تجليات الجنون(رواية) -4-

ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 5590 - 2017 / 7 / 24 - 11:49
المحور: الادب والفن
    

-4-
فتحت الحاسوب فإذا بي أعثر على دعوة صداقة من خولة.
غرّد قلبي.
وجدتها على الماسينجر فتدفقت الكلمات بيننا كالأنهار محملّة بالشوق.
- خولة. اشتقت لك حبيبتي.
= أنا أكثر ريتاي.
- وينك هلأ.
= عدنا للوطن. نحن في بيت لحم الآن. استأجرنا شقة.
- تعالي عندي. أنا انتقلت للإقامة في حيفا منذ انفصلت عن خالد.
= التصاريح تحكم.. ريتاي.
- ههههه ... تسللوا.
= هههه بهالعُمُر! عشان نِنْطَخّ!
- سلامة قلبك حبيبتي.
= فارس متسلل من دار أبوه. أنا اللي باكُل هَوا.
- اطلبي تصريح.
= طلبنا. إجا لفارس وأنا لأ.
- عندي ندوة في القدس قريبا. سترافقني المطربة هويدا نمر لتُغَنّي من قصائدي. تعالي.
= أوه! إغراءات رائعة! يعني انتِ تقتليني!
-آه.. بدي تيجي.
= أنا خِطرة ع دولتكم.
- هههههه...ليه ايه عاملة؟
= أنا عارفة! إسأليهم!
- يعني فارس اللي كان سجين أمني أعطوه تصريح وانت اللي ملفك الأمني نظيف ما أعطوكِ. غريب والله!
= اسمعي ريتاي. في صديق لفارس من الداخل حكى لنا قدّموا ع تصريح وأنا بتدّخَل. لعله خير.
- دولتنا العظيمة بتخاف حتّى مِن حفيف الشّجر.
= شايفة!
-كلّ شي هون بدو واسطة. جربي تيجي ع حيفا لتقيمي عندي.
= ريتا.. لا تِفَقِّعِينِي!
- خولتي...
= لما نحصل ع تصريح.. مش بَس بنيجي عندك. بنصير مواطنين كمان. بنحتل جزء . نقيم فيه طاولة رمل.
- احلمي خولة.
= هَيْنِي بَحلَم.
- لن يتحقق الحلم إلاّ اذا بدأت تحلميه.
= آآآخ! من يوم ما تزوَّجِتْ فارس وأنا وهو نحلم نفوت جُوَّة وما نِطْلَعْ لأنه مُستقبلنا في الرَّمل. طلعة التصريح بدها حفلة.
- تيجي نحلم؟
= هَيْنا بنحلم.
- وين بتحبي تعيشي في الداخل؟-
= حيفا. أكيد. لو بِصِحِّلي عندك.. نكون جارات..أوه! أَلِفْ..أَلِفْ. فارس بحبّ عكا.
- احلمي. لما بتبدي تحلمي.. بتبدي تخططي.. الكُون ببدا يستَجيب.
= بنترك فارس في عكا وبنهرب لحيفا. وأنا وانت بنلاقي سيناريوهات نكتبها .
- عكا رُبع ساعة عَنّي.
= يعني فارس بغيب رُبع ساعة؟ ما بنفع. بدي يغيب فترة عشان أعرف أكتب عن فراقه ووجع غيابه والعيد بدونه.
- أنا مثل ما كتبت في روايتي الأولى.. القصيدة المُتوَحِشة: لم يَعُد الرَجُل مِحْوَر حياتي. بينما إنتِ كما كتبتِ في رسالتك.. مُنصهرة في بوتقة العشق.
= أها.
- ذايبة في فارس.
= مهو بنكمل بعض..
-غياب الرَجُل عن حياتي لم يَعُد يُوْجِعنِي.
= يمكن أتلاشى جُواتُه..
- أحقق ذاتي لوحدي.
= ياه ريتا ! الله يخليكي لا تحكي هيك. بدها صَبِر المسألة. لا تفقدي الأمل.
- لم ألتقِ بخالد منذ افترقنا. لا أعرف عنه أي شيء. أحيانا يأخذني الحنين إليه. لكنني أستيقظ على ذاكرة مُجهضة بسبب غيرته الحمقاء التي شَوَّهَتْ كرامتي ونتفتْ ريش كبريائي.
= خالد بحبك يا ريتا. أعطيه مجال للتغيير الايجابي.
- انسيه.
يا عاشقة يا مجنونة..يا بخت فارس فيكِ.
= طُقِّي ع الخَشَب. تَرَى إحنا كَمَان مِش مصدّقين. كأننا نعيش حُلُم.
- الله يحميكوا ويخليكوا لبعض.
= حياتنا بَلَشَتْ هيك.. صُدْفِة قَدَر.
- انتِ قلتِ في رسالتك إنّك كنتِ بحاجة لهُ وهو لَكِ.
= أكيد. ولا زِلْنا.
- التقيتما عند نضوج شخصية كليكُما.
= نعم م م
- هذا سِرّ نجاح العلاقة.
= إنتِ على حَقّ. برضو فارس بنْحَبّ.
- فارس شخصيّة واعية مثلك تماما. وسيم.. ذكي.. أصيل..
= يسعدِكْ رَبِّي.
- لا تغاري!
= والله بيني وبينك.. حرّكتِ نيران الغيرة.. بدي أشَغِّل مدافِع وأقصِف...
- هههههه... أهم صفة لفارس هي كونه أصيل.
= حبيبتي.
- أنا ما بهون عليكِ خولتي. بالنسبة لي فارس هو خولة وخولة هي فارس.
= والله لما تِصَلْ عند زوجي يفنى الكُون. شايفة اللبؤة..بصير لبؤة .. بخَرْمِش..
- مجنونتي الجميلة!
فجأة.. أبرَقََ وجه خالد أمامي. سمعته يهمس بحنانه المعهود:
مجنونتي الجميلة.
انهمرتْ دمعتان من عَيني.
حاولتُ أن أستعيد هدوئي النّفسي. قلت:
- بدي أروح ع البحر. يلا خولتي تعالي.
= يا ريت والله. نفسي أشوف بحر حيفا!
- شوفيه من خلالي..خولتي. انتِ في قلبي. وين ما بروح.. بتشوفي الأماكن من خلالي.
= حبيبتي. أرسلي لي صور للبحر والمحارات أرجوكِ؟
- حاضر.
الى اللقاء حبيبتي.
= إلى اللقاء ريتاي.
كوني الفَرَح.
تحياتي.

#ريتا_عودة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل