاحة وقلة أدب المتهمين المجرمين وتحدياتهم للعدالة العراقية، التي لولا الحكم الديمقراطي القائم الآن لكان هؤلاء المجرمون في خبر كان الآن، كما كان يتم في عهود الاستبداد والطغيان العربية داخل العراق وخارجه في الماضي والحاضر.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والفوضوية وجهان لعملة واحدة & رسالة مفتوحة إلى خادم ...
- بعد أن تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود العراقي & قراءة في ...
- أزمة الأقليات في العالم العربي الى أين؟
- هؤلاء هم الارهابيون الحقيقيون يا جلالة الملك
- كيف يجب أن يكون الرد الأردني على الارهاب؟
- كيف انفجر بركان الارهاب في الأردن؟
- لكي لا ينبت الشوك في أيدينا!
- هل سيكرر العرب أخطاء الطفرة الأولى؟
- ماذا سيفعل العرب بكل هذا الذهب؟ 4/2
- ماذا سيفعل العرب بكل هذا الذهب؟!
- المعاني الكبيرة لإقرار الدستور العراقي
- أخطأ موسى، فالعراق هو شبكة أمان العرب!
- واجبنا تجاه اعلان المعارضة السورية
- اليوم يرسم العراقيون مستقبلهم
- ماذا لو قال العراقيون -لا- للدستور؟
- ورغم هذا، فالعراق بألف خير !
- ميلاد شعب عظيم
- عار المثقفين العرب في العراق
- هل الإرهاب ضرورة تاريخية للتغيير؟
- القرار 1626انتصار لبيان الليبراليين


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - محاكمة صدام محك ديمقراطية العراق