أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - هل الإرهاب ضرورة تاريخية للتغيير؟















المزيد.....

هل الإرهاب ضرورة تاريخية للتغيير؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-1-
لا شك أن تصاعد موجات الإرهاب في العامين الماضيين قد أقلق العالم كله، ووضع العالم في حالة الإنذار المبكر، كما وضع العالم العربي فوق سطح صفيح ساخن.

فهل كنا بحاجة إلى كل هذا الإرهاب، والى أن نُوضع فوق سطح صفيح ساخن، كي نستفيق من النوم الطويل الذي كان يغرق فيه العالم العربي، وهو ما يُسمّى بـ "نوم الَخبَل"؛ أي النوم غير الصحي الذي يلجأ إليه من أثقلته الهموم، ونزلت به الكوارث، هروباً من التفكير بهذه الهموم، أو التصدي لهذه الكوارث؟

وهل كان العالم العربي بحاجة إلى كل هذا الإرهاب لكي يدرك ضرورة المرحلة التاريخية التي يعيشها الآن، والتي تتغير فيها القيم السياسية العربية، وتتبدل القيم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية العربية؟

وهل كان العالم العربي لا ينتظر ابداً ، ولا يتوقع مطلقاً أن ترتفع وتيرة الإرهاب في العالم العربي إلى هذا الحد الذي نراه الآن، حتى ولو لم يكن هناك ما عُرف بـ "العُربان الأفغان" أو "غُربان الشيطان"، وحتى لو لم ترتكب اسرائيل مجازرها في غزة والضفة الغربية، وحتى ولو لم يسقط واحد من الأنظمة الديكتاتورية العاتية في العالم العربي؟

وهل كان العالم العربي لا ينتظر أبداً ، ولا يتوقع مطلقاً أن ترتفع وتيرة الإرهاب في العالم العربي على هذا النحو الذي نراه الآن، حتى ولو لم تصبح القوات الأمريكية على حدود سوريا وإيران والسعودية والأردن والكويت، بحيث أصبح الكون الأمريكي بكل قيمه وخطاباته أقرب إلى العرب من العرب أنفسهم؟

ثم لماذا كل هذا العجب وهذا الاستغراب وهذا الشعور بالمفاجأة من ازدياد حدة وتيرة الإرهاب في العالم العربي، والعالم العربي منذ عشيات الاستقلال (لم يكن هناك استقلال بقدر ما كان هناك انسحاب للقوات الأجنبية، واعادة انتشار لها. وظل العالم العربي منذ ذلك التاريخ وإلى الآن موثوق بالعجلة الغربية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً) 1943 وحتى الآن، وهو يعيش ويتعايش مع "الإرهاب الجميل" أو "الإرهاب الرسمي"؛ أي إرهاب الدولة التسلطية الاستبدادية لمواطنيها؟

ألم يكن إرهاب الدولة العربية المستقلة حديثاً ذات النظام البوليسي والقاتلة لأبنائها والملتهمة لأطفالها، هو الإرهاب المُقنَّع بعينه؟

فإرهاب الأفراد والجماعات لا يختلف عن إرهاب الحكومات، بل هو أسوأ منها، حيث يقود إلى التعاطف الزائف معه، كما قال المهاتما غاندي (جريدة الهند الفتية، 1924).

أليس إرهاب الدولة العربية التسلطية الذي بدأ بعد عشيات الاستقلال، وتولى فيه الجلادون الحكم (الذين يظهرون اليوم بمظهر ضحايا المؤامرة الأمريكية والغربية ) في العالم العربي هو الإرهاب بعينه ؟

يقول عالم السياسة حنّه آرندت في كتابه (في العنف، 1970) أن "موجات الإرهاب تصل إلى أعلى درجاتها عندما تبدأ الدولة البوليسية تلتهم أطفالها، وعندما يصبح جلاد البارحة ضحية اليوم".

ألم يصبح صدام حسين - مثالاً لا حصراً- جلاد الأمس، ضحية اليوم في مرآة حزب البعث والأصوليين الإرهابيين من العرب والعجم؟ ويؤيد هذا، الروائي جوزيف كونراد في روايته الشهيرة (المخبر السري، 1907) بقوله "الإرهابي ورجل البوليس جاءا من سلة واحدة". ولعل بعض أجزاء من العالم العربي تذكرنا بما كان يسود من أنظمة سياسية عسكرية ديكتاتورية في امريكا اللاتينية، وخاصة في الارجنتين حيث كان الإرهابيون بملابس عسكرية، حالهم كحال بعض الحكام العرب كما يقول لنا ستيفن كنـزار في كتابه (عذاب الارجنتين، 1978).

ألم يحفظ الديكتاتوريون العرب قول هتلر في (صوت التدمير، 1940) من أن الإرهاب أقوى سلاح سياسي. ومن أنه لن يسمح للرايخ الثالث بالزوال لأن مجموعة من الأغبياء تنتقد الإرهاب؟

ألم يحفظ الديكتاتوريون العرب قول موسوليني الفاشي في خطاب له 13/12/1914، بأن "الدم وحده هو الذي يدير عجلات التاريخ"؟

-2-



كان لا بُدَّ من أن يظهر الإرهاب في العالم العربي على هذا النحو الذي نشهده الآن، بل كان من المنتظر أن يظهر أشد قسوة وشراسة!

فالإرهاب ليس هو المشكلة، ولكنه نتيجة لمشكلة.

ومشكلة العالم العربي بعد الاستقلال كانت (حُكم الاستغلال).

ولقد كان الإرهاب قائماً في الجسم العربي كالفيروس الذي يحتاج إلى بيئة مناسبة لكي يظهر ويطفح كبثور الحُصبة على الجسم العربي. والفيروس هو الضعيف القوي. فالإرهاب هو سلاح الضعفاء وليس سلاح الأقوياء،كما قال المهاتما غاندي (جريدة الهند الفتية، 1920). وأن هذا الفيروس كان في بيات طوال الفترة السابقة منذ عشيات الاستقلال حتى الآن، وتولي أبطال الاستغلال بعد الاستقلال الحكم في أجزاء من العالم العربي. وتكوّنت فايروسات هذا الإرهاب الذي كان ليس نتاجاً للقوة، ولكنه دليل على غياب القوة، كما يقول رالف اندرسون. وغياب القوة هذا - الذي اتاح لفيروسات الإرهاب بالظهور كالطفح الجلدي في العالم العربي على هذا النحو الذي نشهده الآن - هو غياب قوة العدالة، وغياب قوة الديمقراطية، وغياب قوة الثقافة، وغياب قوة القيم الإنسانية، وغياب قوة التغيير. فيما اعتبر البعض أن الإرهاب هو التغيير، وهذا صحيح. ولكن هذا الإرهاب يمكن أن يغير العالم العربي إلى عالم أكثر عنفاً مما مضى. لقد سبق لمارك توين أن صنّف الإرهاب إلى نوعين : النوع الأول، يرتكب الجريمة بالعواطف الجياشة حوله. والنوع الثاني، يرتكب الجريمة بدم بارد. والإرهاب الموجود في العالم العربي الآن هو من النوع الأول الذي يرتكب الجرائم بعواطف جياشة يبديها الإعلام العربي والكتّاب العرب ورجال الدين العرب والسياسيون العرب. وتكون هذه العواطف الجياشة مصحوبة بالدعاء إلى الله أن يبارك الإرهابيين ويسدد خطاهم. فهل بعد هذه الأمراض في العالم العربي من أمراض فتاكة أخرى يمكن أن تصيب جسم أمة من الأمم في مطلع الألفية الثالثة، وفي عصر الانترنت والعولمة والعَلمانية وغزو الفضاء وانهيار الديكتاتوريات العربية والغربية، وانتهاء الحرب الباردة.. الخ؟

ويجب أن لا يغيب عن بالنا بأن الإرهاب في معظمه انجاز عربي بكل فخر واعتزاز. وأن كثيراً من الكتاب والمثقفين العرب يعتبرون الإرهاب وضحاياه أهم ما أنجزه العرب وقدموه للعالم في النصف الثاني من القرن، ومطلع القرن الحادي والعشرين.

-3-



الإرهاب، ككل كارثة سياسية أو طبيعية أو عسكرية في العالم، حلّت بالشعوب على مرِّ التاريخ، فأيقظت بعضها ممن كان ينتظر الفجر بفارغ الصبر، ولم تستطع ايقاظ البعض الآخر ممن كان نومه ثقيلاً وسباته عميقاً وشخيره عالياً. فالقنبلة النووية مثلاً التي ألقتها أمريكا في 6/8/1945 على هيروشيما لكي ترهب بها الشعب الياباني وقوته العسكرية، أيقظت الشعب الياباني من سباته العميق، في ليل العسكرتاريا الطويل والحالك، وجعلته يفكر جيداً بما عليه أن يفعل في المستقبل. والنكبة الفلسطينية مثلاً، وإرهاب "الهيجاناه" الإسرائيلية ومنظمة "شتيرن" والجيش الإسرائيلي، وما تبعها من حروب دامية مع اسرائيل وعلى رأسها حرب 1967.. كل هذه النكبات التي حلّت بالعالم العربي منذ أكثر من نصف قرن لم تستطع ايقاظ الشعب العربي من سباته الطويل، وتضع أمام ناظريه التغيرات السياسية والدولية التي حدثت في العالم، وضرورة الاستجابة لها.

فهل يمكن للإرهاب الدائر الآن في العالم العربي، والنابع منه، والمُصدَّر إلى العالم بمباركة بعض فقهاء الدين وبأختامهم الشرعية، أن يكون المؤذِّن الذي يؤذِّن لصلاة فجر الحرية والديمقراطية والتغيير في العالم العربي؟

معظم راصدي وقارئي ومحللي التاريخ الانساني، قالوا بأن التغيرات المهمة في العالم كان وراءها العنف (هنري كيسنجر في كتابه "الديبلوماسية" 1994). وكان الدم هو الزيت المضيء لفجر الأمم، كما كان يعتقد كثير من الساسة وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي روزفلت الذي كان يقول في رسالة لصديقه نشرها كيسنجر في كتابه :"لو خُيّرت بين الدم والحديد أو الماء والحليب، لاخترت الدم والحديد. فهما ليسا خيراً للأمة ولكن للعالم على المدى البعيد". كما يؤكد بعض القادة التاريخيين كالزعيم الصيني ماوتسي تونغ، بأن التجربة التاريخية كُتبت بالحديد والدم.

كتب المناضل والمفكر المارتينيكي- الجزائري فرانز فانون في كتابـه الشهير (المعذبون في الأرض، 1961) يقول: "العنف هو القوة المطهرة التي تحرر المواطن من عقدة الخوف واليأس والسلبية". وقد رأينا صدق هذا الكلام على أرض الواقع في العراق في يناير 2005 أثناء الانتخابات التشريعية حين نزل إلى الشارع العراقي ثمانية ملايين ناخب، يتحدون الخوف والموت واليأس والإرهاب، واقترعوا لاختيار نواب الجمعية الوطنية العراقية التي كتبت دستور العراق الجديد. كما رأينا ذلك في لبنان في 14/3/2005 في ساحة الشهداء في بيروت، عندما تجمّع أكثر من مليون شاب وفتاة يطالبون بانسحاب القوات السورية من بلادهم، وبكشف قتلة الحريري واقامة حكم ديمقراطي وتشريع قانون انتخابات جديد، رغم كل العنف والارهاب والقتل الذي مارسته القوات السورية وحلفاؤها في لبنان طيلة 29 عاماً.

فهل تكون مرحلة الإرهاب الآن هي المَطْهر Purgatory العربي ، الذي سيغسل آثام العرب في الماضي والحاضر وينقّيهم، وينقلهم من المرحلة المتوسطة بين البداوة والحضارة التي هم فيها الآن، إلى مرحلة الحضارة والتحضر، ليس باللباس والشراب واستعمال منجزات الصناعة الغربية، ولكن بالقيم والسلوك والتطبيق، وبفهم ماذا تغير في العالم، وكيف يجب علينا أن نعيش وأن نتعايش مع المجتمع الدولي؟

وهل سيكون الارهاب القائم في العالم العربي، بمثابة القنبلة النووية الدينية الأصولية التي ألقاها العرب على أنفسهم، حين لم يجدوا من يلقيها عليهم، كما فعلت امريكا باليابان 1945 ، لكي يصحوا النيام من سباتهم العميق، وقد فاتتهم قطارات كثيرة أهمها قطار الإصلاح السياسي والحداثة والإصلاح الاجتماعي والسلام.. الخ؟

فهل يصدق علينا قول المصلح الديني مارتن لوثر في القرن السادس عشر من أن لا تاريخ جديداً يُبنى بدون دم. وأن السيف المدني يجب أن يكون أحمر دموياً؟

وهل تغيّر العرب في القرن السابع وانتقلوا تلك النقلة أو القفزة التاريخية الكبيرة من قبائل شتى إلى أمة موحدة، تطورت إلى أن أصبحت امبراطورية عظمى بغير السيف والدم؟

وهل يدفع العراق اليوم حساب تكلفة الفجر العربي الجديد المنتظر نيابة عن الأمة العربية؟

[email protected]



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 1626انتصار لبيان الليبراليين
- كيف سيَمْكُرُ تاريخُ العربِ بنابليون الأمريكي؟
- خُرافة علاقة الإرهاب بالتعليم الديني!
- هل ستصبح الفيدرالية العراقية نموذجاً عربياً يُحتذى؟
- تهافت المعارضة الدينية الأردنية
- النوابُ اليومَ والشعبُ غداً
- السُنَّة والفيدرالية والدستور العراقي
- مكاييل الأردنيين شارعاً وإعلاماً
- عندما يرفضُ الملكُ مصافحةَ رعاياه!
- ما هو مستقبل الهاشميين في الأردن؟
- هل سيصبح الأردن النموذج الديمقراطي العربي؟
- ثقوب في -الشورت- الديمقراطي الأردني
- لماذا لم يُفتِ أحد بقتل ابن لادن حتى الآن؟
- الدستور العراقي ومسؤولية الليبراليين
- وباء الديكتاتوريات يلتهم المليارات
- كيف سيثأر العرب لقتلاهم؟
- كفى ضحكاً على ذقون الفلسطينيين
- العرب وصمت القبور !
- هل يريد الأصوليون حقاً قتل القمني، ولماذا؟
- سيّد القمني: بئس المفكر الجبان أنت!


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - هل الإرهاب ضرورة تاريخية للتغيير؟